كيف تساعد طفلك على النوم بشكل متواصل في الليل؟

عندما تشاهد طفلك نائماً في سريره تغمر قلبك مشاعر الحب، لكنك قد تنسى المعاناة التي عانيتها والمعركة التي خضتها قبل أن ينام وأنت تحثه على الخلود في نوم عميق، وكذلك الأمر عندما يستيقظ رضيعك عدة مرات ليلاً، ويحرم عينيك من طعم النوم.

من المؤكد أنك ترغب في أن ينام طفلك بسهولة دون عناء مساءً، كما أنك ترغب في أن يواصل رضيعك النوم ليلاً، ولا يستيقظ مراراً. لتحقيق ذلك، اتبع النصائح التالية التي تجعل طفلك ينام بشكل متواصل في الليل سواءً كان رضيعاً أو في سن المدرسة وما قبلها.

كيف أجعل طفلي الرضيع ينام بشكل متواصل في الليل؟

تختلف احتياجات الرضيع كل شهرين تقريباً، فالطفل حديث الولادة (ذو الشهرين من العمر)، تفوق حاجته للطعام حاجته للنوم، لذلك يحتاج إلى الرضاعة كل ساعتين تقريباً، سواء كان ذلك في النهار أم في الليل، لذلك لا يمكن أن تحث الرضيع في هذا العمر على مواصلة النوم لأكثر من ذلك، مع العلم أن مجموع ساعات النوم خلال اليوم (ليلاً ونهاراً) يتراوح من 10 حتى 18 ساعة. ومن الطبيعي في هذا العمر أن تكون ساعات يقظة الرضيع من الساعة 1 حتى 5 صباحاً، لذلك قد لا يكون بالإمكان في هذا العمر جعل الطفل ينام بشكل متواصل في الليل، لكن لا تقلق سيتغير ذلك مع نمو الطفل.

في عمر 3 إلى 6 أشهر، يستطيع العديد من الأطفال النوم لمدة 6 ساعات متواصلة، لكن ليس لكل الأطفال القدرة على البقاء دون طعام طوال هذه المدة، كما لا ينامون كل ليلة لهذه المدة. يمكنك تنظيم روتين للنوم عندما يصل طفلك إلى المرحلة العمرية بين 6 و9 أشهر.

اقرأ أيضا:

كيف أستطيع أن انظّم نوم طفلي؟

ينام الأطفال الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين 7 أشهر و36 شهراً بسهولة عند تحديد نظام خاص بالنوم لهم، كما يكون نومهم أعمق ولا يستيقظون كثيراً في الليل. يمكن البدء بتحديد نظام لنوم الرضيع بين الشهرين 6 و8. يتضمن النظام مزيجاً من الأنشطة التي تتكرر بانتظام كل ليلة. وفيما يلي بعض النصائح التي تساعدك على تنظيم نوم الطفل لينام بشكل متواصل ليلاً:

ممارسة الألعاب النشطة خلال النهار والألعاب الهادئة في المساء.
إعطاء الطفل رضعة مشبعة، أو وجبة مشبعة قبل النوم حين يتجاوز شهره الرابع أو السادس من العمر.
المحافظة على الأنشطة كما هي وبالترتيب نفسه، ليلة بعد ليلة.
اختيار أنشطة هادئة وسلمية، خاصة في نهاية الروتين.
يساعد الاستحمام الدافئ قبل النوم على الاسترخاء عند بعض الأطفال.
ممارسة النشاط المفضل للطفل في نهاية اليوم وفي غرفة النوم، فذلك يزيد رغبة الطفل باقتراب وقت النوم وربطه بالأشياء التي يحبها.
المحافظة على الهدوء وإطفاء الأنوار في غرفة الطفل طوال الليل حتى عندما يستيقظ الطفل للرضاعة أو تغيير الحفاض، لأن ذلك يساعده على العودة للنوم سريعاً.

كيف يعتاد الطفل النوم بمفرده؟

يمكن أن يعتاد الطفل النوم لوحده دون الاضطرار لأرجحته أو لحمله واحتضانه في كل مرة يستيقظ فيها ليلاً، وذلك بدءاً من الأسبوع 6 حتى 12 من العمر. لتعويد الرضيع على هذا الأمر حاول تهدئة الطفل حتى يشعر بالنعاس، وقبل أن يغط في نوم عميق، اتركه في سريره ليكمل نومه بمفرده. أما إذا أبقيت طفلك بين ذراعيك حتى يغفو، ستعاني مستقبلاً كي تخلصه من هذه العادة.

إذا وجدت أن طفلك يعاني من صعوبة النوم في الوقت الذي حددته، فحاول تغيير موعد نومه إلى موعد أبكر، فقد يصل الطفل إلى مرحلة الإرهاق في الوقت الذي حددته له، ولن يتمكن من النوم بسهولة.

نصائح لتطبيقها أثناء نوم رضيعك

يصاب الأطفال حديثي الولادة بما يسمى "متلازمة موت الرضيع المفاجئ"، وتحدث عند ترك الطفل ينام في وضعية خاطئة. يوصي الأطباء بتطبيق النصائح التالية لتجنب تعريض الطفل لهذه المتلازمة، ولكي ينام نوماً هانئاً ومريحاً:

دع الطفل ينام على ظهره دائماً.
استخدم سطحاً ثابتاً للنوم دوماً.
لا تترك الطفل نائماً في الكرسي الهزاز أو مقعد السيارة أو أجهزة الجلوس الأخرى.
يجب أن ينام طفلك في نفس الغرفة التي تنام فيها، ولكن ليس في سريرك.
إبعاد الوسائد والبطانيات الزائدة عن الحاجة عن سرير الطفل ومكان نومه.
يمكن إعطاء الطفل "اللهاية" وقت القيلولة ووقت النوم.
تجنب تغطية رأس طفلك وانتبه لارتفاع درجة حرارته.
احرص على قضاء بعض الوقت بالتلامس الجسدي معه.
عدم التدخين أمام الطفل أو في الغرفة التي ينام فيها.

نصائح لتنظيم نوم الأطفال في سن المدرسة وما قبلها

يختلف نظام نوم الأطفال الذين تجاوزت أعمارهم السنة عن أولئك الأصغر من ذلك، كما يختلف عند فطام الرضيع الذي لن يعود للاستيقاظ مراراً في الليل ليأكل، بل ويمكن للأطفال من عمر السنتين النوم حتى 12 ساعة متواصلة في الليل عند تطبيق النصائح الآتية:

تحديد وقت للنوم والاستيقاظ يومياً وعدم تغييره في أيام العطل مثلاً.
في حال لم ينم الطفل في الوقت المحدد مساءً، لا توقظه قبل أن يُتِم ساعات النوم اللازمة له.
تحديد نظام ثابت للنوم، وتنفيذه كل ليلة، قد يتضمن وقتاً قصيراً للعب، والاستحمام، وتنظيف الأسنان، وقصة ما قبل النوم، ثم النوم.
أبعد الطفل عن الشاشات قبل ساعتين على الأقل من موعد النوم، فضوء الشاشات يعيق عمل هرمون الميلاتونين المهم في دورة النوم والاستيقاظ.
استبدل القراءة للطفل بوقت الشاشة في المساء للسماح لدماغه بالراحة.
تقليل التوتر قبل النوم، لتقليل إفراز هرمون الكورتيزول الذي يعيق النوم.
خلق بيئة تساعد على النوم مثل وجود الملاءات الناعمة والظلال الداكنة للغرفة والهدوء النسبي.
ارتداء ملابس قطنية خاصة للنوم.
الحفاظ على درجة حرارة غرفة النوم بين 18.3 إلى 21.1 درجة مئوية في الليل.
استبعاد ذكر مخاوف الطفل وقت النوم (الأشباح والمخلوقات المخيفة الأخرى)، وفي حال الضرورة حاول استخدام لعبة خاصة على أنها حارس ليلي أو تظاهر برش الغرفة بـ "رذاذ الوحوش" قبل النوم.
تقليل التركيز على النوم والقول للطفل "عليك أن تنام الآن"، فذلك يزيد قلقه، بل ركز أكثر على الاسترخاء والحفاظ على هدوئه.
محاولة تعليم طفلك تقنية التنفس العميق لتهدئة نفسه، ليهدأ وينام.

قد تحاول تطبيق النصائح السابقة جميعها ولا تُجدي نفعاً مع طفلك، لأنه قد يعاني من اضطرابات النوم، وهي حالات تتوجب مراجعة طبيب الأطفال. تتمثل بعض أعراض اضطرابات النوم لدى الأطفال بصعوبة النوم، أو الكوابيس المستمرة، أو الشخير، أو التنفس من الفم.