ما فوائد حمامات الساونا؟

4 دقيقة
ما فوائد حمامات الساونا؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Mr. Tempter

حمام الساونا عبارة عن غرف صغيرة تُسخَّن إلى نحو 65-90 درجة مئوية، وغالباً ما تحتوي على بعض أنواع الخشب غير المطلي وبعض العناصر التي تتحكم في درجة الحرارة، مثل الصخور على سبيل المثال أو العناصر الكهربائية أو الأشعة تحت الحمراء. وللساونا أنواع عديدة منها ما يستخدم الحرارة الجافة مثل النمط الفنلندي مع رطوبة نسبية تتراوح بين 10-20%، ومنها ما يستخدم رطوبة أكبر من ذلك مثل النمط التركي.

ويجدر التفريق بين حمامات الساونا وحمام البخار؛ فالساونا تستخدم الحرارة الجافة لرفع درجة حرارة الغرفة إلى نحو 90 درجة مئوية تقريباً مع رطوبة منخفضة، في حين أن غرف البخار تنطوي على حرارة رطبة؛ أي ترفع درجة حرارة الغرفة إلى نحو 43-49 درجة مئوية مع رطوبة نسبية 100%. عموماً، إليك الفوائد المحتملة للساونا ومخاطرها والنصائح التي ينبغي أخذها بالاعتبار قبل استخدامها.

ما فوائد حمامات الساونا؟

تؤدي الساونا إلى رفع درجة حرارة الجلد إلى نحو 40 درجة مئوية، فيستجيب الجسم لهذا الإجهاد الحراري عن طريق رفع معدل ضربات القلب بنسبة 30% أو أكثر بالإضافة إلى زيادة التعرق، وهو ما يحقق مجموعة من الفوائد على الصحة الجسدية والنفسية. وإليك أهمها:

الاسترخاء

تعمل حمامات الساونا، وهي أداة تقليدية للاسترخاء، على رفع معدل ضربات القلب وتوسيع الأوعية الدموية وتعزيز تدفق الدم والدورة الدموية، فينشط الجهاز العصبي الودي والغدد الصم لتنظيم درجة حرارة الجسم. تعزّز هذه الاستجابة الفسيولوجية اليقظة، وتقلل من إدراك الألم، وتحفّز مشاعر البهجة. علاوة على ذلك، تعمل حرارة الساونا على استرخاء العضلات، خاصة في الوجه والرقبة، ما يخفِّف التوتر الناتج عن الضغوط اليومية. يمكن الجمع بين حمام الساونا والتأمل لتعزيز الاسترخاء. يُذكر أنه غالباً ما يتبع استرخاء الجسد تهدئة الذهن والعواطف، وقد يؤدي إلى تحسين جودة النوم.

اقرأ أيضاً: أيهما أفضل للصحة الاستحمام بالماء البارد أم الساخن؟

تخفيف الألم 

تسترخي الأوعية الدموية وتتسع نتيجة زيادة تدفق الدم في أثناء حمامات الساونا، ما قد يساعد على تخفيف الشد الحاصل في المفاصل أو التهابها وآلام العضلات. في الواقع، وجدت دراسة منشورة في دورية "طب التخدير وعلاج الألم" (Anesthesia and Pain Medicine) عام 2019، أن حمامات الساونا الجافة قد تفيد في تحسين نوعية الحياة وتخفيف الألم عند المرضى الذين يعانون آلاماً في أسفل الظهر. بالإضافة إلى ذلك، وُجِد أنها تساعد على تقليل الألم والتصلب والتعب عند المرضى المصابين بأمراض العضلات والعظام المزمنة؛ مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والتهاب الفقار المُقسِّط.

تقليل الإصابة بالخرف 

وجدت دراسة استمرت على مدى 20 عاماً ونُشرت في دورية الشيخوخة (Age Again) عام 2017، أن تكرار الاستحمام بالساونا يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخَرَف وداء ألزهايمر. حيث بيّنت النتائج أن الأشخاص الذين استحموا بالساونا 2-3 مرات أسبوعياً كانوا أقل عرضة للإصابة بالخَرَف وداء ألزهايمر بنسبتي 22% و20% على التوالي، مقارنة بأولئك الذين لا يستحمون بالساونا. في حين أن الأشخاص ممن يستحمون بالساونا 4-7 مرات أسبوعياً كانوا أقل عرضة للإصابة بالخَرَف وداء ألزهايمر بنسبتي 66% و65% على التوالي من أولئك الذين استحموا بالساونا مرة واحدة أسبوعياً. ومع ذلك، فثمة المزيد من البحث لتأكيد النتائج.

تحسين صحة القلب

وجدت دراسة استمرت على مدى 20 عاماً ونُشرت في دورية جاما للطب الباطني (JAMA Internal Medicine) عام 2015، أن تكرار حمامات السونا يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالموت القلبي المفاجئ، وأمراض القلب التاجية القاتلة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وانخفاض خطر الوفاة الناتجة عن هذه الحالات.

حيث توصلت الدراسة إلى أن المشاركين ممن يستحمون بالساونا 2-3 مرات أسبوعياً كانوا أقل عرضة للإصابة بتوقف القلب المفاجئ بنسبة 22%، مقارنة بأولئك الذين يستحمون مرة واحدة أسبوعياً، أمّا أولئك الذين استحموا بالساونا 4-7 مرات أسبوعياً كانوا أقل عرضة للتوقف القلبي المفاجئ بنسبة 63% وأقل عرضة للموت بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى بنسبة 50%، مقارنة بأولئك الذين استحموا مرة واحدة في الأسبوع.

قد تُعزى هذه التأثيرات إلى أن حمامات الساونا المنتظمة تسبب زيادة التوافر الحيوي لأكسيد النتريك في بطانة الأوعية الدموية ما يزيد من استرخائها ويحسّن صحتها، وتعزيز النشاط الأيضي بوساطة بروتينات الصدمة الحرارية (عندما تتعرض الخلايا للإجهاد بسبب الحرارة، فإنها تنتج بروتينات خاصة تُسمَّى بروتينات الصدمة الحرارية، تساعد هذه البروتينات الخلايا على البقاء بصحة جيدة عن طريق إصلاح البروتينات التالفة والتأكد أن كل شيء يعمل على ما يُرام)، وإحداث تغيرات في المسار المناعي والهرموني، وتعزيز إفراز المواد السامة عن طريق التعرق.

اقرأ أيضاً: سلسلة الشتاء: الاستحمام بالماء البارد يعزز المناعة ويحسن الدورة الدموية

التخفيف من بعض المشكلات الجلدية

وفقاً لدراسة منشورة في المجلة الأميركية للطب (The American Journal of Medicine)، قد تساعد الساونا الجافة، التي لا تنطوي على كمية عالية من الرطوبة النسبية، على التخفيف من أعراض الصدفية، لكنها قد تزيد الحكّة عند الأشخاص الذين يعانون التهاب الجلد التأتبي.

التخفيف من حدة الربو

قد يشعر بعض الأشخاص المصابين بالربو بالراحة نتيجة استخدام الساونا؛ إذ تساعد على فتح المسالك الهوائية وتخفيف البلغم والتوتر. علاوة على ذلك، وُجِد أن حمام الساونا يساعد على تخفيف نزلات البرد، والتهاب الشعب الهوائية المزمن، والالتهاب الرئوي.

المخاطر الصحية لحمامات الساونا

على الرغم من أن الاستخدام المعتدل للساونا آمن بالنسبة للناس معظمهم، فإن على الأشخاص المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية استشارة الطبيب قبل الاستحمام بها، لأن الساونا قد ترفع ضغط الدم أو تخفضه في بعض الأحيان، وهو ما قد يشكّل خطراً على هؤلاء الأشخاص. علاوة على ذلك، قد يسبب التعرق الناتج عن الساونا فقدان السوائل والجفاف، وهو قد يشكّل خطراً بالنسبة للأشخاص الذين يعانون أمراض الكلى أو الأكثر عرضة لخطر الجفاف، كما قد تسبب درجات الحرارة المرتفعة الدوار والغثيان عند بعض الأشخاص.

اقرأ أيضاً: 10 عادات نمارسها صيفاً تسبب المرض وكيفية التعامل معها

نصائح السلامة قبل استخدام الساونا

على الرغم من الفوائد المحتملة الساونا، فثمة مجموعة من النصائح التي يجب اتباعها وأخذها بالحسبان؛ مثل:

  • ينبغي استشارة الطبيب قبل الاستحمام بالساونا خصوصاً عند المعاناة من ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط، أو داء السكري، أو قصور القلب، أو عدم انتظام ضربات القلب، أو ألم عام في الصدر (أعراض الذبحة الصدرية)، أو كبار السن الذين تزداد أعمارهم على 65 عاماً، أو الأطفال دون السابعة.
  • ضرورة استشارة الطبيب قبل الاستحمام بالساونا في حالة الحمل أو عند التخطيط للحمل.
  • عدم استخدام الساونا في حال تناول الأدوية التي تتعارض مع قدرة الجسم على تنظيم درجة الحرارة، أو الأدوية المسبِّبة للنعاس.
  • عدم استخدام الساونا في حالة المرض.
  • ضرورة الامتناع عن شرب الكحول قبل الساونا أو في أثنائها أو بعدها، لأن الكحول قد يفاقم خطر الجفاف، وانخفاض ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب.
  • ضرورة شرب كوب أو كوبين من الماء على الأقل قبل الساونا وبعدها من أجل تجنب الجفاف.
  • عدم تناول وجبة كبيرة قبل استخدام الساونا.
  • عدم البقاء في الساونا مدة تزيد على 10-15 دقيقة في الجلسة الواحدة. وفي حال كانت الساونا تجربة جديدة، فينبغي الانتباه إلى مؤشرات الجسد، والبدء ببطء لمدة لا تتجاوز 5-10 دقائق في الجلسة الواحدة. يمكن تعزيز القدرة على التحمل خلال الزيارات المتتالية.
  • تجنب النوم أو الغفوات القصيرة في الساونا.
  • الخروج من الساونا مباشرة في حال الشعور بالدوار أو التوعك.
  • قد يقلل استخدام الساونا بانتظام عدد الحيوانات المنوية عند الرجال، لأنها ترفع درجة حرارة كيس الصفن مؤقتاً، لذلك يجب تجنبها عند التخطيط لحصول الحمل.

المحتوى محمي