إذا كان لديك طفل في سنوات عمره الأولى، فبالتأكيد تحتاج معرفة كيفية العناية بأسنانه. تعمل الأسنان اللبنية بمثابة منارات ترشد الأسنان الدائمة إلى مكانها الصحيح. سيبدأ السن اللبني بالاهتزاز وسيسقط في النهاية، لأن السنّ الدائم يخترق جذوره ويحطمها ليحلّ مكانه. ويُعتبر فقدان أسنان الطفل؛ خصوصاً الأسنان الأول، طقساً يمرّ به جميع الأطفال، وبينما تتساقط معظم أسنان الطفل، هناك بعض الأطفال الذين لا يفقدون جميع أسنانهم اللبنية.
قد لا تتشكّل الأسنان الدائمة في بعض الأحيان. في الواقع؛ حوالي 6% من الأطفال في المرحلة الابتدائية لا تتشكّل لديهم الأسنان الدائمة (باستثناء ضرس العقل الغائب)، وغالباً ما يعني تأخر تشكّل الأسنان الدائمة أن الأسنان اللبنية لن تسقط، وستبقى في مكانها حتى مرحلة البلوغ. ولذلك؛ ولأسبابٍ أخرى أيضاً، فمن المهم أن تعتني بأسنان طفلك اللبنية؛ إذ تُعتبر الأسنان اللبنية الصحية ضروريةً لصحة الأطفال ورفاههم سواء في مرحلة الطفولة أو البلوغ.
الأطفال معرضون لتسوّس الأسنان
يمكن لأسنان الطفل اللبنية أن تُصاب بالتسوّس كما هو الحال بالنسبة للأسنان الدائمة، وتلعب عدة عوامل دوراً في زيادة احتمال حدوثها؛ مثل البكتيريا الموجودة في الفم، وتناول المشروبات السكرية والوجبات الخفيفة بشكلٍ منتظم، وعدم تنظيف الأسنان جيداً.
يمكن أن يتطور التسوس إذا لم يعالَج ويؤثر في الأعصاب والأوعية الدموية داخل السن أو يقتلها، وإذا حدث هذا، فقد يعاني طفلك ألماً شديداً والتهاباً في الأسنان، ويُعد ذلك أكثر الأسباب الشائعة التي تتطلّب علاج أسنان الطفل تحت التخدير العام؛ رغم أنه يمكن الوقاية منها.
قد يكون من الضروري في بعض الحالات خلع سنّ الطفل إذا كانت مصابةً بالعدوى، أو إذا كانت مصابة بتسوّس عميق جداً؛ ولكن ذلك قد يتسبب بتزاحم الأسنان، فإذا سقط أحد الأسنان اللبنية قبل أن يصبح السنّ الدائم الذي سيحلّ مكانه جاهزاً، فقد تندفع الأسنان الموجودة على كلا الجانبين في الفراغ المتشكّل، ونظراً لشغل أسنانٍ أخرى مكانه وعدم وجود مساحةٍ كافية له، يخرج أخيراً في المكان الخطأ. في مثل هذه الحالات؛ غالباً ما يحتاج الطفل لتقويم أسنانه في وقتٍ لاحق.
اقرأ أيضا: كل ما تودّ معرفته عن الأسنان اللبنية.
مشاكل الأسنان قد تؤدي إلى مشاكل صحية أكبر
إذا تُركت أسنان الطفل اللبنية المصابة دون علاج، فقد تؤثر على صحة طفلك ورفاهيته. في الواقع؛ يُظهر الأطفال ذوو الابتسامات الصحية أداءً أفضل في المدرسة مقارنةً بمن يعانون من مشاكل الأسنان. قد يعاني الأطفال الذين يعانون من ألم الأسنان من صعوبة النوم والتركيز والمشاركة في الفصل، وقد يتغيبون عن المدرسة.
وعلاوةً على ذلك؛ تؤثر مشاكل الأسنان أيضاً على نمو الأطفال البدني. قد يتجنّب الأطفال المصابون بألم الأسنان تناول الطعام، أو يأكلون كمياتٍ أقل؛ مما قد يؤثر على تغذيتهم ونموهم، ومن المعروف أيضاً أن تسوس الأسنان اللبنية مرتبطٌ بزيادة خطر تكرار نفس المشاكل في مرحلة البلوغ.
بعض العلامات التي تشير إلى وجود مشكلةٍ في أسنان الطفل
يعاني الطفل ويشكو من ألم الأسنان بشكلٍ مختلف عن البالغين؛ ولكن هناك بعض العلامات التي يمكن ملاحظتها تدل على أن الطفل يعاني من مشكلةٍ ما في أسنانه:
- يشكو من ألمٍ ووخز حاد أو مزعج، أو حكَّة في الأسنان، أو حتى من ألمٍ في الأذن.
- يتجنب الأطعمة الساخنة أو الباردة أو الحلوة أو الصلبة التي يجب مضغها.
- يستغرق وقتاً أطول من المعتاد لإنهاء الوجبة.
- يشكو من الطعام العالق في أسنانه.
- يجد صعوبةً في تنظيف أسنانه بالفرشاة.
- يجد صعوبةً في النوم، أو يستيقظ أثناء الليل أكثر من المعتاد.
- يجد نفسه متعباً لدرجةٍ تمنعه من المشاركة في الفصل.
- أداء ضعيف في المدرسة.
- يجد صعوبةً في التواصل والتحدث.
- يكون أكثر عصبيةً أو غضباً من المعتاد.
اقرأ أيضا:
زيارة طبيب الأسنان
يجب حجز موعدٍ لفحص أسنان الطفل عند ظهور أول سنّ، أو بحلول عيد ميلاده الأول؛ أيهما يأتي أولاً، وبعد ذلك؛ يمكن تحديد مواعيد المراجعة الدورية بناءً على توصيات طبيب الأسنان. بالرغم من أن أسنان طفلك قد تكون سليمة؛ إلا أن الزيارات المتكررة تساعده على الشعور بالراحة والترحيب بفكرة زيارة طبيب الأسنان في المستقبل، وتسمح بمعالجة أية مشاكل في وقتٍ مبكر.
ليس سراً أن بعض الأطفال (وحتى البالغين) يخافون زيارة طبيب الأسنان، لذلك من المهم أن يرسّخ الآباء صورةً إيجابيةً عن طبيب الأسنان لدى أطفالهم. هذه النصائح يمكن أن تساعدك أنت وطفلك على الاستعداد لزيارات طبيب الأسنان:
- استخدم مصطلحات إيجابية وملائمة للأطفال عند الإشارة إلى طبيب الأسنان.
- تجنب الكلمات التي قد تخيف الأطفال، مثل «الإبرة».
- تجنب تهديد الأطفال بعواقب السلوك السيئ.
- تجنب مشاركة تجارب مشكلات الأسنان السيئة أمام الأطفال.
- اجعل الزيارة ممتعة من خلال تمثيل عملية الذهاب إلى طبيب الأسنان في المنزل مع طفلك مسبقاً، أو محاولة تشبيه الزيارة بموعد اللعب.
اقرأ أيضا:
العناية بأسنان طفلك في المنزل
إلى جانب فحوصات الأسنان المنتظمة، ومن أجل العناية بأسنان طفلك؛ من المهم تكوين عادات جيدة مع أطفالك حول العناية بأسنانهم وتنظيفها بالفرشاة كالآتي:
- التحدّث عن الأسنان وسبب أهميتها.
- مساعدة الأطفال على تنظيف أسنانهم بفرشاة أسنان ناعمة ومناسبة لعمرهم.
- اجعل عملية تنظيف الأسنان ممتعة، على سبيل المثال؛ اسمح لهم باستخدام فرشاة أسنانٍ مرسومٌ عليها شخصياتهم الكرتونية المفضلة.
بشكلٍ عام؛ توصي الإرشادات الأسترالية باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد بعد أن يبلغ الطفل 18 شهراً (لا يمكنك استخدام سوى الماء فقط قبل هذا العمر)، ولكن يمكنك استشارة طبيب الأسنان لاختيار معجون الأسنان المناسب للطفل.
قد يشعر الآباء الذين يعانون من مشاكل في الأسنان بالقلق من أن يعاني طفلهم من نفس المصير؛ ولكن بصفتك أحد الوالدين؛ يمكنك مساعدته على بناء عاداتٍ صحية للحفاظ على أسنانه الآن، وفي المستقبل.
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.