كيف تعد لنزهتك الشتوية على أفضل وجه ممكن؟

5 دقائق
النوهات الشتوية
سيفاسانكارا ريدي بومايردي/ أنسبلاش.

من رؤية أشجار الصنوبر المتلألئة المغطاة بالثلوج والمسارات الجبلية الفارغة، إلى التمتع بالمناظر الطبيعية الخالية من الأوراق التي تتيح لك الرؤية لأميال، يمكن أن تكون رياضة المشي لمسافات طويلة في الشتاء تجربة ساحرة ومذهلة لا تُنسى. لكن غالباً ما يتجنب عشاق رياضات الهواء الطلق هذه الرياضة في الشتاء، وذلك لسبب وجيه، فالجو بارد، وستحتاج إلى حمل المزيد من الملابس والمعدات، بالإضافة إلى صعوباتٍ ومخاوف تتعلق بالسلامة ليس على المتنزه أن يتعامل معها لو كان الطقس لطيفاً.

لكن ليس عليك البقاء في الداخل في أيام الشتاء القصيرة. إذ يمكن أن يساعدك الاستعداد الجيد قبل الخروج للتنزه شتاءً على جني الفوائد العظيمة التي تنطوي عليها رياضة المشي لمسافات طويلة في فصل الشتاء.

ابقَ دافئاً

عند التخطيط لقضاء يومٍ في الهواء الطلق شتاءً، فإن الأولوية هي الحفاظ على الدفء دائماً. ولكن الأمر لا يشبه مطلقاً ارتداء عدة طبقاتٍ من الملابس لمجرد التحضير لرحلة تزلّج قصيرة في فترة ما بعد الظهر. هناك ترتيب معين لطبقات الملابس له أهمية قصوى لتقليل خطر انخفاض درجة حرارة الجسم وضمان رحلة ممتعة.

توصي روثي شنيت، مرشدة نزهات الهواء الطلق في شركة «وايلد تريكينج» لتنظيم الرحلات الخارجية، بالتركيز على حرارة الجسم الأساسية، وتقول موضحةً: «من خلال عزل جسمك من أسفل الوركين وصولاً إلى الكتفين، فستقل احتمالية إصابة ذراعيك ورجليك بالبرودة».

ويوصي إيفان جيل، متسلق الجبال الخبير والمعروف بقناته على اليوتيوب، التي تحمل اسم «بلاك شربا»، بالبدء بارتداء طبقة ملابس أساسية صناعية دافئة ومصممة لامتصاص الرطوبة والجفاف بسرعة. ثم إضافة طبقةٍ متوسطة دافئة مثل الصوف أو النسيج الصناعي الثقيل. إذا كان الجو بارداً جداً، فعليك أن ترتدي سترةً منتفخة فوق الطبقتين السابقتين، ويفضل أن تكون مصنوعة من النسيج الصناعي العازل، لأنه عندما يبتل الطرف السفلي من السترة العادية، تفقد خصائصها العازلة. أضف أخيراً غطاءً واقياً من الماء والرياح لحمايتك من العوامل الجوية.

لكن لا تهمل النصف السفلي من جسمك وارتد طماقاً (لباس ضيق يُلبس تحت الثياب عادةً) مصنوعاً من الأقمشة الصناعية العازلة تحت بنطالٍ عازلٍ أو مقاوم للماء. أما بالنسبة للقدمين واليدين، فيجب أن يكون لكل منهما جورب أو قفاز صناعي رقيق تحت طبقة أكثر سمكاً ودفئاً. أضف قبعة وطماقاً للرقبة أو بالاكلافا (غطاء للرأس مصنوع من الصوف يغطي الرأس والأذنين) وستصبح جاهزاً للانطلاق.

إذا كنت تتساءل عما إذا كانت كل هذه الطبقات ضرورية بالفعل، فإن الإجابة بسيطة. تتقلب درجة حرارة الجسم بشكل كبير عندما تبذل جهداً في البرد، لذلك عليك أن تكون قادراً على إجراء تعديلات طفيفة على مدار اليوم لتظل دافئاً، ولإبعاد أي رطوبة عنك أيضاً؛ إذ بمجرد أن تبتل ملابسك، تفقد قدرتها على إبقائك دافئاً ويزداد خطر الإصابة بانخفاض درجة حرارة الجسم. 

تقول شنيت إن التنزه في فصل الشتاء يتعلق بتجنب العرق، ومفتاح النجاح هو أن تكون استباقياً. قبل البدء في الصعود فوق منحدر، يجب أن تخلع طبقة أو اثنتين من الثياب، ولكن بمجرد البدء بالنزول أو أخذ قسطٍ من الراحة، يجب عليك إعادة ارتداء هذه الطبقات حتى لا تصاب بالبرد. إذ بمجرد أن تبدأ في الشعور بالبرد، يصبح الإحماء مرة أخرى أكثر صعوبة.

أحضر المعدات المناسبة

بعد أن تقوم بارتداء الطبقات المناسبة من الثياب، يتبقى عليك تجهيز نفسك بالعتاد المناسب. في الشتاء، إهمال ذلك يمكن أن يكون قاتلاً.

ستعتمد المعدات التي تحضرها معك على التضاريس. إذا كان هناك ثلوج كثيفة، فستحتاج على الأرجح إلى أحذية خاصة بالثلوج وعصي الرحلات. قد تحتاج أيضاً لاستخدام الجراميق المقاومة للماء على حذائك لإبقاء الثلج بعيداً عنه. إذا كنت تتوقع مواجهة جليدٍ كثيف على الطريق، أحضر معك أشرطة الأحذية التي تحتوي مساميراً ويمكن ربطها إلى الجزء السفلي من الحذاء لمنعك من الانزلاق. توصي شنوت بالاحتفاظ بزوجٍ صغير من هذه الأشرطة في حقيبتك دائماً في ظروف الشتاء كي تكون في متناول يدك عندما تحتاج قدراً إضافياً من قوة الالتصاق، كما هو الحال عند المشي على الجليد أو الثلج الرقيق.

يوصي جيل أيضاً بحمل الأكياس البلاستيكية المزودة بسحّاب معك في حقيبتك، والتي يمكن أن يكون لها العديد من الوظائف المفيدة. عندما ثقب حذاؤه أثناء رحلة كان يقوم بها مؤخراً، ارتدى جيل جوارب جافة لتدفئة قدميه، ووضع قدمه في كيس بلاستيكي لحمايتها من الرطوبة والبرودة وتابع مسير الأميال الخمسة المتبقية على هذا النحو.

أخيراً، وكما هو الحال مع أي نزهة، لا تنسَ مجموعة أدوات الإسعافات الأولية والملابس الإضافية في حالة تعرض الملابس التي ترتديها للبلل.

اقرأ أيضاً: 5 نصائح لتناول الطعام بشكلٍ أفضل أثناء الرحلات البرية

زود جسمك بالطاقة

لا تنس أبداً تناول الكثير من السعرات الحرارية والحفاظ على رطوبتك. في الواقع، يميل معظم الناس إلى شرب كميات أقل من السوائل عندما يصابون بالبرد، ولكن الجفاف يمكن أن يؤدي إلى انخفاض حرارة الجسم بشكل أسرع بسبب انخفاض حجم الدم. مما يؤدي بدوره إلى ضعف الدورة الدموية ويجعل جسمك يفقد الحرارة بشكل أسرع.

احمل الكثير من الماء في زجاجة معزولة أو اشترِ حقيبةً عازلة لتخزين الماء لمنعه من التجمد ولشرب كمياتٍ قليلةٍ من الماء منها بانتظام. يمكنك أيضاً إضافة الإلكتروليتات إلى الماء لتأخير تجمدها، مثل الملح الذي يؤدي إلى إبطاء عملية التجمد.

على الرغم من أن جسمك لا يحتاج بالضرورة إلى المزيد من السعرات الحرارية في الطقس البارد (بذل الجهد في الطقس البارد لا يؤدي لحرق نفس الكمية من السعرات) فقد تشعر بالجوع. يساعد الاستهلاك المتكرر للأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية في الحفاظ على دفء جسمك من خلال توليد الحرارة، لذلك يجب أن تأخذ معك كميةً أكبر مما تحمله عادةً في نزهات الطقس المعتدل. توصي شنوت بحمل الأطعمة التي يمكنك تناولها أثناء التنقل حتى لا تضطر إلى التوقف.

كن مستعداً

يُعتبر «التخطيط المسبق والاستعداد» قاعدة جيدة لأي نزهة خارجية، لكنها مهمةٌ خصوصاً لنزهات فصل الشتاء، فبغض النظر عن عدد النزهات التي قمت بها في الطقس الدافئ، فإن تجربة التنزه في الطقس البارد أمر مختلفٌ تماماً.

تقول شنيت في هذا الصدد: «من تجربتي في النزهات الشتوية، أدرك تماماً أنه لا يمكن فعلاً التنبؤ بالوقت الذي تستغرقه مسارات التنزه».

التأخير شائع في النزهات الشتوية، ويمكن أن يكون نتيجةً لعدد من العوامل. يمكن للثلج والجليد إبطاء تقدمك، ويمكن للثلج أو للأشجار المتساقطة بفعل الرياح أن تقطع الطريق عليك. قد تبدو الأمور مختلفة جداً لدرجة قد تفكر حينها بخطة بديلة.

ويضيف جيل: «تلعب خبرتك في التنقل في مثل هذه المواقف الدور الأهم».

قبل الشروع في رحلتك، احرص على أن يكون لديك خطة احتياطية أو مسار بديل في حال تبين أن خطتك الأساسية تنطوي على مخاطر عالية بحيث يتعذر عليك المضي بها قدماً. تعد معرفة كيفية قراءة الخريطة أمراً ضرورياً لإيجاد طريقك، خاصةً لأنه لا يمكنك الاعتماد بشكل كامل على أجهزة الملاحة التي تعمل بالبطارية أو الهواتف المحمولة عند التنزه في الشتاء. يستنزف الطقس البارد طاقة البطارية بشكلٍ أسرع مما قد تعتقد، ما قد يضعك في موقف خطير إذا لم يكن لديك خريطة ورقية وبوصلة، أو المعرفة اللازمة لاستخدامهما.

توصي شنوت بتفقد رفاقك في النزهات الطويلة بانتظام. اسألهم عما إذا كانوا يشعرون بدرجة كافية من الدفء أو ما إذا كانوا قد تناولوا كمية كافية من الطعام أو الماء، الأمر الذي من شأنه أيضاً أن يجعلك تطرح على نفسك نفس الأسئلة وبالتالي يساعدك على تجنب المواقف الخطرة المحتملة. وتقول في هذا الصدد: «لسبب ما، من الأسهل التحقق من حال رفاقك ونسيان نفسك أحياناً».

نظراً لأن الأيام أقصر في الشتاء، يجب أن تحقق أقصى استفادة من ضوء النهار بالبدء في نزهتك مبكراً. أثناء السير على الطريق، كن دائماً على دراية بالوقت حتى تعرف بالضبط متى تستدير وتعود إلى الطريق قبل حلول الظلام. وتحسباً لسوء التقدير، أحضر مصباحاً أمامياً وبطاريات إضافية معك.

قد يستغرق التخطيط لنزهات الشتاء مزيداً من التجهيز والعتاد، لكن أجواء الهواء الطلق في الشتاء يمكن أن تكون فرصةً لا تعوض للاستمتاع بالوقت في الخارج. لذلك ارتدِ طبقات الثياب المناسبة، وحسِّن مهاراتك في التنقل، واشرب الكثير من الماء، واستفد إلى أقصى حد من الأجواء الشتوية الباردة.

المحتوى محمي