يختلف التسمم الكحولي عن حالة السَكَر، ففي السَكر ينفصل الفرد نسبياً عن الواقع، لكن في التسمم الكحولي يزداد مستوى الكحول في مجرى الدم ليبدأ بالتأثير في وظائف الحياة الداعمة مثل التنفس ومعدل ضربات القلب والوعي. وبينما يحتاج السَكر إلى رعاية مؤقتة كتعويض السوائل وإعطاء الأدوية المضادة للإقياء، يكون التسمم الكحولي مهدداً للحياة ويحتاج إلى رعاية طبية فورية.
اقرأ أيضاً: ما الإسعافات الأولية التي تُقدّم عند التعرّض لصدمة كهربائية؟
ما أعراض التسمم الكحولي؟
يحدث التسمم بالكحول عندما تستهلك كمية كبيرة من الكحول في فترة زمنية قصيرة، وهذا يحدث غالباً نتيجة الإفراط في شرب المشروبات الكحولية أو في استهلاك الكحول الموجود في منتجات أخرى مثل غسول الفم وأدوية السعال. وتشمل الأعراض الشائعة للتسمم الكحولي العلامات التالية:
- الارتباك الذهني وبطء الاستجابة للمنبهات.
- فقدان التوازن وعدم التنسيق الحركي أو عدم القدرة على المشي.
- صعوبة البقاء يقظاً.
- القيء.
- عدم انتظام التنفس أو بطء التنفس؛ أي التنفس أقل من 8 مرات في الدقيقة.
- بطء معدل ضربات القلب.
- سلس البول.
- ازرقاق الجلد وخاصة الجلد حول الشفاه والأظافر.
- انخفاض درجة حرارة الجسم.
- حدوث نوب اختلاجية.
ما الإجراءات الأهم للتعامل مع مريض التسمم الكحولي؟
ليس من السهل التعامل مع التسمم الكحولي، ولكن يساعد التوجه الصحيح والتركيز على الأولويات على تقديم الرعاية المطلوبة بالشكل الأفضل. هذا يتحقق بالتركيز على أربعة معالم أولها "المراقبة الجيدة" لتجنب حدوث مشكلات التنفس أو الاختناق، وثانيها "العلاج بالأوكسجين"، وبعد ذلك يأتي "تقديم السوائل عن طريق الوريد" لمنع حدوث التجفاف، ومن ثَمَّ "إعطاء الفيتامينات الضرورية" لكي يستعيد الجسم قوته، بالإضافة إلى تعويض السكر لأن نقص السكر شائع مع استهلاك الكحول المفرط.
ويمكن تلخيص الإجراءات التي يمكن القيام بها ريثما تصل الرعاية الإسعافية الطبية بما يلي:
- ضرورة الحفاظ على الفرد الذي يعاني التسمم الكحولي يقظاً وتجنب السماح له بالنوم قدر الإمكان.
- تزويد المصاب بالسوائل وذلك عن طريق الفم إذا كان يقظاً، أو عن طريق الوريد في حال الغياب عن الوعي، وينبغي ألّا تُعطى له السوائل عن طريق الفم في حال الغياب عن الوعي تجنباً للاختناق.
- وضع المصاب على جانبيه وليس على ظهره منعاً لحدوث الاختناق، ففي هذه الوضعية لا خوف من حدوث الاختناق حتى لو تقيأ المريض.
- الحفاظ على درجة حرارة المريض مائلة للدفء وذلك عن طريق تغطيته ببطانية، إذ يُمكن للتسمم الكحولي أن يخفّض من درجة حرارة جسم المصاب.
- من الضروري أن يشرح المُسعف للمصاب الإجراءات كلها التي يُجريها وعن سبب القيام بها، وهذا لأن المصابين بالتسمم الكحولي يميلون إلى أن يكونوا عدوانيين.
- إخبار المسعفين بالمعلومات المتعلقة كلها بالمصاب؛ أي تاريخه الصحي ومقدار شربه وما قُدِم له من أدوية أو سوائل.
اقرأ أيضاً: مهارات أساسية في الإسعافات الأولية على الجميع تعلمها
وطبياً توجد مجموعة من الإجراءات التي يجريها المسعفون مثل:
- الإمداد بالسوائل الوريدية: يعطي مقدمو الرعاية الصحية السوائل الوريدية (IV) لعلاج التجفاف، ولرفع ضغط الدم تُعطى السوائل الملحية، بينما يُعطى المرضى الذين يعانون نقص سكر الدم سوائل سكرية.
- العلاج بالأوكسجين: تُركب قنينة أنفية -أي أنبوب يُثبت عند المنخرين- تضخ الأوكسجين وتساعد الأفراد الذي يعانون صعوبة التنفس أو بطئه.
- غسيل المعدة: يحتاج بعض المصابين إلى غسل المعدة كطريقة لمساعدة الجسم على التخلص من الكحول المتبقي فيها.
- تنقية الدم عن طريق غسيل الكليتين: قد يكون أمر التخلص من الكحول أكثر تعقيداً بالنسبة للمصابين بأمراض الكليتين، حيث يفشل جهاز الإطراح لديهم في طرح الكحول عبر البول ويبقى بذلك في الدم، وهنا يأتي دور غسيل الكليتين للقيام بذلك.
مَن هم الأفراد الذين يتطلبون رعاية خاصة عند حدوث التسمم الكحولي؟
قد تكون حالة التسمم الكحولي أكثر خصوصية طبية عند بعض الأفراد، مثل الأفراد الذين يتناولون المسكنات الأفيونية أو الحبوب المنومة أو الأدوية المضادة للقلق.
من جهةٍ أخرى، قد يكون تعاطي الكحول في أثناء تناول مضادات الهيستامين التي لا تستلزم وصفة طبية أمراً خطيراً، فهذه الأدوية ما هي إلّا عبارة عن مثبطات تعمل على إبطاء الجهاز العصبي المركزي، أي أن تأثيرها مشابه تماماً لتأثير الكحول، وبالتالي تكون المضاعفات أعظم بكثير عند الجمع بينهما.
وأبسط من ذلك، يكون التسمم الكحولي على "معدة فارغة" أي دون تزويد الجسم بالطعام أكثر خطورة نسبياً، حيث تمتص الأمعاء الدقيقة الكحول بشكلٍ أسرع عندئذٍ، وكلما بقي الكحول فترة أطول في المعدة الفارغة كان امتصاص الجسم له أسرع، إذ يمنع الطعام مرور الكحول بسرعة إلى الأمعاء الدقيقة.
اقرأ أيضاً: ما الإسعافات الأولية الصحيحة للتعامل مع لسعة العقرب؟