مشروبات الطاقة: ماذا تحتوي وهل تمثل خطراً على صحتك؟

مشروبات الطاقة: ماذا تحتوي وهل تمثل خطراً على صحتك؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ New Africa

منعشة ومنشطة وغالباً ما تكون بديلاً أكثر فاعلية لليقظة والنشاط من القهوة والشاي، إنها مشروبات الطاقة. هي مشروبات تمنح دفقاً قوياً من الطاقة لزيادة القدرة على التحمل وتنشيط الاستجابة، لأنها تحتوي على الكافيين، إلّا أنه ليس المكون الوحيد فيها، غالباً ما تعتمد مكونات المشروب على الشركة المُصنّعة، ووفقاً للحدود القصوى التي تسمح بها التشريعات. فما هذه المكونات ومَا مدى صحتها؟

ما هي مشروبات الطاقة؟

مشروبات الطاقة هي مشروبات غير كحولية وظيفية، تتكون من مزيج من المواد ذات التأثير الفيزيولوجي أو القيمة الغذائية. بشكلٍ عام تزيد هذه المكونات من القدرة على التحمل وتحسّن الأداء البدني، وتعزز اليقظة العقلية على المدى القصير.

تختلف هذه المشروبات عن المشروبات الرياضية التي تُستخدم لتعويض جسم الرياضي بالماء والشوارد في أثناء النشاط البدني أو بعده، كما تختلف عن القهوة والمشروبات الغازية بكمية الكافيين، حيث تحتوي القهوة على كمية كافيين أقل نسبياً من المشروبات الغازية.

في المقابل قد تعتبر مكملات غذائية لأنها تحتوي على إضافات غذائية كالأحماض الأمينية والفيتامينات.

اقرأ أيضاً: ما الذي يحويه مشروبك المفضّل؟ المكونات الخفية للمشروبات الغازية

مكونات مشروب الطاقة

تمتاز مشروبات الطاقة بما يُعرف بـ "مزيج الطاقة"، وهو مزيج من الكافيين والتورين والغلوكورونولاكتون والغرانا ومجموعة فيتامينات B، بنسب تتفاوت باختلاف الشركات المُصنّعة. وبشكلٍ عام، حددت الدراسة المنشورة في دورية مايو كلينك بروسيدينغز (Mayo Clinic Proceedings) مكونات مشروبات الطاقة كما يلي:

الكافيين

مادة منبهة تؤثّر في نشاط مسارات التحكم في الخلايا العصبية بالجهاز العصبي المركزي المحيطي، ويرفع ضغط الدم وضربات القلب. تحتوي مشروبات الطاقة على كمية تتراوح بين 70-200 مليغراماً من الكافيين لكل 470 مليلتراً من شراب الطاقة. 

التورين

هو حمض أميني يتضمن الكبريت، وتحتوي مشروبات الطاقة على كمية منه تتراوح بين 2000-3000 مليغرام في كل عبوة (470 مليلتراً).

غلوكورونولاكتون

مادة طبيعية ينتجها الجسم بكميات صغيرة. وبشكلٍ عام يمكن أن تحتوي عبوة مشروبات الطاقة نحو 1200 مليغرام.

فيتامينات B

هي مجموعة من الفيتامينات المطلوبة لعمل إنزيمات وظيفية في الخلية، فنظراً لأن مشروبات الطاقة تحتوي على السكر في المضاف بكميات كبيرة، لذا يحتاج الجسم إلى كميات كبيرة من هذه الفيتامينات لتحويله إلى طاقة وتحريرها. من هذه الفيتامينات:

  • الثيامين (فيتامين B1)
  • الريبوفلافين (فيتامين B2).
  • النياسين (فيتامين B3).
  • حمض البانتوثنيك (فيتامين B5).
  • البيريدوكسين (فيتامين B6).
  • البيوتين (فيتامين B7).
  • سيانوكوبالامين (فيتامين B12).

الغرنا

مستخلص بذور نبات الغرنا الاستوائي (Paullinia cupana)، التي تحتوي على الكافيين أكثر من أي نبات في العالم، بالإضافة إلى بعض المنشطات مثل الثيوبرومين والثيوفيلين.

الجينسنغ

أحد المكملات العشبية التي قد تزيد من مستويات الطاقة وتحسّن الذاكرة وتخفف التوتر عن طريق تحفيز الغدد تحت المهاد والغدة النخامية لإفراز الكورتيكوتروبين وهو الهرمون المنشط لقشرة الكظرية.

الجنكة بيلوبا

مستخلص أوراق شجرة الجنكة الصينية التي يعتقد أنها تحارب التعب الذهني وتحسّن الذاكرة.

الكارنتين

حمض أميني يتكون في الكبد والكلى، مهمته تحفيز التمثيل الغذائي للدهون، ويعزز القدرة على تحمل والتعافي من التمارين الشاقة. إلّا أن غرامين منه كافيان لوصول الجسم لحالة التشبع، أي لا فائدة بعد هذا الحد من الكميات الإضافية.

السكريات

السكر هو المكون الرئيسي في مشروبات الطاقة. غالباً ما تحتوي مشروبات الطاقة على محليات مثل شراب الذرة عالي الفركتوز أو السكروز. تحتوي العبوة النظامية من مشروب الطاقة (470 مليلتراً) على نحو 40-62 غراماً من السكريات. 

اقرأ أيضاً: ما تحتاج إلى معرفته حول القيمة الغذائية للعصائر الجاهزة والعناصر المخفية فيها

المحليات الصناعية

نظراً للمحتوى العالي من السعرات الحرارية في مشروبات الطاقة المحلاة بالسكر، لجأت عدة علامات تجارية لإصدار أنواع خالية من السكر وتحتوي على محليات صناعية، مثل:

  • الأسبارتام.
  • السكرالوز.
  • أسيسلفام البوتاسيوم.
  • بعض السكريات الكحولية.

اقرأ أيضاً: المُحلّيات الصناعية لن تساعدك على إنقاص الوزن

المواد الحافظة لمشروبات الطاقة 

تمنح المواد الحافظة لمشروبات الطاقة مدة صلاحية أطول، مثل:

  • بنزوات الصوديوم.
  • سوربات البوتاسيوم.
  • حمض البنزويك.
  • حمض السوربيك.
  • الكالسيوم ثنائي الصوديوم.

مكونات أخرى

قد يحتوي مشروب الطاقة على مكونات حيوية أخرى، لتحسين القوام واللون، مثل:

  • حمض الستريك: مادة حافظة وتضيف طعماً حامضاً.
  • سترات الصوديوم: منظم الحموضة.
  • لون الكراميل.
  • هيكساميتافوسفات الصوديوم: مستحلب.
  • الصمغ العربي: مثبت.
  • ملونات صناعية.

اقرأ أيضاً: دراسة: الملونات الصناعية قد تسبب سرطان القولون والمستقيم

مخاطر مشروبات الطاقة

على الرغم من شعبيتها، فقد ارتبطت مشروبات الطاقة بالعديد من المشكلات الصحية، مثل:

  • يسبب الكافيين تأثيرات ضارة عندما تتجاوز الكمية المتناولة منه 200 مليغرام في اليوم، مثل الأرق والصداع وعدم انتظام ضربات القلب والغثيان.
  • يرتبط الجينسنغ ببعض المخاطر مثل:
    • انخفاض ضغط الدم.
    • وذمة.
    • خفقان القلب.
    •  التهاب الشرايين الدماغية.
    • الصداع.
    • الأرق.
    • النزيف المهبلي.
    • انقطاع الطمث.
    • ألم الثدي.
    • موت الأطفال حديثي الولادة.
  • يرتبط استهلاك السكريات البسيطة المتواصل في مشروبات الطاقة بتطور السمنة ومقاومة الإنسولين.  تزيد خلايا بيتا في البنكرياس من إفراز الإنسولين استجابة لهذا الانخفاض في حساسية الإنسولين. بمرور الوقت، تصبح خلايا بيتا غير قادرة على إفراز كمية كافية من الإنسولين للحفاظ على مستويات السكر في الدم الطبيعية، ما يؤدي إلى تطور مرض السكري.
  • يمكن للجمع بين مشروبات الطاقة والكحول أن يزيد من تأثير الكحول لوحده، وقد يعود ذلك لقدرة مشروبات الطاقة على زيادة اليقظة التي تخفي علامات السكر، ما يدفع الفرد للاعتقاد بأنه يمكنه تناول المزيد من الكحول. علاوة على ذلك، ارتبط الاستهلاك العالي من مزيج مشروبات الطاقة مع الكحول بمشكلات قلبية وعائية ونفسية وعصبية ضارة ومميتة.

اقرأ أيضاً: السكر يقتل: وجهُ السكر الأشدُ مرارة!

إذاً، على الرغم من اختلاف مكونات مشروبات الطاقة اختلافاً كبيراً بين الشركات المُصنّعة، فإنها قد تكون ضارة وخاصة مع الاستهلاك المنتظم. لذا من المهم أن تستهلك هذه المشروبات باعتدال، وأن تضع في اعتبارك الآثار السلبية المحتملة التي يمكن أن تحدثها على صحتك.