هل تحسّن تمرينات العيون البصر حقاً؟ إليك إجابة العلم

4 دقيقة
هل تحسّن تمرينات العيون البصر حقاً؟ إليك إجابة العلم
يمكن أن تغري هذه الادعاءات الأشخاص الذين سئموا ارتداء النظارات.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ربما شاهدت إعلانات تنص على أنه يمكن الاستغناء عن النظارات من خلال تطبيق علاج الرؤية أو تدريب الرؤية، وهو طريقة تنطوي في الأساس على إجراء تمرينات للعين. تشمل هذه التمرينات تطبيق الضغط على العين، أي الضغط عليها باستخدام راحة اليد، وتمرينات حركة العين، أي إجهاد العينين من خلال القراءة مع ارتداء نظارات طبية لا تناسبهما "لتدريبهما". بصفتي أستاذاً لطب العيون وطبيب عيون عالج آلاف المرضى، يمكنني أن أخبرك أنه لا توجد حتى الآن أي دراسة تكشف عن أدلة رصينة تبين أن هذه التمرينات تلغي الحاجة إلى النظارات أو تقدّم أي فوائد كبيرة على المدى الطويل. ببساطة، لا تدعم الأدلة العلمية هذه الادعاءات.

اقرأ أيضاً: ما أنواع عدسات النظارات الطبية؟ وكيف تختار المناسب منها؟

ماذا يقول العلم؟

ينطبق هذا النقص في الأدلة على حالات وأمراض العين جميعها تقريباً، ويشمل ذلك الحالات الرائجة مثل قصر النظر الذي يجعل المريض يرى الأجسام البعيدة ضبابية بينما تكون الأجسام الأقرب واضحة. ينطبق ذلك أيضاً على مد البصر، الذي يجعل المريض يرى الأجسام البعيدة بوضوح بينما تكون تلك القريبة ضبابية. لا تساعد تمرينات العين هذه على علاج مد البصر الشيخوخي، الذي يولد الحاجة إلى استخدام نظارات القراءة ويبدأ عادة قرابة سن الأربعين عاماً.

المرضى المصابون بمد البصر الشيخوخي ليسوا مصابين بقصر النظر أو مد البصر، وهم لا يحتاجون إلى استخدام النظارات لرؤية الأجسام البعيدة بوضوح. مع ذلك، عندما تصبح عدسة العين أكثر صلابة بمرور الوقت، تواجه العين صعوبة في التركيز على الكتابات الصغيرة. يستمر هذا التراجع في البصر مع التقدم في العمر، وتزداد الحاجة إلى استخدام نظارات القراءة الأكثر كفاءة. على الرغم من أن هناك بعض الطرق التي يدعي مروجوها أنها تخفض الحاجة إلى استخدام نظارات القراءة، فإن الأدلة التي تبين أن هذه الطرق مفيدة معدومة إلى قليلة. مع ذلك، سنتحدث فيما يلي عن بعض الطرق التي يمكنك تطبيقها للحفاظ على صحة العيون.

تطور الرؤية عند الأطفال

يجب أن يخضع الأطفال لفحص أساسي للعين في أثناء فترة الرضاعة ثم لفحص آخر بين الشهرين السادس والثاني عشر من عمرهم. يجب أن يخضع الأطفال لفحص ثالث بين العامين الأول والثالث من عمرهم، ثم لاختبار أكثر رسمية بين العامين الثالث والخامس للتحقق من اختلال محاذاة العين وصحتها ولتحديد إن كانوا يحتاجون إلى النظارات أم لا. قد يؤدي الامتناع عن معالجة اختلال محاذاة العين، أو عدم استخدام النظارات عند الحاجة، إلى تطور بصر الطفل بطريقة غير طبيعية، وهي حالة تحمل اسم الغمش تتجلى في ضعف العين أو كسلها.

يمكن إبطاء تقدّم قصر النظر عند الأطفال من خلال إراحة العين وتجنب استخدام الأجهزة مثل الهاتف والكمبيوتر فترات مطولة. قد يساعد الحد من وقت القراءة عن قرب خارج المدرسة، سواء عند استخدام الشاشات أو غيره، على إبطاء تقدم قصر النظر لدى الأطفال. يمكن أن يتسبب استخدام الشاشات فترة مطولة بإجهاد العين وجفافها. أقترح اتباع قاعدة 20-20-20، التي تنص على أخذ قسط من الراحة من استخدام الأجهزة يمتد 20 ثانية كل 20 دقيقة والنظر إلى أجسام تبعد 20 قدماً (6 أمتار). ركز على إرخاء العينين والرمش. قد يساعد استخدام الدموع الاصطناعية من حين لآخر على معالجة جفاف العين، ويمكن شراء هذا المنتج من الصيدليات دون وصفة طبية. قضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق مفيد للعينين؛ إذ إنه يرتبط بانخفاض حالات الإصابة بقصر النظر في مرحلة الطفولة. لكن احذر من التحديق مباشرة في الشمس، حتى خلال فترة وجيزة؛ إذ إن ذلك خطير ويمكن أن يتسبب بتلف دائم في الشبكية.

اقرأ أيضأ: كيف تعمل معدّات الرؤية الليلية؟

حاجبات الضوء الأزرق والمكملات الغذائية

يدّعي مصنعو النظارات التي تحجب الضوء الأزرق أنها تقي من الصداع وإجهاد العين وتُحسن جودة النوم. لكن اكتشف العلماء في بعض الدراسات، ومنها تجربة مضبوطة عشوائية كبيرة، أن العدسات الحاجبة للون الأزرق لم تؤثر في أعراض إجهاد العين. بالإضافة إلى ذلك، هناك القليل من الأدلة التي تبين أن هذه النظارات تحسّن الساعة البيولوجية. كن حذراً من استخدام المكملات الغذائية أو العلاجات الطبيعية التي يدعي مروجوها أنها حلول سحرية تساعد على علاج أي حالة عينية.

لا تدعم الأدلة العلمية الرصينة هذه التأكيدات، ولا يوجد إثبات على أنها تحسن الرؤية أو تقلل عوائم العين (ألياف مجهرية من الكولاجين في الجسم الزجاجي للعين) أو تلغي الحاجة إلى استخدام النظارات. ينطبق الكلام نفسه على الادعاءات التي تنص على أن الزيوت العطرية أو غيرها من المواد الموضعية قد تحسن الرؤية. في حين أنه روَّج سابقاً لحموض أوميغا 3 الدهنية على أنها تساعد على تخفيف أعراض جفاف العين، لا توجد أدلة رصينة تبين أنها مفيدة، على الرغم من أن ذلك لا يلغي فوائدها الصحية العديدة الأخرى. بيّنت إحدى الدراسات أن تقدّم الضمور البقعي المرتبط بالعمر المتوسط تباطأ لدى بعض المرضى بعد استخدام الفيتامينات التي لا يتطلب شراؤها الوصفات الطبية، تحديداً صيغة أيه آر إي دي إس 2 (AREDS2). مع ذلك، لم تفد هذه الفيتامينات المرضى الذين يعانون علامات مبكرة للمرض أو اللذين لم يشهدوا هذه العلامات.

الحلول الناجحة

هناك بعض الحالات العينية التي قد يوصى علاج الرؤية للتعامل معها، وتشمل هذه اختلال محاذاة العينين وصعوبة التقارب عند النظر إلى الأجسام القريبة، وهما حالتان تؤديان إلى أعراض مثل ازدواج الرؤية. في النهاية، يُفضّل أن يتولى أطباء العيون علاج هذه الحالات، كما أنها غير متعلقة بالحاجة إلى استخدام نظارات القراءة أو نظارات رؤية الأجسام البعيدة. قد يكون اتباع نظام غذائي غني بالخضروات والأطعمة الصحية الأخرى مفيداً في تقليل عدد الإصابات ببعض أمراض العيون والحفاظ على صحة العين عموماً.

اقرأ أيضاً: كيف تقي عينيك من حروق الشمس؟

يبيّن بعض الدراسات أيضاً أن ممارسة التمرينات ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بالزَّرَق أو الضمور البقعي المرتبط بالعمر. يرتبط تدخين السجائر بالعديد من أمراض العيون، مثل التنكس البقعي المرتبط بالعمر، ما يعني أن الإقلاع عن التدخين أو تجنبه إجراء بالغ الأهمية. أخيراً، عليك تجنّب فرك العينين؛ إذ إن ذلك قد يؤدي إلى زيادة التهيج. تساعد إزالة المكياج في الليل على تقليل تهيج الجفون. بالإضافة إلى ذلك، احرص على خلع العدسات اللاصقة قبل النوم؛ إذ قد يؤدي الامتناع عن ذلك إلى التهابات القرنية وغيرها من الحالات التي يمكن أن تلحق الضرر بالبصر.