ما هي «حمى الضنك»؟ وكيف يمكن الوقاية منها؟

3 دقيقة
ما هي "حمى الضنك"؟ وكيف يمكن الوقاية منها؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Justinboat.29
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يتركز الخطر الأكبر لتطوير حمى الضنك في شبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا وجنوب الصين وتايوان وجزر المحيط الهادئ ومنطقة البحر الكاريبي، بالإضافة إلى المكسيك وإفريقيا وأميركا الوسطى والجنوبية، باستثناء بعض الدول كالأرجنتين. والسبب في ذلك يعود إلى كثرة البعوض الذي يحمل فيروسات حمى الضنك الأربعة في تلك المناطق، فكيف نستدل على الإصابة بـ “حمى الضنك” وكيف يمكن الوقاية من هذه الحالة الصحية وعلاجها؟

ما هي حمى الضنك؟

يصل معدل الإصابة بحمى الضنك إلى 400 مليون إصابة حول العالم، ومن بين هؤلاء المصابين يموت 40 ألف شخص نتيجة الإصابة بحمى الضنك الشديدة. تصل فيروسات حمى الضنك إلى البشر من خلال لدغة بعوضة من نوع الزاعجة المصرية، إذ يُعرف هذا البعوض أيضاً بأنه ينشر فيروسات زيكا وشيكونغونيا وفيروسات أخرى.

اقرأ أيضاً: 10 أشياء تجذب البعوض إليك أكثر من غيرك

ولسوء الحظ لا يُطور الشخص مناعة دائمة ضد فيروسات حمى الضنك عند الإصابة أول مرة، إذ يمكن أن يُصاب الشخص بحمى الضنك عدة مرات في حياته. وإجابةً على التساؤل حول كيفية انتقال الإصابة بين الأفراد، يمكن القول إن البعوض هو الوحيد القادر على نقل المرض، إذ تُصاب البعوضة عندما تلدغ شخصاً مُصاباً بالفيروس فقط، ولا يمكن أن ينتقل مباشرة من شخص إلى شخص آخر.

ما هي أعراض حمى الضنك؟

تبدأ عادةً أعراض حمى الضنك بعد 4-6 أيام من الإصابة وقد تستمر لمدة تصل إلى 10 أيام، وتشمل الأعراض كلاً مما يلي:

  • ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة.
  • تعب ووهن.
  • صداع شديد.
  • ألم خلف العينين.
  • آلام شديدة في المفاصل والعضلات.
  • غثيان وقيء.
  • طفح جلدي يظهر بعد يومين إلى خمسة أيام من ارتفاع درجة الحرارة.
  • ظهور نزيف خفيف مثل نزيف الأنف أو نزيف اللثة.
  • سهولة التكدم.

تكون أعراض حمى الضنك في الحالة الطبيعية خفيفة، ويمكن الخلط بينها وبين أعراض الإنفلونزا أو أي إنتان فيروسي آخر، كما يميل الأطفال الأصغر سناً والأشخاص الذين لم يصابوا بالعدوى من قبل إلى الإصابة بحالات أكثر اعتدالاً بالمقارنة مع الأطفال الأكبر سناً والبالغين.

اقرأ أيضاً: هل يمكننا التحكّم في تكاثر جماعات البعوض؟

ومع ذلك، لحمى الضنك شكل متقدم وهو “حمى الضنك النزفية”، وهي إحدى المضاعفات النادرة التي تتميز بارتفاع درجة الحرارة وتلف الأوعية الليمفاوية والدموية وضخامة في الكبد وظهور نزوف متعددة من الأنف واللثة، وقد تتطور الأعراض إلى نزيف حاد وصدمة وموت، وعندئذٍ يُطلق على الحالة اسم “متلازمة صدمة حمى الضنك” وهي من الحالات الطبية الإسعافية. ويميل عادةً الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة وكذلك الأفراد المُصابون بحمى الضنك للمرة الثانية لتطويرها، ويُمكن الاستدلال على حدوثها من خلال الأعراض التالية:

  • ألم في البطن.
  • قيء 3 مرات خلال أقل من 24 ساعة.
  • قيء دموي أو وجود دم في البراز.
  • نزيف غزير من الأنف أو اللثة.
  • الشعور بالتعب الشديد أو القلق والانفعال الشديدين.

كيف يتم علاج حمى الضنك؟

كالعديد من الأمراض الفيروسية، لا يوجد دواء نوعي يُعالج الإصابة بحمى الضنك، إلا أن هناك مجموعة من الإجراءات العلاجية التي تُساعد الجسم على تسريع الشفاء والتعافي، وعلى رأسها استخدام مسكنات الألم التي تحتوي على الأسيتامينوفين أو ما يُعرف بالسيتامول للسيطرة على الحمى وتخفيف الألم، وتجنب الأدوية التي تحتوي على الأسبرين أو مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية كالإيبوبروفين لأنها تؤدي إلى تفاقم النزيف، على المريض أيضاً الحرص على إراحة جسمه بالشكل الكافي وشرب الكثير من السوائل.

ويبقى أفضل علاج الوقاية من المرض خاصةً إذا كان الشخص يعيش في منطقة استوائية حيث يرتفع احتمال إصابته بحمى الضنك، أو في طريقه إليها. وفي السنوات السابقة، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على لقاح “دينغفاكسيا” (Dengvaxia) للمساعدة في منع ظهور المرض لدى المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 9 إلى 16 عاماً والذين أصيبوا سابقاً بحمى الضنك، إلا أنه لا يوجد حالياً أي لقاح لمنع عامة السكان من الإصابة به. ومن أهم النصائح التي تقي من حدوث حمى الضنك:

اقرأ أيضاً: كيف تحدث الإصابة بالحمى المالطية أو ما يُعرف بـ «داء البروسيلات»؟

  • استخدام طاردات البعوض داخل المنزل وحتّى عند الجلوس خارجاً، وخاصةً عند التواجد في أماكن الخطر التي يكثر فيها البعوض المُصاب أو في حال كان الشخص مُضعف مناعياً، لكونه معرّض لخطر أكبر لتطوير حمى الضنك النزفية الشديدة.
  • عند الجلوس خارجاً يُنصح بارتداء قمصان ذات أكمام طويلة وسراويل طويلة والجوارب.
  • استخدام مكيف الهواء داخل المنزل إن كان متوفراً.
  • التأكد من أن النوافذ والأبواب آمنة وخالية من الثقوب، وإن وجدث الثقوب فاستخدم الناموسيات لحماية نفسك من الحشرات والبعوض.
  • على الرغم من أن حمى الضنك لا تنتقل من إنسان إلى آخر، فإنه من الضروري أخذ الحيطة والحذر عند إصابة أحد أفراد الأسرة، لأن هذا يعني وجود بعوض ناقل للفيروس في الوسط المحيط.
  • التوجه لأقرب مركز رعاية صحية عند الشك بحدوث حمى الضنك.