ما السبب وراء ازدياد حدوث النوبات القلبية بين الشباب؟

3 دقيقة
ما السبب وراء ازدياد حدوث النوبات القلبية بين الشباب؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ zentradyi3ell
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

إن كنت تعتقد أنك أصغر من أن تقلق بشأن أمراض القلب، ففكر مرة أخرى، فلا تتوفر مناعة ضد أمراض القلب والأوعية الدموية إذا كان عمرك أصغر. وهذا ما أثبته بحث نُشر في دورية “الكلية الأميركية لأمراض القلب”، والذي يُظهر زيادة مثيرة للقلق في النوبات القلبية لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً في الولايات المتحدة الأميركية. 

اقرأ أيضاً: خطوات منزلية بسيطة للتعامل مع ظاهرة المقاومة على الصادات

نمط الحياة وخطر الإصابة بالنوبات القلبية

هل يمكن لشخص في العشرينيات أن يُصاب بنوبة قلبية؟ صحيحٌ أن الأمر لم يكن دائماً شائعاً كما هو اليوم، إلّا أن الإجابة هي “نعم”، إذ يقول الطبيب لوك لافين وهو أخصائي في الأمراض القلبية في عيادة كليفلاند: “كان من غير المعتاد بالنسبة لشخص يقل عمره عن 40 عاماً أن يعاني آلام الصدر الناتجة عن نوبة قلبية، فما الذي تغير؟ الشيء الذي تغير هو الطريقة التي نعيش بها، حيث يعزى الارتفاع في الإصابة بالنوبات القلبية في سن مبكرة إلى تغييرات نمط الحياة”. 

المقصود بذلك ازدياد وقت الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر وتناول المزيد من الأطعمة فائقة المعالجة والوجبات السريعة وانخفاض النشاط البدني، وبات من الواضح أن هذه العادات السيئة تبدأ من مرحلة الطفولة المبكرة الآن. فعلى الرغم من حدوث عدد أقل من النوبات القلبية في الولايات المتحدة؛ ويعود ذلك إلى زيادة استخدام الأدوية الخافضة للشحوم مثل الستاتينات وتراجع التدخين، فإن أعداد الإصابة ترتفع بشكلٍ متزايد بين اليافعين، حيث ارتفعت بنسبة 2% سنوياً على مدى السنوات العشر الماضية.

دراسة تُسلِّط الضوء على عامل خطر جديد للإصابة بالنوب القلبية

شملت الدراسة 2097 مريضاً أعمارهم دون الخمسين عاماً، دخلوا إلى المستشفى بسبب نوبة قلبية، ومن بينهم كانت نسبة 20% بعمر 40 عاماً أو أقل. في الدراسة، قارن الباحثون بين المصابين بالنوبة القلبية ممن أعمارهم 50 عاماً وأولئك دون الأربعين من حيث الحالة المرضية، باستخدام تصوير الأوعية الدموية للمريض، وهو إجراء يستخدم الأشعة السينية لرؤية الأوعية الدموية والشرايين في القلب. 

اقرأ أيضاً: ما الذي يُمكن القيام به لتخفيف خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بما يتناسب مع كل سن؟

بيّنت النتائج أن مرضى المجموعة العمرية الأصغر كانوا مصابين في وعاء دموي واحد، بينما كان أكثر من وعاء دموي مصاباً لدى أفراد المجموعة الأكبر عمراً، ومع ذلك كانت لديهم النتيجة نفسها، ما يقترح وجود عامل خطر مهم لدى المجموعة الأولى. كما عانى بعض الأربعينيين حدوث “تمزق الشريان التاجي” والذي يعتبر نادراً، ويحدث إمّا عند كبار السن الذين تراجعت صحة أوعيتهم الدموية أو عند الأفراد الذين يعانون ارتفاعاً شديداً في ضغط الدم.

وكجزء من التحليل، سُلِّط الضوء على وجود عوامل خطر أخرى تفوق أهميتها أهمية العمر تتسبب بزيادة حدوث النوب القلبية هذه، وكانت عوامل الخطر التقليدية لحدوث النوب القلبية، بما في ذلك مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والتدخين والتاريخ العائلي للإصابة بالنوبات القلبية المبكرة وارتفاع نسبة الكوليسترول، متشابهة بين المجموعتين. ومع ذلك، كان المرضى الأصغر سناً أكثر عرضة للإبلاغ عن تعاطي المخدرات، بما في ذلك الماريجوانا والكوكايين، وكانت نسبة كبيرة منهم مصابة إمّا بالسكري وإمّا باضطراب تحمل السكر والذي يعود لتراجع نوعية نمط الحياة الصحي.

كيف يمكن خفض خطر حدوث النوب القلبية في أعمار مبكرة؟

من المهم فهم عوامل الخطر المختلفة للإصابة بالنوب القلبية والعمل على تصحيحها، وينبغي أن نكون حازمين بشأن تعديل عوامل الخطر، وإلّا فإن معدل النوبات القلبية لدى الأشخاص في سن مبكرة سيستمر في الارتفاع. ومن أبرز هذه التعديلات:

  • ممارسة الرياضة: من أهم عوامل الحماية من أمراض القلب ممارسة التمارين الرياضية متوسطة الشدة مدة 150 دقيقة أسبوعياً. 
  • الحفاظ على وزن صحي: وهذا يعني الحفاظ على مؤشر كتلة الجسم (BMI) بين 20-25، والخبر السار أن خسارة 2.5 كيلوغرام كفيلة بإحداث تأثير إيجابي على ضغط الدم ومستوى الكوليسترول.
  • تزويد الجسم بالعناصر المغذية: ينبغي ألّا نهمل فكرة أن توازن معادن وفيتامينات الجسم أمر أساسي لصحة القلب والأوعية الدموية، وعلى رأس ذلك نذكر أحماض أوميغا-3 والمغنيزيوم ومضادات الأكسدة أيضاً.
  • إدارة التوتر وضغط الدم: يعتبر كلٌّ من التوتر وارتفاع ضغط الدم أحد أهم الأسباب التي تفاقم أمراض القلب والأوعية الدموية وأكثرها شيوعاً، لهذا يُنصح دائماً بضبطهما.

اقرأ أيضاً: 7 طرق للتخلص من رائحة الفم الكريهة في الصباح

  • الإقلاع عن التدخين: قد يبدو الأمر صعباً أو شبه مستحيل بالنسبة للمدخنين، ولكن الفوائد الصحية الناجمة عن الإقلاع عن التدخين تكفي كدافعٍ لترك السجائر.
  • التعرّف على التاريخ الصحي لعائلتك: قد يكون هذا أحد عوامل الخطر غير القابلة للعكس إذ لا يمكننا تغيير جيناتنا، إلّا أن معرفة وجود عامل خطر جيني يكون مفتاحاً لاتخاذ خطوات وقائية إضافية لتجنب حدوث مشكلات القلب المحتملة.