ما أسباب عدم شبع الرضيع من حليب الأم؟

5 دقيقة
لماذا لا يشبع الرضيع
حقوق الصورة: Shutterstock.com/Alexandr Grant

ثمة العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى عدم شبع الرضيع من حليب أمه، منها أسباب تتعلق بالأم مثل تلك التي تسبب نقص إدرار الحليب من الثدي، ومنها ما يتعلق بالرضيع ذاته. 

وقد تؤدي معرفة هذه الأسباب المحتملة إلى معالجتها في وقت مبكر، أو على الأقل تقدم شرحاً وافياً للأم التي قد تلوم نفسها أو تشعر بالحزن نتيجة تجربة الرضاعة غير المرضية. فما أهم هذه الأسباب؟

بداية، ما العلامات التي تدل على عدم شبع الرضيع من حليب الأم؟

إن وزن الطفل هو من أهم المؤشرات التي تدل على أن الطفل يشبع أو لا يشبع من حليب الثدي، إذ ينبغي أن يزداد الوزن بثبات بعد الأسبوعين الأولين بعد الولادة بمعدل (140-200) غرام أسبوعياً حتى عمر 6 أشهر، ثم بمعدل (85-140) غراماً أسبوعياً من عمر 6 أشهر إلى 12 شهراً. لذلك ينبغي زيارة طبيب الأطفال الذي سيتابع نمو الطفل بانتظام، للقيام بإجراء فحوص روتينية مثل قياس طوله ووزنه ومحيط رأسه وغيرها، وتحديد متى يكون التوقف عن اكتساب الوزن أمراً طبيعياً أم لا.

ومن العلامات الأخرى التي تشير إلى أن الرضيع لا يحصل على ما يكفيه من حليب الثدي:

  • يشعر الطفل بالنعاس الشديد ولا يستيقظ من أجل معظم الوجبات.
  • يعاني الطفل الصغير من بول مركّز وردي أو أحمر أو أصفر داكن جداً.
  • يبلل الطفل أقل من 6 حفاضات خلال 24 ساعة بعد اليوم الخامس من الولادة.
  • لا يبدأ الطفل في اكتساب الوزن بعد 5 أيام من الولادة أو يفقد الوزن في أي وقت بعد ذلك.
  • يرضع الطفل لمدة تقل عن 10 دقائق أو أكثر من 50 دقيقة في المرة الواحدة، وذلك لأن الطفل الذي لا يحصل على ما يكفيه من الحليب، قد يتخلى عن الرضاعة بسرعة بعد بضع دقائق، أو يستمر بالمحاولة مدة طويلة.
  • يعاني الطفل من جفاف في الفم أو العينين.
  • يبكي الطفل وتظهر عليه علامات الجوع حتى مع الرضاعة الطبيعية المتكررة، مثل تحريك فمه أو تحريك رأسه نحو الثدي عند لمس زاوية فمه أو يضع يديه في فمه أو يبكي بشدة، وقد يحمّر وجهه من شدة الاستياء، وغالباً ما يتوجب تهدئة الطفل في هذه المرحلة قبل إطعامه.

اقرأ أيضاً: ما الذي ينبغي معرفته عن الرضاعة الطبيعية؟

ما أسباب عدم شبع الرضيع من حليب الأم؟

إن فهم سبب المشكلة هو الخطوة الأولى لإيجاد الحل، ومن أهم الأسباب المحتملة لهذه المشكلة، ما يلي:

1- سوء إدارة الرضاعة الطبيعية

أحد أهم أسباب قلة إدرار حليب الأم هو عدم إفراغ ما يكفي من حليب الثدي في الأيام والأسابيع الأولى بعد الولادة. في الواقع، إن إدرار الحليب يعمل وفق مبدأ العرض والطلب، فكلما زاد إفراغ الثدي من الحليب زاد إنتاجه. لذلك، ينبغي إرضاع الطفل من الثدي كلما طلب الطفل، وهو ما سيرسل إشارة إلى الجسم لإنتاج المزيد. 

بالإضافة إلى ذلك، يساعد شفط حليب الثدي لبضع دقائق بعد رضاعة الطفل أو بشكل متكرر بين الرضعات في زيادة إدراره. بشكل عام، يحدث سوء إدارة الرضاعة الطبيعية في الحالات التالية:

  • عدم إرضاع الطفل بما يكفي. بشكل عام، يحتاج الأطفال حديثو الولادة إلى رضعة كل 2-3 ساعات في الأسابيع الأولى.
  • جدولة الرضعات أو تقييد عدد الرضعات بدلاً من الرضاعة عند الطلب.
  • إرضاع الطفل من ثدي واحد في كل رضعة بدلاً من تقديم كلا الثديين في كل رضعة.
  • ترك الثدي ممتلئاً جداً بالحليب ومحتقناً في الأيام الأولى بعد الولادة.
  • إعطاء اللهاية للطفل أو زجاجة الرضاعة في الأسابيع الأولى بعد الولادة دون الحاجة الفعلية لذلك.
  • ترك الطفل ينام لفترات طويلة.

اقرأ أيضاً: ما طريقة الرضاعة الصحيحة لحديثي الولادة؟

2- مشكلات الولادة

إن تأخر نزول الحليب بعد الولادة (تأخر حدوث الرضاعة) قد يتحول في بعض الأحيان إلى مشكلة مستمرة في إنتاج الحليب، وقد يحدث هذا التأخر نتيجة بعض الحالات، مثل:

  • مشكلات في الولادة تسبب انفصال الأم عن طفلها، مثل الولادة المبكرة أو الولادة القيصرية أو الإجهاد أثناء الولادة.
  • نزيف شديد بعد الولادة.
  • بقاء بعض أجزاء المشيمة في جسم الأم (أجزاء مشيمة محتبسة).

3- الجراحات السابقة في الثدي

إن أي عملية جراحية سابقة في منطقة الثدي قد تؤدي إلى قطع بعض الأعصاب أو قنوت الحليب أو أنسجة صنع الحليب ما يسبب قلة إنتاج الحليب، وبالتالي عدم شبع الطفل من حليب أمه. ومن الأمثلة على هذه الجراحات:

  • جراحة تصغير الثدي أو تكبيره.
  • استئصال الكتلة الورمية أو الخزعة.
  • شق الخراج وتصريفه.
  • حروق أو التعرض لإشعاع في منطقة الثدي.
  • عدوى سابقة أو حالية تصيب الثدي.

اقرأ أيضاً: ما هي أضرار إيقاظ الرضيع من النوم؟

4- مشكلات طبية عند الأم

في بعض الحالات، قد تعاني الأم من بعض المشكلات الطبية التي قد تؤدي إلى قلة إدرار الحليب، ومنها:

5- الأدوية

لا تضر معظم الأدوية بالطفل الرضيع، ومع ذلك ينبغي دائماً قبل تناول الأدوية إخبار الطبيب أو الصيدلاني أن الأم مرضعة، لأن بعض الأدوية تؤثر على إدرار الحليب أو قد تؤثر على صحة الطفل. بشكل عام، من الأدوية التي تؤثر على إنتاج الحليب، وتسبب بالتالي عدم شبع الرضيع من حليب أمه ما يلي:

  • العلاج بكبريتات المغنيسيوم قبل الولادة في حالات ارتفاع ضغط الدم والولادة المبكرة.
  • تلقي الأدوية الستيروئيدية في أثناء الحمل كمحاولة لمساعدة رئتي الطفل على النضج بشكل أسرع.
  • أدوية منع الحمل الهرمونية.
  • بعض المواد الفعّالة الموجود في أدوية البرد مثل السودوإيفيدرين (Pseudoephedrine).
  • الأدوية المستخدمة في علاج نزيف الرحم الحاد بعد الولادة مثل الميثيرجين (Methergine)، وغيرها.

6- النظام الغذائي

قد يؤثر ما تأكله الأم على جودة حليبها أو كميته، إذ ثمة العديد من العناصر الغذائية التي يجب أن تتوفر ضمن النظام الغذائي لإنتاج الحليب بشكل أمثل، ومن أهم هذه العناصر: البروتين والزنك والألياف والكالسيوم والحديد. لذلك، قد يؤثر نقص هذه العناصر على إدرار الحليب.

بالمقابل، فإن تناول بعض الأطعمة قد يؤثر على إنتاج الحليب، ومنها:

  • بعض الأعشاب مثل الميرمية والبقدونس والنعناع لكن فقط عند تناولها بكميات كبيرة.
  • ثمار نبات كف مريم (Chasteberry)، وتسمى أيضاً فلفل الراهب أو ثمار العفة، وهي عشبة تستخدم لمعالجة بعض المشكلات الإنجابية مثل المتعلقة بمتلازمة ما قبل الدورة الشهرية وانتباذ بطانة الرحم وانقطاع الطمث، لكن آثارها العلاجية تؤثر على الغدة النخامية ما يمنع إفراز البرولاكتين (هرمون الحليب).
  • الكحول.
  • التدخين.
  • التعرض لبعض الملوثات الكيميائية التي قد تتداخل مع وظيفة الهرمونات الطبيعية اللازمة لصنع الحليب مثل الأترازين (Atrazine)، والديوكسين (Dioxin) في مبيدات الأعشاب، فثالات ثنائي البيوتيل (Dibutylphthalate) في البلاستيك، ونونيلفينول (Nonylphenol) في مواد تنظيف الأطباق والثياب.
  • تقييد السعرات الحرارية بشدة.

اقرأ أيضاً: إليك كيفية اتباع رجيم الصيام المتقطع للمرضعات

7- مشكلات الحلمة

في بعض الأحيان، قد يجد الطفل صعوبة في الرضاعة الطبيعية ومص الحليب بكفاءة من ثدي أمه نتيجة وجود بعض المشكلات المتعلقة بالحلمة، مثل:

  • حلمة مسطحة أو مقلوبة.
  • حلمات كبيرة جداً أو طويلة جداً أو ذات زوائد جلدية.
  • أنسجة الثدي غير المرنة والمشدودة بشدة ما يصعب على الطفل مصها.
  • ثقب الحلمة الذي قد يؤدي إلى تندب أو إغلاق مسام الحلمة. 

8- قدرة الطفل الضعيفة على الرضاعة

قد لا يشبع الطفل من حليب أمه نتيجة وجود مشكلة تتعلق به، وليس بالضرورة أن تكون ناتجة عن قلة إدرار حليب الأم. 

ومن أسباب ضعف الرضاعة المتعلقة بالطفل ما يلي:

  • وضعية رضاعة غير صحيحة، إذ ينبغي أن يضع الطفل قاعدة الحلمة وأغلب الجلد الداكن المحيط بها في فمه، غالباً ما يحدث ألم في الحلمة نتيجة رضاعة الحلمة بشكل غير صحيح.
  • معاناة الطفل من ألم أو مرض ما مثل مشكلات القلب أو الجهاز التنفسي أو اليرقان الشديد.
  • الخدج أو الطفل صغير الحجم بالنسبة لعمره.
  • الأدوية المستخدمة في أثناء الولادة قد تجعل الطفل يشعر بالنعاس أو التعب الشديد بحيث لا يقدر على الرضاعة بشكل صحيح.
  • معاناة الطفل من فك صغير أو حنك مشقوق.
  • ضعف عضلة اللسان أو التصاق اللسان.

اقرأ أيضاً: لماذا يرفض الأطفال الرضاعة الطبيعية؟ وكيف تتعاملين مع هذه الحالة؟

9- ضعف الأنسجة الغدية في الثدي

قد تكون قلة إدرار الحليب وعدم شبع الرضيع من حليب أمه ناتجة عن حالة تسمى ضعف الأنسجة الغدية (Insufficient Glandular Tissue IGT)، وقد تسمى أيضاً نقص تنسج الثدي (Hypoplastic breast)، وهي اضطراب لا تتطور فيه أنسجة الثدي المنتجة للحبيب كما هو متوقع، وقد تنتج عن عيب خلقي، أو نتيجة مشكلات ما أثناء البلوغ، أو عدم نمو أنسجة الثدي خلال الحمل.

اقرأ أيضاً: 9 نصائح لزيادة حليب الأم بشكل طبيعي

ختاماً، من النادر أن تعاني الأم من مشكلة فعلية تسبب قلة إدرار الحليب، لكن ومهما كانت المشكلة التي تعاني منها الأم، ينبغي طلب المساعدة مبكراً عند وجود أي مخاوف تتعلق بعدم شبع الرضيع من أمه، لأن العديد هذه المشكلات يمكن حلها عند اللجوء إلى الطبيب المختص.

المحتوى محمي