نصائح الخبراء لإزالة أوراق الأشجار من فناء المنزل

حلّ فصل الخريف، الذي يترافق عادة مع واحدة من أكثر الأعمال المنزلية إزعاجاً، إزالة الأوراق المتساقطة. إذا كان لديك فناء حول منزلك وقلت لنفسك إنه لا بد من وجود طريقة أفضل لإزالة الأوراق، فأنت محق. تحدّثنا مع الخبراء للحصول على توصيات حول التخلص من الأوراق بأقصى قدر ممكن من الكفاءة وبالحد الأدنى من آلام الظهر.

للأسف، يبدو أنك لن تتمكن من التهرّب من إزالة البقايا المتراكمة في فناء منزلك. يقول الباحث في عشب الحدائق في كلية ولاية بنسلفانيا للعلوم الزراعية، جون كامنسكي، إن وجود بعض الأوراق هنا وهناك ليس مشكلة، ولكن إذا تُركت هذه الأوراق وتراكمت لعدة أشهر فوق العشب، سيؤدي ذلك إلى توفير الظروف المظلمة والرطبة المثالية لتشكّل عفن الثلج الذي يقتل العشب. يقول كامنسكي إنه مع حلول فصل الربيع، يجب عليك إزالة كل تلك المواد الميتة، ويجب أيضاً أن تزرع نباتات جديدة في البقع الخالية في حديقتك.

لذلك، حان وقت تحضير نفسك والاستعداد لتمشيط حديقتك وجزّ الأوراق بجزّارة العشب أو التخلّص منها بطريقة أخرى. ولدينا نصائح يمكن أن تفيدك.

اختيار الأدوات المناسبة

يمكن أن يساعدك استخدام الأدوات المناسبة على التخلّص من الأوراق بسهولة أكبر.

أولاً، ينصح كامنسكي باستخدام مشط الأوراق. هناك أكثر من نوع من أمشاط الأوراق، ولكل نوع غرضه. على سبيل المثال، يفيد استخدام المشط الفولاذي الثقيل في تهوية الحديقة في الربيع، لكنه أثقل من أن يزيل الأوراق الخفيفة. ولفعل ذلك، ستحتاج إلى مشط خفيف الوزن له مقبض طويل بما يكفي ليجنّبك الانحناء على نحو متكرر، ما قد يتسبب بالضرر لظهرك.

يقول مدير المشتل والأراضي في حديقة نيويورك النباتية، ماثيو كوك، إن مشط الأوراق القابل للتعديل يمكن أن يساعد أيضاً على انتزاع الأوراق المتراكمة بين أحواض الزهور، وكذلك الأوراق الموجودة على أرض الفناء، دون الاضطرار إلى تبديل الأدوات.

يقول كامنسكي إنه يمكنك أيضاً استخدام نافخة الأوراق لجمع الأوراق بالهواء في أكوام. يعمل العديد من نافخات الأوراق الكبيرة بالبنزين، ما يجعلها أقل رفقاً بالبيئة من الأمشاط غير المتطورة من الناحية التكنولوجية. مع ذلك، هناك نافخات تعمل بالكهرباء والبطاريات في السوق. يقول كوك إن النافخات مفيدة أيضاً للأشخاص الأكبر سناً أو الذين لا يتمتعون باللياقة البدنية الكافية للاعتناء بأفنية منازلهم.

وفقاً لكوك، هناك خيار آخر فائق من الناحية التكنولوجية وهو جز الأوراق، ما يحولّها بفعالية إلى أوراق متحللة على العشب. يؤدي ذلك إلى امتصاص الأوراق المتحللة في التربة. ويقول كوك: "أرى أن جزارة العشب تؤدي دور المشط بالطريقة المثلى".

ينصح كوك بإزالة الكيس من جزازة العشب وإسقاط الأوراق المقطّعة وقصاصات العشب على التربة لتسميدها. ويقول أيضاً إن العشب ينمو أكثر في فصلي الربيع والخريف، عندما يكون النهار دافئاً والليالي باردة. بالنتيجة، قد تضطر إلى الاستمرار بجز العشب خلال معظم فصل الخريف في الأحوال جميعها. وبالتالي، لا ضير في أن تحل مشكلة الأوراق في الوقت نفسه.

مع ذلك، يحذر كامنسكي من أن ازدياد نسبة الأوراق المتحللة يمكن أن يتسبب باضطراب في التركيب الكيميائي للتربة. تحتوي التربة الصحية عادة على نسبة تتراوح بين 20 و24 جزءاً من الكربون لكل جزء واحد من النيتروجين. تحتوي الأوراق الميتة على كمية كبيرة من الكربون، تتراوح بين 30 و80 جزءاً لكل جزء واحد من النيتروجين. تنتقل هذه الكمية من الكربون إلى التربة بينما تتحلل الأوراق، ما يعني أن عملية التحلل تخفض نسبة النيتروجين الذي يساعد النباتات على النمو في الربيع.

يوافق كوك على ضرورة الحد من كمية الأوراق الميتة التي يجب تركها على التربة. وحتى إذا اخترت طريقة تقطيع الأوراق منذ البداية، يجب عليك التقاط الأوراق الميتة ونقلها إلى مكان آخر في النهاية. لكن يمكنك فعل ذلك باستخدام جزارة العشب. وفقاً لكوك، ما عليك سوى تركيب الكيس مجدداً لجمع الأوراق المقطّعة والتخلّص منها مباشرة.

أهمية التوقيت

: لا يبدو أن الأوراق تمثّل مشكلة الآن، لكن إن لم تجمعها أو تتعامل معها بطريقة أخرى، ستتحول إلى مواد فاسدة مع حلول فصل الربيع. كاتكن/بيكساباي

الآن، بعد اختيار المعدّات المناسبة، حان الوقت لتحديد الوقت المناسب لتنفيذ هذه المهمة الكبيرة. يعتمد التوقيت على جدولك الزمني والمدة التي يمكنك تخصيصها لتمشيط الحديقة يومياً.

يقول كامنسكي إنه كان ينتظر سقوط أوراق الشجر جميعها ثم ينجز المهمة في جلسة واحدة عندما كان يعيش في منزل يضم فناءً. هذه هي الطريقة الأكثر كفاءة من ناحية الوقت، لكنها الأكثر تطلباً للجهد.

إذا تمكّنت من تخصيص وقت لإنجاز جزء من المهمة نهاية كل أسبوع، فسيكون ذلك أسهل من ناحية الجهد الجسدي لأن تراكم الأوراق لن يزداد كثيراً وستظل قادراً على التعامل معه.

أما بالنسبة لطريقة جز الورق وتركه على التربة، فيقول كوك إن الخيار الأفضل هو العمل على نحو منتظم، كما تفعل عند جزّ العشب مرة واحدة أسبوعياً. يقي ذلك أيضاً من تراكم الأوراق التي قد تحجب ضوء الشمس خلال الفترة التي يجب أن ينمو فيها العشب ويتكاثر.

أخيراً، لا تنسَ أن تأخذ الطقس في الاعتبار. المطر يُثقل الأوراق، ما يجعل تحريكها أصعب. بينما الأجواء العاصفة تجعل جمع الأوراق في مكان واحد صعباً.

كيفية تمشيط الأوراق بكفاءة

يقول كوك إن آلية العمل تختلف باختلاف الفناء وحتى البقع المختلفة من كل فناء. لذلك، فإن تحديد استراتيجية إزالة الأوراق التي تناسب كل مساحة هو تحدٍ مثير للاهتمام.

يوصي كامنسكي بتمشيط الحديقة تجاه الوجهة النهائية للأوراق، سواء كانت كومة سماد عضوي أو سلة المهملات على الرصيف. ابدأ من النقطة الأبعد عن تلك البقعة ثم اتجه نحوها. مع ذلك، إذا كان الطقس عاصفاً، يوصي كامنسكي بالتحرّك في اتجاه الرياح حتى لا تعطّل الرياح عملك.

لا تجمع الأوراق جميعها في كومة واحدة كبيرة؛ إذ سيجعل ذلك نقلها صعباً عند الانتهاء من العمل. بدلاً من ذلك، يقول كامنسكي إنه يجب عليك جمع بعض الأوراق في كومة أصغر على قطعة من قماش القنّب، وسحبها أو حملها تجاه كومة السماد أو سلة المهملات والتخلّص منها. كرر هذه العملية. وبهذه الطريقة، يمكنك تجزئة المهمة إلى تمارين منفصلة، حسب تعبير كامنسكي.

تخصيص فترات منتظمة للراحة هو جزء مهم آخر في هذه المهمة؛ وإن لم تفعل ذلك، سيرهقك هذا التمرين العنيف بسرعة كبيرة. يقول كامنسكي: "إزالة الأوراق هي نشاط جسدي، على غرار تجريف الثلج. لذلك، كن حذراً للغاية في ضبط وتيرة نشاطك".

هناك طريقة أخرى لتجنّب الإرهاق، وهي اتباع وضعية تمشيط الأوراق الصحيحة. على سبيل المثال، يجب أن يتيح لك مشط الأوراق الكبير الحجم الحفاظ على استقامة ظهرك. يقول كوك إنه بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تحرص على تحريك قدميك بدلاً من الانحناء، والمشي تجاه الأوراق بخطوات صغيرة كثيرة بدلاً من الانحناء وسحبها نحوك. احرص على تبديل جانب الجسم الذي تبدأ الحركة به في أثناء تحرّكك في الفناء، ما سيتيح لك تطبيق الجهد على كلا الجانبين كما تفعل في أثناء ممارسة التمارين في صالة الألعاب الرياضية. وكما جرت العادة، احرص على إسناد وزنك إلى ركبتيك عند رفع أكوام الأوراق، وليس إلى ظهرك.

اقرأ ايضاً: 15 طريقة تساعدك على تحصين منزلك من الفيضانات

التعامل مع البقايا

يجب أن تخطط لما تريد فعله بالأوراق التي جمعتها. يقول كوك إن تحويلها إلى سماد عضوي بنفسك هو الخيار الأفضل، وذلك لأنك ستتمكّن من استخدام غطاء التربة هذا في فناء منزلك أو الحديقة أو أحواض الزهور في فصل الربيع. إذا لم يكن لديك ما يكفي من المساحة لتحويل الأوراق إلى سماد عضوي بنفسك، أو إذا لم تكن لديك القدرة على ذلك، يمكنك الاستفادة من خدمات السلطات أو الشركات البلديّة. تحقق من موقع الحكومة المحلية في منطقتك للاتفاق مع جهة ما مسبقاً.

يقول كوك: "المصير الأسوأ لهذه الأوراق هو أن ينتهي المطاف بها في مكب نفايات في مكان ما".

قد تضطر إلى تمشيط الأوراق للحفاظ على سلامة فناء منزلك على مدار العام. ولكن نأمل أن تستطيع التخلص من الأوراق في أسرع وقت ممكن مع أقل قدر ممكن من الآلام، وأن تمارس التمارين الرياضية المفيدة في الوقت نفسه.