قد لا تعجِب هذه المعلومة الكثير من مربيّ الحيوانات الأليفة، لكن تقبيل الحيوان الأليف أو لعقه لصاحبه أو النوم في السرير نفسه معه قد ينطوي على بعض المخاطر الصحية، إذ قد يسبب انتقال العدوى بينهما، ومنها أنواع بكتيرية شديدة المقاومة للمضادات الحيوية وتسبب مخاطر جسيمة، خصوصاً بالنسبة لبعض الفئات مثل الأطفال وكبار السن والأشخاص من ذوي المناعة المنخفضة. فما هي مخاطر تقبيل الحيوانات الأليفة؟ وكيف يمكن تفاديها مع الاستمرار بالتعبير عن المودة بينكما؟ إليك التفاصيل.
اقرأ أيضاً: كيف تربي حيوانات أليفة وتحافظ على صحتها ونظافة منزلك في الوقت نفسه؟
ما هي مخاطر تقبيل حيوانك الأليف على الفم؟
في الواقع، تقبيل الحيوانات الأليفة على الفم أمر محفوف بالمخاطر، إذ قد يعرّض الإنسان إلى الإصابة بالعديد من الأمراض الناتجة عن الجراثيم التي تنتشر بين الحيوانات والبشر، حيث يبلغ عدد مسببات الأمراض التي قد تنتقل من الحيوانات الأليفة إلى البشر نحو 70 مسبباً.
وقد ذكرت دراسة منشورة في مجلة البحوث البيطرية والحيوانية المتقدمة (Journal of Advanced Veterinary and Animal Research) عام 2023، أن الحيوانات الأليفة تُعدّ واحدة من عوامل الخطر الرئيسية لانتشار بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المضادة للميثيسيلين (Methicillin-resistant Staphylococcus aureus) (الميثيسيلين مضاد حيوي يُستخدم في علاج الالتهابات التي تسببها بكتيريا المكورات العنقودية) إلى البشر. وتُعدّ مناطق الفم والأنف وفتحة الشرج وما حولها من أجسام الحيوانات هي المناطق الرئيسية التي تكثر فيها هذه البكتيريا.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت مجموعة من الباحثين في كلٍّ من جامعة لشبونة في البرتغال والكلية الملكية للطب البيطري في المملكة المتحدة، في دراسة عرضتها في المؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية عام 2022، أن الكلاب والقطط الأليفة ذوات الصحة الجيدة قد تنقل بكتيريا الإشريكية القولونية (Escherichia coli ) المقاومة للمضادات الحيوية إلى البشر. ليس هذا فحسب، فقد وجدت أيضاً أنه من المحتمل أن تنتقل الجينات البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية بين المجموعات البكتيرية المختلفة التي لا تنتقل عادة بين الحيوانات الأليفة والبشر.
علاوة على ذلك، ثمة أنواع أخرى من الكائنات الممرضة التي قد تنتقل من الحيوانات الأليفة إلى البشر. على سبيل المثال، قد تسبب البكتيريا السخامية أو كابنو سيتوفاجا (Capnocytophaga) التي توجد عادة في أفواه الكلاب والقطط ولعابها عدوى نادرة تُدعى "سخامية عضة الكلب" أو "السخامية"، لكنها خطرة ومحتملة، وغالباً ما تحدث العدوى عن طريق العض أو الاتصال الوثيق. يُذكر أن الناس الذين يعانون ضعفاً في جهاز المناعة يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذه العدوى، التي قد تكون مميتة في بعض الأحيان.
أمّا بالنسبة إلى الكائنات الممرضة التي قد تنتقل من القطط إلى البشر عن طريق أفواهها أو برازها، فنذكر مثلاً عدوى الجيارديا (Giardiasis)، وعدوى بكتيريا العطيفة الصائمية (Campylobacteriosis)، والسالمونيلا (Salmonellosis)، والتوكسوبلاسما (Toxoplasmosis).
اقرأ أيضاً: تعرّف إلى أكثر 5 أمراض شيوعاً تُصيبنا بها الحيوانات الأليفة
ما الفئة الأكثر تعرضاً للخطر؟
يمكن أن تنتقل العوامل الممرضة مباشرة من الحيوانات إلى البشر عن طريق ملامسة اللعاب أو السوائل الجسدية أو البراز، أو على نحو غير مباشر، من خلال ملامسة الفراش أو التربة أو الطعام أو الماء الملوث. ومن المهم معرفة أنه حتى لو بدا الحيوان الأليف بصحة جيدة، فما زال من الممكن أن يحمل كائنات حية ممرضة للبشر.
ومع ذلك، تُعدّ مخاطر الإصابة بالأمراض من الحيوانات الأليفة منخفضة عموماً بالنسبة للناس الأصحاء معظمهم. في المقابل، يكون الأطفال الصغار وكبار السن والنساء الحوامل والأفراد الذين يعانون ضعفاً في المناعة لسبب أو آخر هم الأكثر عرضة للخطر، وينبغي عليهم الحذر أكثر.
كيف يمكن تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض من حيوانك الأليف؟
يمكنك اتخاذ عدة احتياطات لتقليل خطر الإصابة بالمرض من حيوانك الأليف مثل:
- عدم السماح للحيوانات بلعق وجهك أو أي من مناطق الجسم التي تحتوي على جروح غير ملتئمة.
- غسل اليدين جيداً بالماء والصابون بعد ملامسة الحيوانات الأليفة أو إطعامها أو تنظيف برازها.
- الحفاظ على صحة الحيوانات الأليفة من خلال الفحوصات البيطرية المنتظمة والتطعيمات والوقاية من الطفيليات، فالحيوان الأليف الذي يتمتّع بصحة جيدة يكون أقل عرضة لنشر الأمراض.
- ارتداء القفازات عند التخلص من فضلات الحيوانات مع تجنب تنظيف أغراض الحيوانات الأليفة في أحواض المطبخ أو مناطق إعداد الطعام.
اقرأ أيضاً: هل تسبب الحيوانات الأليفة العقم لأصحابها؟ وكيف تحمي عائلتك؟
- إبعاد الحيوانات عن أماكن إعداد الطعام أو تناوله.
- الإشراف على تفاعلات الأطفال مع الحيوانات الأليفة وتعليمهم ممارسات النظافة السليمة، مع اتخاذ الاحتياطات الإضافية في حال كبار السن أو الحوامل أو الأفراد الذين يعانون ضعف المناعة في المنزل، واستشارة الطبيب بشأن التفاعلات الآمنة مع الحيوانات الأليفة.
- طلب الرعاية البيطرية أو الطبية على الفور في حال ظهور أي أعراض مرض على الحيوانات أو أصحابها.