ما هي عقد المغنين؟ وهل الفنان ناصيف زيتون مصاب بها؟

4 دقيقة
ما هي عقد المغنين؟ وهل الفنان ناصيف زيتون مصاب بها؟
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: إيناس غانم.

ملخص: عقيدات الحبال الصوتية (عقيدات المغنين)، هي أورام حميدة على الحبال الصوتية، تتشكل نتيجة للإجهاد المتكرر في أثناء الكلام أو الغناء بصوت عالٍ. غالباً ما تُصيب المغنين والمعلمين والمتحدثين في الأماكن العامة. تؤثّر بشدة في جودة الصوت والأداء، ما يؤدي إلى أعراض مثل بحة الصوت وضيق التنفس والتعب الصوتي وإحساس بوجود كتلة في الحلق. يزيد خطورة حدوثها الجفاف، والتهابات الجهاز التنفسي، والتدخين واستهلاك الكحول. يمكن تأكيد الإصابة بها بعدة طرق، منها تنظير الحنجرة، والتصوير بالفيديو وتحليل الصوت حاسوبياً. يتضمن علاجها تعديلات سلوكية وعلاجاً صوتياً أو علاجاً جراحياً في الحالات الأشد خطورة. أُصيب بها مغنون بارزون مثل أديل، ويُعتقد أن المغني ناصيف زيتون مصاب بها أيضاً.

في حفله الأخير في دبي، خان المغني ناصيف زيتون صوتُه، وأبدى بحة مُفاجِئة في الصوت. يُعتقد أن السبب في ذلك إصابته بحالة طبية تُعرف باسم "عُقيدات الحبال الصوتية" أو "عقيدات المغنين"، وهي أورام حميدة في الحبال الصوتية، تنتج عن الإجهاد المفرط في الكلام أو الغناء، وهي حالة شائعة بين المغنين والمعلمين والعاملين في مهن تتطلب رفع الصوت لطبقات عالية. لها أعراض مميزة، ويمكن تشخيصها وعلاجها بعدة طرق.

اقرأ أيضاً: دراسة جديدة تكشف أن القدرة على الغناء ليست حكراً على أصحاب المواهب الفذّة

ما هي عقيدات الحبال الصوتية؟ 

عقيدات الحبال الصوتية هي أورام حميدة تتكون عادة على الحبال الصوتية نتيجة الإجهاد المفرط في النطق. تظهر عادةً على شكل نتوءات صغيرة ناعمة مستديرة أو بيضاوية الشكل على سطح الحبال الصوتية. يتراوح قطرها من بضعة مليمترات إلى بضعة سنتيمترات. تكون شاحبة أو وردية اللون، وتظهر على أحد الحبلين الصوتيين أو كليهما، وقد توجد بالقرب من المركز أو على حواف الحبال الصوتية.

يُعدّ الأفراد الذين يمارسون أنشطة تتطلب استخداماً مكثفاً لأصواتهم هم الأكثر عُرضة للإصابة بها، مثل المغنين والمعلمين، لذلك تُسمَّى هذه الحالة أيضاً بعقيدات المغنين أو عقيدات المعلمين. يُعدُّ رجال الدين والمحاضرون وموظفو الاستقبال ومدربو اللياقة البدنية الجماعية معرضين للإصابة بهذه العقيدات أيضاً.

أعراض الإصابة بعقيدات الحبال الصوتية

تشمل أعراض الإصابة بعقيدات الحبال الصوتية غالباً بحة الصوت، وضيق التنفس، وصعوبة الوصول إلى النغمات الصوتية العالية، والتعب الصوتي.

قد يعاني المريض أيضاً الصوت الأجش أو تغيرات في درجة الصوت أو إحساساً بوجود كتلة في الحلق، قد يترافق ذلك مع تغيرات الصوت التي تستمر أكثر من أسبوعين.

تختلف شدة هذه الأعراض بناءً على حجم العقيدات وصلابتها، ما قد يؤدي إلى الألم أو الانزعاج عند التكلّم أو الغناء. يلاحظ البعض أيضاً زيادة مستويات تدفق الهواء في أثناء الكلام.

قد تتفاقم هذه الحالة بسبب عوامل مثل الجفاف والتهابات الجهاز التنفسي، وتزداد عند التدخين أو الإفراط في استهلاك الكحول.

اقرأ أيضاً: لماذا يعطس البعض بصوت مرتفع؟

التشخيص

يتضمن تشخيص عقيدات الحبال الصوتية عادةً تقييماً شاملاً، يتضمن الفحص الطبي والصوتي للمريض، وفحص الرأس والرقبة، بالإضافة إلى تصوير الحبال الصوتية، الذي يشمل: 

  • تنظير الحنجرة عبر إدخال جهاز التنظير المزوّد بكاميرا من خلال الأنف لفحص الحنجرة.
  • التصوير بالفيديو، ويشمل عرضاً مكبراً وبطيئاً للحبال الصوتية في أثناء اهتزازها. ويتم عبر إدخال منظار داخلي صغير ورقيق ومرن عبر الأنف، ما يسمح للطبيب بتقييم حركة واهتزاز الحبال الصوتية في الوقت الفعلي.
  • تحليل الصوت حاسوبياً لالتقاط التشوهات في الأصوات التي تنتجها الحبال الصوتية، والتي يمكن أن توفّر نظرة إضافية حول طبيعة العقيدات.

أدرج الدكتور خالد بن حسان المالكي، المشرف على بحث أمراض الصوت في جامعة الملك سعود، في تغريدة له على منصة إكس، صورة توضّح هذه العقيدات، مأخوذة بالمنظار.

طرق العلاج

تختلف خيارات علاج عقيدات الحبال الصوتية حسب شدة الحالة والظروف الخاصة بها. 

العلاجات غير الجراحية

تشمل تعديل السلوكيات التي تؤدي إلى هذه الحالة، وتتضمن راحة الصوت لتخفيف التورم والالتهاب، والإقلاع عن التدخين، وتقليل التوتر، وتجنب المهيجات. وفي الحالات الأشد، يُحال المريض إلى معالج النطق لتعلّم ممارسات نظافة الصوت الفعّالة وتقنيات علاج الصوت التي تتضمن تمارين صوتية لتعزيز التنفس، وتحسين درجة الصوت، وزيادة القدرة على التحمل الصوتي، وتقليل الضغط الفيزيولوجي أثناء استخدام الصوت.

يُعدّ الحفاظ على الترطيب الكافي أمراً ضرورياً لصحة الصوت، لأنه يساعد على تليين الحبال الصوتية ويعزز جودة الصوت، كما ينصح بتجنب الإفراط في استهلاك الكافيين، والذي قد يؤدي إلى الجفاف.

التدخلات الجراحية

إذا فشلت العلاجات السابقة، قد يلجأ المريض للعلاجات الجراحية

  • الجراحة المجهرية لإزالة عقيدات الحبال الصوتية مع الانتباه لسلامة الأنسجة المحيطة. تُجرى تحت التخدير العام، وتُستخدم فيها أدوات صغيرة للوصول إلى الحبال الصوتية من خلال الفم.
  • جراحة الليزر لاستئصال العقيدات. وتُجرى في العيادة أو في غرفة العمليات، وتعدُّ هذه الجراحة أكثر دقة من سابقتها، وتتطلب وقتاً أقصر للتعافي.

يُنصح بعد التدخل الجراحي بإراحة الصوت مدة 4 إلى 14 يوماً لتسهيل الشفاء، ومنع تكرار ظهور العقيدات.

اقرأ أيضاً: ما هي متلازمة الشخص المتيبس التي أصابت المغنية سيلين ديون؟

تأثير عقيدات الحبال الصوتية في المغنيين

تُؤثر عقيدات الحبال الصوتية بشكلٍ كبير حتى في المغنيين المحترفين، وفي جودة صوتهم وقدراتهم على الأداء، وتؤدي إلى بحة في الصوت وإجهاد صوتي وفقدان النطاق الصوتي، وقد تهدد حياتهم المهنية.

واجه العديد من المطربين المشهورين تحديات مع عقيدات الحبال الصوتية، والتي استلزمت تدخلات جراحية. ومنهم أديل التي واجهت تحديات صوتية كبيرة عندما عانت نزيفاً فيصوتياً عام 2011، وخضعت لجراحة مجهرية لإزالة ورم في أحبالها الصوتية. وجون ماير الذي اضطر لإلغاء حفلاته الغنائية مدة عامين. خضعت المغنية جولي أندروز أيضاً لعملية جراحية لعلاج العقد عام 1999، ما أدّى إلى تلف دائم في صوتها.

وفي حفله الأخير في دبي، خان المغني ناصيف زيتون صوته، وأبدى بحة مُفاجِئة في الصوت. يُعتقد أن السبب في ذلك إصابته بعقيدات الحبال الصوتية.

وسائل الوقاية

تتضمن الوقاية من عقيدات الحبال الصوتية مزيجاً من الحفاظ على نظافة الصوت وتجنب السلوكيات التي تسبب إصابات صوتية. تشير نظافة الصوت إلى الممارسات التي تحافظ على صحة الحبال الصوتية ووظيفتها، ومنها الترطيب المستمر لأنه يقلل الضغط على الحبال الصوتية ويعزز جودة الصوت في أثناء الكلام. ويُنصح أيضاً بالابتعاد عن المواد المسببة للجفاف مثل الكافيين والكحول، لأنه تهيّج الحبال الصوتية وتزيد خطر تكون العقيدات. ومن المهم أيضاً تجنب استنشاق المواد الضارة، مثل دخان السجائر، والتي يمكن أن تؤثر سلباً على صحة الصوت.

أما السلوكيات الصوتية المؤلمة التي يُنصح بالابتعاد عنها فتشمل الصراخ والتحدث في البيئات الصاخبة. ويُنصح كلٌ من المطربين والمعلمين وأصحاب المهن التي تتطلب صوتاً عالياً ممارسة تمارين الإحماء قبل العروض أو الدروس لتحضير أحبالهم الصوتية، مع مراعاة توفير الراحة الصوتية المنتظمة عبر تضمين فترات عدم التحدث أو الهمس. يُوصى هؤلاء أيضاً باستخدام أجهزة تضخيم الصوت عند التحدث إلى جمهور كبير.

ويوصي الدكتور يزيد علي الشاوي، استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة في المستشفى السعودي الألماني في الرياض، أيضاً التحكم بالارتجاع المريئي لأنه أحد أسباب تشكلها خاصة لدى الأطفال.

المحتوى محمي