شارك
الرئيسية
3 دقيقة
أخذ سبايدرمان قدرته على تسلق الجدران من العناكب. وعلى الرغم من أن شخصية سبايدرمان خيالية، لكن العناكب وبعض أنواع الحشرات والحيوانات الأخرى تمتلك القدرة على السير على الجدار أو السقف بسهولة، فما هذه الحيوانات وما السبب العلمي وراء تلك القدرة؟
اقرأ أيضاً: اكتشاف جرذان عملاقة مهددة بالانقراض يؤكد أهمية الحفاظ على الغابات
كيف تستطيع عدة كائنات حية السير بسهولة على الجدران الملساء؟
تمتلك الحشرات والعناكب وبعض الزواحف مثل أبو بريص والسحالي وبعض البرمائيات مثل ضفادع الأشجار وبعض أنواع الثدييات مثل الخفافيش والأبوسوم والجرابيات الشجرية، القدرة على السير على الجدران بواسطة “الوسادات اللاصقة” الموجودة على أطرافها، وهي أجزاء لاصقة تسمح لهذه الكائنات بالالتصاق على الجدران بقوة كافية لحمل وزنها، ولكنها ضعيفة إلى الدرجة التي تمكّنها من الالتصاق والحركة.
وتضم أبرز طرق التصاق الكائنات الحية بالجدران ما يلي:
الالتصاق الرطب
تتبع الحشرات هذه الطريقة، ويمكن تقسيم آليات الالتصاق الرطب إلى طريقتين هما:
- وسادات الالتصاق الناعمة: وتوجد هذه الآلية في النمل والنحل والصراصير والجنادب، حيث يحتوي الجزء الأخير من أرجلها أو مخالبها على واحدة أو أكثر من الوسادات الناعمة القابلة للتشوه بشكلٍ يسمح بتطابق سطح الوسادات الناعمة مع السطح الذي تمشي عليه، إذ لا يوجد سطح أملس تماماً على المستوى المجهري، بل تكون هناك شقوق وثقوب دقيقة تتمسك بها.
- وسادات الالتصاق المُشعِرة: تمتلكها الخنافس والذباب وغيرها من الحشرات، وتكون هذه الوسادات مغطاة بطبقة كثيفة من الهياكل الشبيهة بالشعر التي تُسمَّى “الشعيرات الدقيقة”، ما يجعلها تلامس أخاديد السطوح الدقيقة التي تمشي عليها.
اقرأ أيضاً: كيف ترى الحيوانات العالم؟
وتشمل الحيوانات التي تعتمد هذه الطريقة ما يلي:
1. النمل
تفرز نهايات أرجل النمل طبقة رقيقة من السائل ما يزيد من الاتصال بين وسادة الالتصاق والسطح، ويملأ هذا السائل الفجوات بين الوسادة والسطح ويعمل كمادة لاصقة تعتمد على قوة الخاصة الشعرية، أي التوتر السطحي وقوة اللزوجة.
2. ضفدع الشجر
تمتلك ضفادع الأشجار غدداً تفرز موادَّ مخاطية تملأ الفراغات بين الخلايا في رؤوس أصابعها، ما يمكنها من التوافق مع شكل السطح الذي تمشي عليه لضمان الالتصاق.
3. الأبوسوم
وهي حيوانات جرابية بحجم الفئران، لكنها تتميز بقدرتها على تسلق ألواح الزجاج باستخدام أطراف أصابع أطرافها الكبيرة، إذ تحتوي أطراف أصابعها على وسادات تتكون من طبقات متعددة من ظهارة حرشفية ذات نتوءات وأخاديد متناوبة تسمح لها بالتوافق مع شكل السطح الذي تسير عليه، وتكون مليئة بسائل تستخدمه حيوانات الأبوسوم للالتصاق بالأسطح.
4. الحلزون
تفرز الرخويات مثل الحلزون مادة تشبه المخاط وهي لزجة للغاية تسمح لها بتسلق الجدران بالاعتماد على قوة اللزوجة، وتكون هذه القوة كافية للالتصاق بالأسطح الملساء مثل الرخام والزجاج والغرانيت.
اقرأ أيضاً: هل يمكن أن تبيض الثدييات؟ اكتشاف جديد يُجيب
الالتصاق الجاف
وينتج هذا الالتصاق عن قوى فان دير فالس، وتنتج قوى فان ديرفالس عن التأثير المتبادل بين الذرات، إذ تضم الذرات جميعها جسيمات ذات شحنة موجبة وأخرى سالبة، وتحمل البروتونات الشحنة الموجبة والإلكترونات تحمل الشحنة السالبة، وتتحرك البروتونات والإلكترونات في كل مكان، ولكن في بعض الأحيان تصطف البروتونات جميعها أو الإلكترونات لتجعل جانباً واحداً من الذرة موجباً والجانب الآخر سالباً، وعندما يتقابل الجانب الموجب مع الموجب ستتنافر الذرتان بينما يمكنها جذب ذرة سلبية أخرى، ويُسمَّى هذا التجاذب والتنافر بقوة كولوم أو القوة الكهروستاتيكية (الكهربائية الساكنة).
وعندما يجتمع الكثير من هذه الذرات في الوقت نفسه تؤثّر قوى فان دير فالس، وتُعدُّ قوى فان دير فالس متوسطة القوة، إذ تتغلب بسهولة على الجذب والتنافر من خلال تطبيق قوة عضلية بسيطة. ومن أشهر الأمثلة على قوى فان دير فالس مسح طاولة جافة بقطعة قماش جافة حيث تجذب الذرات الموجودة في ألياف القماش جزيئات الأوساخ على الطاولة بسبب قوى فان دير فالس، ويمكن فك ارتباط هذه الأوساخ من على القماش بمجرد غسلها.
ومن أبرز الحيوانات التي تلتصق بالجدران بهذه الطريقة:
1. العناكب وأبو بريص (الوزغ)
يعتمد التصاق كلٍّ من العناكب وأبو بريص على قوى فان دير فالس، وعلى عكس الحشرات وضفادع الأشجار والأبوسوم، فإن هذه الكائنات لا تفرز موادَّ لزجة، ولكنها تنشئ قوى فان دير فالس بين آلاف الشعيرات الموجودة في وسائد أقدام هذه الحيوانات والسطح الذي تمشي عليه، ويعد أبو بريص أكبر حيوان قادر على السير على الجدران.
اقرأ أيضاً: التاريخ المشترك للقمل والبشر يكشف معلومات قيمة عن الإنسان
قوة الشفط
تعتمد هذه الطريقة على وجود ممصات شفط ذات شكل قرصي تقع في قاعدة الإبهام وعلى باطن أقدام الحيوانات التي تمتلكها، وتُعدُّ الخفافيش ذات الأجنحة القرصية من أشهر الحيوانات التي تعتمد هذه الطريقة في التسلق، حيث تساعدها هذه الممصات على تسلق الأسطح الملساء، إذ ينخفض الضغط الداخلي في الجوف الداخلي لهذه الممصات، ويمكن لقرص واحد منها أن يحمل وزن جسم الخفاش.