ما اختبار متوسط حجم الصفائح الدموية؟ وما أسباب ارتفاعها أو انخفاضها؟

3 دقيقة
ما اختبار متوسط حجم الصفائح الدموية؟ وما أسباب ارتفاعها أو انخفاضها؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Babul Hosen
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تعد اختبارات الدم أداة أساسية لتقييم الصحة؛ نظراً إلى ما توفّره من مجموعة متنوعة من المعلومات. وعلى الرغم من أن التغيرات في قيمة اختبار متوسط حجم الصفيحات الدموية (MPV) قد لا تعني شيئاً لوحدها، فإنها تؤدي دوراً خاصاً في تقييم خلايا الدم. فما اختبار متوسط حجم الصفيحات الدموية (MPV)؟ وما الذي يسبب ارتفاع قيمته أو انخفاضها؟

ما اختبار متوسط حجم الصفيحات الدموية (MPV)؟

يحتوي الدم 3 أنواع من الخلايا؛ هي خلايا الدم الحمراء والبيضاء بالإضافة إلى الصفيحات الدموية التي تعد أصغرها.

تتشكل الصفائح الدموية في نخاع العظم انطلاقاً من الخلايا النوائية، وتؤدي دوراً مهماً في تخثر الدم، وشفاء جدران الأوعية الدموية في حالة تلفها أو نزيفها.

في الحالة الطبيعية (غير النشطة)، تتخذ الصفيحات شكل قرص؛ لكن عندما يتعرّض الجسم إلى النزف؛ مثل جرح، تتحوّل الصفيحات إلى الحالة النشطة، فتغير شكلها، ويلتصق بعضها ببعض لتكوّن الجلطات وتوقف النزيف. إن هذا التحول إلى الحالة النشطة يُعدّ جزءاً طبيعياً من استجابة الجسم للإصابة؛ لأنه يساعد على منع النزيف الزائد.

ومع ذلك، قد يكون التغير في حجم الصفائح الدموية، في بعض الحالات، علامة على اضطراب أو مشكلة صحية؛ لذا يستخدم الأطباء اختبار دم روتينيّاً يُدعي "مقياس متوسط ​​حجم الصفائح الدموية في الدم" (Mean Platelet Volume) أو (MPV)، لتشخيص اضطرابات النزيف وأمراض نخاع العظم.

يُقاس حجم الصفائح الدموية بمقياس الفيمتوليتر؛ حيث تتراوح قيمة (MPV) الطبيعية بين 8 و12 فيمتوليتر.

ينبغي التنويه بأن اختبار متوسط ​​حجم الصفيحات الدموية يختلف عن عدد الصفائح الدموية، على الرغم من ارتباطهما الوثيق.

اقرأ أيضاً: ما هي الدموع الدموية وما أسبابها وطرق علاجها؟

 ما الذي يسبب ارتفاع متوسط حجم الصفيحات الدموية؟

يشير ارتفاع متوسط حجم الصفائح الدموية في الدم (أكثر من 12 فيمتوليتر) إلى أن الصفائح الدموية أكبر من المتوسط؛ ما قد يسبب تكوين جلطة في أي لحظة في الأطراف. يمكن أن تؤدي هذه الجلطات الدموية إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية؛ وهي عامل خطر مهدد للحياة.

ومع ذلك، لا تكفي نتائج اختبار متوسط حجم الصفيحات الدموية لتشخيص الحالة؛ بل يستخدمها الأطباء إلى جانب عدد الصفيحات الدموية، ونتائج اختبارات الدم الأخرى للتشخيص.

بالاعتماد على نتائج هذه الاختبارات مجتمعة، قد تكون نتيجة MPV الأعلى من الطبيعية علامة على:

السرطان

قد يرتفع متوسط حجم الصفيحات الدموية استجابة للإصابة بالسرطان؛ حيث يمكن للأورام إطلاق منتجات ثانوية مختلفة في مجرى الدم، وبمجرّد أن تواجه الصفيحات الدموية هذه المنتجات فإنها تتحوّل إلى الحالة النشطة، وتزيد خطر تكوّن الجلطات الدموية؛ التي يمكن أن تسهم في حدوث مضاعفات لدى مرضى السرطان.

علاوة على ذلك، يمكن أن تحفز المواد الثانوية التي يطلقها السرطان زيادة إنتاج الصفائح الدموية، بزيادة إنتاج هرمون الثرومبوبويتين؛ وهو الهرمون الذي ينظم إنتاج الصفائح الدموية. ترتبط زيادة عدد الصفائح الدموية في الدم بانتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم وتعزيز نمو الورم، عبر تعزيز تكوين الأوعية الدموية وتكوين الخلايا السرطانية في المواقع البعيدة.

ليس بالضرورة أن يكون ارتفاع قيمة (MPV) دليلاً دامغاً على الإصابة بالسرطان؛ لكنه قد يكون علامة تحذيرية في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان.

اقرأ أيضاً: نحن نتقدم في الكشف عن السرطان، فهل من مشكلة في ذلك؟

فقدان الدم

عندما يتعرّض الجسم إلى حادث أو إجراء جراحي يتسبب بنزيف وفقدان في الدم، يستخدم الجسم الصفائح الدموية لإصلاح الجروح ووقف النزف. في المقابل، يُنتج نخاع العظم المزيد من الخلايا النوائية التي تتحول إلى صفيحات دموية.

حالات أخرى

  • نقص الصفيحات؛ أي عدم وجود ما يكفي من الصفائح الدموية.
  • اضطرابات التكاثر النقوي.
  • سرطانات الدم التي ينتج فيها نخاع العظم عدداً كبيراً جداً من الصفائح الدموية أو خلايا الدم الأخرى.
  • تسمم الحمل؛ وهو أحد مضاعفات الحمل، خاصة بعد الأسبوع العشرين، ويسبب الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
  • الإصابة بمرض قلبي.
  • السكري.
  • فقر الدم الانحلالي.
  • فرط نشاط الغدة الدرقية.

 ما الذي يسبب انخفاض متوسط حجم الصفيحات الدموية؟

على الجانب الآخر، يدل انخفاض قيمة (MPV) إلى أقل من 8 فيمتوليتر، على أن حجم الصفائح الدموية أصغر من المتوسط، بالإضافة إلى أن نخاع العظم لا ينتج ما يكفي من الصفائح الجديدة.

مرة أخرى، انخفاض متوسط حجم الصفيحات الدموية في حد ذاته لا يعني شيئاً؛ لكن اعتماداً على اختبارات الدم الأخرى، قد يكون مؤشراً إلى الإصابة بما يلي:

  • مرض التهاب الأمعاء؛ مثل داء كرون أو التهاب القولون التقرحي.
  • التأثيرات الجانبية للأدوية السامة للخلايا؛ التي تُستخدم في العلاج الكيميائي.
  • اضطرابات نخاع العظم التي تبطئ أو تقلل إنتاج الصفائح الدموية؛ مثل  فقر الدم اللاتنسّجي.
  • الفشل الكلوي المزمن.
  • مرض الذئبة الحمامية.
  • نقص المناعة البشرية المكتسب.
  • قصور الغدة الدرقية.

اقرأ أيضاً: ما أنواع فقر الدم وكيف يُعالج كل منها؟

متى تحتاج إلى اختبار متوسط حجم الصفيحات الدموية؟

قد يطلب مقدم الرعاية الصحية الخاص بك إجراء اختبار متوسط حجم الصفيحات الدموية إذا وُجدت أعراض اضطراب الدم التالية:

  • النزيف الذي يتطلب وقتاً طويلاً حتى يتوقف، حتى من الجروح الصغيرة.
  • النزيف في الأنف.
  • النزيف عند تنظيف الأسنان.
  • ظهور بقع حمراء أو أرجوانية صغيرة على الجلد.
  • النزيف المهبلي غير الطبيعي (خاصة في فترات الحيض الثقيلة).
  • الشعور بالضعف أو الدوار.
  • الصداع المزمن.