تحديث برمجي يحسن أداء مركبة مارس إكسبرس في دراسة أقمار المريخ

3 دقائق
تحديث برمجي يحسن أداء مركبة مارس إكسبرس في دراسة أقمار المريخ
صورة قريبة لفوبوس، أحد قمري كوكب المريخ. وكالة الفضاء الأوروبية/مركز الفضاء الألماني/جامعة فرايا برلين

يمتلك كوكب المريخ قمرين، ولكليهما اسم مخيف. أطلق على أصغرهما اسم ديموس (Deimos) نسبة لإله الخوف الروماني. أما اسم القمر الأكبر، وهو فوبوس (Phobos)، اشتُق من الكلمة اليونانية التي تعني "الخوف" أو "الذعر".

مع ذلك، سيطرت مشاعر السعادة والحماس على العلماء عندما اقتربت مركبة مارس إكسبرس (Mars Express) التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية من قمر فوبوس مؤخراً. أتاح اقتراب هذه المركبة التي أطلقت منذ 19 عاماً لعلماء الوكالة اختبار واحدة من أحدث أداوتها.

اقرأ أيضاً: مهمتان تابعتان لوكالة ناسا تدرسان الزلازل المريخية من خلال المزج بين أرصادهما

تحديث برمجي يحسن أداء مارس إكسبرس

توجد على متن هذه المركبة أداة تحمل اسم رادار السبر الصوتي المريخي للغلاف الأيوني والطبقات تحت السطحية (أو أداة مارسيس اختصاراً). والتي صُممت في الأصل لدراسة البنية الداخلية لكوكب المريخ. قام كل من مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا وجامعة روما ووكالة الفضاء الإيطالية بتصميم هذه الأداة بطريقة تجعلها قابلة للاستخدام في مناطق تبعد أكثر من 249 كيلومتراً عن سطح المريخ. وهي المسافة التي تفصل هذه المركبة على سطح الكوكب الأحمر. منح تحديث برمجي كبير هذه المركبة القدرة على الاقتراب من سطوح الأجرام السماوية. وقد يساعد التحديث هذه المركبة على دراسة المنشأ الغامض للقمر فوبوس من خلال رصد بنيته الداخلية.

قالت العالمة في فريق أداة مارسيس في المعهد الوطني للفيزياء الفلكية، أندريا تشيكيتي (Andrea Cicchetti)، في بيان صحفي: "خلال اقتراب المركبة من قمر فوبوس، استخدمنا أداة مارسيس لرصد القمر من مسافة تبلغ نحو [82 كيلومتراً]"، وأضافت: "يتيح لنا الاقتراب من هذا القمر دراسة بينته بتفصيل أكبر وتحديد سماته الأساسية التي لم نكن لنتمكن من رؤيتها من مسافات أبعد. نثق بقدرتنا على استخدام أداة مارسيس لرصد القمر فوبوس من مسافات أقل من [38 كيلومتراً] في المستقبل. تم ضبط مدار مركبة مارس إكسبرس بدقة لتتمكن من الاقتراب من القمر فوبوس قدر الإمكان في عدد قليل من الرحلات التي ستجرى بين عامي 2023 و2025. ما سيمنحنا فرصاً ثمينة لدراسة هذا القمر".

The Mars Express just got up close and personal with Phobos
تستخدم أداة مارسيس الموجودة في مركبة مارس إكسبرس الفضائية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية برمجياتها المحدّثة مؤخراً لرصد الطبقات تحت السطحية لقمر المريخ فوبوس. المعهد الوطني للفيزياء الفلكية.

أداة مارسيس

اشتهرت أداة مارسيس بسبب اكتشافها أدلة تبين وجود الماء السائل على المريخ في عام 2005. ترسل هذه الأداة الأمواج الراديوية منخفضة التردد تجاه القمر فوبوس باستخدام هوائي يبلغ طوله نحو 40 متراً. تنعكس معظم هذه الأمواج عن سطح القمر. ولكن يخترق بعضها هذا السطح وينعكس عن الحدود بين الطبقات التي تتشكل من مواد مختلفة.

اقرأ أيضاً: هل تنجح ناسا في استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لصناعة الطوب من الغبار القمري؟

يمكن أن تساعد دراسة هذه الأمواج المنعكسة العلماء على إنشاء خريطة لبنية الطبقات تحت السطحية لهذا القمر وحساب سماكة المواد التي تتشكل منها وتركيبها، بالإضافة إلى بعض السمات الأخرى. يمكن أن تكشف هذه الأمواج أيضاً عن أدلة على وجود طبقات من المياه والصخور والجليد والتربة. مع ذلك، يكمن المزيد من الألغاز في الطبقات الداخلية للقمر فوبوس. وقد يساعد التحديث الجديد لأداة مارسيس العلماء في حل هذه الألغاز.

قال العالم في فريق مركبة مارس إكسبرس، كولين ويلسون (Colin Wilson)، في بيان صحفي: "لا نعرف بعد ما إذا كان القمران الصغيران كويكبين التقطهما المريخ، أو أنهما تشكّلا من تجمّع المواد التي انفصلت عن المريخ نتيجة حدث تصادم ما"، وأضاف: "يشير شكلهما إلى أنهما كانا كويكبين. ولكن تبين طريقة دورانهما حول المريخ غير ذلك".

قالت تشيكيتي: "لا زلنا في مرحلة مبكرة من تحليلنا للبيانات"، وأضافت: "لكننا لاحظنا وجود علامات قد تشير إلى أن القمر فوبوس يحتوي على تضاريس غير مكتشفة من قبل تحت سطحه. نشعر بالحماس حيال الدور الذي يمكن أن تؤديه أداة مارسيس في حل لغز منشأ القمر فوبوس أخيراً".

اقرأ أيضاً: ما علاقة حبيبات القمر الزجاجية بتصادم الكويكبات بالأرض؟

تتم إدارة أداة مارسيس من قبل المعهد الوطني للفيزياء الفلكية في إيطاليا، ويتم تمويل مشروعها من قبل وكالة الفضاء الإيطالية. تسهم وكالة الفضاء الأوروبية والدول الأعضاء فيها في مهمة استكشاف أقمار المريخ التي تهدف للهبوط على القمر فوبوس وإحضار عينات من المواد الموجودة على سطحه إلى الأرض. تدار هذه المهمة من قبل وكالة الفضاء اليابانية، ومن المخطط أن يتم إطلاقها في عام 2024 وأن تعيد العينات إلى الأرض في عام 2029.

المحتوى محمي