الجلوس والعمل ساعات طويلة يُعرّضانك لخطر الإصابة بمرض الكبد الدهني

3 دقيقة
الجلوس والعمل ساعات طويلة يُعرّضانك لخطر الإصابة بمرض الكبد الدهني
حقوق الصورة: shutterstock.com/Emily frost

ارتبط الجلوس والعمل ساعات طويلة بأضرار صحية مختلفة، خاصة الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل خلل التمثيل الغذائي وارتفاع ضغط الدم والسمنة ومقاومة الإنسولين وخلل في نسب شحوم الدم ومحتوى المعادن في العظام وصحة الأوعية الدموية، وبرزت في السنوات الماضية أيضاً علاقة بين الجلوس والعمل ساعات طويلة ومرض الكبد الدهني غير الكحولي، والمرتبط بخلل في الاستقلاب (MAFLD). 

العلاقة بين الجلوس والعمل ساعات طويلة ومرض الكبد الدهني

يتميز مرض الكبد الدهني غير الكحولي بتراكم الدهون المفرط في الكبد، ويتأثر بالعديد من العوامل البيئية، بما في ذلك العادات الغذائية والعوامل الوراثية وأسلوب الحياة وطبيعة المهنة، وعلى نحو خاص، المِهن المكتبية التي ينخفض لدى أصحابها النشاط البدني، والذي يؤثر بصورة مباشرة على الاستقلاب، بما في ذلك استقلاب سكر الغلوكوز واستقلاب الدهون (وارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية)، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالمرض.

وحسب الجمعية السعودية لأمراض وزراعة الكبد، ينتشر المرض عند نحو 25% من الأشخاص في أنحاء العالم مع وجود أعلى معدلات الإصابة في أميركا الجنوبية والشرق الأوسط وآسيا والولايات المتحدة وأوروبا.

 

ثبُت أن الأفراد الذين يعملون من 53 إلى 83 ساعة في الأسبوع لديهم نسبة احتمالات أعلى بمقدار 1.23 مرة للإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) مقارنة بأولئك الذين يعملون ساعات قياسية تتراوح من 36 إلى 42 ساعة في الأسبوع، بغض النظر عن عوامل الخطر المعروفة مثل أمراض الكبد السابقة والإفراط في تناول الكحول.

وكشفت أيضاً دراسة حديثة من جامعة حيدر أباد أن نحو 84% من موظفي تكنولوجيا المعلومات في الهند مصابون بمرض الكبد الدهني غير الكحولي المرتبط بخلل الاستقلاب (MAFLD). وكشفت النتائج أن ساعات العمل المكتبي الطويلة، ووضعية الجلوس غير الصحية، وضغوط العمل المرتفعة، والعادات الغذائية غير الصحية، وقلة النوم، والعمل بنظام المناوبات، وقلة النشاط البدني هي العوامل الرئيسية المساهمة في انتشار مرض الكبد الدهني بين المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات.

وحسب الدراسة، فإن نحو 71% من موظفي تكنولوجيا المعلومات يعانون السمنة، في حين يعاني 34% منهم من متلازمة التمثيل الغذائي، وهي عوامل مرتبطة بزيادة خطورة الإصابة بمرض الكبد الدهني والسمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم.

عوامل تزيد خطورة الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي

يزداد خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي أيضاً بسبب تناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية والمشروبات السكرية وعدم استهلاك كمية كافية من الماء وقلّة النشاط البدني. وبالنظر إلى الجنس، يبدو أن الإناث لديهن احتمالات أعلى للإصابة مقارنة بالذكور. ويُعزى السبب في ذلك لتحمل النساء مسؤوليات عائلية أكبر، ما يؤثر سلباً في صحتهن مقارنة بالرجال.

أما من ناحية العمر، فيبدو أن العمال الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً والذين يعملون ساعات طويلة أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي مقارنة بمن تزيد أعمارهم على 60 عاماً، وقد يكون السبب في ذلك أن كبار السن هؤلاء لا يعملون ساعات طويلة أساساً.

اقرأ أيضاً: ما هي مدة التمارين الرياضية التي تحتاج إليها للتعويض عن الجلوس طوال اليوم وفقاً للعلم؟

ما مدى خطورة مرض الكبد الدهني؟

مع عدم السيطرة على مرض الكبد الدهني غير الكحولي، فقد يتطور تراكم الدهون إلى إلتهاب الكبد ثم تلف الأنسجة وتليّف الكبد وسرطان الكبد.

يعد المرض خطيراً أيضاً بسبب عدم ظهور الأعراض في معظم الحالات. وعندما تظهر الأعراض، فإنها تشمل التعب والشعور بالضيق والألم خاصة في منطقة البطن العلوية اليمنى. وفي الحالات الشديدة، تشمل الأعراض حكة الجلد وانتفاخ البطن وضيق التنفس وتورم السّاقين، وظهور الأوعية الدموية أسفل سطح الجلد مباشرة، وتضخم الطحال، واحمرار راحة اليد، واصفرار الجلد والعينين، أو اليرقان. ويمكن أن يؤدي في بعض الحالات شديدة الخطورة إلى احتباس السوائل والنزيف الداخلي وضمور العضلات.

يُذكر أن مرض الكبد الدهني الناتج عن خلل الاستقلاب يختلف عن مرض الكبد الدهني الكحولي الذي ينجم عن الإفراط في استهلاك الكحول.

اقرأ أيضاً: الحل الذكي لصحة أفضل في العمل: التوازن بين الجلوس والوقوف

كيف تحمي نفسك من الإصابة بمرض الكبد الدهني؟

يمكن عموماً الوقاية من الإصابة بمرض الكبد الدهني باتباع سلوكيات مثل:

  • تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية، بما في ذلك الخضروات والألياف والدهون الصحية، مع تقليل تناول الأطعمة المصنّعة وذات السعرات الحرارية العالية، والأطعمة الغنية بالدهون.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مثل المشي أو التمدد أو الحركات الرياضية التي يمكن ممارستها في المكتب.
  • حثّ العمال والموظفين على التوقف عن العمل وممارسة أي نشاط آخر مدة 5 دقائق كل 30 دقيقة، ما يُبعدهم عن مخاطر الجلوس ساعات طويلة. 
  • تثقيف العاملين حول مخاطر مرض الكبد الدهني والسكري والسمنة، وحثّهم على فقدان الوزن الزائد.
  • الخضوع لفحوص دورية تساعد على اكتشاف العلامات المبكرة لمشكلات الاستقلاب وتسمح بالتدخل في الوقت المناسب.
  • توفير الشركات والمؤسسات بيئة عمل مريحة، وتنفيذ برامج صحية فعّالة، ومنح الموظفين فترات استراحة تمكّنهم من ممارسة أنشطة بسيطة، وتشجيع الموظفين على إعطاء الأولوية لصحتهم.

المحتوى محمي