تسبب العقم وأشياء أخرى: إليك علاج دوالي الخصية

3 دقائق
علاج دوالي الخصية
Shutterstock.com/HENADZI KlLENT

دوالي الخصية؛ هي تضخم في الأوردة في كيس الصفن، الحقيبة التي تحتوي على الخصيتين. فهي تشبه في مبدأها دوالي الساق. تؤثر على نوع من الأوردة يعرف باسم «الضفيرة المحلاقية» الموجودة في الحبل المنوي. ويحتوي هذا الحبل أيضاً على الأسهر والأنبوب الذي يحمل الحيوانات المنوية وشريان الخصية الذي ينقل الدم إلى الخصيتين. كيف يحدث الأمر؟ وما هو علاج دوالي الخصية؟

عن دوالي الخصية

تحدث عندما تتضخم عروق معينة في كيس الصفن، بسبب خللٍ في بعض الصمامات المشاركة في ضخ الدم. تصيب حوالي 15% من الذكور، وتميل إلى التكوّن بين سن 15 و 25 سنة. وعادةً ما تؤثر دوالي الخصية على جانب واحد فقط؛ الجانب الأيسر.

يكون تكوين الحيوانات المنوية أكثر فاعليةً عند حوالي 34.5 درجة مئوية، بدلاً من 37 درجة مئوية؛ وهي درجة الحرارة الطبيعية للجسم. وهذا هو أحد أسباب انفصال الخصيتين جسدياً عن جذع الجسم.

الدور الرئيسي للضفيرة المحلاقية هو تبريد الدم الشرياني قبل وصوله إلى الحيوانات المنوية. إذ يقوم بذلك من خلال آلية «التبادل الحراري». ويمكن أن تعطل دوالي الخصية نظام التبريد هذا. وهذا يمكن أن يمنع الخصيتين من إنتاج حيوانات منوية سليمة وجيدة النوعية.

السبب الدقيق غير معروف، لكنه قد يكون مشابهاً لسبب دوالي الساق، ولا تكون مؤلمةً عادةً أو خطيرة، لكن تشمل المضاعفات مشاكل الخصوبة. وتبقى الجراحة خياراً ممكناً -وحتى لازماً- إذا ظهرت المضاعفات.

مضاعفات دوالي الخصية

Shutterstock.com/Designua

العقم

العقم هو أخطر المضاعفات التي يمكن أن تحدث. ربما يحدث ذلك لأن زيادة كمية الدم في المنطقة ترفع درجة حرارة الخصيتين. إذ يعاني 35-44% من الرجال المصابين بالعقم الأولي من دوالي الخصية. كما يحدث العقم الأساسي عندما لا ينجح الزوجان في الإنجاب بعد 12 شهراً من المحاولة.

تؤثر دوالي الخصية على 45% إلى 81% من الرجال المصابين بالعقم الثانوي. يحدث هذا عندما يكون الزوجان قادرين على إحداث الحمل مرةً واحدةً على الأقل ولكنهما لم يعودا قادرين على ذلك.

وجدت الأبحاث المنشورة عام 2016 أنه من بين 7035 شاباً يتمتعون بصحة جيدة ممن شملهم استطلاعٌ أُجري من عام 1996 إلى عام 2010، كان 15.7% منهم لديهم دوالي الخصية. أولئك الذين يعانون من دوالي الخصية كان لديهم أيضاً جودةً أقل للسائل المنوي.

انكماش الخصية

يمكن أن تؤدي دوالي الخصية إلى ضمور الخصية أو انكماشها. إذ تشكل الأنابيب المنتجة للحيوانات المنوية الجزء الأكبر من الخصية. ففي حالة تلفها، قد تصبح الخصية أصغر حجماً وأكثر نعومة.

الاختلالات الهرمونية

عندما تتفاعل الخلايا مع زيادة الضغط، يمكن أن يحدث تغيير في الهرمونات. قد تكون هناك مستوياتٍ أعلى من الهرمون الملوتن؛ وهو واحد من الهرمونات المساعدة في عملية التكاثر. هذا الهرمون موجودٌ لدى كلاً من الرجال والنساء، ولكنه أعلى عند النساء. قد تكون هناك أيضاً اختلالٌ في مستويات هرمون التستوستيرون.

اقرأ أيضاً: بين الخصوبة والرغبة: إليك فوائد الثوم على صحة الرجال

علاج دوالي الخصية

Shutterstock.com/bangoland

لا يعدّ علاج دوالي الخصية ضرورياً إلا إذا كان هناك بعض العلامات، وهي:

  • الألم وعدم الراحة.
  • انخفاض عدد الحيوانات المنوية.
  • العقم إذا استمر لمدة عامين على الأقل ولم يكن له تفسير.

في هذه الحالات، قد يوصى بإجراء عملية جراحية من أجل علاج دوالي الخصية. ويوجد ثلاثة خيارات جراحية ممكنة:

استئصال الدوالي

يتم إجراء الجراحة المفتوحة تحت التخدير الموضعي أو العام. حيث يقوم الجراح بالوصول إلى المنطقة من خلال الفخذ، أو أقل شيوعاً، من خلال البطن أو الجزء العلوي من الفخذ. وباستخدام المجاهر الجراحية وبالموجات فوق الصوتية، يغلق الأوردة المصابة لإعادة توجيه الدم عبر الأوعية الصحية الأخرى. عادةً ما يكون هناك ألماً ضئيلاً بعد الجراحة، ويمكن للفرد قريباً العودة إلى الأنشطة العادية.

الجراحة بالمنظار أو تنظير البطن

يقوم الجراح بعمل شق صغير في البطن بعد خضوع المريض للتخدير العام، ثمّ يقوم بعمل جرحٍ صغير بمقدار غرزتين تقريباً تحت السرّة حتى يدخل إبرة صغيرة. يضخّ عن طريقها نوعٌ خاص من الغاز، والذي يكون في الغالب غاز ثاني أكسيد الكربون، داخل التجويف البطني.

وبوضع هذا الغاز ينتفخ البطن؛ وهذا ضروري للرؤية واضحة للأعضاء الداخلية. ومن ثم يتم وضع جهاز المنظار، ويقوم الطبيب بعمل جرحين على كل جانب من أسفل البطن، ثم يتم إدخال أنبوب يتمكن الطبيب من خلاله من إدخال الأدوات والأجهزة إلى التجويف البطني وتحريكها بين الأعضاء الداخلية لإجراء الجراحة إذا لزم ذلك.

الانسداد عن طريق الجلد

يقوم أخصائي الأشعة بإدخال أنبوب أو قسطرة في الجسم من خلال الرقبة أو الفخذ. يتم تمرير الأدوات عبر الأنبوب، ويستخدم الجراح مِلفات أو مواد كيميائية لسد الوريد عن طريق تندّبه. هذا تدخل طفيف التوغّل، ويمكن إجراؤه للمرضى الخارجيين، ووقت الشفاء منه قصير نسبياً.

مخاطر الجراحة

جميع الإجراءات أعلاه آمنة نسبياً ولكن، كما هو الحال مع أي عملية جراحية، هناك بعض المخاطر. وتشمل هذه المخاطر ما يلي:

  • تلف الشريان.
  • المزيد من ضمور الخصية.
  • حدوث عدوى.
  • كدمات أو تورّم أو تراكم السوائل في المنطقة.
  • وجع في البطن.

في حالاتٍ نادرة، قد يحدث تجلطّ في الوريد الكلوي. ويمكن أن يؤثر هذا على الكلى، وقد يحتاج إلى مزيداً من الجراحة حينها. وفي بعض الأحيان، تتضخم أيضاً الأوردة التي يمر الدم من خلالها بعد الجراحة. في حال حدوث ذلك، قد يكون العلاج الإضافي ضرورياً.

إذا لم تكن دوالي الخصية خطيرة بدرجة كافية لإجراء الجراحة، فقد يساعد ارتداء الملابس الداخلية الداعمة في تقليل أي ألم. كما تُباع علاجات بديلة مختلفة من أجل علاج دوالي الخصية وانخفاض عدد الحيوانات المنوية، ولكن من الأفضل التحدث إلى الطبيب أولاً.

اقرأ أيضاً: المزيد من الأنانية: إليك العلاقة بين الكرم وهرمون التستوستيرون

المحتوى محمي