على الرغم من أن المرارة هي عضو صغير يقع بالقرب من الكبد، فإن انفجارها حالة مهددة للحياة، فما هي الأعراض التي تحدث قبل وخلال انفجار المرارة؟ وما هي العلاجات والتشخيصات الطبية المتاحة لهذه الحالة؟
اقرأ أيضاً: ما هو الفرق بين حصى المرارة وحصى الكلى؟ وكيف تُعالَج كل منها؟
أسباب التهاب المرارة المؤدي إلى انفجارها
يسبق انفجار المرارة عادةً التهابها، وتشمل أسباب التهاب المرارة المؤدي إلى انفجارها ما يلي:
- حصوات المرارة، وهي السبب الأكثر شيوعاً لالتهاب المرارة.
- داء الإسكارس، والذي تسببه الديدان الطفيلية، ويمكن أن يؤدي إلى مرض صفراوي مثل التهاب المرارة أو انسداد الأقنية الصفراوية بالكبد.
- الالتهابات البكتيرية، مثل تلك التي تسببها الإشريكية القولونية أو بكتيريا الكليبسيلا أو البكتيريا العقدية البرازية.
- الحمأة الصفراوية، وهي عبارة عن خليط من المادة الصفراوية والجسيمات التي يمكن أن تسد المرارة.
- الأورام الخبيثة في المناطق التي تؤثّر في المرارة وتضغط عليها.
- العلاج بالكورتيكوستيرويدات (الستيروئيدات القشرية) التي تضعف جهاز المناعة.
- مرض السكري.
- ضعف إمداد الأوعية الدموية.
- الشيخوخة.
تشمل أسباب الإصابة الحادة التي يمكن أن تؤدي إلى انفجار المرارة ما يلي:
- حوادث السيارات.
- السقوط مع وجود ضغط على البطن.
- الضربات المباشرة من الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي، مثل كرة القدم أو المصارعة أو الركبي.
ويؤكد الدكتور سعد العسيري، استشاري طب الطوارئ واستشاري طب الإصابات في السعودية، في تغريدة له على منصة إكس، ضرورة عدم إهمال التهاب المرارة، إذ يمكن أن يؤدي ذلك أيضاً إلى التهاب البنكرياس وتفاقم الحالة الصحية.
نصيحه:
حصوة المراره عندما تسبب التهاب حاد بالمراره مهم التعامل مع هذا التشخيص باهتمام بالتقيد بالخطه العلاجية من اهل الاختصاص ، اهمال ذلك قد يؤدي الى مضاعفات عديده اهمها التهاب البنكرياس.
دمتم بصحه وعافيه— سعد العسيري (@DrSAS_ALASIRI) October 24, 2023
اقرأ أيضاً: لماذا تُصاب الإناث فاتحات البشرة والشقراوات بأمراض المرارة أكثر من سواهن؟
أعراض انفجار المرارة
إذا انفجرت المرارة، فقد يشعر الشخص بألم مفاجئ وحاد في البطن، قد يكون الألم قصير الأمد بعد الانفجار ولكن غالباً ما يعود الألم عندما يتوسع موقع تمزق المرارة الذي يحتوي على عصارة صفراوية متسربة أو يصبح ملتهباً أو مصاباً بالعدوى.
ينبغي ألّا تتجاهل أعراض انفجار المرارة، بل يجب طلب العناية الطبية الفورية إذا شعرت بأي أعراض لانفجار المرارة، وتشمل أبرز هذه الأعراض ما يلي:
- الاستفراغ والغثيان.
- الشعور بألم حاد في الربع العلوي الأيمن من البطن.
- اليرقان، وهو اصفرار الجلد والعينين.
- الحمى.
- وجود كتلة ملموسة في الربع العلوي الأيمن من البطن.
- ارتفاع في إنزيمات الكبد، وخاصة إنزيم الفوسفاتاز القلوي.
قد يحدث انفجار المرارة في غضون يومين فقط بعد ظهور التهاب المرارة الحاد أو بعد عدة أسابيع من تطور المشكلة، وتختلف المدة الفعلية لانفجار المرارة بعد الالتهاب من مريض إلى آخر، وتعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك الحالة الصحية العامة ونمط الحياة.
اقرأ أيضاً: حمى وعسر الهضم: دليلك إلى أعراض وعلاج التهاب البنكرياس
تشخيص انفجار المرارة
قد يكون من الصعب على الطبيب تشخيص انفجار المرارة، لأن الأعراض قد تشبه أعراض التهاب المرارة، لذا يمكن لبعض الأطباء أن يشخصوا الإصابة بالتهاب المرارة عندما تكون الحالة انفجاراً للمرارة، وقد يعطوا في هذه الحالة علاجاً خاطئاً.
يستخدم الأطباء عادةً مجموعة متنوعة من الاختبارات التشخيصية للتحقق من انفجار المرارة، وتتضمن هذه الاختبارات ما يلي:
- التصوير بالموجات فوق الصوتية للبطن.
- التصوير بالأشعة المقطعية للبطن.
- التصوير الومضي الصفراوي (HIDA)، وهو تصوير يستخدم مادة مشعة يتم حقنها في الجسم ويتتبعها الطبيب بكاميرا متخصصة.
قد يطلب الطبيب إجراء سلسلة من اختبارات الدم للتحقق من علامات الالتهاب، والتي قد تكون ناجمة عن عدوى شديدة، ومن هذه الاختبارات:
- تعداد خلايا الدم البيضاء، وارتفاعها يدل على أن جهاز المناعة في الجسم يقاوم التهاباً.
- مستوى البروتين سي التفاعلي، وهو بروتين يدل على وجود حالة التهابية في الجسم.
- معدل ترسيب كريات الدم الحمراء، وهو المعدل الذي تترسب به كريات الدم الحمراء في الدم الكامل الذي يحتوي على مضاد للتخثر في أنبوب خاص خلال ساعة واحدة.
يمكن أن تشير المستويات المرتفعة في أي من هذه الاختبارات إلى جانب الأعراض والعلامات الإيجابية أو نتائج التصوير الطبي التي تظهر وجود مرض بالمرارة، إلى تشخيص حالة التهاب المرارة، وهي حالة خطيرة تسبق انفجار المرارة.
اقرأ أيضاً: كيف تتشكل الحصيات الكلوية؟ إليك أبرز النصائح لتجنب تشكلها
علاج انفجار المرارة
يوصي الطبيب عادةً بإزالة المرارة قبل انفجارها، إذ إن هناك احتمالاً أكبر لحدوث مضاعفات صحية خطيرة إذا تمت إزالتها بعد انفجارها، ويُعدّ استئصال المرارة بعد انفجارها العلاج الطبي المعتمد، وحالة انفجار المرارة مهددة للحياة، إذ تصل نسبة تسببها بالوفاة إلى 42%.
يمكن إزالة المرارة عن طريق الجراحة بالمنظار (جراحة تنظيرية)، وهي عملية جراحية بسيطة يقوم فيها الجراح بعمل شقوق صغيرة واستخدام أدوات متخصصة لإزالة المرارة. تتميز هذه التقنية بانخفاض خطر حدوث مضاعفات، وعادةً تتطلب إقامة أقصر في المستشفى.
يُعدّ استئصال المرارة الجزئي خياراً أفضل إذا كان الشخص يعاني التهاباً كبيراً أو أنسجة هشة للغاية، ما يجعل إزالة المرارة بالكامل صعباً.
مضاعفات عملية استئصال المرارة بعد انفجارها
تشمل أكثر مضاعفات عملية استئصال المرارة شيوعاً ما يلي:
- تكوين خرّاج في الكبد وخرّاج تحت الكبد وخرّاج الحوض.
- التهاب الصفاق الصفراوي.
- الالتهاب الرئوي.
- التهاب البنكرياس.
- الفشل الكلوي الحاد.
ومع ذلك خطر انفجار المرارة أكبر، إذ يُعدّ إنتان الدم (تعفن الدم) أحد أكثر المضاعفات القاتلة لانفجار المرارة، وهي حالة طبية طارئة تهدد الحياة، تحدث عندما ينتشر الالتهاب في أنحاء الجسم كافة بالترافق مع رد فعل مناعي شديد من الجسم يسبب أذية للأعضاء، ما قد يعرّض الجسم لصدمة أو قد تتوقف الأعضاء عن العمل.
اقرأ أيضاً: هل تشكّل الركودة الصفراوية في أثناء الحمل خطراً على صحة الجنين؟
المتابعة بعد جراحة استئصال المرارة
من المحتمل أن يحتاج الشخص الذي خضع لجراحة استئصال المرارة إلى عدة تدابير صحية مثل أخذ المضادات الحيوية لإزالة العدوى البكتيرية والإقامة في المستشفى لمراقبة حالته. قد يكون من الضروري أيضاً اتباع نظام غذائي مؤقت قليل الدهون.
قد يعاني الشخص بعد العملية صعوبات قصيرة المدى في عملية هضم الدهون وامتصاصها بعد إزالة المرارة، وسيتلقى المريض تعليمات للعناية بالشق الجراحي في المنزل، وقد يصف الطبيب أدوية لعلاج الألم بالإضافة للتوصية بتجنب أنشطة معينة فترة من الوقت.