من هم أكثر الشعوب العربية نوماً وفقاً لدراسة جديدة من آيكيا؟

أصبح الحصول على نوم جيد تحدياً عالمياً، خصوصاً في الدول العربية التي تعاني ضغوطاً اقتصادية واجتماعية متزايدة. فهل يمكن أن تكون مصر، التي تُعدّ واحدة من أفضل الدول في جودة النوم وفقاً لتقرير جديد من شركة آيكيا، مثالاً يحتذى به لبقية الدول العربية؟ وما هو ترتيب جودة النوم بالبلدان العربية وعلى المستوى العالمي؟ وكيف يمكن تحسين جودة النوم؟

ما هو تقييم جودة النوم العالمية وفقاً لتقرير شركة آيكيا عام 2025؟

أجرت شركة آيكيا متعددة الجنسيات، والتي تشتهر بالتصميم والتسويق للأثاث الجاهز للتجميع والسلع المنزلية والخدمات ذات الصلة، واحدة من أكبر الدراسات حول عادات النوم، من خلال استطلاع شمل أكثر من 55 ألف شخص في 57 سوقاً منتشرة حول العالم، ويقدم التقرير نظرة شاملة ومحدثة عن الفجوة بين معدل النوم المطلوب والنوم الفعلي، والعوامل التي تؤثر في جودة النوم، ويمكن تلخيص أبرز نتائج التقرير بما يلي:

فجوة النوم العالمية: يفتقد الناس حول العالم في المتوسط 80 دقيقة نوم من عدد ساعات النوم التي يرغبون بالحصول عليها يومياً.
الصين هي الأولى بالنوم: تبين أن الدولة الوحيدة التي ينام فيها الناس أكثر من 7 ساعات يومياً هي الصين، ما يجعلها الأولى عالمياً من حيث جودة النوم الصحية، يليها إندونيسيا ومصر.
النرويج والولايات المتحدة الأميركية في أدنى القائمة: وجد التقرير أن النرويج والولايات المتحدة الأميركية تسجلان أدنى درجات جودة النوم بسبب الضغوط المالية، واستخدام الهواتف الذكية المفرط، واضطراب الروتين اليومي الذي يسبب خللاً في تنظيم الساعة البيولوجية. تليهما السويد وإيرلندا وأستراليا.
الفئات الأكثر سوءاً من حيث جودة النوم: وفقاً للتقرير، كانت النساء اللاتي لديهن أطفال صغار، إضافة إلى الأشخاص أصحاب الدخل المنخفض، من الفئات التي تعاني تدني جودة النوم بدرجة كبيرة مقارنةً مع المتوسط العالمي لجودة النوم، والذي يشمل عدد ساعات النوم والشعور بالراحة.
الهواتف الذكية تقوض النوم الجيد: صرَّح 72% من المشاركين بالدراسة بأنهم يستخدمون هواتفهم الذكية في السرير، ما يؤثر سلباً في جودة النوم لديهم.

موقع الدول العربية في تقرير شركة آيكيا

أظهرت بعض الدول العربية درجات عالية في مؤشر جودة النوم، وتشمل أبرز المعلومات حول الدول العربية التي جاءت في تقرير شركة آيكيا لعام 2025 ما يلي:

مصر: قيّم 64% من المصريين المشاركين في استطلاع الشركة نومهم على أنه جيد، وتعد هذه النسبة الأعلى عالمياً التي يقيم فيها المشاركين نومهم على أنه جيد، ما يجعل مصر من الدول في المراتب الأولى في تحقيق نوم صحي. رجّح الخبراء في التقييم أن للروتين اليومي المستقر، والعلاقات الاجتماعية القوية، وحب المصريين للحياة البسيطة دوراً كبيراً في تحسين جودة نومهم.
الإمارات: أظهر الإماراتيون اهتماماً كبيراً بتحسين جودة نومهم، ولكن مع التطور العمراني السريع والضغوط الحياتية، يواجه سكان الإمارات صعوبة في تحقيق التوازن بين العمل والراحة.
الأردن والكويت والسعودية: تمتلك هذه الدول تحديات مشتركة، حيث يواجه السعوديون مشكلات تتعلق بنوعية النوم، ويشير الاستطلاع إلى أن الأردن والكويت لديهما مشكلات مشابهة، مثل قلة النوم بسبب الضغوط النفسية والاجتماعية.

شمل التقرير عدة دول أخرى مثل المغرب وقطر، دون ذكر تفاصيل عنها، بسبب نقص البيانات الخاصة بها.

نصائح لتحسين جودة النوم

ذكر التقرير مجموعة من النصائح العملية لتحسين جودة النوم، شملت ما يلي:

الالتزام بروتين منتظم: أي تحديد أوقات نوم واستيقاظ ثابتة، حتى في عطلات نهاية الأسبوع، فالروتين يساعد الجسم على تنظيم ساعته البيولوجية.
استغلال الضوء الطبيعي: الحرص على التعرض لضوء الشمس بدرجة كافية خلال اليوم، فهو يعزز إيقاع الساعة البيولوجية ويساعد على النوم الجيد ليلاً.
تخصيص غرفة النوم: يجب تخصيص غرفة النوم لتكون مكاناً للراحة فقط دون العمل أو تصفح الإنترنت، لذا من المهم التأكد من أن الفراش مريح، والإضاءة خافتة، والغرفة خالية من مصادر الأصوات والأجهزة الإلكترونية.
الاسترخاء قبل النوم: يمكن ممارسة تقنيات الاسترخاء قبل النوم مثل تقنيات التنفس أو التأمل، فهذه الأنشطة تساعد على التهدئة وتقليل التوتر.
الاستحمام قبل النوم: يسهم الاستحمام بماء دافئ قبل النوم في إرسال إشارة للدماغ بأن وقت الراحة قد حان.
تجنب الشاشات الإلكترونية: يجب تقليل استخدام الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية قبل النوم، ويمكن الاستعاضة عنها بالاستماع إلى الكتب الصوتية أو البودكاست.
اتباع نظام غذائي صحي: وذلك من خلال تجنب تناول الوجبات الدسمة أو شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين قبل النوم.
ممارسة النشاط البدني: يعزز النشاط البدني المنتظم خلال النهار جودة النوم ويساعد على الاسترخاء ليلاً.
عدم فرض النوم القسري على نفسك: إذا كنت غير قادر على النوم، لا تضغط على نفسك، بل ركز على الاسترخاء وحاول الدخول بالنوم تدريجياً عندما تشعر بأن الوقت أصبح مناسباً. بعض الحالات المزمنة من الأرق تحتاج إلى أخذ أدوية منومة بعد استشارة الطبيب.

يشارك الطبيب الاستشاري الحاصل على دكتوراه في التغذية العلاجية والمناعة والأمراض المزمنة، الدكتور محمد عوض، عبر قناته على اليوتيوب فيديو يحتوي على مجموعة من الفوائد للنوم.