دراسة جديدة: الصحة الإنجابية للذكور تتأثر بالمبيدات الحشرية

2 دقيقة
دراسة جديدة: الصحة الإنجابية للذكور تتأثر بالمبيدات الحشرية
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Thichaa
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يبدو أن للحرب البشرية ضد الحشرات عدة عواقب غير مقصودة، وأبرزها انخفاض عدد الحيوانات المنوية لدى الذكور ممن يتعرضون بشكلٍ مستمر للمبيدات الحشرية، إذ وجدت دراسة حديثة علاقة بين زيادة التعرُّض للمبيدات الحشرية وانخفاض تركيز الحيوانات المنوية لدى الرجال البالغين. ويقول مؤلفو الدراسة إن الأدلة قوية بما يكفي لتبرير اتباع إجراءات جديدة من شأنها أن تقلل من تعرُّض الناس لهذه المواد الكيميائية. إليك تفاصيل ذلك في هذا المقال.

اقرأ أيضاً: هل تغيّر المناخ مسؤول عن تراجع الخصوبة؟

المبيدات الحشرية من أسباب انخفاض عدد الحيوانات المنوية 

أمضى العلماء عقوداً من الزمن في محاولة التوصل إلى أسباب انخفاض تراكيز الحيوانات المنوية، لهذا أراد باحثون من جامعة جورج واشنطن الأميركية ومعهد رامازيني الإيطالي وجامعة جورج ماسون الحصول على فكرة أفضل من البيانات التي تربط المبيدات الحشرية بعدد الحيوانات المنوية.

وبعد تحليل بيانات 25 دراسة حول المبيدات الحشرية، بيّنت النتائج أن الانخفاض الطويل الأمد في خصوبة الذكور ارتبط باستخدام المبيدات الحشرية، وذلك وفقاً للنتائج التي نُشرت في دورية “إينفايرومينتال هيلث بيرسبيكتيفز” (Environmental Health Perspectives)، وذلك بعدما قلل الباحثون تعرُّض المشاركين للعوامل الأخرى التي يمكن أن تسهم في تراجع الخصوبة مثل التدخين والعمر.

شمل التحليل بيانات ما يُقارب 1700 ذكر امتدت مراقبتهم عدة عقود من الزمن، وأشارت النتائج إلى أن الذكور الذين تعرضوا لأنواع معينة من المبيدات الحشرية كانت لديهم تراكيز أقل من الحيوانات المنوية مقارنة بالذين لم يتعرضوا لها، ما فسّر انخفاض عدد الحيوانات المنوية بشكلٍ متزايد خلال نصف القرن الماضي بعدما تكهن وافترض العلماء الأسباب المحتملة لهذا الانخفاض، بما في ذلك زيادة معدلات البدانة ونمط الحياة الخامل والتعرُّض للأشعة، ومن ضمنها كانت زيادة التعرُّض للسموم البيئية.

اقرأ أيضاً: هل يمكن أن تؤثر جيناتك على رغبتك في الزواج والإنجاب؟

ما أكثر المبيدات الحشرية تأثيراً في الخصوبة عند الذكور؟

عند النظر في أنواع المبيدات الحشرية التي تعرض لها الذكور ممن أبدوا انخفاضاً في عدد الحيوانات المنوية، تبين أن التعرض لفئتين من المبيدات الحشرية المستخدمة على نطاقٍ واسع في الأعمال المهنية والبيئية كانتا الأكثر تأثيراً وهما الفوسفات العضوي وكربامات الميثيل.

ومع ذلك، وعلى الرغم من إثبات وجود علاقة بين التعرُّض للمبيدات والخصوبة، فإن العلاقة غير واضحة الجوانب بشكلٍ كامل. على سبيل المثال لم تهتم هذه الأبحاث بدراسة تأثير المبيدات الحشرية في عوامل أخرى متعلقة بالخصوبة مثل كيفية تشكل النطاف أو حركيتها وسرعتها، والتي تعتبر عوامل حاسمة أيضاً لتقييم الخصوبة عند الذكور إلى جانب عدد النطاف.

ومن الفرضيات التي بحثت في كيفية تأثير المبيدات على الخصوبة، اقترح الباحثون أنه من المحتمل أن المواد الكيميائية للمبيدات تتداخل بشكلٍ مباشر مع مستقبلات الهرمونات الأساسية للخصوبة مثل التستوستيرون، الأمر الذي يشير إلى أن لهذه المواد تأثيرات سلبية محتملة على المستقبلات الهرمونية عند الإناث أيضاً، ما يجعل نتائج هذا البحث غير كافية نسبياً على الرغم من أنه المراجعة المنهجية الأكثر شمولاً التي بحثت بهذا الخصوص حتى الآن.

ومثل الأبحاث جميعها، لهذا الدراسة محاذيرها إذ يقول المؤلفون إنه ينبغي تمويل وإجراء المزيد من الأبحاث لفهم الدور الدقيق الذي تؤديه المبيدات الحشرية في خفض عدد الحيوانات المنوية. وفي الوقت الراهن، تعتبر كلٌّ من الأدلة والنتائج التي توصلوا إليها مقنعة وتقتضي ضرورة ابتعاد كلٍّ من الذكور والإناث عن المبيدات الحشرية والتعرُّض لها، خاصة ممن يخططون لتكوين أسرة وإنجاب أطفال.

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة تحذّر من مواد كيميائية تخفّض خصوبة النساء بنسبة 40%

وقالت إحدى كبار باحثي الدراسة وهي عالمة الأوبئة البيئية وعميد كلية الصحة العامة في جامعة جورج ماسون ميليسا بيري، تعقيباً على النتائج: “ما وجدناه هو أن هناك نتيجة قوية متسقة عبر تلك الدراسات الـ 25، وهي أن زيادة التعرُّض لهذه المبيدات الحشرية ارتبط بانخفاض تركيز الحيوانات المنوية، لهذا آمل أن تحظى هذه الدراسة باهتمام الجهات التنظيمية التي تسعى إلى اتخاذ قرارات للحفاظ على سلامة الجمهور من التأثيرات غير المقصودة وغير المخطط لها للمبيدات الحشرية”.