مرض الكلى المزمن حالة تتلف فيها الكلى ولا تستطيع تصفية الدم كما ينبغي، ما يؤدي إلى تراكم السوائل الزائدة والفضلات في الجسم، وقد تسبب مشكلات صحية أخرى؛ مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية. أمّا بالنسبة للأعراض، فقد لا يشعر الأشخاص المصابون بأي أعراض، والطريقة الوحيدة للتقصي عن الحالة هي إجراء اختبارات الدم والبول المحددة. وعادة ما يُنصح بإجراء هذه الاختبارات في حال وجود بعض عوامل الخطر؛ مثل داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو مرض قلبي أو تاريخ عائلي للمرض أو البدانة.
عموماً، يمتلك مرضى الكلى مستويات متفاوتة من الخطورة، فلا تتطور أمراض الكلى كلها إلى الفشل الكلوي، وهذا يتعلق ببعض العوامل؛ مثل إجراء التغييرات في نمط الحياة الموصى بها، وتناول الأدوية حسب الحاجة، ومراجعة الطبيب بانتظام، والخضوع للاختبارات المنتظمة، وغيرها. فإذا كنت تعرف
شخصاً عزيزاً مصاباً بهذا المرض، فكيف تدعمه وتساعده؟ إليك ما ينبغي فعله.
اقرأ أيضاً: كيف تعتني بمريض مصاب بمرض كلوي مزمن؟
كيف تتعامل مع مريض الكلى المزمن؟
يُعدُّ دورك في دعم مَن تحب خلال رحلته مع مرض الكلى المزمن أمراً محورياً، وفيما يلي تفاصيل الخطوات العملية التي يمكنك اتخاذها لضمان سلامته وإدارة حالته على نحو فعّال.
ساعده على الالتزام بالمواعيد الطبية
ساعد مَن تحب على جدولة الفحوصات والاختبارات الروتينية والالتزام بها، خصوصاً في حال غسيل الكلى. اصطحبه إلى المواعيد الطبية، إن استطعت، ودوِّن ملاحظاتك في أثناء الاستشارات، واطرح الأسئلة نيابةً عنه، وتأكد من فهمه الكامل لتشخيصه وخطة العلاج وتعديلات نمط الحياة الموصى بها. احتفظ بسجلٍ شاملٍ للأدوية والعلاجات ونتائج الاختبارات جميعها، وحدثِّه بانتظام، واحضره إلى المواعيد.
اقرأ أيضاً: إليك 6 نصائح للتعامل مع مريض ألزهايمر
حفّزه على الالتزام بالدواء
التأكد من أن المريض يتناول أدويته كما هو موصوف أمر بالغ الأهمية لإدارة مرض الكلى المزمن ومنع المزيد من التلف. لذلك، ساعده على تنظيم جدول الأدوية الخاص به، وتعيين التذكيرات، وإعادة صرف الوصفات الطبية حسب الحاجة. كُنْ يقظاً بشأن أي آثار جانبية أو تفاعلات محتملة وتواصل مع الطبيب الخاص بك في حالة ظهور أي أعراض أو مخاوف.
وكُنْ حذراً بشأن الأدوية المسكنة للألم المتاحة دون وصفة طبية، مثل الأسبرين أو الأسيتامينوفين، أو الإيبوبروفين، أو نابروكسين الصوديوم؛ إذ قد تلحق الضرر بالكليتين عند الأشخاص المصابين بأمراض الكلى أو داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
لذلك في المرة المقبلة التي تحصل فيها على وصفة طبية أو تشتري دواءً دون وصفة طبية لمريض الكلى، اسأل الصيدلي عن كيفية عمل هذا الدواء، وإذا كان يؤثّر في الكليتين، أو يتداخل مع الأدوية الموصوفة الأخرى. ينطبق هذا أيضاً على المكملات الغذائية والفيتامينات التي يجب عدم تناولها بتاتاً دون استشارة الطبيب، ولا بُدَّ من توعية مريض الكلى بهذا الشأن.
اطلب منه الاحتفاظ بقائمة محدَّثة عن الأدوية والمكملات الغذائية التي يتناولها، وأن يصطحبها إلى الطبيب في كل موعد زيارة.
اقرأ أيضاً: ما أعراض متلازمة التعب المزمن وكيف تتعامل معها؟
شجّعه على التقيد بنمط حياة صحي
شجّع الشخص المصاب بمرض الكلى المزمن على اتباع نظام غذائي صديق للكلى يحدُّ من تناول الصوديوم والبوتاسيوم والفوسفور مع ضمان استهلاك ما يكفي من السوائل. فمن المهم بالنسبة لمريض القصور الكلوي أن يتجنب الأطعمة العالية المحتوى بالملح؛ مثل الوجبات الجاهزة والمجمدة والمعلبة. أمّا الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، فتشمل الموز والبرتقال والبطاطس والسبانخ والطماطم، في حين تشمل الأطعمة القليلة البوتاسيوم التفاح والقرنبيط والفلفل والعنب والفراولة.
أمّا الأطعمة الغنية بالفوسفور، فتشمل خبز الحبوب الكاملة ودقيق الشوفان وحبوب النخالة والمكسرات وزبدة الفول السوداني. وينبغي أيضاً التقليل من كمية البروتين المتناول من أجل تقليل العبء على الكليتين. عموماً، سيقدّم الطبيب أو مختص التغذية توصيات محددة بشأن النظام الغذائي المعين المفروض اتباعه، وعليك أن تساعد الشخص المريض على تنفيذ التوصيات الغذائية والتقيّد بها، وإعداد الوجبات التي تتوافق مع احتياجاته الغذائية.
ومن المهم أن تشجّع مريض الكلى للحفاظ على وزن صحي، إذ إن زيادة الوزن تفاقم الضغط على الكليتين، ما قد يزيد الضرر. لذا، شجّعه على ممارسة 30 دقيقة أو أكثر من الأنشطة البدنية المعتدلة في معظم أيام الأسبوع، وذلك بعد استشارة الطبيب.
كما ينبغي في حال كان مريض الكلى مدخناً، أن تدعمه من أجل الإقلاع عن التدخين، فالتدخين يفاقم أمراض الكلى ويتداخل مع الأدوية التي تخفِّض ضغط الدم. شجّعه على طلب المساعدة المهنية، واستكشاف برامج الإقلاع عن التدخين، واعتماد آليات تأقلم بديلة بغية التغلب على إدمان النيكوتين.
قدِّم الدعم العاطفي
قد يكون العيش مع مرض مزمن مثل مرض الكلى المزمن مرهقاً عاطفياً. لذلك، كُنْ متعاطفاً ومتفهماً لمشاعر وتحديات مَن تحب. استمع بفاعلية وتعاطف إلى مخاوفه، ما يسمح له بالتعبير عن مشاعره دون إصدار أحكام، وأثنِ على جهوده في إدارة حالته، واعترف بإنجازاته مهما كانت صغيرة.
ومن المفيد أن تساعده في الحصول على دعم إضافي من خلال الاستشارة النفسية أو مجموعات الدعم عبر الإنترنت أو على أرض الواقع إذا لزم الأمر، خصوصاً إذا لاحظت أنه يعاني التوتر أو الاكتئاب أو الضيق النفسي. تحلَّ بالصبر والتفهم خلال الأوقات الصعبة، وقدِّم الطمأنينة والمساعدة العملية عند الحاجة.
اقرأ أيضاً: ما يجب أن تعرفه عن ملازمة مريض باركنسون وكيفية التعامل معه على المدى الطويل
ساعده على إدارة ضغط الدم أو داء السكري حال وجودهما
من أهم الخطوات التي يمكن اتخاذها لعلاج أمراض الكلى أو السيطرة عليها ومنع تفاقمها هي منع ارتفاع ضغط الدم؛ إذ ينبغي الحفاظ على ضغط الدم عند حدٍّ محدد، وغالباً ما يكون أقل من 140/90 مليمتراً زئبقياً. لذلك، ساعد المريض على التقيد بالخطوات التي يضعها الطبيب من أجل ضبط ضغط الدم، سواء كان تناول وجبات صحية للقلب منخفضة الصوديوم، والإقلاع عن التدخين، وممارسة النشاط الرياضي بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول الأدوية على النحو الموصوف.
كما قد ينتج مرض الكلى المزمن في كثيرٍ من الحالات عن داء السكري. لذلك، من المهم ضبط مستوى الغلوكوز في الدم، ومرة أخرى عليك أن تساعد المريض على ضبط نسبة الغلوكوز ودعمه في مراقبة مستوياته بانتظام، والالتزام بجداول الأدوية الموصوفة، وتسهيل التواصل مع الطبيب للحصول على إرشادات حول إدارة مرض السكري إلى جانب مرض الكلى المزمن.
ثقِّف نفسك
خذ زمام المبادرة لتثقيف نفسك عن مرض الكلى المزمن وإدارته، وتعرّف إلى الأعراض الشائعة وخيارات العلاج وتعديلات نمط الحياة التي يُوصى بها، وابق على اطلاع بالموارد المتاحة وخدمات الدعم في مجتمعك أو عبر الإنترنت لمساعدة أفراد عائلتك على نحو أفضل في رحلتهم.
اقرأ أيضاً: ما الذي يمكن القيام به لتخفيف مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية بما يتناسب مع كل سن؟
كيف تتعامل مع مريض الكلى في المراحل المتقدمة؟
في حال تطور مرض الكلى المزمن إلى الفشل الكلوي؛ أي أن 85-90% من وظيفة الكلى تعطلت، فهذا يعني أن المريض وصل إلى مرحلة متقدمة من المرض وقد يحتاج الى غسيل الكلى أو زرع كلية. عليك في هذا الحالة أن تراعي النصائح التالية:
- التعرّف إلى أعراض الفشل الكلوي واستشارة الطبيب فور ملاحظة أي منها. مثل: كثرة التبول أو عدم حدوثه على الإطلاق، حكّة أو جفاف الجلد، الشعور بالتعب، صعوبة في التركيز، خدر أو تورم في الذراعين أو الساقين أو الكاحلين أو القدمين، ضيق في التنفس، غثيان أو قيء، فقدان الشهية.
- تأكد من إجراء فحوصات منتظمة لمراقبة المضاعفات؛ مثل فقر الدم والحماض الأيضي واختلال مستويات المعادن.
- ضع في اعتبارك خيارات العلاج مثل غسيل الكلى أو زرع الكلى أو إدارة الأعراض دون غسيل الكلى، وذلك يتعلق بالتاريخ الطبي والتفضيلات. يذكر أن غسيل الكلى نوعان؛ نوع يتم في المستشفى أو العيادة 3-4 مرات في الأسبوع، ونوع يتم في المنزل، وهو ما يُسمَّى بغسيل الكلى البريتوني. من المهم إدراك أنه لا يوجد علاج للفشل الكلوي، لكن مع التشخيص والعلاج المناسبين قد يظل المريض حياً مدة طويلة دون حدوث تغييرات جذرية في نوعية الحياة.
- تقيد بالأدوية الموصوفة من حيث الموعد والجرعة خصوصاً بالنظر إلى معدلات تصفية الأدوية في غسيل الكلى.
- استشر اختصاصي تغذية لوضع نظام غذائي مناسب وتحديد الكمية المناسبة من السوائل التي ينبغي شربها، وحاول أن تجعل المريض الذي يغسل الكلى يتقيد بالخطة الغذائية قدر الإمكان.
- شجّع على النشاط البدني المناسب لحالة المريض وتفضيلاته، وذلك باتباع توصيات الطبيب.
- اطرح أي أسئلة أو مخاوف بشأن تغييرات النظام الغذائي، وتعديلات الدواء، وخيارات العلاج، والتحضير لغسيل الكلى أو تقييم عملية الزرع.