اشتُهر الثعلب بالدهاء، حتى صار لقبه "الثعلب المكار"، لكنه في الحقيقة مخلوق مظلوم، كل ما في الأمر أنه صغير الحجم ويعتمد على اللحوم في غذائه، ولا تمكنه قدرته الجسدية من الهجوم والافتراس، فيستخدم عقله النشيط وذكاءه الحاد ليتمكن من الوصول إلى مبتغاه.
الثعلب حيوان شغوف بالبحث والاستكشاف، لذلك نجده عازماً على تسلق الجبال والذهاب إلى أماكن بعيدة غريبة. يتميز بالأناقة والتنظيم والبساطة في الوقت نفسه، ويُفضل العيش في منزل صغير ومريح.
ماذا لو كان الثعلب إنساناً؟
سيكون شخصاً طموحاً يعشق التنافس، ما يجعل الآخرين يشعرون بقلة إمكاناتهم مقارنة به. وهو غامض بعض الشيئ، ما يجعل نيته غير واضحة للآخرين، سيكون مثل هذا الإنسان ماهراً في لعب الشطرنج والمناظرات. في نفس الوقت، إنه شخص مبدع وذكي. وفي بعض الأحيان، لا ينتبه لمشاعر الناس. وعادةً ما يتمتع بالكفاءة في مجموعة كبيرة من المجالات، ويستطيع اتخاذ قرارته بحسم وذكاء. وربما تكون المهن التالية هي الأنسب لشخصية تشبه الثعلب:
- مبرمج الكمبيوتر.
- المحامي.
- الطبيب.
- السياسي.
صفات الثعلب
تتنوع صفات الثعالب، من ضمنها ما يلي:
- يظهر الثعلب على أنه حيوان ماكر، إلا أنه في الحقيقة كائن خجول جداً.
- قد يميل إلى العدوانية لكن في موسم التزاوج فقط عندما يتقاتل الذكور على الإناث.
- تشير بعض الأدلة إلى أنّ الثعالب كانت كائنات ليلية، حيث تستطيع الرؤية في الظلام، وهذا يقدم دليلاً على أنها كانت تصطاد ليلتك وتنام نهاراً، لكن بمرور الوقت، غيرت سلوكها.
- الثعالب حيوانات أحادية التزاوج، وهذا يعني أنها تتخذ شريكاً وحيداً طوال الحياة، ويتعاون الشريكان في تربية الأطفال، لكن إذا مات الذكر أثناء حياة الأنثى، قد تتزوج من جديد.
- يتشابه النظام الغذائي للثعلب مع الإنسان في أنه يميل إلى أكل اللحوم والنباتات معاً، إذ يتناول مجموعة متنوعة من اللحوم لكائنات صغيرة أبرزها الأرانب والقوارض، كما أنه محترف في سرقة دجاج المزارع. إضافة إلى تناوله للفواكه والخضروات.
- من أبرز صفاته السخاء والإبداع والمماطلة، نستطيع القول إنه كائن مشاكس، يسعى للبقاء على قيد الحياة، لكن دهاءه الذي لاحظه بني الإنسان منذ قديم الزمان أكسبه سمعة سيئة. في نفس الوقت، إنه حيوان مسالم لا يسعى لإيذاء الآخرين.
- يتمتع بجسم متوسط الحجم ووزنه خفيف يتراوح ما بين 680 غراماً إلى 11 كيلوغراماً ويصل طوله إلى 86 سم من الرأس إلى الخصر، ويتراوح طول الذيل بين 90 إلى 56 سم.
- لديه فرو ناعم يجعله مطمعاً للصيادين وأرجله قصيرة نسبياً.
- الثعلب أحد أقرباء الكلاب والذئاب.
- يشبه الثعلب القطة في بعض الصفات مثل احتواء جسده على شعيرات حساسة وأشواك على لسانه.
- في أزمنة سابقة، كان الإنسان يتخذ الثعلب كحيوان أليف، ففي عام 2011، عُثر على مقبرة عمرها 16,500 سنة في الأردن، ووجدوا فيها بقايا إنسان بالقرب منه ثعلبه الأليف. وما زال بعض الناس يفعلون ذلك في الوقت الراهن.
- يهدد التغير المناخي الثعلب القطبي.
وكر الثعلب
الثعالب كائنات اجتماعية تعيش في جميع أنحاء العالم تقريباً، مثل: أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا وشمال أفريقيا، وتتواجد في أماكن كثيرة، فقد تعيش في الجبال والصحاري والأراضي العشبية، ومنازلها عبارة عن جحور محفورة تحت الأرض ويُطلق عليها اسم الوكر. يختار الثعلب مكان الوكر بعناية، فيجب أن يكون في منطقة آمنة يحفظ فيها طعامه وتحمي أطفاله. وعادةً ما يعيش صغار الثعلب (الجراء) في غرف داخل الوكر. ويجب أن تكون هناك عدة مخارج، يستطيع الفرار منها في أوقات الخطر.
الأسرة المتعاونة
عادةً ما تحمل أنثى الثعلب بعد التزاوج لمدة 53 يوماً، ويتشارك الأب والأم في رعاية الأبناء وحمايتهم وتقديم الطعام لهم، ويسمى الثعلب الصغير "الجرو"، وإذا كان في الأسرة أبناء أكبر سناً، يتعاونون مع الأب والأم في رعاية الصغار. وغالباً ما تكون الحياة الأسرية للثعلب أكثر أماناً، ففي ظروف البرية، يتعرض للكثير من المخاطر ما يجعل حياته قصيرة، أما إذا عاش في مأمن مع الأسرة، فقد يصل عمره إلى 10 أو 12 عاماً.
اقرأ أيضاً: 10 استخدامات غريبة لسُموم الحيوانات
أنواع الثعالب
تتعدد أنواع الثعالب، وتختلف فيما بينها في الحجم والطول ولون الفراء والشكل، ويزيد عددها عن 30 نوعاً تقريباً، لكن أبرز هذه الأنواع:
الثعلب الأحمر
وهو أكثر أنواع الثعالب انتشاراً حول العالم، وعادةً ما يعيش في المناطق الشمالية وأميركا الوسطى وأفريقيا وآسيا وتتغذى على الثدييات الصغيرة والفواكه والخضروات وبعض أنواع الحشرات. تتميز بلون فرائها الأحمر الساحر، لكن يتغير لونها في الربيع عندما تفقد بعضاً من شعرها استعداداً للأشهر التالية الدافئة.
الثعلب القطبي
وهو يسكن مناطق القطب الشمالي، ويمكن رؤيته في أوراسيا وأميركا الشمالية وآيسلندا وجرينلاند، ويبني وكره عند جوانب المنحدرات. ويتميز هذا النوع بالفراء الناعم الكثيف الذي يغطي جسمه كله حتى القدم لحمايته من الصقيع. يعتمد في غذائه على القوارض والثدييات الأخرى الصغيرة والنباتات، ويتمتع بلونين للفراء وهما اللون الأبيض والأزرق، لكن الأبيض هو الأكثر شيوعاً، ويساعده على التمويه إذا واجه هجوما ما، خاصة أنّ لون الثلج في الخلفية أبيض.
ثعلب الفنك
وهو موجود بصورة أساسية في صحاري إفريقيا، ويُعد الأصغر حجماً بين جميع أنواع الثعالب، ويتميز بالآذان الكبيرة التي تساعده في الاستماع جيداً للفريسة أو الحيوان المفترس، وتلعب الآذان الكبيرة أيضاً دوراً في تبريد جسم الثعلب. وعادةً ما يبني وكره حول الصخور والرمال الكثيفة، ويتغذى على الحشرات والقوارض والنباتات ودود القز والزواحف والعقارب، ويخزن طعامه عبر دفنه.
الثعلب الشاحب
وهو أحد أنواع ثعالب الصحراء أيضاً، ويعيش في المناطق الشمالية من قارة إفريقيا مثل: السودان والصومال، كما تعيش هذه الثعالب في الأراضي العشبية ومناطق الكثبان الرملية، وعادةً ما تبني أوكارها في حفر عميقة في الأرض. ويتراوح حجم هذا الثعلب بين الصغير والمتوسط وقد تكون لديه حلقة سوداء حول عينيه ويتغذى على الثدييات الصغيرة والقوارض والحشرات والسحالي والطيور والبيض، وفي بعض الأحيان، يخلط الناس بينه وبين ثعلب الفنك.
الثعلب الفضي الظهر
ويُسمى أيضاً بـ "ثعلب رأس الرجاء الصالح"، ويعيش في صحاري إفريقيا، في المناطق التي تقع جنوب خط الاستواء وتتميز بألوانها الرمادية، وتُفضل العيش في الصحاري بعيداً عن الغابات، وهي كائنات ليلية تتغذى على العلف، وتخزن طعامها عن طريق دفنه في الأرض، وعادةً ما تتغذى على الفواكه والخضروات وثدييات صغيرة مثل الأرانب والقوارض والطيور.
ثعلب السهوب
وهو واحد من الثعالب الصحراوية، ويعيش في آسيا الوسطى وبعض أجزاء الشرق الأوسط، وعادةً ما يفضل العيش في المناطق شبه الصحراوية ويبتعد عن الغابات والأماكن التي تتخللها الأنشطة البشرية. وتصطاد هذه الثعالب أثناء الليل، وتتغذى على القوارض والثدييات الصغيرة وحيوان البيكا والطيور والبيض وبعض أنواع الحشرات. ولا تتعب نفسها في بناء جحور، وإنما تستولي على جحور الحيوانات الأخرى وتحولها إلى أوكار. تتميز بأنها متوسطة الحجم، ولونها رمادي مع بعض الحمرة وأرجلها وآذانها كبيرة. تستطيع التسلق، لكن أرجلها قصيرة فلا تتمكن من الركض.
ثعلب التبت
وهو ثعلب صحراوي مواطنه في الهند والصين والتبت، يُعرف أيضاً باسم "ثعلب الرمال التبتي" يفضل العيش في المناطق الصخرية المرتفعة والسهوب. تبني هذه الثعالب أوكارها تحت الصخور الكبيرة وعند جوانب المنحدرات، وتتميز بمزيج من الألوان، فبعضها أسود اللون مع صبغات من اللونين الأحمر والأصفر. تتعاون تلك الثعالب في الصيد إناثاً وذكوراً، وتتغذى على الأرانب والقوارض والطيور والبيض والبيكا.
الثعلب السريع
يعيش في سهول غرب كندا وصحاري أميركا الشمالية وبعض المناطق من تكساس وأميركا الجنوبية، وهو ثعلب صحراوي ويتواجد بكثرة في كانساس ونيو مكسيكو. ويفضل بناء وكره في المناطق الرملية الناعمة، وعادةً ما يكون الذكور أكبر قليلاً من الإناث في الحجم، لكنها ثعالب صغيرة عموماً، وتتميز باللون الرمادي الفاتح والرملي. وهي سريعة جداً وليلية. وتتغذى على الثدييات الصغيرة والنباتات والفواكه والأسماك. وهذا النوع مهدد بالانقراض، بسبب تحويل الكثير من المناطق التي يعيش فيها إلى أراضٍ زراعية.
الثعلب القزم
ثعلب صحراوي، يعيش في المناطق الجنوبية الغربية في الولايات المتحدة الأميركية، ويفضل بناء وكره في التربة الرخوة التي يسهل حفرها، ويتميز باللونين: الرمادي والرملي، وألوان أخرى كالأحمر والذهبي على رجلي الثعلب وذراعيه. تقضي هذه الثعالب نهارات الأيام الحارة داخل أوكارها، وتخرج في الليل للصيد وجلب الطعام، الذي يتمثل في الأرانب والقوارض وكلاب البراري وبعض أنواع الفاكهة والصبار والطماطم.
الثعلب البنغالي
ويُسمى أيضاً بـ "الثعلب الهندي"، ويعيش في المناطق العشبية في الهند وباكستان ونيبال، وعادةً ما تكون أوكارها تحت الأرض، وتتغذى على الطيور الصغيرة والزواحف والفاكهة وبعض أنواع الحشرات.
ربما كان الثعلب مثالًا سيئاً للدهاء والمكر، لكن اتضح أنه يستخدم ذكاءه فقط لتطويع الأشياء من حوله، مع ذلك، إنه مثل أي حيوان آخر يعيش ويتعايش مع الحياة ومتطلباتها من أجل البقاء، وعند الاقتراب منه ومعرفة المزيد عن خصاله تظهر صفاته الحسنة التي قد تغير الآراء حوله.