بعد عامين من دخوله مدار المريخ: هذه إنجازات مسبار الأمل

بعد عامين من دخوله مدار المريخ: هذه إنجازات مسبار الأمل
حقوق الصورة: shutterstock.com/ SAMDXB
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

وصل مسبار الأمل إلى مدار كوكب المريخ في 9 فبراير/ شباط عام 2021، وبدأت مهامه العلمية في اليوم التالي. وبعد أن أمضى المسبار عامين أرضيين (عام مريخي واحد) على سطح المريخ، إليك الإنجازات العلمية التي حققها خلالهما.

الأهداف العلمية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ

حسب وكالة الإمارات للفضاء، الهدف الأساسي من إرسال مسبار الأمل إلى المريخ هو إجراء دراسة شاملة عن مناخ كوكب المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة وأسباب فقدان غازي الهيدروجين والأوكسجين من غلافه الجوي في مهمة تستمر لمدة سنة مريخية واحدة. وسيتضمن ذلك: 

  • دراسة أسباب تلاشي الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ عبر تتبع سلوكيات ومسار خروج ذرات الهيدروجين والأوكسجين، والتي تشكل الوحدات الأساسية لتشكيل جزيئات الماء.
  • تقصّي العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي الدنيا والعليا على كوكب المريخ.
  • تقديم الصورة الأولى من نوعها على مستوى العالم حول كيفية تغير جو المريخ على مدار اليوم وبين فصول السنة
  • مراقبة الظواهر الجوية على سطح المريخ، مثل العواصف الغبارية، وتغيرات درجات الحرارة، فضلاً عن تنوّع أنماط المناخ تبعاً لتضاريسه المتنوعة.
  • الكشف عن الأسباب الكامنة وراء تآكل سطح المريخ.
  • البحث عن أي علاقات تربط بين الطقس الحالي والظروف المناخية قديماً للكوكب الأحمر.

إنجازات مسبار الأمل منذ وصوله إلى وجهته حتى الآن

بدأت مهام مسبار الأمل بتفقد معداته العلمية ومعايرتها، وبدأ مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بنشر عدة حزم من البيانات تباعاً، وأتاحها مجاناً للمجتمع العلمي حول العالم. تضمنت البيانات الكثير من الصور التي توضح عدة ظواهر علمية على الكوكب الأحمر.

صور مسبار الأمل
حقوق الصورة: مركز محمد بن راشد للفضاء عبر أسوشيتد برس.

اقرأ أيضاً: نجاح أول عمليات توجيه «مسبار الأمل» إلى المريخ

الصور الأولى وتأكيد وفرة الأوكسجين  

التقط المسبار أول صورة للمريخ في اليوم التالي لوصوله إلى مدار المريخ، على ارتفاع نحو 25 ألف كيلومتر فوق سطح الكوكب.

وبعد شهر واحد، في 9 مارس/ آذار 2021، نشر مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ صوراً جديدة للكوكب الأحمر من 825 صورة التقطها “مسبار الأمل”، ما أكد كفاءة المسبار وأنظمته الفرعية وأجهزته العلمية وجودتها، والتواصل السلس والفعّال مع مركز التحكم في مركز محمد بن راشد في دبي.

أظهرت الصور الكوكب الأحمر في أوقات وحالات مختلفة:

  • الصورة الأولى: التقطتها كاميرا الإستكشاف الرقمية، وظهر فيها بركان “أوليمبوس مؤنس”، الذي يعد أكبر بركان على كوكب المريخ وأكبر بركان في المجموعة الشمسية.
  • الصورة الثانية: التقطها مطياف الأشعة فوق البنفسجية من على ارتفاع 36 ألف كيلومتر، وتوفر معلومات فريدة حول الغلاف الجوي العلوي للمريخ، ووجود ذرات الهيدروجين والأوكسجين وأول أوكسيد الكربون. تُحسّن هذه الصور معرفة المجتمع العلمي بكيفية ارتباط الغلاف الجوي العلوي والسفلي للمريخ وكيفية فقدان الغلاف الجوي ببطء في الفضاء على مدار تاريخ النظام الشمسي.
  • الصورة الثالثة: صور حرارية التقطها مطياف الأشعة تحت الحمراء، أظهرت الجانب الليلي للمريخ، وتضاريس “أرض العرب” على كوكب المريخ.

نُشرت في 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، صورٌ فريدة للمريخ جمعها المسبار في الفترة الممتدة بين 9 فبراير/ شباط و22 مايو/ أيار 2021، ترصد ملاحظات غير مسبوقة حول سلوك غازات الغلاف الجوي للكوكب الأحمر والتفاعلات التي تحدث بينها.

الحزمة الثانية من البيانات

كشفت الحزمة الثانية التي جمعها المسبار بين 23 مايو/ أيار إلى 31 أغسطس/ آب 2021، عن معلومات مهمة تساعد المجتمع العلمي العالمي في استحداث نماذج علمية أكثر دقة للغلاف الجوي للمريخ وتسهم في فهم أعمق لتغيراته، وأكد مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ أنه سيواصل إتاحة ونشر دفعات جديدة من البيانات كل 3 أشهر للاستفادة منها لكل المختصين والمهتمين بعلوم الفضاء واستكشافه حول العالم.

اقرأ أيضاً: جهود عربية في مجال الفضاء: من أول رائد فضاء عربي سعودي إلى مسبار الأمل والكوكب الأحمر

صور توضح حركة الرياح

ورصدت كاميرا الاستكشاف الرقمية 9 صور يوم 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، تم التقاط كل واحدة منها بفارق زمني بلغ 5 دقائق عن سابقتها، بهدف دراسة حركة الرياح، ومراقبة ظاهرة تشكّل الغيوم، وحركة عواصف الغبار.

الشفق المنفصل في المريخ

في 30 يونيو/ حزيران 2021، كُشفت صور عالية الدقة، تعطي صورة شاملة لظاهرة الشفق المنفصل “Discrete Aurora” في الغلاف الجوي للمريخ أثناء الليل باستخدام الأشعة الفوق بنفسجية البعيدة /far ultraviolet/، تم التقاطها بواسطة المقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية “EMUS”، ما يساعد الباحثين في دراسة التفاعلات بين الإشعاع الشمسي والمجال المغناطيسي للمريخ وغلافه الجوي.   

صور مسبار الأمل
حقوق الصورة: مركز محمد بن راشد للفضاء عبر أسوشيتد برس.

العواصف الغبارية المريخية

في 7 مارس/ آذار 2022، سجّل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ عدداً من الملاحظات الفريدة حول العواصف الغبارية المريخية، ما وفّر معلومات عميقة وغير مسبوقة حول طريقة تطور هذه العواصف وانتشارها في مساحات شاسعة من الكوكب.

وسجلت معدات المسبار الحالة الحرارية للسطح والغلاف الجوي السفلي، وتفاصيل التوزع الجغرافي للغبار وبخار الماء والغيوم الجليدية المائية والكربونية على مدار نطاقات زمنية متنوعة تمتد من دقائق إلى أيام كاملة.

وبدءاً من أواخر ديسمبر 2021، رصد المسبار عاصفة غبارية إقليمية سريعة التطور، توسعت إلى حجم يزيد على عدة آلاف من الكيلومترات على مدار أسبوعين (من 29 ديسمبر/ كانون الأول 2021 حتى 14 يناير/ كانون الثاني 2022) في منتصف الشتاء في نصف الكرة الجنوبي، في “مسطح سرت”. 

كان يبدو أنها عاصفة غبارية ضخمة تشكلت خلال الأسبوع السابق للرصد بقطر يبلغ 2500 كيلومتر تقريباً، توسعت إلى حجم يزيد على عدة آلاف من الكيلومترات. ومع اقتراب موسم المريخ من الربيع الجنوبي، أصبح نشاط العاصفة الغبارية أكثر اتساعاً. 

ساعدت هذه الصور في إعطاء ملاحظات ومعلومات غير مسبوقة عن طبيعة هذه العواصف وتوصيفها.

اقرأ أيضاً: أهمية التعاون الدولي في استكشاف الفضاء، مسبار الأمل نموذجاً

الشفق المنفصل المتعرج

ختاماً، في 28 أبريل/ نيسان 2022، رصد المسبار ظاهرة لم يسبق رؤيتها أطلق عليها فريق العمل اسم “الشفق المنفصل المتعرج” والتي تفتح آفاقاً جديدة للتعمق بدراسة بيئة البلازما ذات الديناميكية العالية في المريخ.

تتضمن الصور أشكالاً مطوّلة قد تكون ناجمة عن مناطق ممتدة مماثلة، توفر شروط تنشيط الإلكترونات كما في مناطق الذيل المغناطيسي.