أيهما أفضل: السباحة في المسبح أم البحر؟

4 دقيقة
أيهما أفضل: السباحة في المسبح أم البحر؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Day2505

مع سطوع شمس الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تصبح السباحة واحتضان الماء البارد والمنعش نشاطاً صيفياً مثالياً. ومع ذلك، مع وجود خيارين مغريين للسباحة هما البحر الواسع والمسبح الخاضع للرقابة، قد تتساءل عن الخيار الأفضل بالنسبة لك، هل هو السباحة في البحر أم حمام السباحة؟ 

في الواقع، لكليهما مزايا خاصة، ويعتمد الاختيار بينهما على ما تبحث عنه في تجربة السباحة، وتفضيلاتك الشخصية. ولمساعدتك على اتخاذ قرار دعنا نتعرف إلى نقاط الاختلاف بينهما.

اقرأ أيضاً: كيف تستمتع بنشاطات فصل الصيف دون أمراض؟

جودة المياه

مياه البحر

 يمكن أن تتسرب مياه المزارع والمناطق الصناعية القريبة من البحر إلى مياهه، بالإضافة إلى ذلك قد تُصرف مياه الصرف الصحي في البحر. لذا قد تحتوي مياه البحر على العديد من المواد الكيميائية السامة أو الضارة بالصحة؛ مثل الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والنانوية والمبيدات الحشرية والأسمدة والنفايات الصناعية.

علاوة على ذلك، تنمو في مياه البحر كائنات تُعرف بالطحالب الخضراء المزرقة، والتي تميلُ في درجات الحرارة المرتفعة إلى التكاثر وتكوين رغوة خضراء على سطح المياه تحتوي على مواد سامة.

في حال ابتلاع هذه المواد أو السباحة فيها، فإنها قد تسبب كلاً من:

  • طفح جلدي.
  • تهيج العين.
  • اضطراب الجهاز الهضمي.
  • الحمى.
  • آلام في العضلات والمفاصل.

مياه المسابح 

توفّر حمامات السباحة بيئة خاضعة للرقابة؛ من حيث المحتوى ودرجة حرارة المياه وظروفها. تُعالَج مياه أحواض السباحة باستخدام الكلور للقضاء على العفن والبكتيريا في الماء ومنع نمو الطحالب في مياه المسبح الراكدة. 

لكن يمكن لهذا الكلور أن يزيل طبقة الزيوت الواقية التي يفرزها الجلد وتحميه من الجفاف، ما يجعل الجلد جافاً وأحمر اللون ويُثير الحكة، تُدعى هذه الحالة بـ "طفح الكلور"، وقد تؤدي إلى تفاقم حالات الإكزيما لدى المصابين بها.

اقرأ أيضاً: نصائح للحصول على جسم رشيق قبل موسم السباحة

الأمراض المعدية

قد يُصاب الفرد بأمراض معدية في كلٍ من المسبح والبحر، وهي:

الأمراض المعدية عند السباحة في البحر

 أكثر الأمراض المعدية شيوعاً التي يمكن أن تُصاب بها لدى السباحة في مياه البحر هي الإسهال، نتيجة التلوث بمياه الصرف الصحي والتي تحتوي على بكتيريا الإشريكية القولونية، وفيروس "نوروفيروس". 

وفي مراجعة شاملة نشرتها عام 2018 المجلة الدولية لعلم الأوبئة (International Journal of Epidemiology)، تبين أن الأفراد الذين يسبحون في البحر أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الأذن والأنف والحنجرة والجهاز الهضمي، لذا ينبغي الاستحمام بمياه نظيفة بعد السباحة مباشرة وقبل تناول الطعام.

وفي حالات أقل شيوعاً، قد تسبب السباحة في البحر الإصابة بـ "طفح قمل البحر"، وهي عدوى جلدية تسببها يرقات قنديل البحر الشفافة والصغيرة التي قد تلتصق بالشعر أو الجلد تحت ملابس السباحة، حيث يؤدي الضغط عليها بالمنشفة إلى إفراز سمومها، والشعور بوخز خفيف عدة ساعات، ثم يظهر طفح جلدي أحمر اللون ومثير للحكة في الرقبة والظهر والصدر والبطن والفخذ والمؤخرة. 

الأمراض المعدية عند السباحة في المسبح

على الرغم من أن مياه المسبح غالباً ما تكون خاضعة للرقابة ومعقمة، فإنه يمكن لبعض الميكروبات أن تعيش فيها وتسبب العدوى. على سبيل المثال:

  • يستطيع طفيلي الجيارديا أن يبقى على قيد الحياة مدة تصل إلى 45 دقيقة في المسبح الجيد الصيانة والعالي الكلور، وهو مسؤول عن اضطرابات معوية تُعرف باسم داء الجيارديا، ويترافق بإسهال وتشنجات وغازات وجفاف.
  • يمكن لطفيلي الكريبتوسبوريديوم أن يبقى مختبئاً أيضاً عدة أيام في حمامات السباحة التي تتم صيانتها. في حال شرب ماء المسبح يستوطن هذا الطفيلي في الأمعاء ويسبب اضطرابات هضمية. 
  • توجد بكتيريا الشيغلا في المسابح أيضاً، وتسبب إسهالاً يصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة وتقلصات معوية. تبدأ الأعراض بعد يومين من التعرّض لها وغالباً ما تختفي خلال 5 أيام، دون الحاجة إلى دواء، أو حتى دون الشعور بالمرض.

اقرأ أيضاً: كيف تتخلص من حساسية الجلد الناتجة عن التعرق؟

الأمان في السباحة

ترتبط السباحة في البحر والمسبح ببعض المخاطر.

مخاطر السباحة في البحر

  • التيارات المتدفقة: وهي تيارات قوية يمكنها سحب السباحين بعيداً عن الشاطئ، وتمثّل السبب في نحو 80% من عمليات الإنقاذ اليومية على الشاطئ، وفقاً للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية (NOAA).
  • تكسر الأمواج الشاطئية: عادة ما تتشكل عندما يكون هناك انتقال سريع من المياه العميقة إلى المياه الضحلة، حيث يمكن أن تتسبب قوة كسر الأمواج الشاطئية بإصابات في الأطراف والعمود الفقري.
  • الحروق الشمسية وضربات الشمس: قد تظهر خلال 24 ساعة، وعادة ما تكون مصحوبة بصداع وحمى.
  • الحياة البحرية: يمكن لأسماك القرش وقناديل البحر والطحالب والكائنات البحرية الأخرى أن تمثّل تهديداً للحياة. على سبيل المثال، قد تكون بعض لسعات قنديل البحر مؤلمة للغاية أو حتى مميتة.

مخاطر السباحة في المسبح

نظراً إلى أن بيئة المسبح خاضعة للرقابة، فإنها أقل خطورة من السباحة في البحر، وغالباً ما تكون نتيجة خطأ أو إهمال. مثل:

  • عدم تغطية المسبح، ما يسمح للأوساخ بالتسرب إليه.
  • ضعف الإشراف والمراقبة، خاصة بالنسبة للأطفال.
  •  الانزلاق على سطح زلق، والإصابة بالحواف الحادة.
  • اختلال التوازن الكيميائي وتلوث المياه.

اقرأ أيضاً: ما هي الأمراض الجلدية التي قد نُصاب بها في المسابح أو البحر؟

الفوائد الصحية للسباحة

توفّر السباحة عموماً العديد من الفوائد الصحية، لكنها قد تتباين قليلاً ما بين السباحة في البحر والمسبح:

  • يمكن للسباحة في الطبيعة في الهواء الطلق أن تساعد على التخلص من التوتر والاسترخاء، وقد يكون ذلك بسبب أنماط التنفس المستخدمة في أثناء السباحة والغوص، والتي تحفّز الجهاز العصبي السمبثاوي (الجهاز الذي يتحكم في وظائف الأعضاء ويهدئ المخ) ولها تأثيرات على موجات المخ والهرمونات التي تؤثّر في المخ بشكلٍ إيجابي.
  • تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية، وحرق المزيد من السعرات الحرارية، وذلك لمواجهة أمواج البحر، ما يسبب تنشيطاً جيداً العضلات الأساسية في الكتفين والذراعين على نحو أكثر كثافة من السباحة في المسبح. في المقابل، من الأنسب السباحة في المسبح للأفراد الذين يعانون التهاب المفاصل أو الإصابات أو الإعاقات التي تجعل التمارين العالية الكثافة صعبة.
  • المياه المالحة تحسّن الدورة الدموية.
  • مياه البحر تحتوي على الصوديوم والكلوريد والكبريتات والمغنيزيوم والكالسيوم، لذا قد تكون مفيدة للغاية لحالات الجلد مثل الصدفية.
  • السباحة في البحر مفيدة في علاج الإكزيما، وقد تكون الخيار الأنسب للسباحة بالنسبة لمَن يعانون الإكزيما الشديدة ويجدون صعوبة في ممارسة الرياضة في المسابح المعالجة بالكلور.
  • ارتباط السباحة في البحر بانخفاض أعراض حمى القش والتهاب الجيوب الأنفية، وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى، بسبب قدرة المحلول الملحي على تقليل التهاب بطانة الجيوب الأنفية.