عندما يبكي الرضيع يحتار الأبوان لمعرفة سبب بكائه، ويحاولان إيجاد وسيلة تعمل على تخفيف صراخه قليلاً حتى يتمكنان من معرفة سبب انزعاجه. ولعل أشهر هذه الوسائل هي اللهاية، لذلك يرغب الآباء والأمهات بتعويد أطفالهم عليها، لكنهم يتفاجؤون بأن الأمر ليس بهذه السهولة ويرفض طفلهم اللهاية.
فوائد اللهاية
ترغب العديد من الأمهات بتقبّل أطفالهن الصغار للهاية لأنها تبقيهم صامتين وهادئين وسعيداً، لكن غالبية الأمهات لا يعرفن أن للهاية فوائد أخرى، ومنها:
تهدئة الطفل
يبكي الرضع كثيراً ولأسباب مختلفة. يمكنك إعطاء الطفل اللهاية لتهدئته ريثما تكتشفين سبب بكائه، أو ريثما تحضرين له زجاجة الحليب، أو ريثما تنهين أي عمل بسيط تقومين به، وتحتاجين لأن يهدأ طفلك بينما تنجزيه.
تساعد اللهاية على تهدئة الطفل وقت النوم أيضاً، وعند خضوعه لإجراء طبي بسيط مثل سحب الدم أو إعطائه حقنة اللقاح مثلاً.
اقرأ أيضاً: 10 أسباب تدفع طفلك الصغير إلى البكاء
تحسين جودة النوم
يولد الأطفال وهم لديهم ميول فطرية للمص، بغض النظر عن جوعهم، فهم يحبون القيام بهذا الفعل كثيراً، لدرجة أنهم يستيقظون ليلاً لرغبتهم بالمص فقط، وليس لشعورهم بالجوع كما قد تعتقدين. لذلك تلبي اللهاية هذه الرغبة لديهم ليلاً، وبالتالي تزيد عدد ساعات نومهم.
اقرأ أيضاً: كيف تساعد طفلك على النوم بشكل متواصل في الليل؟
تجنب متلازمة موت الرضيع المفاجئ
إن استخدام اللهاية ليلاً قد يجنّب الطفل خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ. ولكن من المهم ملاحظة وجود عوامل أخرى تؤدي دوراً بحدوث هذه المتلازمة أو تجنبها، لذلك لا يجب الاعتماد على اللهاية فقط لتجنبها. وأيضاً قد يرفض بعض الأطفال اللهاية ليلاً لذلك لا يجب إجباره عليها.
مفيدة أثناء السفر بالطائرة
يفيد مص اللهاية بتقليل انزعاج الطفل الناجم عن الضغط أثناء تحليق الطائرات في الجو.
اقرأ أيضاً: لماذا يرفض الأطفال الرضاعة الطبيعية؟ وكيف تتعاملين مع هذه الحالة؟
متى تقدمين اللهاية لطفلك؟
تتعلق الإجابة عن هذا السؤال بنوعية رضاعة الطفل، فإذا اعتمد الطفل على الحليب الصناعي يمكنك إعطاؤه اللهاية مباشرة، أما إذا كان اعتماده على الرضاعة الطبيعية فمن الأفضل الانتظار حتى يصبح عمر الطفل 3-4 أسابيع قبل إدخال اللهاية؛ ذلك لتثبيت الطفل على الرضاعة الطبيعية، والتأكد من أنها لن تتعارض معها.
اقرأ أيضاً: ما هي أفضل طرق إدرار الحليب؟ وما هو الغذاء المناسب للمرضع والطفل؟
لماذا يرفض الطفل اللهاية؟ وكيف تجعلين طفلك يتقبلها؟
لن يتقبل جميع الأطفال اللهاية بنفس النسبة، ويرفضها بعضهم رفضاً قاطعاً، وإن كنتي تشكين من رفض طفلك للهاية اتبعي هذه الخطوات وستجدين الحل.
الصبر
اللهاية شيء جديد على الطفل، ومن الطبيعي أن يبصقها في البداية، فهي ليست شيئاً طبيعياً يمكن أن يتقبله على الفور، لذلك سيحتاج بعض الوقت ليتعرف إليها وإلى قدرتها على تهدئته، ولا يمكن تحديد عدد المرات التي يجب أن تحاولي فيها مع طفلك ريثما يعتاد عليها.
اختيار الوقت المناسب
بالتأكيد ستقدمين اللهاية لطفلك لجعله يهدأ ويتوقف عن الصراخ، لكن قبل أن يعتادها لا يمكنك ذلك، أي لا يمكنك البدء في تعويد طفلك على اللهاية عندما يكون باكياً، بل يجب في البداية إعطاؤه إياها عندما يكون هادئاً، لتستغلي فضوله واستعداده لتجربة واستكشاف شيء جديد.
تقديمها للطفل عندما لا يكون جائعاً
أيضاً لا يمكنك إعطاء الطفل اللهاية ليعتاد عليها عندما يكون جائعاً، فهو يبكي في هذه الحالة لأنه يريد الحليب، وليس قطعة من البلاستيك. إن كنتي تفعلين ذلك فلن يتقبلها طفلك أبداً لأنه يراها بديلاً عن ثدي أمه أو زجاجة الحليب، وهو لا يريد بديلاً عنه. لذلك من الأفضل تقديم اللهاية بعد الرضاعة لمساعدته على الاسترخاء والهدوء.
ضعي بضع قطرات من الحليب عليها
قد لا يفهم طفلك الغرض من اللهاية لذلك يرفضها، وقد يكون من المفيد وضع بضع قطرات من حليب الثدي أو الحليب الصناعي عليها ليبدأ الطفل في مصها ويعتاد عليها، مع العلم أنه قد يرفضها بعد انتهاء الحليب المتواجد عليها، وبالتالي عليك تكرار المحاولة.
اقرأ أيضاً: دليلك لتطوير مهارة طفلك في الإمساك بالأشياء
تقليد عملية الرضاعة
غالباً ما يرفض اللهاية الطفل الذي يتغذى على الرضاعة الطبيعية، لاختلاف طبيعتها عن طبيعة حلمة الثدي. في هذه الحالة يمكن وضع اللهاية في فم الطفل بسرعة فور انتهاء الرضاعة، مع إبقاء خده ملامساً لكِ، كي لا يشعر أنها بديلاً عنك.
ابحثي عن النوع الذي يفضّله طفلك
توجد أنواع مختلفة من اللهايات في السوق، لكل منها شكل حلمة مختلف عن الأخرى، وبعضها مصنوع من السيليكون وبعضها مصنوع من البلاستيك القاسي، وما عليكِ سوى أن تبحثي عن النوع المرغوب لدى طفلك.
وبغض النظر عن النوع الذي اختاره طفلك، يجب أن يكون استخدامها آمناً؛ أي أنها لن تتفكك داخل فمه، ويجب عدم ربطها بمشبك أو سلسلة لأن ذلك يعرض الطفل لخطر الاختناق. ويجب أيضاً المحافظة على نظافتها وتعقيمها باستمرار.
ولّدي لدى طفلك شعوراً عكسياً
إذا كان طفلك يبصق اللهاية ولا يرغب بها، يمكنك التظاهر بسحبها برفق بمجرد أن يضعها في فمه. سيبدي الطفل مقاومة لهذا الإحساس، ويشجعه ذلك على إبقائها في فمه.
اقرأ أيضاً: لماذا يضع الرضيع كل شيء في فمه؟ وكيف تحميه من المخاطر في هذه المرحلة؟
الأوقات التي لا يجب أن تعطي طفلك فيها اللهاية
هل تقبل طفلك اللهاية أخيراً؟ عليك الآن معرفة أنها ليست الحل الأمثل في كل وقت، وعليكِ:
- إعطاء الطفل الحليب الصناعي أو إرضاعه عندما يكون جائعاً وليس اللهاية.
- عدم استبدالها بالرضاعة ليلاً.
- التخلي عنها إذا كان الطفل يعاني من مشكلات في الرضاعة الطبيعية أو أنه لا يكتسب وزناً.
- التخلي عنها إذا كان الطفل يعاني من التهابات الأذن المتكررة، لأن المص المستمر قد يزيد المشكلة سوءاً.
- التخلي عنها إذا كان الطفل يعاني من تقرحات الفم والقلاع لأن العوامل الممرضة في هذه الحالة (الخميرة) تبقى على اللهاية وتعيد تكرار الإصابة.
اقرأ أيضاً: ما هي أسباب تقرحات الفم عند الأطفال؟ وكيف تعالجها؟
إذا كنتِ تحاولين بشتى الوسائل ورفض طفلك اللهاية رفضاً تاماً، توقفي عن المحاولة ولا تجبريه عليها، إذ إنها ليست بالشيء الضروري، ويمكنك البدء بالبحث عن حلول أخرى تساعدك على تهدئة طفلك.