ما تأثير صيام رمضان في مستويات الكوليسترول؟

3 دقيقة
ما تأثير صيام رمضان في مستويات الكوليسترول؟
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: مهدي أفشكو.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

بالنسبة لأولئك الذين يعانون ارتفاعاً في الكوليسترول بالدم أو يمتلكون تاريخاً عائلياً من أمراض القلب، قد يتساءلون عن العلاقة بين صيام رمضان ومستويات الكوليسترول وعن طبيعة هذا التأثير، إليك ما تقوله الدراسات.

ما هو الكوليسترول؟

الكوليسترول هو مادة شمعية ينتجها الكبد، حيث يصنع نحو 80% من إجمالي الكوليسترول في الجسم، ويأتي القسم الآخر (الذي لا يحتاج إليه الجسم) من الأطعمة ذات المصادر الحيوانية، مثل صفار البيض واللحوم والجبن. الكوليسترول في حد ذاته ليس سيئاً، على العكس من ذلك؛ يحتاج الجسم إلى الكوليسترول لأداء بعض الوظائف الحيوية الأساسية في الجسم، بما في ذلك:

  • صُنع الهرمونات، مثل الهرمونات الجنسية.
  • إنتاج فيتامين د.
  • مساعدة الكبد على إنتاج مادة الصفراء الضرورية لهضم الطعام.
  • تكوين طبقة واقية لأغشية الخلايا للتحكم بمرور المكونات عبرها.

لكن في حال وجود كميات كبيرة منه في الدم في حالات خاصة، قد يصبح ضاراً.

اقرأ أيضاً: ما الأفضل للصحة: رفع الكوليسترول الجيد أمْ خفض الكوليسترول السيئ؟

أنواع الكوليسترول

نظراً لأن الكوليسترول مادة دهنية لا تذوب في الماء، لا يستطيع الدم حملها معه، بل تحتاج إلى وسيط آخر يتولى مهمة نقلها مع الدم إلى أجزاء الجسم المختلفة. هذا الوسيط هو جزيئات تُعرف بالبروتينات الدهنية، وهي عبارة عن مزيج من البروتين مع الدهون، حيث يمكنها حمل الكوليسترول والدهون الثلاثية.

ووفقاً لنوع البروتينات الدهنية، يوجد نوعان من الكوليسترول، هما:

  • كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL): هو “الكوليسترول الضار”، ينتقل عبر مجرى الدم، حاملاً الكوليسترول إلى الخلايا التي تحتاج إليه، لكن إذا كان الجسم يحتوي على الكثير منه، يمكن أن يتحد مع مواد أخرى ويتراكم على جدران الشرايين على شكل رواسب دهنية (بلاك). بمرور الوقت تزداد سماكة هذه الرواسب وتسبب تضيق الشريان وصعوبة تدفق الدم عبره. تُعرف هذه الحالة بتصلب الشرايين، وتهدد بحدوث نوبة قلبية إذا كانت الترسبات في الشريان التاجي، أو سكتة دماغية إذا كانت في الشريان السباتي في الرقبة.
  • كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL): هو “الكوليسترول الجيد”، ينتقل الكوليسترول الزائد مع هذا النوع من البروتين الدهني إلى الكبد، حيث يتخلص منه؛ أي يمكن أن تقلل المستويات المرتفعة منه خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
  • البروتين الدهني الشديد انخفاض الكثافة (VLDL): وهو أيضاً من أنواع الكوليسترول الضار لأنه يسهم في مراكمة الترسبات في الشرايين، إلّا أنه يحمل الدهون الثلاثية على نحو رئيسي.

وبذلك، يُعرف ارتفاع كوليسترول البروتين الدهني المنخفض الكثافة (LDL) أو الدهون الثلاثية أو كلاهما، باسم اضطراب شحوم الدم أو الدسليبيدميا (Dyslipidemia)، وهي حالة تتميز بارتفاع مستوى الدهون بالدم، وهو عامل خطر يؤثّر ليس فقط في الدماغ والقلب، وإنما في الأعضاء الداخلية أيضاً.

اقرأ أيضاً: ما أعراض ارتفاع الكوليسترول في الدم؟

ما الذي يسبب ارتفاع الكوليسترول في الدم؟

السبب الأكثر شيوعاً لارتفاع مستوى الكوليسترول الضار (LDL) هو نمط الحياة غير الصحي، وهو ما يتضمن:

  • العادات الغذائية غير الصحية: كما في تناول الكثير من الدهون الضارة، مثل الدهون المشبعة والمتحولة، حيث يحتوي بعض الزيوت الاستوائية، مثل زيت نواة النخيل وزيت جوز الهند، على دهون مشبعة يمكن أن تزيد من نسبة الكوليسترول السيئ، وغالباً ما تُستخدم في صناعة المخبوزات، بالإضافة إلى دهون بعض اللحوم ومنتجات الألبان والشوكولاتة والأطعمة المقلية والمعالجة.
  • قلة النشاط البدني.
  • التدخين.
  • الحالات الوراثية مثل فرط كوليسترول الدم العائلي.

تأثير صيام رمضان في مستويات الكوليسترول

يمكن أن يكون لصيام رمضان تأثيرات مختلفة على مستويات الكوليسترول في الجسم، وفقاً لعوامل الصحة الفردية والنظام الغذائي ونمط الحياة. فقد أشارت الدراسات إلى:

  • انخفاض نسبة الكوليسترول الضار: وفقاً لدراسة نُشرت في دورية التغذية (Nutrition)، انخفضت مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار من النوعين (LDL) و(VLDL) والدهون الثلاثية  بعد الصيام. ومع ذلك، فإن مستويات الكوليسترول المفيد (HDL) لم تتغير بشكلٍ ملحوظ.
  • زيادة نسبة الكوليسترول: أفادت دراسة نُشرت في مجلة طب الأسرة والرعاية الأولية (Journal of Family Medicine and Primary Care)، بأن صيام رمضان كان فعّالاً في زيادة مستويات كوليسترول البروتين الدهني العالي الكثافة (الكوليسترول المفيد).
  • المخاطر القلبية الوعائية الشاملة: وجد باحثون في دراسة منشورة في مجلة التغذية (Nutrition Journal)، أنه بعد رمضان كان لدى المشاركين انخفاض ملحوظ في عوامل الخطر القلبية الوعائية مدة 10 سنوات، بما في ذلك:
    • ارتفاع واضح في مستويات (HDL).
    • انخفاض مستويات (LDL) و(VLDL).
    • انخفاض ضغط الدم والوزن ومؤشر كتلة الجسم (BMI) ومحيط الخصر.

اقرأ أيضاً: فوائد الصيام والمضاعفات الصحية المحتملة

نصائح لإدارة الدسليبيدميا

لإدارة مستويات الدهون في رمضان، بما في ذلك مستويات الكوليسترول، يمكنك اتباع نصائح أطباء المستشفى الأميركي في دبي:

  • حافظ على ترطيب الجسم جيداً بشرب الماء خلال فترة السماح بتناول الطعام.
  • تناول الخضروات والحبوب الكاملة، لأنها غنية بالألياف الغذائية، حيث تشكّل الألياف القابلة للذوبان في الأمعاء مادة هلامية ما يبطئ عملية الهضم، ويحبس الكوليسترول ويمنع الجسم من إعادة امتصاصه في مجرى الدم، ليخرج مع البراز لاحقاً.
  • تجنب السكريات المكررة، حيث تؤدي السعرات الحرارية العالية التي تحتوي على السكريات، إلى زيادة الدهون الثلاثية في الجسم والتي تؤدي دوراً اساسياً في مستوى الكوليسترول، حيث تزيد من الكوليسترول الضار وتقلل من الكوليسترول المفيد.
  • تجنب الأطعمة المُصنّعة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، حيث أفادت دراسة نُشرت في دورية التقدم في أمراض القلب والأوعية الدموية (Progress in Cardiovascular Diseases) بأن الدهون المشبعة تؤدي إلى زيادة مستويات الكوليسترول الكلي في الدم، بما في ذلك مستويات (LDL).

اقرأ أيضاً: نصائح للمصابين بأمراض مزمنة لصيام شهر رمضان

من المهم ملاحظة أن العادات الغذائية خلال شهر رمضان يمكن أن تؤثّر بشكلٍ كبير في هذه النتائج، فإذا كانت لديك مخاوف بشأن الكوليسترول والمشكلات الصحية التي يتسبب بها، فمن الجيد استشارة الطبيب المختص قبل الصيام في رمضان.