هل يحصل طفلك حديث الولادة على النوم والرضاعة الكافيين لتحقيق نموه الأمثل؟

4 دقائق
هل يحصل طفلك حديث الولادة على النوم والرضاعة الكافيين لتحقيق نموه الأمثل؟
حقوق الصورة: شترستوك.

يعيش الجنين في الرحم قبل الولادة في حالة من النوم المتواصل والتغذية المستمرة عبر الحبل السرّي، وبعد ذلك ينتقل فجأةً عند الولادة إلى "العالم الخارجي" الذي يعتبر مختلف كلياً وذو متطلبات مختلفة، الأمر الذي يجعل الأطفال حديثي الولادة ذوي خصوصية عالية بما يتعلق بحاجتهم للنوم والغذاء وغيرها، إذ يحتم الانتقال من الحياة الجنينية في البيئة الرحمية إلى العالم الخارجي بعض التعديلات المتعلقة باحتياجات حديثي الولادة والتي تجعلهم يتأقلمون مع الحياة خارج الرحمية بالشكل الأمثل. 

أهمية النوم والرضاعة عند حديث الولادة

تعتبر الفترة ما بين ولادة الطفل وحتىّ يبلغ الـ 5 سنوات أساسية في نمو الطفل الجسدي والنفسي، إذ يكتمل التطور العصبي أو ما يُسمى "التطور الروحي الحركي" فيها، وإن حدث أي خلل أو أي نقص في أي مكون من مكوناتها، سواء الغذاء أو النوم أو الدواء أو التعامل السليم مع الطفل، فسيؤثر ذلك حتماً على اكتسابه للمهارات الحركية والفكرية والعاطفية حتّى، الأمر الذي سينعكس على صحة وسلامة الطفل وعلى نوعية حياته مستقبلاً. 

النوم عند حديثي الولادة

يَقضي الأطفال حديثي الولادة ما بين 18 إلى 20 ساعة في النوم يومياً، دون أي تفضيل للنوم خلال النهار أو الليل، إذ يتحكم الجوع في مقدار النوم الذي يحصل عليه الرضيع وفي موعد استيقاظه، إذ أن حديثي الولادة لا يستيقظون إلّا لأنهم جائعون ويريدون الطعام أو لأنهم مريضون أو غير مرتاحين. وعلى الرغم من أن النوم العميق المتواصل مهم لصحة الطفل، إلّا أنه لا يجب أن ينام الطفل أكثر من 4-5 ساعات متواصلة في المرة الواحدة خلال الأسابيع الأولى من حياته.

يبدأ معظم الأطفال في إظهار بعض التفضيلات للنوم لفترة أطول في الليل بحلول الشهر الرابع حيث تنضج الغدة الصنوبرية وتنضج معها دورة "اليقظة والنوم"، وبحلول الشهر السادس، ينام الأطفال لمدة 4 إلى 5 ساعات أو أكثر دون الحاجة إلى الرضاعة وعندها يظهر تفضيل النوم طوال الليل. كما يقل عدد القيلولات أثناء النهار مع نمو الطفل، فقد يأخذ الطفل البالغ من العمر شهرين 4 قيلولات في اليوم، في حين أن الرضيع الأكبر سناً قد يأخذ قيلولة واحدة إلى مرتين فقط في اليوم.

ومن الواجب التنويه إلى أهمية "النوم الآمن" خلال هذه المرحلة، إذ يجب أن ينام الطفل بمفرده في السرير، مع مرتبة وملاءة ملائمتين بدون استخدام أية وسادات عالية أو بطانيات زائدة قد تتداخل مع تنفس الطفل فتعيقه، كما يجب أن ينام الطفل على ظهره وألّا ينام على بطنه فهذه الطريقة هي الأكثر أماناً في السنة الأولى للوقاية من متلازمة موت الرضيع المفاجئ والتي تعتبر السبب الرئيسي لوفاة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الشهر والسنة. كما أنه من المهم خلق بيئة خالية من التدخين لحديثي الولادة، والتأكد من أن درجة حرارة الغرفة معتدلة.

اقرأ أيضا:

كيف أساعد طفلي على النوم

يعتبر إنشاء روتين ما قبل النوم خطوة فعالّة في تجهيز الطفل للنوم، يمكن أن يشمل الروتين الاستحمام بالماء الدافئ والتأرجح والقراءة والتحدث الهادئ والغناء وتشغيل الموسيقى الهادئة والعناق والتدليك اللطيف، وعلى الرغم من أن الطفل قد لا يفهم هذه الإشارات بعد، إلا أن تدريبات وقت النوم هذه في هذه الفترة من حياة الرضع يمكن أن تساعد في إنشاء روتين منتظم لوقت النوم في المستقبل.

تخشى معظم الأمهات من ألّا يغفو أطفالهن سريعاً بعد الانتهاء من الرضاعة أثناء الليل، ولتسهيل ذلك يجب جعل الأضواء خافتة أكثر ما يمكن، لأن ذلك يُساعد في تطوير جدول نوم واستيقاظ أكثر اتساقاً، وإن كان الطفل لا يغفو سريعاً في الليل فيجب التقليل قدر الإمكان من وقت القيلولة النهارية، وذلك بتحفيزه وإشغاله باللعب والكلام خلال النهار.

من الطبيعي أن يتحرك طفلاً كثيراً أثناء النوم، إذ قد يبدو الطفل وكأنه مستيقظ لكنه في الواقع لا يزال نائماً، فمن الطبيعي رؤية الابتسام أو التململ وجميع أنواع الحركات والتي تُعتبر جوانب طبيعية للنوم.

وبالمقابل يجب الاطمئنان على الطفل إذا بكى لعدة دقائق إذ قد يعود ذلك لشعوره بالبرد أو للحاجة لتبديل حفاضه أو جائعاً وحتّى مريضاً، الأمر الذي يتطلب تقديم الرعاية. وإن بدا عصبياً أو منزعجاً فقد يكون يعاني من المغص البطني. تُرفع الرايات الحمراء إن واجهت الأم صعوبة في إيقاظ الطفل من النوم أو إن بدا الطفل غير مهتماً بالتغذية، وعندئذ يجب طلب استشارة الطبيب لتقديم الرعاية الأنسب له.

اقرأ أيضاً: لماذا لا ينام الرضّع خلال الليل وكيف نعلّمهم ذلك؟

الرضاعة عند حديث الولادة

تختلف حاجة الطفل للرضاعة بين كل مرحلة عمرية وأخرى، وبالمجمل يتعلق تواتر الرضاعة باحتياجات الطفل إضافةً إلى "السِعة المعدية"، إذ لا يتحمل الرضيع نفس الكمية التي يتحملها طفل عمره سنة.

في الأيام الأولى التي تلي الولادة تكون معدة المولود الجديد صغيرة جداً ولا تتطلب كمية كبيرة من الحليب حتى تمتلئ، وبالتالي إطعام حديث الولادة مرة كل 2 إلى 4 ساعات يعتبر نموذجياً للحصول على التغذية الكافية للنمو، كما أنه مفيد للأم المُرضع إذ تساعد الرضاعة المتكررة على زيادة إدرار الحليب وتمنح المولود تدريباً على الرضاعة والبلع، باختصار ترضع الأم طفلها من 8 إلى 12 مرة وسطياً كل 24 ساعة.

أمّا في الأسابيع والأشهر التالية، ومع نمو الطفل تنمو معدته وتزداد سعتها، لذلك ستلاحظ الأم أن الكمية التي يتناولها الطفل تزداد تدريجياً، كما سيبدأ الوقت الفاصل بين الوجبات في التزايد وخاصةً أثناء الليل نظراً لتنظيم أوقات نومهم.

ومع تقدم عمر الطفل، ستجد الأم أن عدد مرات إرضاعه يتغير تبعاً للوقت من اليوم، فقد تكون بعض جلسات التغذية طويلة وبعضها الآخر قصير، وهذا طبيعي. على الأم أن تتأكد أن الطفل سيأخذ عموماً ما يحتاجه في كل رضعة وسيتوقف عن الأكل عندما تمتلئ معدته، قد يتناقص عدد مرات الرضاعة بعد إدخال الأطعمة الصلبة في الشهر السادس إلى أن تصل لمرة واحدة فقط قبل النوم وذلك بعمر السنتين.

اقرأ أيضاً: 11 اختراعاً مرعباً لرعاية الأطفال من أوائل القرن العشرين

تغذية حديثي الولادة

يعتبر حليب الأم كافياً لتلبية كل متطلبات نمو الطفل خلال الأشهر الستة الأولى من حياته، كما أنه يحتوي على الغلوبولينات المناعية التي تعزز من مواجهة الأمراض الجرثومية والفيروسية، إضافةً إلى أنه مصدر كافٍ للماء الذي يحتاجه الطفل فلا داعٍ لتقديم أي ماء إضافي له.

اقرأ أيضاً: ما هي الأطعمة التي يجب إعطاؤها أو تجنبها عند الأطفال من عمر 4 إلى 6 أشهر؟

إن حليب الأم لطيف على معدة الطفل حديث الولادة، فهو سهل الهضم ولذلك قد تجد الأم أن الطفل متلهفٌ دائماً للرضعة التالية، وبالمقابل يعتبر الحليب الاصطناعي أثقل قليلاً وأصعب هضماً، ولذلك قد تلاحظ الأم أن الطفل يشبع لفترات أطول، وهذا أمر طبيعي. 

المحتوى محمي