كيف يؤثّر صيام شهر رمضان في المصابين بمختلف الاضطرابات الهرمونية؟

3 دقيقة
كيف يؤثّر صيام شهر رمضان في المصابين بمختلف الاضطرابات الهرمونية؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Mashha
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

عند صيام شهر رمضان، يُمتنع عن تناول الطعام مع الفجر حتى غروب الشمس، وتُختَصر وجبات الطعام الرئيسية إلى وجبتين كبيرتين أولهما وقت الإفطار والثانية وقت السحور. هذا يختلف نسبياً عن الصيام المتقطع، ويُعتبر أكثر شدة، وخاصةً أن صيام شهر رمضان يترافق مع الامتناع التام عن شرب الماء أو المشروبات عديمة السعرات الحرارية. لهذا قد يكون لصيام شهر رمضان شيء من التأثير في بعض الحالات الصحية وعلى رأسها “الأمراض الهرمونية”.

اقرأ أيضاً: ما آخر ما توصلت إليه الأبحاث حول فوائد صيام شهر رمضان؟

الصيام في رمضان والأمراض الهرمونية

وفقاً لما عُرِض في المؤتمر الأوروبي الرابع والعشرين للغدد الصماء، توصل الأطباء إلى أن لصيام رمضان مضاعفات على المرضى الذين يعانون الأمراض الهرمونية، وخُصِّص كل من داء السكري وقصور الغدة الدرقية بالدرجة الأولى، وأتت بعد ذلك الاضطرابات الهرمونية عند الإناث بالمرتبة التي تليها، فما التفاصيل؟

الصيام قد يرفع خطر دخول المستشفى لدى مرضى السكري 

ذُكِر في المؤتمر أن أعداد المصابين بداء السكري الذين يدخلون غرفة الطوارئ الخاصة بالحالات الإسعافية يزداد بشكلٍ واضح خلال شهر رمضان، وعادةً ما يكون السبب هو “اضطراب استقلابي خطير” يُطلق عليه اسم “الحماض الكيتوني السكري“، وجاء نقص سكر الدم في المرتبة الثانية بعده.  

سُلِط الضوء على أن هؤلاء المرضى كانوا في “حالة غير مسيطر عليها” من السكري قبل البدء بالصيام، الأمر الذي جعل تأثير الصيام في هرمون الإنسولين المسؤول عن تنظيم مستويات سكر الدم ذا سير مضطرب . وأكد الأطباء أن الصيام خلال شهر رمضان مسموح به للمرضى الأصحاء أو مرضى السكري الخاضع للسيطرة، مع ضرورة الاطلاع على التعاليم العلاجية والحصول على الرعاية الطبية الكافية لتجنب المشكلات الحادة والتعامل معها بشكلٍ صحيح.

كيف يؤثّر الصيام في مرضى قصور الغدة الدرقية؟

اهتمت دراسة بفحص 62 مريضاً مصاباً بقصور الغدة الدرقية ومتابعة حالتهم الصحية عند الصيام طوال شهر رمضان، حيث عايروا في البداية كلاً من هرموني التيروكسين (T4) والتيرونين ثلاثي اليود (T3) لديهم قبل البدء بالصيام، وأعادوا ذلك بعد انتهاء شهر رمضان.

اقرأ أيضاً: ما هي متلازمة الشرق الأوسط “التنفسية”؟ وكيف تتعامل مع المصاب بها؟

بيّنت النتائج أن الصيام خلال شهر رمضان يؤدي إلى حدوث خلل هرموني لدى المرضى الذين يعانون قصور الغدة الدرقية، حيث ارتبط الصيام بانخفاض مستوى هرمون التيرونين ثلاثي اليود (T3) وفُسِّر ذلك بانخفاض التحويل المحيطي للتيروكسين إليه في الخلايا الكبدية، كما أُبلِغ أن مستويات هذا الهرمون في المصل تعود إلى قيمها الطبيعية ما قبل الصيام عند إعادة التغذية بنظام غذائي مختلط، الأمر الذي يُثبت أن الصيام هو السبب وراء هذا الخلل الهرموني.

الصيام والهرمونات الأنثوية

بالنسبة للإناث اللاتي يعانين متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، والتي تعتبر أحد الاضطرابات الهرمونية الشديدة، فعادةً ما تتساءلن عمّا إذا كان الصيام آمناً لهن. تجيب عن ذلك دراسة راقبت 40 امرأة مصابة بمتلازمة تكيس المبايض ممن قمن بصيام شهر رمضان، وذلك بعد مراقبة ومعايرة الهرمونات الجنسية لديهن مثل الهرمون الملوتن (LH) والهرمون المنبه للجريب (FSH) بالإضافة إلى هرمونات الإستروجين والتستوستيرون والإنسولين.

بعد معايرة مستويات هذه الهرمونات كل يوم قبل الإفطار مدة 30 يوماً ومقارنتها بمستويات هرمونات مجموعة من الإناث المصابات اللواتي لم يصمن، تبين أن مستويات الهرمونات تبقى ثابتة نسبياً طوال فترة الصيام ولا تتغير طوال الشهر، وكانت النتائج مشابهة لنتائج المجموعة الثانية من الإناث، ما يشير إلى أن الصيام لا يتداخل مع متلازمة المبيض متعدد الكيسات.

الصيام وهرمون الكورتيزول

يساعد الصيام على التخلص من السموم في الجسم، وإن كان ذلك على شكل هرمونات زائدة أو اصطناعية، كما أنه ينظّف الكبد ويجعل مجرى الدم قلوي الطبيعة. وعند إزالة السموم من الخلايا يُعاد توازن بعض الهرمونات، حيث يستقلب الكبد بعض الهرمونات الفائضة في مجرى الدم وعلى رأسها الكورتيزول، الذي يُعرف بكونه هرمون التوتر الذي يمكن أن يؤدي إلى الالتهاب والإرهاق وضعف الوظيفة الخلوية.

اقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع مريض القصور الكلوي المزمن؟

ومع انخفاض مستوى الكورتيزول، ينخفض الالتهاب في الجسم وتتجدد معه خلايا الأعضاء كلها، كما أن هذا يُعزز صحة الجهاز المناعي والجهاز العصبي والتناسلي أيضاً، وبالتالي يمكن القول إن للصيام تأثيرات إيجابية بما يتعلق بالمصابين بأمراض الغدة الكظرية أو النخامية مثل مرضى داء أو متلازمة كوشينغ. من جهةٍ أخرى، يوثّر الصيام أيضاً في الهرمونات التي بدورها تؤثّر في الحالة العامة للجسم محسنةً منها ومُقللةً من حدوث الالتهاب ومن القلق والتوتر المرافق لإفراز هرمون التوتر “الكورتيزول”.