انتشار حمى الضنك عالمياً وتعميم رسمي بالحذر في الإمارات

3 دقيقة
انتشار حمى الضنك عالمياً وتعميم رسمي بالحذر في الإمارات
حقوق الصورة: بيكريل

نشرت دائرة الصحة أبوظبي في شهر أبريل/نيسان عام 2024، تعميماً إلى المنشآت الصحية جميعها في إمارة أبوظبي بضرورة اليقظة والحذر بعد ما أفادت به تقارير منظمة الصحة العالمية من انتشار متزايد لأعداد الإصابات بحمى الضنك حول العالم منذ بداية العام. 

كما حذّرت الدائرة من خطر انتقال العدوى محلياً بعد تسجيل حالات إصابة بحمى الضنك غير مرتبطة بالسفر في الإمارات العربية المتحدة خلال عام 2023، والتي قد يكون سببها التغيّرات المناخية والبيئة المواتية لتكاثر البعوض الناقل للمرض.

كما واجهت الإمارات العربية المتحدة في وقتٍ سابق من الشهر ذاته، منخفض الهدير بأقل خسائر مادية ممكنة، لكن تهديدات أخرى تجاوزت تدمير البنية التحتية قد برزت، حيث شكّلت الكمية الكبيرة من المياه الراكدة وبرك مياه الأمطار التي خلفها المنخفض، بالتزامن مع درجات الحرارة المرتفعة، مرتعاً لتكاثر الحشرات الناقلة للأمراض بما في ذلك حمى الضنك. فما حمى الضنك المنتشرة حول العالم؟ وكيف يمكن الوقاية منها؟

انتشار حمى الضنك حول العالم

أشار المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (European Centre for Disease Prevention and Control)، إلى اكتشاف أكثر من 5 ملايين حالة إصابة بحمى الضنك حول العالم منذ بداية عام 2024، وأكثر من 2000 حالة وفاة مرتبطة بحمى الضنك.

وتركزت الإصابات في معظمها في دول الأميركيتين، حيث أبلغت منظمة الصحة للبلدان الأميركية التابعة لمنظمة الصحة العالمية عن نحو 2.1 مليون حالة حمى ضنك مؤكدة في المنطقة، منذ الأسبوع الأول من عام 2024 حتى الأسبوع الـ 16، وهو ما يمثّل زيادة بنسبة 206% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، و387% مقارنة بمتوسط ​​السنوات الخمس الماضية.

واحتلت البرازيل المرتبة الأولى بعدد الإصابات بعد أن سجّلت أكثر من مليون إصابة في أول شهرين من العام الحالي.

قال مدير منظمة الصحة للبلدان الأميركية جارباس باربوسا: "لدينا بالفعل عدد كبير من الحالات هذا العام، ليس فقط في البرازيل ولكن أيضاً في باراغواي والأرجنتين وبلدان أخرى، حتى في أوروغواي والمناطق التي لم تشهد انتقال حمى الضنك منذ قرن من الزمان".

اقرأ أيضاً: هل يشكّل تفشي فيروس ماربورغ الفتاك خطراً جديداً على البشرية؟

جهود الإمارات لمكافحة حمى الضنك

كانت الإمارات العربية المتحدة قد أطلقت حملة القضاء على مستعمرات البعوض في فبراير/شباط 2022، وتستمر حالياً بالتعاون مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، ومع البلديات والدوائر الحكومية الأخرى في تنفيذ المرحلة الثالثة، من خلال:

  • تعزيز عملية التضبيب الحراري للقضاء على البعوض واليرقات التي تنتجها، وهو عبارة عن جهاز لحقن المبيدات الذائبة، بحيث تتحول إلى ضباب عند ملامستها للهواء الخارجي بعملية التكاثف.
  • ضخ المياه من المناطق التي غمرتها أمطار منخفض الهدير.

بالإضافة إلى توصيات دائرة الصحة أبوظبي بالإبلاغ الفوري عن أي حالات مؤكدة أو مشتبه بها بالإصابة بحمى الضنك لمركز أبوظبي للصحة العامة عبر الموقع الإلكتروني للأمراض المعدية.

اقرأ أيضاً: كيف تحدث الإصابة بالحمى المالطية أو ما يُعرف بـ «داء البروسيلات»؟

ما حمى الضنك وما أعراضها؟

حمى الضنك مرض فيروسي ينتقل عن طريق لدغة البعوض الذي يحمل أحد فيروسات حمى الضنك الأربعة، وهو منتشر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، بالإضافة إلى أجزاء من الأميركتين وإفريقيا وآسيا وجزر المحيط الهادئ.

حمى الضنك ليست معدية بين البشر؛ أي لا يمكن أن تنتقل من إنسان مصاب إلى آخر، باستثناء انتقال الفيروس من الأم الحامل إلى جنينها. يُذكر أن العدوى غالباً ما تكون دون أعراض أو قد تسبب أعراضاً خفيفة، كما يمكن الخلط بينها وبين أعراض الإنفلونزا أو أي إنتان فيروسي آخر.

عموماً، غالباً ما تظهر الأعراض بعد الإصابة بـ 4-7 أيام، وتستمر 2-7 أيام، وتتضمن وفقاً لمنظمة الصحة العالمية:

  • ارتفاع درجة الحرارة إلى نحو 40 درجة مئوية.
  • صداع شديد.
  • ألم خلف العينين.
  • غثيان.
  • قيء.
  • آلام العضلات والمفاصل.
  • تورم الغدد.
  • طفح جلدي.
  • تعب ووهن.
  • ظهور نزيف خفيف مثل نزيف الأنف أو نزيف اللثة.

لكن، وعلى الرغم من أن معظم الحالات قد تكون خفيفة أو دون أعراض، فإن حمى الضنك الشديدة، المعروفة باسم حمى الضنك النزفية، يمكن أن تكون مهددة للحياة. وتشمل أعراض حمى الضنك الشديدة آلام البطن، ونزيف اللثة أو الأنف، وقيء الدم، والتعب الشديد، أو الأرق.

يتضمن التشخيص فحص الدم للكشف عن وجود فيروس حمى الضنك، أمّا العلاج، فيركّز على إدارة الأعراض، حيث لا يوجد دواء محدد لحمى الضنك. 

من الضروري أن يشرب المصاب كمية كافية من الماء، وأن يحصل على قسط وافر من الراحة، مع تناول عقار الأسيتامينوفين لتخفيف الألم، وتجنب الأيبوبروفين أو الأسبرين لمنع خطر النزيف الداخلي.

اقرا ايضاً: ما هي «حمى الضنك»؟ وكيف يمكن الوقاية منها؟

الوقاية من حمى الضنك

 تتضمن الوقاية الحد من التعرض للبعوض عن طريق:

  • استخدام طاردات الحشرات، وخاصةً عند الوجود في أماكن الخطر التي يكثر فيها البعوض المصاب أو في حال كان الشخص يعاني ضعفاً مناعياً.
  • ارتداء الملابس الواقية.
  • التخلص من المياه الراكدة التي يتكاثر فيها البعوض.
  • التخلص من النفايات الصلبة على النحو المناسب وإزالة البيئات والأماكن الملائمة لتوالد البعوض وتكاثره. 

بالإضافة إلى ذلك، قد يُوصى بالتطعيم لأولئك الذين أصيبوا سابقاً بحمى الضنك لتقليل خطر حدوث مضاعفات خطيرة عند الإصابة بالعدوى اللاحقة.

إذا شعرت بأعراض حمى الضنك، وخاصة العلامات التحذيرية لحمى الضنك الشديدة، فاطلب الرعاية الطبية على الفور.

المحتوى محمي