كيف تحدث الإصابة بالحمى المالطية أو ما يُعرف بـ «داء البروسيلات»؟

كيف تحدث الإصابة بالحمى المالطية أو ما يُعرف بـ «داء البروسيلات»؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Kateryna Kon

مئات الآلاف من البشر والحيوانات حول العالم مصابون بالحمى المالطية، والحمى المالطية هي إنتان ناجم عن عدوى بجرثومة البروسيلا والتي تنتقل بين الحيوانات أو من الحيوانات إلى البشر عن طريق الاتصال الوثيق مع حامل جرثومة البروسيلا، كما تنتقل عن طريق الهواء ونتيجة لتناول الحليب ومنتجات الألبان غير المُبسترة، فكيف نستدل على الإصابة بالحمى المالطية؟

أعراض الحمى المالطية

تظهر أعراض الحمى المالطية خلال بضعة أيام وحتى بضعة أشهر من التعرض للعامل الممرض، وتُقدر هذه الفترة بين 5 أيام حتى 5 أشهر، وتتميز أعراضها بأنها مشابهة إلى حد ما لأعراض الإنفلونزا، لهذا السبب قد يكون من الصعب تمييز الإصابة بالحمى المالطية في مراحلها المبكرة. وتشمل أعراضها ما يلي:

  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • عرواءات.
  • فقدان الشهية.
  • تعب وإرهاق.
  • تعرق.
  • آلام في المفاصل والعضلات.
  • صداع.
  • تورم العقد اللمفاوية.

اقرأ أيضاً: ما أعراض الإصابة بداء الرشاشيات وكيف تحمي نفسك منه؟

كيف تنتقل الحمى المالطية؟

تعتبر الماعز والخنازير والكلاب والأبقار أكثر الحيوانات المضيفة للبروسيلا شيوعاً، كما يمكن للأحصنة والحيتان أن تنقل العدوى في حالات نادرة. ومن أشيع طرق انتقال البروسيلا إلى البشر نذكر:

  • تناول منتجات الحليب غير المُبستر واللحوم غير المطهية بشكل جيد: توجد البروسيلا في حليب الحيوانات المصابة وتنتقل إلى البشر عند شرب الحليب دون غليه أو بسترته، والأمر ينطبق على منتجات الحليب من الزبدة والجبن والمثلجات. كما يمكن للبروسيلا أن تنتقل عن طريق تناول اللحوم النيئة للحيوانات المصابة والتي لا تُطهى بشكلٍ جيد.
  • استنشاق الهواء الملوث بالعامل الممرض: تنتشر بكتيريا البروسيلا في الهواء بسهولة، الأمر الذي يفسر إصابة المزارعين والصيادين وفنيي المختبرات واللحامين عند التعامل مع الحيوانات المصابة.
  • التماس المباشر مع دم وسوائل جسم الحيوانات المصابة: تجد جرثومة البروسيلا طريقها إلى سوائل جسم الحيوان المصاب والتي قد تصل للإنسان عند تماس هذه السوائل من خلال جروح وشقوق الجلد.

الأمر الجيد أن الحمى المالطية لا تنتقل عادةً من إنسان لآخر، ولكن في حالات نادرة يمكن لها أن تنتقل من الأم الحامل إلى جنينها أثناء الحمل أو أثناء الولادة وعند الإرضاع.

ما المضاعفات الصحية للإصابة بالحمى المالطية؟

يمكن لداء البروسيلات أن يؤثر في أي جزء من الجسم تقريباً، مسبباً مضاعفات قد تطول الجهاز التناسلي والجهاز العصبي والقلب والكبد، ونذكر أهم وأبرز المضاعفات الصحية لداء البروسيلات:

  • التهاب شغاف القلب: يعتبر التهاب شغاف القلب أخطر مضاعفات الحمى المالطية حيث يؤدي إلى تأذي صمامات القلب والذي يعتبر السبب الرئيسي للوفاة بالحمى المالطية.
  • التهاب المفاصل: يشكو المصابون بالحمى المالطية من ألم وتيبس وتورم في المفاصل، وخاصة مفصلي الركبة والورك بالإضافة إلى الكاحلين وأسفل الظهر.
  • التهاب البربخ والخصيتين: قد تصل العوامل الممرضة إلى البربخ وهو الأنبوب الذي يربط الخصية بالأسهر، ما يسبب ألماً وتورماً شديدين ينتشران إلى الخصية.
  • إصابة الأعضاء اللمفية: يؤثر داء البروسيلات على الطحال والكبد والذي يتظاهر على شكل زيادة حجمهما عند فحص المريض سريرياً.
  • التهاب السحايا والتهاب الدماغ.

اقرأ أيضاً: هل ترتبط الإصابة بالدودة الشريطية بحدوث السرطان؟

كيف تتحقق الوقاية من الحمى المالطية؟

يساعد الالتزام بالنصائح والتقيد بالاحتياطات التالية في تقليل خطر الإصابة بالحمى المالطية:

  • تجنب استهلاك منتجات الحليب غير المبستر، وغلي الحليب لمدة 10 دقائق على الأقل.
  • طبخ اللحم جيداً حتى تصل درجة حرارته الداخلية إلى 63 درجة مئوية وطهيه لمدة 20 دقيقة.
  • ارتداء القفازات عند التعامل مع الحيوانات أو سوائلها، ويُقصد بهذا البند الأطباء البيطريون والمزارعون والصيادون وعمال المسالخ على وجه الخصوص.
  • اتخاذ احتياطات السلامة في أماكن العمل عالية الخطورة، فإذا كنت تعمل في مختبر يُنصح بالتعامل مع جميع العينات بحذر، كما على المسالخ أن تتبع تدابير وقائية مثل استخدام الملابس الواقية وتنظيف الأرض والأسطح باستمرار.
  • تطعيم الحيوانات الأليفة لحمايتها من الإصابة ولمنع نقل العدوى للإنسان.

تدبير وعلاج الحمى المالطية

قبل البدء بعلاج داء البروسيلات، يؤكد الأطباء التشخيص عن طريق إجراء اختبار دم يُدعى "اختبار رايت" أو عن طريق البحث عن البروسيلا عند أخذ خزعة نخاع العظام، ويستمر البحث عن البروسيلا عبر الإجراءات التشخيصية كل 4 أسابيع حتى بعد العلاج لتتبع فعاليته.

اقرأ أيضاً: 10 أعراض تنبئ بوجود خلل في جهازك المناعي تعرّف عليها

أما بالنسبة للعلاج، فهو يهدف إلى تخفيف الأعراض ومنع انتكاس المرض وتجنب المضاعفات، وعادةً ما يحتاج المرضى إلى تناول مجموعة من الصادات الحيوية والتي يجب أن تتضمن الدوكسيسايكلين، كما يعتبر الجنتامايسين والستربتومايسين مُفضلين في خطة علاج الحمى المالطية. يُعطى العلاج لمدة 6 أسابيع على الأقل ومن الطبيعي أن تختفي الأعراض بشكل تدريجي وقد تستغرق شهراً كاملاً حتى تزول.

المحتوى محمي