دليلك لاختيار الطريقة الأنسب لك من العدسات اللاصقة أو النظارات أو الليزك

5 دقيقة
العدسات اللاصقة أو النظارات أو الليزك
حقوق الصورة: shutterstock.com/TimeStopper69

ملخص: لكل شخص حلول مفضلة ومناسبة، وهذا ينطبق على استخدام النظارات أو العدسات اللاصقة أو اللجوء إلى جراحة العين بتقنية الليزك (تصحيح النظر بالليزك)، ولكي يستطيع الشخص الاختيار عليه أن يعرف الإيجابيات والسلبيات لكل اختيار، فالنظارات يمكن أن تُعدّ إكسسواراً جمالياً وهي الحل الأقل تكلفة لكنها تجعل من الصعب ممارسة الرياضة ويمكن أن يتكثف عليها بخار الماء، بينما تُعدّ تكلفة العدسات اللاصقة متوسطة، وتحل عدة مشكلات موجودة في النظارات، لكن إهمالها يمكن أن يسبب التهابات في العين، أمّا بالنسبة لجراحة العين بتقنية الليزك فهي مكلفة لكنها توفّر حلاً طويل الأمد لمشكلات ضعف البصر المختلفة، ولا يمكن أن يخضع لها الأطفال تحت سن 18، إذ لا يكون النظر مستقراً لديهم بعد. يبقى الخيار الأفضل هو الذي تتخذه بحكمة وفقاً لحاجتك بالتشاور مع الطبيب المختص.

يُقدَّر عدد الأشخاص الذين يرتدون النظارات حول العالم بنحو 4 مليارات شخص، أي ما يقارب نصف عدد سكان العالم، ولكن هناك من لا يفضَلون ارتداء النظارات ويريدون التخلص منها في أقرب وقت ممكن، وتتوفر عدة بدائل؛ منها العدسات اللاصقة وتصحيح البصر بالليزك وهي تُغني عن ارتداء النظارة. إليك إيجابيات وسلبيات كلٍ من هذه الخيارات لكي تستطيع اتخاذ قرار مستنير حول ما تريد اعتماده منها إن كنت تعاني ضعف النظر.

اقرأ أيضاً: هل صحيح أن ارتداء النظارات يُضعف النظر؟

كيف تعمل النظارات الطبية؟

تُعدّ النظارات الطبية من الإكسسوارات التي يمكن ارتداؤها لمساعدة الشخص على تصحيح الرؤية، ووظيفتها الأساسية هي ضبط زاوية دخول الضوء وتجمعه قبل أن يدخل العينين، ما يعوّض الضعف البصري للعينين. تساعد النظارة على الرؤية بشكلٍ أوضح على مسافات مختلفة، ويمكن تخصيص وصفة عدسات النظارة الطبية وفقاً للحاجة البصرية الدقيقة.

إيجابيات النظارات الطبية

لاستخدام النظارات الطبية الإيجابيات التالية:

  • الخيار الأكثر سهولة لتطبيقه: تُعدّ النظارات الخيار الأكثر سرعة في التنفيذ، ويسهل الحصول عليه مقارنة بالعدسات اللاصقة وعملية تصحيح البصر بالليزك.
  • الكلفة الاقتصادية الأخفض: تُعدّ النظارات الطبية الخيار الأوفر مقارنة بالعدسات اللاصقة وعملية تصحيح البصر بالليزك، لكن على المدى الطويل عند تغيير النظارات قد تصبح مكلفة.
  • توفير مظهر أنيق: يمكن للنظارات أن تعطي مظهراً جمالياً بالإضافة لدورها العلاجي.
  • ميزات إضافية: هناك أنواع من النظارات تحتوي على فلاتر للأشعة فوق البنفسجية أو التعتيم التلقائي للعدسة إلى اللون الأسود عند تعرضها لأشعة الشمس فتتحول إلى نظارات شمسية، وغيرها من الميزات.
  • آمنة صحياً: لا يحتاج الأشخاص الذين يرتدون النظارات إلى القلق بشأن الإصابة بعدوى العين أو جفاف العين مثل الأشخاص الذين يرتدون العدسات اللاصقة.
  • حماية العين من الهواء والغبار: تشكّل النظارات الطبية طبقة حماية تقي العين من العوامل المهيجة لها.

اقرأ أيضاً: هل نظارات حجب اللون الأزرق تحمينا من إجهاد العين فعلاً؟

سلبيات النظارات الطبية

تشمل أبرز عيوب النظارات الطبية ما يلي:

  • ضبابية العدسات: تصبح النظارات ضبابية في أثناء شرب مشروب ساخن في الطقس البارد.
  • تفاوت كفاءة تصحيح الرؤية: تمتلك النظارات نقطة مركزية تسمح بتصحيح الرؤية بأفضل دقة، لكن قد لا تكون الرؤية بالجودة نفسها بالمناطق التي تحيط بمركز العدسة.
  • سهولة كسرها ونسيانها: يمكن نسيان ارتداء النظارة أحياناً أو أن تكون عرضة للكسر.
  • الحاجة إلى تنظيفها باستمرار: يمكن أن تتلطخ عدسات النظارة بسهولة ما يستدعي تنظيفها باستمرار للرؤية بشكل جيد.
  • التنمر بسبب ارتداء النظارة: يعاني الكثير من الأطفال الذين يرتدون النظارات التنمر من قِبل أقرانهم بسببها.
  • إعاقة ممارسة الأنشطة البدنية: ومنها الرياضات الحركية مثل كرة السلة والقدم، إذ يمكن أن تسقط النظارة أو تصطدم بها الكرة وتكسرها.

ما هي العدسات اللاصقة؟

هي عبارة عن عدسات رفيعة مستديرة توضع على سطح العينين لمساعدة الشخص على الرؤية بوضوح أكبر، وتعمل العدسات مثل النظارات على تصحيح الأخطاء الانكسارية، وهي عبارة عن تغييرات في شكل العين تمنع الضوء من الوصول بشكل صحيح إلى شبكية العين، ما يؤدي الأخطاء الانكسارية إلى عدم وضوح الرؤية.

اقرأ أيضاً: ما أنواع عدسات النظارات الطبية؟ وكيف تختار المناسب منها؟

إيجابيات استخدام العدسات اللاصقة

للعدسات اللاصقة الإيجابيات التالية:

  • عدم الحاجة إلى الجراحة: توفّر العدسات اللاصقة حلاً غير جراحي لتصحيح الرؤية، ما يجعلها خياراً مناسباً للأفراد الذين قد لا يكونون مؤهلين لعملية تصحيح البصر بالليزك.
  • المرونة: تتوفر العدسات اللاصقة بأنواع مختلفة ومدة صلاحية مختلفة، فهناك العدسات اليومية والشهرية، والعدسات المتخصصة لحالات العين المختلفة، ويمكن لبعضها أن يكون ملوناً.
  • قابلة للتعديل: يمكن لطبيب العيون تعديل وصفة عدساتك اللاصقة بسهولة مع تغيّر وضع بصرك.
  • مخاطرها قليلة نسبياً: مضاعفات استخدام العدسات اللاصقة ومخاطرها منخفضة نسبياً عند الالتزام بتنظيف العدسات واستخدامها بشكلٍ صحيح.

سلبيات استخدام العدسات اللاصقة

تشمل أبرز سلبيات العدسات اللاصقة ما يلي:

  • النفقات المستمرة: يمكن أن تتراكم كلفة العدسات اللاصقة ومحاليل التنظيف الخاصة بها وفحوصات العين الدورية بمرور الوقت لتشكّل مبلغاً كبيراً.
  • الحاجة المستمرة إلى الصيانة والنظافة: يُعدّ تنظيف العدسات اللاصقة وصيانتها بشكلٍ صحيح ضرورياً لتجنب التهابات العين وعدم الراحة، وهذه الصيانة تستغرق وقتاً طويلاً أحياناً.
  • الإصابة بالالتهابات: يمكن أن تكون التهابات العين المرتبطة بالعدسات اللاصقة شديدة، ولكن نادراً ما تؤدي إلى فقدان البصر بشكلٍ دائم.
  • تدفق الأوكسجين المحدود للعين: قد تؤدي بعض العدسات اللاصقة إلى تقييد تدفق الأوكسجين إلى القرنية، ما قد يؤدي إلى جفاف العين وحدوث نمو غير طبيعي للأوعية الدموية والشعور بالانزعاج.

اقرأ أيضاً: لأغراض طبية وتجميلية: كيف تستخدم العدسات اللاصقة بأمان؟

كيف تتم عملية الليزك؟

تستخدم عملية الليزك نوعاً من الليزر يُسمّى إكسيمر، وهو ليزر يعمل بالأشعة فوق البنفسجية لإزالة طبقة رقيقة من أنسجة القرنية وهي الطبقة الشفافة الموجودة في مقدمة العين، وتؤدي هذه العملية إلى تغيير شكل القرنية بحيث تتركز أشعة الضوء بوضوح على الشبكية.

إيجابيات عملية تصحيح البصر بالليزك

توفّر عملية تصحيح البصر بالليزك للعيون الإيجابيات التالية:

  • تصحيح الرؤية بشكلٍ دائم: حيث يستعيد العديد من المرضى الرؤية بعد العملية دون الحاجة إلى النظارات أو العدسات اللاصقة لسنوات عديدة.
  • الراحة وتوفير الوقت: تلغي عملية الليزك الحاجة إلى وضع العدسات اللاصقة وإزالتها بشكلٍ يومي، ما يقلل من خطر إساءة وضعها أو إتلافها.
  • توفير التكاليف بمرور الوقت: تمتلك عملية الليزك تكلفة أولية عالية، لكنها تعد موفرة على المدى الطويل مقارنة بالنفقات المستمرة للعدسات اللاصقة والنظارات، والتي تشمل استبدال العدسات ومحاليل التنظيف، وتبديل النظارات بعد كل مدة.
  • تحسين وضوح الرؤية: توفّر عملية تصحيح البصر بالليزك رؤية أفضل من العدسات اللاصقة والنظارات، إذ تساعد على تصحيح البصر بالاتجاهات كافة.

سلبيات عملية تصحيح البصر بالليزك

لعملية تصحيح البصر بالليزك السلبيات التالية:

  • المخاطر المرتبطة بالجراحة: عملية تصحيح البصر بالليزك هي جراحة تحمل مخاطر معينة مثل الجراحات كلها، ومن آثارها المحتملة جفاف العين ورؤية الهالات ومشكلات الرؤية الليلية.
  • ليست متاحة للجميع: لا يُعدّ كل شخص مؤهلاً لإجراء عملية تصحيح البصر بالليزك، حيث تتأثر بعوامل مثل العمر وصحة العين واستقرار الرؤية.
  • التكلفة الأولية المرتفعة: قد تكون عملية تصحيح البصر بالليزك مكلفة، ولا يغطي التأمين عادةً هذه العملية.
  • طول فترة التعافي: يكون التعافي من عملية تصحيح البصر بالليزك والحصول على النتائج سريعاً بعد 24 ساعة، وهذا ما يؤكده الدكتور بدر بن جليغم، استشاري طب وجراحة العيون والأستاذ المساعد بكلية الطب في جامعة أوتاوا بمنشور على منصة إكس. لكن التعافي التام يستغرق من 2 إلى 3 أشهر، وقد يعاني بعض المرضى انزعاجاً مؤقتاً أو اضطرابات بصرية في أثناء عملية التعافي.

ما هو الخيار المناسب لك إن كنت تعاني مشكلات النظر؟

يمكنك الاختيار بين النظارات الطبية والعدسات اللاصقة وإجراء عملية تصحيح البصر بالليزك وفقاً لما يلي:

  • إذا كانت ميزانيتك قليلة أو لديك عينان حساستان وقابلتان للالتهاب وتعاني تهيج العينين، وترتدي العدسات اللاصقة وليس لديك الوقت لتنظيف العدسات وصيانتها يومياً، فالنظارات الطبية تُعدّ الخيار الأنسب لك. يمكن أن تكلف سنوياً 100-200 دولار أميركي.
  • إن كنت رياضياً وتحب الحركة ولا تحب ارتداء النظارات لكي تستطيع النظر براحة في الاتجاهات جميعها ولديك ميزانية متوسطة وتمتلك القدرة والصبر على الاستمرار في تنظيف العدسات والعناية بها، فالعدسات اللاصقة هي خيارك الأنسب. يمكن أن تكلف سنوياً 500 دولار أميركي.
  • إن كانت ميزانيتك جيدة وسئمت من ارتداء النظارات والعدسات اللاصقة وتريد حلاً دائماً، ووجد الطبيب أنك مؤهل للخضوع لعملية تصحيح البصر بالليزك، يمكنك إجراء هذه العملية وهي عبارة عن تصحيح لشكل القرنية بواسطة الليزر وتستغرق العملية نحو 30 دقيقة في العيادة. قد تكلف 1000-5000 دولار أميركي ومن الممكن أن تدوم مدى الحياة.

اقرأ أيضاً: كيف تتجنب إجهاد العين حتى مع التحديق في الشاشات طوال اليوم؟

بالإضافة لما سبق، هناك جراحة زراعة عدسة داخل العين، حيث تُدخَل عدسات مصنوعة من السيليكون أو البلاستيك بشكلٍ دائم في العين، وبالتالي لا يحتاج المريض إلى الاعتماد على النظارات أو العدسات اللاصقة.