ما الحالات الطبية الأكثر تسبباً للألم؟

عندما يسأل الطبيب المريض "ما درجة تقييمك لشدة الألم على مقياس من 1 إلى 10؟"، فإنه حتماً يأخذ بعين الاعتبار أن توصيف شدة الألم أمرٌ شخصي إلى حد ما. ومع ذلك، يتفق كلٌّ من الخبراء والمرضى على حد سواء أن بعض الحالات الطبية مؤلمٌ بشكلٍ خاص، فالألم ليس مقياساً لشدة خطورة الحالة وإنما يساعد تقدير المريض له على توجيه التفكير بمجموعة من التشاخيص المحتملة بالعودة إلى الأعراض المرافقة الأخرى.

1. الحصيات الكلوية

إذا سبق وأن عانيت الحصيات الكلوية، فأنت على دراية جيدة بسبب تصنيفها في المراتب الأولى لأكثر الحالات الطبية تسبباً للألم. الجدير بالذكر أن تشكل الحصيات ضمن السبيل البولي يؤلم نوعاً ما عندما تندفع ضد الجدار، إلّا أن تحركها ضمن السبيل البولي هو ما يُحرض نوبة الألم الشديدة، والتي تُدعى بـ "القولنج الكلوي".

كما يسد بعض أنواع الحصيات، وعلى رأسها حصيات الكالسيوم الحالب مانعاً تدفق البول من الكلية إلى المثانة، ما يتسبب باستسقاء الكلية الذي بدوره يتظاهر على شكل نوبة من الألم الحاد في منتصف الظهر أو البطن أو الخاصرتين.

2. الولادة الطبيعية

"ألم الولادة لا يُنسى"، هكذا تصفه الإناث اللاتي خضن هذه التجربة، حيث يبلغ الألم ذروته بشكلٍ متوافق مع انقباض العضلة الرحمية ويستمر بشكلٍ أخف بينها. من جهةٍ أخرى، يمكن لوضعية الجنين أن تؤدي دوراً في ألم الولادة.

3. الهربس النطاقي

قد يكون الطفح الجلدي العرض الأكثر شهرة للهربس النطاقي أو ما يُعرف بحزام النار، إلّا أن الألم هو العرض الأكثر شيوعاً له وهو الذي يؤدي الدور الأهم في تعطيل حياة المريض. يتحرض الألم في الهربس النطاقي نتيجة استقرار الفيروس في الأعصاب، وبذلك يُحرض الألم في القطاع الجلدي الموافق للعصب الذي استقر فيه.

4. ألم العصب مثلث التوائم

أقل ما يمكن وصف لألم عصب مثلث التوائم هو أنه "مبرح" ويشبه الصدمة الكهربائية، حيث يتحرض ألم هذا العصب في الوجه إماّ بشكلٍ عفوي وإمّا عبر تحفيز غير مؤذٍ مثل لمس الوجه أو غسله أو المضغ أو تنظيف الأسنان بالفرشاة، وقد يكون هبوب الرياح على الوجه مسبباً لتحريض نوبة ألم مثلث التوائم.

يكون هذا الألم مجهول السبب في العديد من الحالات، وقد يحدث نتيجة "الضغط الوعائي العصبي"، وهو انضغاط العصب بأحد الشرايين الدماغية في الدماغ، أو انضغاط العصب بكتلة ورمية أو نتيجة الإصابة بالتصلب المتعدد.

5. التعافي بعد الجراحة

ليس من المفاجئ هنا أن يكون التعافي من الجراحة مؤلماً، لكن بعض العمليات الجراحية يسبب ألماً بعد الجراحة أكثر من غيره، مثل عملية استبدال الركبة التي تحتل مرتبة قريبة من أعلى القائمة لأنها تتضمن قطع العظام بالكامل، في حين أن عملية استبدال مفصل الورك ليس مؤلمة بالقدر نفسه.

6. آلام الظهر

قد لا يُخيل لك أن تشغل آلام الظهر مكاناً في قائمة أكثر الحالات الطبية تسبباً بالألم نظراً لشيوعها، إلّا أنه لا يمكن إغفال الإنهاك الذي تسببه آلام الظهر للكثيرين، فهي مسؤولة عن نسبة كبيرة من التغيب عن العمل حول العالم.

ومع ذلك، تتباين المعاناة بين مرضى آلام الظهر فمنهم من يعاني آلاماً مستمرة ومزمنة بينما يعاني القسم الآخر ألما حاداً متكرراً ومبرحاً، يتحرض عند رفع الأجسام الثقيلة نتيجة الضغط على الأعصاب، كما يحدث في فتق القرص الحاد.

7. التهاب المفاصل التنكسي

في التهاب المفاصل التنكسي، سواء أُصيب الوركان أو الركبتان أو غيرهما، فإن كل حركة تتسبب بالألم؛ السبب في حدوث هذا الألم يعود إلى تآكل الغضروف بين المفاصل ما يجعل النهايتين العظميتين تحتكان مباشرة.

8. الصداع

الصداع مؤلم عموماً، لكن صداع الشقيقة والصداع العنقودي خصوصاً يعتبران من أكثر أنواع الصداعات ألماً، إذ يستيقظ الأشخاص المصابون بالصداع العنقودي والشقيقة في منتصف الليل نتيجة الشعور بألم طعن حارق على جانبٍ واحد من الرأس، بالإضافة إلى الشكوى من ألم حول العين أو في الصدغ.

9. متلازمة الألم الناحي المعقد

يعاني الأشخاص ممن تعرضوا لإصابة في الذراع أو الساق، كالكسور أو الجراحة أو الالتواء، ألماً مستمراً ومبرحاً حتى بعد العلاج نتيجة إصابة وتأذي الأعصاب الطرفية، يُطلق على هذه الحالة اسم متلازمة الألم الناحي المعقد.

10. فقر الدم المنجلي

يتغير شكل كريات الدم الحمراء في فقر الدم المنجلي وتصبح قاسية وهلالية الشكل، ما يجعل تدفق الدم عبر الأوعية الدموية أقل سلاسة مما هو عليه في الحالة الطبيعية، ويترتب على ذلك ضعف توصيل الأوكسجين إلى خلايا الجسم، الذي بدوره يتسبب بألم مزمن مستمر.

أمّا بخصوص نوب الألم الحادة التي يشتكي منها مرضى فقر الدم المنجلي، فهي تحدث نتيجة فشل خلايا الدم الحمراء بالعبور عبر الأوعية الدموية الصغيرة التي تُغذّي البطن أو الصدر أو المفاصل نظراً لضعف مرونتها، ما يمنع تدفق الدم عبر تلك الأوعية.

11. الألم الناجم عن سرطان العظم

ينجم ألم سرطان العظام إمّا عن نمو الورم في العظم وإمّا إصابة العظم بالانتقالات الورمية المتعددة، حيث تعد أورام الثدي والبروستات والرئة والكليتين الأورام ذات الخطوة الأعلى لتوليد نقائل سرطانية. من جهةٍ أخرى، يمكن أن يضعف سرطان العظم من بنية العظام رافعاً بذلك احتمال حدوث الكسور والتي بدورها تشتهر أيضاً بالألم المبرح الذي تتسبب به.