من الطبيعي أن ترتفع نسبة السكر في الدم عند مرضى السكري، لكن أن تكون سليماً منه، وترتفع لديك نسبة السكر فهو أمر مقلق ولا يجب تجاهله، إذ يدل ذلك على إصابتك بمرض ما، أو حالة صحية تستوجب العلاج لتمنع جسمك من مقاومة الإنسولين، وإصابتك المزمنة بالسكري.
هل ارتفاع السكر في الدم يعني بالضرورة وجود مرض السكري؟
قد ترتفع نسبة سكر الغلوكوز في الدم عن الحد الطبيعي (70-110 ملغرامات/ ديسيلتر)، على الرغم من عدم إصابة الشخص بداء السكري، وذلك لأسباب عديدة. قد يحدث ارتفاع السكر في الدم فجأة أثناء مرض أو إصابة خطيرة، وقد يحدث ارتفاع السكر في الدم على مدى فترة زمنية أطول ويكون سببه مرض مزمن.
من المهم علاج هذه الحالة، وضبط نسبة السكر في الدم لأنه يمكن أن يزيد خطر الإصابة بالعدوى ويمنع الشفاء، وقد يؤدي إلى تلف الأعصاب والأنسجة والأعضاء والأوعية الدموية الذي يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية. وقد يؤدي تلف الأعصاب أيضاً إلى مشكلات أخرى في القلب والمعدة والجهاز العصبي.
اقرأ أيضاً: هل هناك علاقة بين ارتفاع معدل سكر الدم والكوليسترول والإصابة بداء ألزهايمر؟
أعراض ارتفاع سكر الدم لغير المصابين
تتمثل أعراض ارتفاع سكر الدم عند غير المصابين بالسكري مع أعراض المصابين به، وتشمل:
- العطش الزائد.
- كثرة التبول.
- تشويش الرؤية.
- قيء وغثيان.
- ألم في البطن.
- إعياء وصداع.
متى تقول إن لديك ارتفاعاً في نسبة سكر الدم؟
يحدد ارتفاع نسبة السكر في الدم عندما تكون صائماً لمدة 8 ساعات على الأقل (سكر صيامي)، وبعد تناول وجبة بساعة أو ساعتين.
نقول إن نسبة السكر مرتفعة عن الحد الطبيعي عندما يكون السكر الصيامي بين 100 - 125 ملغم / ديسيلتر، وتتجاوز نسبة السكر بعد تناول الطعام 180 ملغم / ديسيلتر. وقد يحدد ذلك سكر الدم العشوائي (المُقاس في وقت غير محدد) فوق 200 ملغم / ديسيلتر.
اقرأ أيضاً: الإجراء الروتيني لمريض السكري: كل ما تريد معرفته عن فحص السكر
كيف أعرف أن نسبة السكر مرتفعة دون تحليل؟
يمكن للمريض معرفة أن نسبة السكر في الدم لديه مرتفعة عند ظهور أعراضه، خاصة العطش الشديد وكثرة التبول، لكن لا يمكن الجزم بارتفاع نسبة السكر دون إجراء تحاليل السكر الصيامي وبعد تناول الوجبات والسكر العشوائي.
أسباب ارتفاع سكر الدم لدى غير المصابين بالسكري
يمكن أن تؤدي بعض الحالات إلى زيادة مستويات الغلوكوز في الدم عن طريق التدخل في قدرة الإنسولين على خفض نسبته، حتى لو لم تكن مصاباً بالسكري. ومن هذه الحالات:
أمراض البنكرياس
يمكن أن تسبب الأمراض المرتبطة مباشرة بالبنكرياس (التهاب البنكرياس أو السرطان أو التليف الكيسي) ارتفاع السكر في الدم، وذلك لأن البنكرياس هو المسؤول عن إنتاج هرمونات الهضم وإنزيماته، بالإضافة إلى إنتاج هرمون الإنسولين المسؤول عن ضبط نسبة السكر في الدم.
عند إصابة البنكرياس بمرض ما، يتوقف عن إنتاج النسبة المطلوبة من الإنسولين، وبالتالي يتراكم سكر الغلوكوز في الدم، وترتفع نسبته.
اقرأ أيضاً: علاج تجريبي واعد لمرض السكري يعيد للبنكرياس القدرة على إنتاج الإنسولين
السمنة وزيادة الوزن
إن زيادة نسبة الدهون والخلايا الدهنية في الجسم يمكن أن تؤدي إلى مقاومة الإنسولين. كما أنه تصعب إزالة الغلوكوز من الدم واستخدامه لإنتاج الطاقة عند زيادة الوزن.
اقرأ أيضاً: 10 تغييرات صغيرة يمكنك إجراؤها لمنع زيادة الوزن
متلازمة كوشينغ
متلازمة كوشينغ هي اضطراب يحدث عندما ينتج الجسم الكثير من الكورتيزول، أو يحصل عليه من تناول بعض الأدوية. يصاب 10-30% من الأشخاص الذين يعانون من متلازمة كوشينغ بضعف في تحمل الغلوكوز لأن الكورتيزول يعيق تأثيرات الإنسولين، بينما يصاب 40- 45% من المصابين بمرض السكري.
اقرأ أيضاً: كل ما تريد معرفته عن متلازمة «كوشينغ»
قلة النشاط البدني
يخزّن الجسم سكر الغلوكوز للحصول على الطاقة، ويستهلك النشاط البدني مخازن الطاقة هذه. وتعني قلة النشاط البدني عدم استهلاك الطاقة، أي عدم استهلاك الغلوكوز. بالإضافة إلى ذلك يجعل النشاط البدني الجسم أكثر حساسية للإنسولين، وبالتالي يساعد في منع ارتفاع السكر في الدم.
متلازمة تكيس المبايض
متلازمة تكيس المبايض أو المبيض المتعدد الكيسات هي اضطراب هرموني تعاني منه النساء في سن الإنجاب عندما تكون لديهن زيادة في مدة الحيض وزيادة مستويات هرمون الأندروجين. أحد أسباب متلازمة تكيس المبايض هو زيادة الإنسولين. يمكن أن يسبب الإنسولين الزائد مقاومة الإنسولين، ما يؤدي إلى صعوبة التحكم في مستويات السكر في الدم.
اقرأ أيضاً: ما هو النظام الغذائي المناسب لمريضات تكيس المبايض؟
الصدمة
الرضوض التي تلحق بالجسم، أو الإصابة الشديدة أو إصابة الرأس أو الحروق الشديدة أو الجراحة، تتسبب في ردود فعل هائلة تؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول، ما يؤدي إلى مقاومة الإنسولين.
يصاب نحو 30% من المرضى بفرط سكر الدم الناجم عن الإجهاد بعد الجراحة، وتبقى مستويات الغلوكوز في الدم مرتفعة لفترة طويلة بعد مغادرة المستشفى.
الالتهابات الحادة
يمكن للعدوى التي تسبب التهابات حادة مثل التهابات المسالك البولية أو الالتهاب الرئوي أو الأمراض الحادة مثل الإنفلونزا، أن تؤدي إلى زيادة إنتاج الكورتيزول، وبالتالي مقاومة الإنسولين وارتفاع نسبة السكر.
ينتج ارتفاع نسبة الغلوكوز في الدم أيضاً عن العدوى كرد فعل طبيعي لدعم احتياجات الأعضاء مثل الدماغ والكلى وخلايا الدم الحمراء التي تعتمد على الغلوكوز للحصول على الطاقة المُساعِدة في استجابة الجهاز المناعي لمحاربة العدوى.
بعض الأدوية
يمكن أن تؤدي بعض الأدوية التي تحتوي على الستيرويدات أو مدرات البول إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. ويمكن لبعضها الآخر خلق مقاومة الإنسولين. من الأدوية التي قد تسبب زيادة في مستوى السكر في الدم أيضاً مثبطات الأوعية الدموية ومثبطات المناعة، فهي تنشّط الإنزيمات التي تزيد من مستويات الغلوكوز في الدم وتعطّل إفراز الإنسولين ونشاطه.
بالإضافة إلى ذلك، قد يتعرّض المرضى الذين يتلقّون التغذية من خلال الوريد في المستشفى لخطر الإصابة بفرط سكر الدم، بسبب احتواء السائل المغذي على محلول سكر.
تاريخ العائلة المرضي
إذا كان في عائلتك مصابون بمرض السكري أو لديهم مقدمات السكري، فقد تكون عُرضةً لارتفاع السكر في الدم غير المرضي.
سكري الحمل
في بعض الأحيان، تصاب النساء الحوامل بفرط سكر الدم عند إصابتهن بسكري الحمل، ويمكن أن تسبب هرمونات الحمل أحياناً تداخلاً مع الإنسولين، ما يؤدي إلى مقاومته.
النظام الغذائي
للنظام الغذائي دورٌ كبير في التحكم في مستويات السكر في الدم. يمكن أن يتسبب تناول كميات زائدة من السعرات الحرارية والسكر بشكل دائم في توقف الجسم عن الاستجابة للإنسولين الذي ينتجه، ما يؤدي إلى مقاومة الإنسولين وارتفاع مستويات السكر في الدم.
كيف تمنع ارتفاع نسبة السكر في الدم؟
إذا تعرضت لارتفاع نسبة السكر في الدم دون إصابتك بالسكري هذا يعني أنك معرّض للإصابة مستقبلاً، لذا عليك تحديد السبب ومعالجته، واتّباع عدة نصائح وإرشادات لضبط نسبة السكر ومقاومة ارتفاعه:
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لمدة 30 دقيقة في 5 أيام في الأسبوع.
- الحفاظ على وزن صحي.
- اتّباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات.
- عدم إلغاء وجبة أساسية من النظام الغذائي.
- الامتناع عن التدخين وشرب الكحول.