7 أسئلة يجب على كبار السن المرضى طرحها قبل الخضوع لعمل جراحي

5 دقائق
إليك ما يوصي به الخبراء قبل الخضوع لعملية جراحية. سكامان 306/غيتي إميدجيز

يتساءل لاري مكماهون، والذي بلغ 80 عاماً في ديسمبر/كانون الأول، عما إذا كان بحاجة إلى إجراء جراحة كبرى. لقد اشتدت آلام ظهره على مدى السنوات الخمس الماضية، ولم تعد العلاجات الطبيعية ومرخيات العضلات والحقن توفر أي راحة.

يقول مكماهون: "أصبح الألم لا يُطاق وبات يعيقني عن القيام بأي شيء".

هل يجب على مكماهون، ضابط الشرطة المتقاعد في فيرجينيا والذي يعيش الآن في ساوثبورت بولاية نورث كارولينا، الخضوع لجراحة دمج الفقرات التي يمكن أن تستغرق نحو 6 ساعات؟ (كان مكماهون قد أجرى عملية استئصال الصفيحة الفقرية القطنية قبل 8 سنوات، وهي جراحة صعبة أخرى في الظهر).

اقرأ أيضاً: متى تفوق إيجابيات الخضوع لجراحة البدانة مخاطرها ؟

تحدث معي مكماهون ناقلاً إليّ مخاوفه: "هل سأتعافى خلال 6 أشهر، أم سيستغرق الأمر بضع سنوات؟ هل من الآمن لرجل في مثل سني يعاني من مشاكل صحية مختلفة أن يخضع للتخدير لفترة طويلة؟".

كبار السن والعمليات الجراحية

غالباً ما يتردد كبار السن في إجراء أي عملية جراحية كبرى، ولكن يمكن للجراحة في كثير من الحالات إنقاذ حياتهم أو تحسين نوعيتها. إلا أن كبار السن معرضون أكثر من غيرهم لخطر حدوث آثار جانبية غير مرغوبة، مثل صعوبة القيام بالأنشطة اليومية والاستشفاء المطول وصعوبات التنقل والحاجة لمساعدة أشخاص آخرين.

لقد كتبت في نوفمبر/تشرين الثاني مقالة تتناول دراسة جديدة تسلط الضوء على بعض المخاطر التي يواجهها كبار السن عند الخضوع لعمليات جراحية. لكن القراء طلبوا مني الاستفاضة أكثر حول العديد من الجوانب الأخرى، مثل كيف يمكن تحديد ما إذا كانت الفوائد المحتملة للجراحة الكبرى تستحق المخاطرة، وما هي الأسئلة التي يجب عليهم طرحها لمعرفة ذلك. فطلبت من عدة خبراء تقديم نصائحهم في هذا الشأن، وفيما يلي بعض اقتراحاتهم:

ما الهدف من الجراحة؟

تقول الأستاذة المساعدة في الجراحة بكلية الطب والصحة العامة بجامعة ويسكونسن، مارغريت شوارتز: "اسأل جرّاحك أولاً حول كيف ستكون هذه الجراحة مفيدة لك؟ على سبيل المثال، هل ستطيل جراحة استئصال الورم الذي ينمو سريعاً حياتك؟ هل ستحسن نوعية حياتك من خلال تسهيل عملية المشي مثلاً؟ هل ستحول عملية استبدال مفصل الورك دون أن تصبح معاقاً".

اقرأ أيضاً: جراحة إعادة بناء الثدي الطبيعي تعيد للمرأة ما سلبه منها السرطان

إذا قال لك الجراح "يجب إزالة هذا النمو أو هذا الانسداد"، فاسأل عن تأثير ذلك على حياتك اليومية. يقول مؤلفا الورقة البحثية الحديثة التي تناولت الجراحات الكبرى عند كبار السن، الطبيبان روبرت بيشر وتوماس جيل، وهما من جامعة ييل: "لا تحتاج جميع الحالات الشاذة، مثل الفتوق، إلى إجراء عمل جراحي، لا سيما إذا لم تكن مترافقة مع أعراض مزعجة وكان للعمل الجراحي مضاعفات خطيرة".

ما الذي يمكنني توقعه إذا ما سارت الجراحة على ما يرام؟

سألنا شوارتز عن ذلك بصفتها جرّاحة أوعية دموية وغالباً ما تجري عمليات جراحية لمعالجة المرضى الذين يعانون من تمدد الأوعية الدموية الأبهري، وهو تضخم في أحد الأوعية الدموية الرئيسية يمكن أن يهدد الحياة إذا انفجر.

تقول شوارتز واصفةً السيناريو المثالي لعمل جراحي في مثل هذه الحالة: "تستغرق الجراحة نحو 4 إلى 5 ساعات. يُنقل المريض بعد ذلك إلى وحدة العناية المركزة وسيتنفس بمساعدة أنبوب لمدة يوم أو يومين. سيبقى بعد ذلك في المستشفى للمراقبة لمدة أسبوع آخر أو أكثر قليلاً. بعد ذلك، من المحتمل أن يُنقل المريض إلى مركزٍ لإعادة التأهيل لاستعادة عافيته، لكن أعتقد أنه بمقدوره العودة إلى المنزل في غضون 3 إلى 4 أسابيع، وقد تستغرق استعادة عافيته تماماً من شهرين إلى 3 أشهر بشكلٍ عام".

من الأسئلة الأخرى التي يمكن طرحها على الجرّاح وفقاً لكتيّب المرضى الذي أعده فريق شوارتز: كيف سيسير روتين حياتي اليومية بعد الجراحة مباشرة؟ بعد ثلاثة أشهر؟ بعد سنة واحدة؟ هل سأحتاج إلى مساعدة وإلى متى؟ وهل سأحتاج لاستخدام أنابيب لتصريف السوائل؟

اقرأ أيضاً: ما الأمور التي يمكن أن تساعدك على جبر الكسور بسرعة؟

إذا لم يتم العمل الجراحي على أكمل وجه، ماذا يمكن أن تتوقع؟

تصف شوارتز أسوأ سيناريو ممكناً للحالات التي تتعامل معها على هذا النحو: "تم نقلك إلى وحدة العناية المركزة بعد إجراء العمل الجراحي، ولكنك تعاني من مضاعفات خطيرة، قد تصاب بنوبة قلبية مثلاً. بعد 3 أسابيع من العملية، ما تزال في وحدة العناية المركزة وموصولاً إلى أنبوب التنفس، وستفقد كل قوتك تقريباً وليست هناك فرصة للعودة إلى المنزل في المدى المنظور. أو ربما لا ينجح العمل الجراحي، مع ذلك، ستمرّ بكل هذا".

تقول مديرة مركز يو سي إس إف (UCSF) لجراحة كبار السن في سان فرانسيسكو، الدكتورة إميلي فينلايسون: "يعتقد المرضى غالباً أنهم سيموتون على طاولة العمليات إذا ما ساءت الأمور، لكننا نبذل أقصى جهدنا لإنقاذ المريض، ويمكننا الحفاظ على حياته لفترة طويلة. في الواقع، إذا لم يسر العمل الجراحي على أفضل وجه كما نأمل، سيعاني المريض كثيراً وسيكون هناك الكثير من التدخلات مثل أنابيب التغذية وأجهزة التنفس الصناعية".

اقرأ أيضاً: ما هي متلازمة الشخص المتيبس التي أصابت المغنية سيلين ديون؟

ما هي النتيجة الأكثر احتمالاً للعمل الجراحي بالنظر إلى صحتي وعمري وقدرتي الوظيفية؟

تقول فينلايسون مقدمة بعض النصائح: "بعد أن يشرح لك الجرّاح السيناريوهات المختلفة، يجب أن تسأله: هل تعتقد أن هناك ضرورة لإجراء هذه الجراحة حقاً؟ ما النتائج المرجحة بالنسبة لحالتي برأيك؟". تشير الأبحاث إلى أن نتائج العمليات الجراحية الكبرى أسوأ بشكل عام عند كبار السن الضعفاء أو الذين يعانون من إعاقات معرفية أو حالات خطيرة أخرى مثل أمراض القلب. ويُعد كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاماً معرضين لمخاطر عالية بصورة خاصة من اختلاطات العمل الجراحي.

وتضيف فينلايسون: "من الضروري أن يتواجد أفراد العائلة أو الأصدقاء مع المرضى المعرضين لمخاطر عالية عند طرح هذه الأسئلة، فالعديد من كبار السن يعاني من مستوى معين من الصعوبات المعرفية وقد يحتاجون إلى المساعدة في اتخاذ القرارات المعقدة".

ما هي بدائل العمل الجراحي؟

تقول فينلايسون إنه يجب عليك سؤال طبيبك عن الخيارات البديلة عن العمل الجراحي. على سبيل المثال، قد يفكر كبار السن المصابون بسرطان البروستات في "الانتظار اليقظ" ومراقبة أعراضهم باستمرار بدلاً من المخاطرة بإجراء عمل جراحي قد تكون له عواقب خطيرة، وقد تفضل النساء فوق 80 عاماً والمصابات بسرطان الثدي عدم استئصال الورم إذا كانت إزالته تشكل خطراً بسبب عوامل صحية أخرى.

في حالة لاري مكماهون، ونظراً لعمره ومعاناته من مشكلات صحية أخرى (كان قد أجرى عملاً جراحياً لاستبدال مفصل الركبة في عام 2021 لم يلتئم حتى الآن، ويعاني من التهاب المفاصل وارتفاع ضغط الدم)، اقترح جراح الأعصاب تجربة تدخلات أخرى، مثل زيادة عدد الحقن والعلاج الطبيعي، قبل اللجوء للعمل الجراحي أخيراً. يقول مكماهون: "قال لي الجراح إنه يكسب عيشه من خلال إجراء العمليات الجراحية، لكن تبقى الجراحة الخيار الأخير".

كيف أتحضر للعمل الجراحي؟

تقول قائدة برنامج تحسين صحة كبار السن في الفترة المحيطة بالجراحة (Perioperative Optimization of Senior Health program) في المركز الطبي بجامعة ديوك، الطبيبة سانديا لاغو ديناديالان: "الاستعداد للجراحة مهم جداً لكبار السن؛ فإذا اتخذ المرضى بعض الإجراءات التي يوصي بها الأطباء، مثل التوقف عن التدخين وفقدان الوزن والمشي أكثر وتناول الطعام الصحي فقط، يمكنهم تقليل فرصة حدوث مضاعفات والوقت الذي يقضونه في المستشفى".

عندما يُحال المرضى كبار السن إلى نظام تحسين صحة كبار السن في الفترة المحيطة بالجراحة، فإنهم يتلقون تقييماً شاملاً لأدويتهم وحالتهم التغذوية وقدرتهم على الحركة وتقييماً حول الأمراض الموجودة مسبقاً لديهم والقدرة على أداء أنشطة الحياة اليومية بالإضافة إلى الدعم في المنزل، ويُمنحون عند المغادرة قائمةً بالإجراءات التي ينبغي لهم اتباعها، والتي عادة ما يجب البدء بها قبل بضعة أسابيع من إجراء الجراحة.

إذا لم يكن لدى المستشفى الذي تتلقى فيه العلاج مثل هذا البرنامج، توصي فينلايسون بأن تسأل طبيبك "كيف أستعد عقلياً وجسدياً" قبل الجراحة، وحول "كيفية تحضير منزلي مسبقاً ليكون مناسباً لاحتياجات فترة التعافي؟".

ماذا بشأن فترة التعافي؟

هناك ثلاثة مستويات يجب النظر بها: ما الذي سيترتب على التعافي في المستشفى؟ هل سيتم تحويلك إلى مرفق لإعادة التأهيل؟ وكيف سيكون التعافي في المنزل؟

اسأل عن المدة التي يُحتمل أن تقضيها في المستشفى. هل ستعاني من الألم أو أي آثار جانبية لاحقة من التخدير؟ يُعد الحفاظ على الإدراك أحد بواعث القلق لدى كبار السن، لذلك يجب سؤال طبيب التخدير عما يمكنك القيام به للحفاظ على قدراتك المعرفية بعد الجراحة. إذا تم تحويلك إلى مركز لإعادة التأهيل، فيجب أن تعرف نوع العلاج الذي ستحتاجه وما إذا كان بإمكانك توقع استعادة مستوى قدراتك الوظيفية السابق.

اقرأ أيضاً: لا تقع ضحية للجراحات التجميلية الفاشلة

تقول مديرة تحويل الرعاية وخدمات ما بعد الجراحة في مركز جراحة الشيخوخة في مستشفى بريغام آند ويمنز في بوسطن، الطبيبة راشيل برناكي: "اختار العديد من كبار السن خلال جائحة كوفيد-19 العودة إلى منازلهم بدلاً من إعادة التأهيل، لذلك من الضروري الحرص على تلقيهم الدعم المناسب".

قد يكون فقدان الاستقلالية بعد الجراحة دائماً بالنسبة لبعض كبار السن، لذلك تحقق من الخيارات المتاحة في حالة حدوث ذلك.

المحتوى محمي