ما هي الأمراض والآفات التي تصيب النباتات المنزلية؟ وكيف يمكن مكافحتها؟

على الرغم من أن نباتات المنزل تنمو في بيئات مغلقة وآمنة بعيداً عن أمراض الوسط الخارجي وحشراته وفيروساته، فإنها ومع ذلك قد تُصاب بالعديد من الأمراض التي قد تنتج عن العوامل البيئية الداخلية غير المواتية لنمو النبات، أو قد تنتج عن الإصابة ببعض الفيروسات أو البكتيريا أو الآفات الحشرية وغيرها. وفي حال اكتشاف الإصابة بشكل متأخر، فإن حل المشكلة قد يكون مستحيلاً، لذلك وحتى لا تضطر للتخلص من نباتك العزيز، إليك أهم الأمراض التي تصيب النباتات المنزلية وأعراضها وكيفية مكافحتها.

أنواع الأمراض التي تصيب النباتات المنزلية

يمكن أن تحدث أمراض النباتات المنزلية بسبب مسببات الأمراض المختلفة، كالفطريات والبكتيريا والفيروسات والعوامل اللاإحيائية. وعادةً ما يكون التعرّف على الأمراض النباتية أكثر صعوبة من التعرّف على الآفات الحشرية، لأن مسببات الأمراض لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة. لذلك، من المهم البحث عن أعراض المرض لتحديد المشكلة وإدارتها قبل حدوث أضرار جسيمة في النباتات. ومن أهم الأمراض التي قد تصيب النباتات الداخلية، هي:

مرض الأنثراكنوز Anthracnose: يسببه فطر كولكتروتريشوم "Collectrotrichum"، وفطر جلويوسبوريوم "Gloesporium"، وتتحول أطراف الأوراق إلى لون أصفر ثم بنّي وقد تموت الأوراق واحدة تلو الأخرى. للسيطرة على هذا المرض يجب إزالة الأوراق المصابة، وتجنب رش الأوراق برذاذ الماء.
العفن الرمادي: يسببه فطر بوترايتس سينيريا "Botrytis cinerea"، الذي يهاجم أوراق النباتات والأزهار القديمة، ويسبب بقعاً بنية ورطبة على الأوراق والزهور، كما تظهر الأبواغ الرمادية على الأنسجة المصابة.
البياض الدقيقي: وهو ناتج عن الإصابة بالأنواع التابعة لفطر أوديوم "Oidium"، ويظهر على شكل مسحوق أبيض رمادي على أوراق وسيقان النباتات المصابة، ما يسبب تشوّه الأوراق. يمكن السيطرة عليه من خلال زيادة دوران الهواء حول النبات، وتجنب الري الزائد، وإزالة الأوراق المصابة.

تبقّع الأوراق: قد ينتج تبقع الأوراق عن الفطريات أو البكتيريا. في حالة الفطريات، تكون الإصابة على شكل بقع بيضاوية بنية أو سوداء محاطة بهالة صفراء أو شريط أرجواني، ويمكن باستخدام عدسة مكبّرة رؤية الأبواغ على شكل نقاط سوداء على النسيج البني. في حالة التبقع الناتج عن البكتيريا، تظهر بقع الأوراق رطبة كأنها غارقة في الماء، وتحتوي أيضاً على هالة صفراء. يمكن إدارة هذا المرض عبر إزالة الأوراق المصابة، وزيادة دوران الهواء في الغرفة، وتجنب وصول الماء إلى الأوراق.
تعفّن الجذور: قد تنتج بعض الأمراض التي تصيب النباتات عن تعفن الجذور، التي تسببها العديد من الفطريات مثل فطر بوترايتس "Botrytis"، وفطر ألترناريا "Alternaria"، وفطر ريزوكتونيا "Rhizoctonia"، وغيرها. وغالباً ما تنمو هذه الفطريات نتيجة الإفراط في ري النباتات. يمكنك تمييز تعفّن الجذور في حال إذا أخرجت النبات قليلاً من الأصيص، ستلاحظ جذوراً طرية سوداء اللون ذات رائحة كريهة. لإدارة هذا المرض تجنّب الإفراط في ري النباتات، كما يمكنك أن تقصّ وتقطع الجذور المصابة، ثم إعادة زرع النبات في تربة معقمة وأصيص نظيف.

أنواع الآفات التي قد تصيب النباتات المنزلية

قبل إدارة الآفة بشكل فعّال، لا بُدّ من التعرّف على هذه الآفة بشكل صحيح، فيما يلي تعداد لبعض الحشرات والآفات الأكثر شيوعاً والأضرار التي تسببها على النباتات:

حشرات المَن: هي حشرات صغيرة خضراء اللون أو بنية أو سوداء، تتوضّع على الجانب السفلي من الأوراق، تتغذّى على عصائر النباتات، وتفرز مادة سكرية لزجة ولامعة تسمى "الندوة العسلية" Honeydew تجذب النمل وتشجّع نمو العفن السخامي (العفن الأسود)، كما يتوقف نمو النبات وتصبح أوراقها ملّتفة أو مشوّهة.
البق الدقيقي: هي حشرات قشرية ذات مظهر قطنيّ بيضاء اللون، تتوضّع على السيقان والأسطح السفلية لأوراق النباتات، وتسبب توقّف نمو النبات.
العث: ليست حشرات وإنما عناكب صغيرة فاتحة اللون وغالباً بلون أحمر، تسبب اصفرار أوراق النباتات وتشوهها.
الحشرات القشرية: وهي حشرات بيضاوية أو دائرية ذات لون بني، تتوضّع على السيقان والأوراق، وتمتصّ عصارة النبات ما يؤدي الى ضعف أو توقف نموّه.
حشرات التربس: حشرات صغيرة جداً، يكون الطور البالغ بلون أسمر فاتح إلى بنيّ غامق، وتظهر بيضاء في الأطوار غير البالغة. تتغذّى على أوراق وأزهار النباتات ما يسبب تشوهها وتغيّر لونها.
الذبابة البيضاء: حشرة صغيرة بيضاء تشبه البعوض، يتغذى الطور البالغ واليرقات على الأوراق فتتحوّل هذه الأوراق إلى لون أصفر باهت أو أبيض.

كيفية القضاء على حشرات النباتات المنزلية

فيما يلي، بعض الطرق المستخدمة لمكافحة آفات النباتات المنزلية:

غسل النبات باستخدام تيار قوي من الماء: إنّ غسل النبات دوريّاً باستخدام تيار قوي من الماء يساعد ولو بشكل جزئي في مكافحة العديد من الآفات التي تصيب النباتات الداخلية. هذه الطريقة فعّالة بشكل خاص بالنسبة للعث وحشرات المن التي يمكن إزالتها بسهولة.
تغيير عمليات الخدمة: يمكن من خلال التعرّف على احتياجات الآفة، تغيير البيئة المحلية الموجودة حول النبات بحيث لا تناسب نمو هذه الآفة. على سبيل المثال، يؤثّر الري على آفات النباتات المنزلية بطريقتين مختلفتين، إذ يساعد الري الزائد وارتفاع رطوبة التربة على نشوء مشكلات البعوض الفطري، في حين تكون النباتات الموضوعة في مواقع جافة وحارة عرضة للإصابة بعثّ العناكب.
إزالة الآفات يدوياً: يمكن في بعض الحالات السيطرة على الآفات المنزلية كبيرة الحجم عبر انتزاعها يدوياً باستخدام قطع قماشية مبللة بالماء أو الكحول، خصوصاً في حالة البق الدقيقي والحشرات القشرية.
وضع المصائد: قد تكون المصائد الصفراء اللاصقة مفيدة للتقليل من عدد الآفات الحشرية الطائرة كالذباب الأبيض وحشرات المن المجنحة والبعوض الفطري. يمكن الحصول على هذه المصائد من الأسواق، أو يمكن صنعها بسهولة عن طريق استخدام الورق المقوّى الأصفر اللامع وتغطيته بالفازلين أو بعض المواد اللاصقة الأُخرى. ومع ذلك، ينبغي استخدام المصائد مع طرق أخرى من المكافحة لأنها لن تقضي على كامل الآفة، إذ إن نسبة كبيرة من أطوار الحشرات غير البالغة تبقى على النباتات أو حولها.
الكحول: قد تكون بخاخات الكحول وسيلة مفيدة للتحكم في حشرات البق الدقيقي. ومع ذلك، فإنّ استخدام الكحول على أوراق النباتات قد يسبب بعض الحروق، لذلك يجب قبل تطبيق هذه الطريقة اختبار الكحول على جزء صغير من النبات لمعرفة مدى حساسيته للكحول.
الصابون المبيد للحشرات: يُصنَع من أملاح البوتاسيوم للأحماض الدهنية، ويوجد على شكل بخاخات تطلق رذاذ مخفف التركيز، تساعد هذه المواد في السيطرة على العديد من حشرات النباتات المنزلية وعث العنكبوت.
زيت البستنة: عبارة عن زيوت مكررة ومخففة تُصنَع من نواتج تقطير البترول والزيوت المعدنية، وهي قادرة على التخلص والتحكم في الذباب الأبيض الصغير والحشرات القشرية وعثّ عنكبوت، وتعمل بشكل أساسي على خنق الآفات.
مستخلصات شجرة النيم Neem: تُصنَع بعض المبيدات الحشرية المخصصة لآفات النباتات الداخلية من مستخلصات بذور نبات النيم، أو ما يعرف بشجر الأزدرخت، وهي شجرة شائعة النمو في العديد من المناطق الاستوائية، تحتوي بذورها على مواد تعيق نمو الحشرات، وتفيد بشكل خاص في السيطرة على نمو الذباب الأبيض وبعض الحشرات الأخرى. كما تحتوي البذور أيضاً على زيوت يمكن استخدامها بطريقة مشابهة للزيوت البستانية الأخرى.
المبيدات الحشرية: تعتبر "البيريثرينات" (Pyrethrins) إحدى المكونات الشائعة في العديد من المبيدات الحشرية المُخصَّصة للنباتات المنزلية والحدائق، وهي مادة طبيعية مشتقّة من بعض أنواع زهور الأقحوان (بيريثروم Pyrethrum)، وهي سريعة المفعول وسميتها منخفضة وزمن ثباتها قصير جداً. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام البيريثرينات الاصطناعية، والمعروفة أيضاً باسم "البيريثرويدات" (Pyrethroids) وهي مبيدات حشرية اصطناعية تعتمد في صناعتها على كيمياء البيريثرينات الطبيعية، ومن أشهر هذه المبيدات الاصطناعية مبيد "الريسمثرين" (Resmethrin) و"السوميثرين" (Sumithrin).
مبيدات حشرية جهازية: يمتصّها النبات إما عبر الجذور أو الأوراق وتنتقل عبر أجزائه وصولاً إلى الأجزاء التي تتغذّى عليها الآفات.
مبيد حشري ميكروبي Microbial insecticide: وهو نوع من المبيدات يعتمد على ميكروبات معينة لمكافحة الآفات، مثل بكتيريا "باثيلوس ثيرونجينسيس" (Bacillus thuringiensis) سلالة H-14، التي تمتلك القدرة على قتل العديد من يرقات وحشرات البرغش والبعوض الفطري والذباب الأسود وغيرها. تكون موجودة تحت أسماء تجارية مختلفة.

نصائح عند استخدام المبيدات للقضاء على آفات النباتات المنزلية

بما أنّ المنازل قليلة التهوية مقارنة بالهواء الطلق، فقد تبقى أبخرة المبيدات في هواء المنزل لفترة طويلة، ما قد يضرّ بجودة الهواء الداخلي، ويزيد من احتمال استنشاق تلك الأبخرة، خصوصاً في حالة قضاء الكثير من الوقت داخل المنازل، كما قد تسبب هذه المبيدات خطراً على الحيوانات الأليفة داخل المنزل، بالإضافة إلى أن الرش الزائد قد يتلف أسطح الأثاث والأرضيات في حال إصابتها. لذلك، اتّبع التحذيرات التالية عند استخدام مبيدات الآفات على النباتات الداخلية:

اقرأ دائماً التعليمات الموجودة على ملصق المبيدات واتّبعها بدقّة.
استخدِم المبيدات الحشرية المخصصة للاستخدام الداخلي، فلا يجوز استخدام المبيدات المخصصة للساحات أو الحدائق.
ضع النبات في الخارج قبل رشّه لتقليل التعرض لهذه المواد قدر الإمكان.
عند استخدام بخاخات الأيروسول (بخاخ ينتج ضباباً من وسط سائل)، لا ترشّ من هذه البخاخات من مسافة أقل من 18 بوصة، حتى لا يتضرر النبات من الرذاذ.
عند استخدام مبيدات حشرية تحتوي على مبيد الديسولفوتون، التي غالباً ما توجد تحت اسم "داي سيستون" (DiSyston)، عليك توخّي الحذر الشديد عند الري، لأن الماء الزائد الذي يخرج من فتحات التصريف قد يحتوي على بقايا المبيد وهو شديد السمية.