رجل أعمال أميركي ينفق مليوني دولار على نظامه الغذائي للبقاء شاباً

لو امتلكت المال، كم كنت ستدفع لتعيش لفترة أطول؟ أو لنقل مَن لا يريد أن يعيش مدة أطول بصحة أفضل؟ ومَن لا يتمنى أن يبدو أصغر سناً وأن يشعر بطاقة أكبر وألا تظهر عليه التجاعيد؟ لنواجه الحقيقة، نحن مهووسون بالحياة، ولا ملامة في ذلك، فالحياة عزيزة. ومع ذلك، قد يكون البعض أكثر هوساً.

على الرغم من أن الكثيرين مستعدون لبذل النفيس من أجل إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وإعادة صحتهم كما كانت في الشباب، فإن بعضهم أو لنقل واحداً منهم يبلغ من العمر 45 عاماً يدفع 2 مليون دولار سنوياً ليعيد صحته كما كانت في سن الـ 18. فما قصة هذا المليونير وما نظامه الغذائي وروتينه اليومي اللذان منحاه قلب رجل في 37 من العمر، وبشرة رجل في الـ 28، وقدرة رئوية ولياقة بدنية لشاب في الـ 18؟

مَن هو المليونير الذي يحاول خداع الموت؟

براين جونسون (Bryan Johnson) هو مطور برمجيات ورائد أعمال أميركي، جمع ثروته الطائلة في الثلاثينيات من عمره عندما باع شركته برينتري بيمنت (Braintree payment) الخاصة بمعالجة المدفوعات إلى شركة إي باي (EBay) بمبلغ 800 مليون دولار أميركي. وقد أسس جونسون لاحقاً شركة كيرنيل (Kernel) التي تعمل على تطوير خوذ تحلل نشاط الدماغ لمعرفة المزيد عن عمل الدماغ الداخلي، وتحديد تأثير التأمل والتدخلات الصيدلانية على الألم المزمن، وتتراوح قيمة الخوذة الواحدة نحو 50 ألف دولار أميركي.

وقد بدأ اهتمام جونسون بالشباب الأبدي نتيجة تدهور حالته الصحية والعقلية قبل أن يبيع شركته السابقة إلى إي باي، حيث قال لوكالة بلومبيرغ نيوز إنه كان يعاني زيادة في الوزن والاكتئاب وشبه الانتحار، نتيجة لتراكم التوتر والعمل لساعات طويلة. أما الآن، فهو يطمح لأن يجعل جميع أعضائه الرئيسية مثل الدماغ والكبد والكلى والأسنان والجلد والشعر والقضيب والمستقيم تعمل كما لو كان في أواخر سن المراهقة.

ما النظام الغذائي والروتين اليومي اللذان سيحققان أحلام هذا المليونير؟

لتحقيق ما يصبو إليه، وظّف جونسون فريقاً من 30 طبيباً وخبيراً صحياً يراقبون كل وظائفه الحيوية، تحت إشراف طبيب الطب التجديدي أوليفر زولمان (Olivar Zolman) البالغ من العمر 29 عاماً، واتبع مبادرة تُدعى مشروع بلوبرينت (Project Blueprint)، والتي تتضمن نظاماً غذائياً وروتيناً يومياً صارماً، بحيث يمكن وصف نظامه الغذائي ونمط حياته كالتالي:

تناول 1.977 سعرة حرارية يومياً من مصادر نباتية.
ممارسة الرياضة عالية الكثافة لمدة ساعة في اليوم، متضمنة 25 تمريناً مختلفاً، 3 مرات في الأسبوع.
النوم في الوقت نفسه كل ليلة، وذلك بعد ساعتين من ارتداء النظارات التي تحجب الضوء الأزرق.
تنظيف الأسنان بعد كل وجبة طعام بالفرشاة والخيط ثم المضمضة بزيت شجرة الشاي، ووضع مرهم مضاد للأكسدة.
قياس الوزن ومؤشر كتلة الجسم ودهون الجسم يومياً.
مراقبة درجة حرارة الجسم أثناء اليقظة ومستويات الغلوكوز في الدم.
قياس تغيرات معدل ضربات القلب ومستويات الأوكسجين أثناء النوم.
وضع 7 كريمات يومياً على البشرة لإصلاح أضرار أشعة الشمس، والحصول على تقشير حمضي أسبوعي وعلاج بالليزر.

ما المكملات الغذائية التي يتناولها؟

بالإضافة إلى النظام الغذائي النباتي والروتين اليومي الصارم، يتناول جونسون ما يقارب 20 مكملاً غذائياً ومنها:

اللايكوبين (Lycopene) لصحة الجلد والشرايين.
الميتفورمين (Metformin) لمنع الأورام الحميدة في الأمعاء.
الكركم والفلفل الأسود وجذر الزنجبيل لتحسين إنزيمات الكبد وتقليل الالتهاب.
الزنك لتكملة النظام الغذائي النباتي.
جرعة ضئيلة من الليثيوم لصحة الدماغ.
عصير مليء بالكرياتين وفلافانول الكاكاو وببتيدات الكولاجين وغيرها.

من أجل تحسين هذا البرنامج، يراقب جونسون علاماته الحيوية باستمرار، ويخضع لعشرات الفحوصات الطبية شهرياً، ومنها ما يكون شديداً للغاية ومؤلماً، ثم يقيس نتائجها باختبارات الدم الإضافية والتصوير بالرنين المغناطيسي والموجات فوق الصوتية وتنظير القولون، وقريباً سيخضع لبعض الإجراءات التجريبية مثل العلاجات الجينية.

هل أتى المشروع بثماره؟

في الواقع، ثمة بعض الأدلة التي تشير إلى أن جونسون يتمتع على الأقل بصحة أفضل من معظم الأشخاص الذين يبلغون من العمر 45 عاماً، حيث تتراوح نسبة الدهون في جسمه بين 5% إلى 6%. ويقول أطباؤه إنه استطاع تخفيض عمره البيولوجي الإجمالي بمقدار 5 سنوات على الأقل، وتشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أنه بات يتمتع بقلب رجل يبلغ من العمر 37 عاماً، وبشرة شخص يبلغ من العمر 28 عاماً، وقدرة رئوية ولياقة بدنية لشخص يبلغ من العمر 18 عاماً.

ماذا عن فقير المال؟ هل هناك نظام غذائي وروتين حياة يجعلان أعضاءه أصغر عمراً؟

في الواقع، قالت الطبيبة كارا فيتزجيرالد (Kara Fitzgerald)، وهي طبيبة في الطب الطبيعي من الكلية الوطنية للطب الطبيعي في بورتلاند لصحيفة نيويورك بوست، إنه من الممكن عكس العمر البيولوجي أو العمر الحيوي، وهو مصطلح يستخدمه العلماء لتحديد عمر أنسجة شخص ما وأنظمته وجيناته، دون الحاجة إلى صرف كل ذلك الوقت والجهد والمال، بل يمكن تحقيق ذلك عبر اتباع النصائح التالية:

تعديل نسب الطعام: حيث تنصح الطبيبة بنظام غذائي نباتي يشبه حمية الكيتو، وتكون نسب السعرات الحرارية فيه على النحو التالي: 45-50% من السعرات الحرارية اليومية من مزيج الدهون الصحية ودهون الأوميغا، و15-20 من السعرات الحرارية اليومية من البروتينات كاللحوم العضوية والبيض والمكسرات، و30-35% من الكربوهيدرات الصحية كالخضروات والفواكه قليلة السكر.
التمارين الرياضية: لأن التمارين تعزز الإصلاح الخلوي وحرق الدهون وبناء عضلة القلب، وتوصي الطبيبة بـ5 جلسات أسبوعية على الأقل لمدة 30 دقيقة على الأقل بمستوى مجهود معتدل.
إدارة الإجهاد: قد يزيد التوتر من الالتهاب ويرفع نسبة السكر في الدم ويقلل من المناعة، لذلك توصي الطبيبة بجلستي تأمل يومياً لمدة 10 إلى 20 دقيقة لكل منهما.
النوم الكافي: الحصول على قسط كافٍ من النوم هو عنصر أساسي للصحة بشكل عام، وينبغي أن ينام الشخص 7 ساعات على الأقل في كل ليلة.
تجنب السموم: تنصح الطبيبة بتناول الطعام العضوي كلما أمكن ذلك، وعندما لا يكون ذلك ممكناً، فتنصح بتقشير الخضروات أو نقعها في الخل الأبيض لتقليل التعرض للسموم، كما تنصح بتجنب استخدام عبوات الطعام والشراب البلاستيكية، وتجنب استخدام مستحضرات الوقاية من الشمس التي تحتوي على مواد كيميائية مثل الفثالات والبارابين والفورمالديهايد والميثيلين جلايكول.
العناق: يطلق العناق الأوكسيتوسين المعروف باسم هرمون الحب، لذلك فإن عناق الأشخاص الذين تحبهم كما تقول الطبيبة يساعد في التعامل مع الإجهاد والتعافي من الصدمات.

اقرأ أيضاً: 6 مشروبات ساخنة للتنحيف

ألا يمكن أن يطول العمر دون كل تلك الأنظمة والملايين؟

حسناً، عندما سُئلت أكبر معمرة على قيد الحياة، ماريا برانياس (Maria Branyas)، والتي تبلغ من العمر 115 عاماً عن سر عمرها الطويل قالت: "النظام، والهدوء، والتواصل الجيد مع العائلة والأصدقاء، والتواصل مع الطبيعة، والاستقرار العاطفي، وتجنب القلق والندم، والكثير من الإيجابية والابتعاد عن الأشخاص السامين". فهل هذا هو سر العمر الطويل أمْ إنه مجرد حظ؟

ختاماً، قد يقول البعض إنك إذا تناولت طعاماً صحياً ومارست الرياضة بانتظام وفعلت كل ما فعله براين جونسون وأكثر، فأنت ومع ذلك ستموت، سواء عاجلاً أم آجلاً. في المقابل، يتمنى البعض أن يأتي الموت آجلاً، ويقولون إنه وعندما يحين الأجل، فلا بُدّ أنك ستدفع كل ما تستطيع دفعه لتعيش يوماً آخر على هذه الأرض.