شارك
الرئيسية
3 دقيقة
النزلة المعوية لا تعني “زُكام الأمعاء” بالمعنى الذي يخص الزكام التنفسي الفيروسي، وإنما هي مصطلح واسع نسبياً وتندرج تحته مجموعة من الالتهابات التي تُصيب المعدة والأمعاء، بما فيها الفيروسية والجرثومية والطفيلية.
اقرأ أيضاً: ما هي البريونات؟ وكيف تسبب الأمراض مثل جنون البقر؟
كيف تحدث الإصابة بالنزلة المعوية؟
تتلخص تظاهرات النزلة المعوية بثالوث الأعراض المكون من الغثيان وتشنج المعدة وفقدان الشهية، وتُتهم مجموعة من الجراثيم بأنها أكثر العوامل الممرضة المُسببة للنزلة المعوية الجرثومية شيوعاً، وعلى رأسها السالمونيلا والإشريكية القولونية والليستيريا والمطثية الحاطمة بالإضافة إلى المكورات العنقودية.
تنجم النزلة المعوية غالباً عن التسمم الغذائي، ومن الأطعمة التي يزداد خطر الإصابة بالنزلة المعوية عند تناولها:
- اللحوم الحمراء أو لحم الدواجن النيء أو غير المطبوخ جيداً.
- البيض.
- الألبان ومُشتقاتها غير المبسترة.
- المياه الملوثة.
- اللحوم الباردة.
- الفاكهة والخضروات غير المغسولة.
وبما يخص النزلة المعوية الفيروسية فهي شائعة للغاية ويُطلق عليها اسم “إنفلونزا المعدة”، ومن أكثر العوامل الممرضة التي تتسبب بحدوثها شيوعاً “النوروفيروس”.
كذلك، تعتبر كل من عدوى الجيارديا المعوية وداء خفيات الأبواغ المُسببات الأكثر شيوعاً للإصابة بالنزلة المعوية الطفيلية، وتنتقل الإصابة عن طريق التماس مع البراز البشري الذي يحتوي على العوامل الممرضة أو عند تلوث التربة بالبراز، كما يمكن أن تتم الإصابة عند شرب المياه الملوثة أو السباحة فيها.
اقرأ أيضاً: ما هو داء القبلة؟ وكيف يُشخَّص ويُعالج؟
ما هي أكثر أعراض النزلة المعوية شيوعاً؟
على الرغم من اختلاف العوامل الممرضة المتسببة بحدوث الأنماط المختلفة للنزلة المعوية، فإن معظم التهابات الجهاز الهضمي لها أعراض مشابهة، وتظهر هذه الأعراض فجأة وتستمر لمدة أسبوع أو أقل، وتتضمن ما يلي:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- إسهال.
- غثيان وقيء.
- تشنج وتقلص في المعدة.
- فقدان الشهية.
- آلام العضلات.
- تجفاف وحدوث اضطراب في الشوارد.
- انتفاخ البطن وتراكم الغازات.
- نقصان الوزن غير المُبرر.
ويعتبر كل من ارتفاع درجة الحرارة والإسهال المُدمى العرضين المميزين للنزلة الجرثومية، بينما يكون الإسهال المخاطي العرض الأكثر شيوعاً في النزلة الطفيلية.
متى تُصبح النزلة المعوية خطيرة؟
يميل الكثيرون لإهمال النزلة المعوية نظراً لشيوعها، ومع ذلك ينبغي تسليط الضوء على ضرورة اللجوء لمقدم الرعاية الصحية إذا كان الشخص يعاني من أي من الأعراض التالية:
- ألم شديد في البطن أو تقلص معدي شديد.
- ارتفاع شديد في درجة الحرارة.
- إسهال يستمر لأكثر من يومين.
- إسهال يتضمن دخول الحمام لأكثر من 6 مرات في اليوم الواحد.
- الإقياءات المتكررة.
- اغمقاق لون البراز بشكل شديد والناجم عن تدمي البراز.
- ضعف التركيز والتغير في الحالة العقلية.
اقرأ أيضاً: لأغراض طبية وتجميلية: كيف تستخدم العدسات اللاصقة بأمان؟
وتعتبر كل من النساء الحوامل والأشخاص المُضعفين مناعياً وكبار السن، بالإضافة إلى الأطفال، الأكثر عرضة لحدوث مضاعفات دون سواهم، لهذا السبب يتطلب هؤلاء الأفراد عناية إضافية.
علاج النزلة المعوية وتدبيرها
لا شك أن بعض الحالات الطبية قابلة للتدبير في المنزل وتتحسن دون تقديم أي تدخل طبي من قبل مختصين، كالنزلة المعوية الجرثومية الخفيفة غير المترافقة مع ارتفاع درجة الحرارة الشديد أو النزلة المعوية الفيروسية، وذلك على عكس النزلة المعوية الطفيلية، التي ينبغي علاجها تحت إشراف الأخصائيين الطُبيين وبوصف الأدوية المناسبة المضادة للطفيليات. يمكن للمصابين بالنزلة المعوية أن يُسهموا في علاج النزلة منزلياً عن طريق الالتزام بالنصائح التالية:
- الراحة الجسدية وتجنب إرهاق الجسم.
- تناول رشفات من الماء بشكل متكرر، وتناول ما لا يقل عن لتر ونصف إلى لترين يومياً.
- استخدام الأدوية الموصوفة بحذر مثل مضادات التشنج لتخفيف تقلصات المعدة والأمعاء، والصادات الحيوية لمن يعاني من النزلة الجرثومية، والنصيحة الأهم هي تجنب استهلاك الأدوية المُضادة للإسهال، فالإسهال رد فعل تقوم به أجسامنا لطرح العوامل الممرضة الموجودة في الأمعاء وإيقافه يعني إيقاف التخلص من العوامل الممرضة ومراكمتها في ضمن المعدة والأمعاء.
- تناول طعام لطيف وسهل الهضم مثل الأرز المسلوق أو البطاطس المسلوقة وتجنب إضافة الدسم أو الزيت إلى الطعام.
- اتباع ممارسات سلامة الأغذية بما في ذلك غسل الخضار والفاكهة بشكل جيد وطهي اللحوم إلى درجة حرارة داخلية آمنة، وتجنب تناول الطعام غير المطبوخ وتناول مشتقات الألبان غير المُبسترة.
- غسل اليدين جيداً بالماء والصابون قبل تناول الطعام وبعد الخروج من الحمام، وينبغي ألّا نستعيض عن الغسل باستخدام معقم اليدين فقط.
اقرأ أيضاً: 5 أعراض لانقطاع التنفس في أثناء النوم وعلاجه
ومن النصائح المهمة التي ينبغي أن يتقيد بها المرضى هي ضرورة تجنب الطبخ أو إعداد الطعام لشخص آخر أثناء المرض، كما يُنصح بتأجيل السفر إلى المناطق الموبوءة بالأمراض الجرثومية أو الطفيلية لبعد الشفاء بعدة أشهر وتوخي الحذر والالتزام بتعليمات السلامة عندئذٍ.