ما مصادر حمض التورين ولماذا هو مهم لجسمك؟

ما مصادر حمض التورين ولماذا هو مهم لجسمك؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ New Africa
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

إن كنت رياضياً فربما قد نصحك بعض الأصدقاء بتناول التورين لبناء العضلات ومنع الإجهاد البدني، وربما كان البعض أكثر حماساً له، مدعياً بأنه مشتق من خصيتي الثيران والأساس في تصنيع مشروبات الطاقة. فما مادة التورين وما مصدرها وما حقيقة فوائدها للجسم؟ لنتعرف عليها.

ما هو التورين؟

التورين (Taurine)، هو حمض أميني يحتوي على الكبريت. استُخرج لأول مرة عام 1827 من عصارة الثور الصفراوية، ومن هنا كانت التسمية بالتورين نسبة لاسم الثور باللاتينية (Bos taurus). إلا أن اسمه الكيميائي هو 2- حمض أمينو إيثان سلفونيك، ولا داعي للقلق من الاعتقاد السائد بأنه مشتق من السائل المنوي للثور أو بوله.

يوجد التورين بشكلٍ طبيعي في الجسم، وبشكلٍ خاص في الدماغ والعينين والقلب والعضلات الهيكلية، حيث يتم تصنيعه بمساعدة فيتامين سي وبالتمثيل الغذائي للحمضين الأمينيين الميثيونين والسيستين، كما يمكن الحصول على التورين عن طريق بعض الأطعمة أو بعض المكملات الغذائية.

كيف يعمل التورين؟

يُعتقد أن تأثير حمض التورين  يعود لقدرته على حماية الخلايا، من خلال ما يلي:

اقرأ أيضاً: هل تناول المشروبات الرياضية أفضل من شرب الماء؟

مصادر التورين

يمكن الحصول على التورين بشكل رئيسي من مصادر حيوانية، كاللحوم والألبان والأسماك، ومن المفيد أنه لا يتأثر بعمليات الطهي والحرارة. تشمل أفضل المصادر الطبيعية للتورين ما يلي: 

  • المحاريات، على سبيل المثال:
    • الأسقلوب: حيث يحتوي كل 100 غرام من الأسقلوب على 827 مليغراماً من التورين.
    • بلح البحر: ويحتوي كل 100 غرام منه على 655 مليغراماً من التورين.
    • المحار: ويحتوي كل 100 غرام منه على 520 مليغراماً من التورين.
  • الأسماك البحرية، ومنها:
    • التونة: وتحتوي على 964 مليغراماً لكل 100 غرام.
    • سمك القد: ويحتوي على 120 مليغراماً في كل 100 غرام.
    • السلمون: ويحتوي على 94 مليغراماً من التورين لكل 100 غرام.
  • أسماك المياه العذبة:
    • سمك المشط: حيث يحتوي على 972 مليغراماً في كل وجبة فيليه (150 غراماً).
    • الكارب: ويحتوي على 868 مليغراماً في وجبة 150 غراماً.
    • السلور: ويحتوي على نحو 700 مليغراماً في كل 150 غراماً.
  • الأخطبوط: ويحتوي على 335 مليغراماً لكل 85 غراماً.
  • الديك الرومي: ويحتوي على نحو 306 مليغرامات في كل 100 غرام.
  • الدجاج: ويحتوي على 170 مليغراماً من التورين لكل 100 غرام.
  • الأعشاب البحرية: تعد خياراً مناسباً لمن يتبع نظاماً غذائياً نباتياً، وتضم على سبيل المثال “النوري”، وهو عشب يستخدم في صنع السوشي، ويحتوي على نحو 1300 مليغرام لكل 100 غرام.
  • لحم البقر: على الرغم من أن تناول كميات كبيرة منه يرتبط ببعض الأمراض المزمنة، فإن تناول 2-3 وجبات بالأسبوع تضمه يضيف نحو 40 مليغراماً.

فوائد التورين

قد تكون لمكملات التورين أو الحصول على الكثير من التورين من المصادر الغذائية تأثيرات محددة على الجسم. قد تشمل هذه التأثيرات:

تعزيز الأداء الرياضي

يعود الصيت الذائع والاهتمام بالتورين بشكلٍ أساسي لآثاره المفيدة المحتملة على الأداء الرياضي، حيث تشير الدراسة المنشورة في مجلة الجمعية الدولية للتغذية الرياضية (Journal of the International Society of Sports Nutrition)، إلى أن التورين قد يكون مفيداً في تحسين الأداء الرياضي نظراً لقدرته على تعزيز تقلص العضلات وتأخير الإجهاد من خلال:

  • زيادة امتصاص الجسم للأوكسجين.
  • زيادة الوقت اللازم للشعور بالتعب.
  • تقليل تلف العضلات.
  • تسريع وقت الشفاء.
  • تعزيز القوة.

واقترح الباحثون أن الجرعة الفعّالة لتحقيق الفوائد المرجوة من التورين، هي نحو 1-3 غرامات من التورين قبل التمرين بمدة تتراوح ما بين 1-3 ساعات ولمدة 6-21 يوماً.

وفي دراسة استقصائية حول دور مكملات التورين في تحسين الأداء الرياضي لدى العدائين، والتي نُشرت في دورية الأحماض الأمينية (Amino Acids)، تحسن أداء المتسابقين الذين تناولوا التورين بنسبة 1.7% في الوقت المستغرق لإنهاء السباق، مقارنة بمن تناولوا دواءً وهمياً.

اقرأ أيضاً: ما هو النظام الغذائي الصحي والجيد بالنسبة للرياضيين؟

صحة القلب

وفقاً لدراسة نُشرت في دورية العناصر الغذائية” (Nutrients)، أثبت التورين قدرته في علاج مرض قصور القلب، وهي حالة يصبح القلب فيها غير قادر على ضخ الدم في جميع أنحاء الجسم بشكلٍ صحيح. حيث أشارت الدراسة إلى قدرة مكملات التورين على تنظيم ضغط الدم وتحسين وظائف القلب ومستويات الدهون في الدم لدى المصابين بقصور القلب.

وأضافت دراسة نُشرت في دورية التطورات العلاجية في أمراض القلب والأوعية الدموية (Therapeutic Advances in Cardiovascular Disease) المزيد من الأدلة حول قدرة التورين في تعزيز صحة القلب، حيث انخفضت مستويات الكوليسترول الكلي والدهون الثلاثية واختبار البروتين المتفاعل سي-C (CRP) (C-reactive protein)، وهو مؤشر حيوي التهابي، لدى الأشخاص المصابين بفشل القلب، مقارنةً بأولئك الذين تناولوا دواءً وهمياً.

إدارة مرض السكري

وجدت الدراسة المنشورة في دورية الجزيئات الحيوية (Biomolecules) انخفاضاً في نسبة التورين بنسبة 25% لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري مقارنة بالأصحاء، ما يشير إلى أن التورين قد يكون له دور في إدارة مرض السكري. وفقاً للباحثين في الدراسة، قد تعمل خصائص التورين المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات على تعزيز حساسية الإنسولين، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 أو تساعد في إدارة نسبة السكر في الدم لدى المصابين به.

اقرأ أيضاً: نصائح أخصائيي التغذية لتحسين نوعية النظام الغذائي الخاص بمرضى السكري

فوائد صحية أخرى للتورين

من الفوائد الصحية المحتملة الأخرى للتورين:

  • حماية العينين: تساعد التأثيرات المضادة للأكسدة في مكافحة الإجهاد التأكسدي المرتبط بأمراض الشبكية التنكسية، مثل الضمور البقعي واعتلال الشبكية والغلوكوما.
  • تعزيز السمع: يمكن للتورين أن يحمي الخلايا الشعرانية في الأذن الداخلية من التلف، وبالتالي يحمي من فقدان السمع أو ضعفه.
  • مكافحة الأمراض العصبية التنكسية: مثل ألزهايمر، بسبب خواصه المضادة للالتهاب.
  • دعم صحة الكبد: قد يحمي التورين من إصابات الكبد المزمنة والحادة.