ما إن ينتهي يوم البعض حتى يستحموا ويدخلوا طقوس استرخاء ما قبل النوم، إذ يميل الذين يستحمون ليلاً لأن يربطوا الاستحمام بمشاعر الاسترخاء والتأمل بعد يوم مرهق. في الوقت نفسه، يسعى البعض للاستحمام فور استيقاظهم لإضفاء دفعة من الحماس إلى بداية اليوم إيقاظاً لحواسهم ولبدء يومهم بانتعاش، تماماً كدفعة الطاقة التي يغني فنجان القهوة وما يحتويه على كافيين صباحهم بها. ولكن يبقى السؤال، هل تفوق فوائد أحد وقتي الاستحمام الفوائد المرتبطة بالوقت الآخر؟
اقرأ أيضاً: الاستحمام بالماء البارد يعزز المناعة ويحسن الدورة الدموية
فوائد الاستحمام صباحاً
يتوق البعض للاستيقاظ لقضاء بضع دقائق تحت رذاذ الماء صباحاً، حيث يجدون ذلك ضرورياً لتخفيف ترنحات الصباح التي نعاني منها جميعاً. وتقول أخصائية الجلدية والحائزة شهادة دكتوراة في الأمراض الجلدية لوريتا سيرالدو: "إذا كنت تواجه وقتاً عصيباً في الاستيقاظ فقد يكون الاستحمام في الصباح هو ما تحتاج إليه لتعزيز الترابط مع روتين الاستيقاظ باكراً"، كما نصحت بتجربة الاستحمام بالماء البارد لصدمة أولية للجسم صباحاً والتي وصفتها بأنها تعزز الإنتاجية على مدار اليوم. وإن كنت ممن لا يفوتون الاستحمام صباحاً، فإليك أهم الفوائد التي تعود بها هذه العادة على صحتك:
تحسين صحة الجلد
لا شك أن الاستحمام بشكلٍ عام مفيد لصحة الجلد؛ فهو يساعد على التخلص من الشوائب والأوساخ، لكن الاستحمام الصباحي يعتبر في الواقع أكثر فائدة إذ يساعد بشكلٍ كبير على مكافحة حب الشباب عن طريق تعزيز التوازن الصحي للزيوت الطبيعية للجلد.
تعزيز المناعة
يحفّز الاستحمام في الصباح الجسم لإنتاج كريات دم بيضاء جديدة، والتي تستخدم في مكافحة الأمراض. لذلك نستطيع القول إن الاستحمام صباحاً يعزز قوة خطوط الدفاع المناعية للجسم، والجندي المجهول في تنظيم هذه العملية هو ساعتنا البيولوجية.
خفض مستويات التوتر والقلق
نستيقظ وفي أذهاننا مهام عديدة وواجبات تملأ مواعيد يومنا، ما يجعل القلق يغمرنا قليلاً في بعض الصباحات. الخبر السار أن الاستحمام صباحاً وسيلة ممتازة لمعالجة هذا التوتر وخاصة عند الاستحمام بالماء البارد، ويكمن تفسير ذلك بأن الاستحمام يؤمّن الأوكسجين الذي يحتاج إليه الدماغ لمساعدته على التخلص من التوتر.
الوقاية من حدوث نزلات البرد
إضافة إلى تحسين المناعة، يوفّر الاستحمام في الصباح أيضاً طريقة رائعة للتخفيف من أي نزلات برد أو سعال، حيث يتراكم البلغم والمخاط في الحلق والصدر طوال الليل، وبذلك يعمل الاستحمام الصباحي وخاصة بالماء الدافئ أو الساخن وما يرافقه من انبعاث البخار على تفكيك البلغم المتراكم في الصدر، كما يساعد على تنظيف الجيوب الأنفية ويمكّنك من الشعور براحة أكبر.
اقرأ أيضاً: الحمام البارد جيد للصحة، وهذا ما تبيّنه الأدلة العلمية
رفع مستويات الطاقة
ربما يكون هذا السبب الأكثر بساطة في القائمة، إذ يفضّل الكثيرون الاستحمام صباحاً لما يوفّره من شعور بالانتعاش والتجدد والتجهز لأي مهام تنتظرنا في اليوم.
التخلُّص من السموم العالقة على الجلد
يُطرح عدد كبير من السموم عبر الجلد أثناء التعرق طوال الليل، لهذا السبب يعتبر الاستحمام في الصباح مناسباً للتخلص من السموم العالقة وتنظيف مسام الجلد سامحاً له بالتنفس.
تحسين صحة الشعر وفروة الرأس
يسهم الاستحمام صباحاً في الحد من إفراط الإفراز الدهني، الأمر الذي يعتبر مناسباً لأصحاب فروة الرأس الدهنية، كما يسمح الاستحمام صباحاً للشعر بأن يجف بينما يحتفظ الشعر بالرطوبة عند الاستحمام مساءً، ما يزيد من احتمال تقصف الشعر.
إرخاء العضلات
بشكلٍ مشابه لتقليل التوتر، يساعد الاستحمام صباحاً على إرخاء العضلات وتقليل الآلام المرتبطة بها، وبذلك يقلل من التوتر بمنظوريه العقلي والجسدي.
زيادة الخصوبة
قد يفاجئك أن تعلم أن الاستحمام في الصباح بماء بارد يرتبط بارتفاع مستوى هرمون التستوستيرون عند الذكور وتحسين عدد ونوعية الحيوانات المنوية، لهذا السبب يكون الاستحمام صباحاً خياراً مفضلاً للذكور الذين يرغبون في تحسين الخصوبة.
اقرأ أيضاً: ما علاقة الخصوبة عند الرجال بالمهن التي يزاولونها؟
ماذا عن فوائد الاستحمام مساءً؟
بالنسبة للعديد من الأشخاص يبدو الاستحمام المسائي وكأنه نهاية طبيعية لليوم، تساعدهم على اختتام نهارهم بطقس استرخاء لمكافأة أنفسهم على المجهود الذي قدموه، وتحضيراً للمجهود الذي ينتظرهم في اليوم التالي.
وأبعد من ذلك، للاستحمام مساءً بالماء الدافئ فوائد متعددة فهو ينظّم درجة حرارة الجسم الأساسية ما يعزز بدوره جودة النوم وينظّم دورة النوم والاستيقاظ، إذ يساعد الاستحمام ليلاً على إرسال إشارات للدماغ بأن الوقت قد حان للنوم ويُطلق على هذه الفوائد اسم "تأثير الماء الدافئ". يتضمن هذا التأثير خفض درجة حرارة الجسم وتحفيز تدفق الدم إلى اليدين والقدمين، تماماً كما يحدثه النسق الطبيعي لتبدل درجة حرارة الجسم الأساسية قبل النوم.
من جهة أخرى، للاستحمام مساءً بالماء البارد فوائد تختلف عما سبق ذكره، فله خصائص محفّزة معززة لليقظة نظراً لأنه يرفع من مستوى هرموني الأدرينالين والكورتيزول واللذين يخففان من ألم العضلات والتعب، الأمر الذي يعتبر مهماً عند الرياضيين ممن يمارسون الرياضة ليلاً، كما أنه يُحسّن المزاج ويعزز عملية التمثيل الغذائي ويقوي الجهاز المناعي، وبشكلٍ أكثر دقة، يمكن أن تُقلل هذه العادة من أيام المرض إلى الثُلث وتُسرّع من عملية الشفاء.
اقرأ أيضاً: أيهما أفضل للصحة الاستحمام بالماء البارد أم الساخن؟
وإن أردنا أن نختتم بالإجابة عن أيهما أفضل لصحتك فما تفضّله هو الحكم النهائي، فكما رأينا للعادتين فوائد متعددة تُحسّن من الصحة، وبذلك يعتمد الأمر على قرارك بما يناسبك وبما ينسجم مع روتينك اليومي وجدول أعمالك، ولا خطأ في إضفاء بعض المرونة إلى روتين استحمامك والاستمتاع بفوائد الاستحمام صباحاً في بعض الأيام ومساءً في أيام أخرى.