أيهما أفضل الاستحمام في الصباح أم المساء؟ ولماذا؟

3 دقيقة
أيهما أفضل الاستحمام في الصباح أم المساء؟ ولماذا؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ martin gallagher
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

هناك اختلاف كبير في تفضيل الأشخاص موعد الاستحمام المناسب لهم، فهناك مَن يستحم في المساء قبل النوم ومَن يستحم في الصباح بعد الاستيقاظ، فما الوقت الأنسب للاستحمام وفقاً للعلم؟  

اقرأ أيضاً: كم عدد مرات الاستحمام التي تحتاج إليها لتحافظ على نظافتك؟

الاستحمام في المساء

يمكن للاستحمام في المساء أن يمتلك عدة إيجابيات وسلبيات، فمن جهة يمكن أن يساعد الاستحمام الساخن على الاسترخاء في المساء، إذ تحفّز إيقاعات الساعة البيولوجية الطبيعية في الليل انخفاض درجة حرارة الجسم الأساسية، ما يخبر أدمغتنا بشكلٍ أساسي أن الوقت قد حان للاسترخاء والنوم، بينما ترتفع درجة حرارة الجسم قبل وقت الاستيقاظ مباشرة، لذا فالحمام بالماء الفاتر في الليل يمكن أن يرسل إشارة إلى الدماغ بأن موعد النوم قريب.

لكن من جهة أخرى، تُعدّ هذه الممارسة غير ضرورية لأن إيقاعات الساعة البيولوجية ستعمل على خفض الحرارة من تلقاء نفسها دون تحفيز خارجي، ولكن يمكن للحمام قبل 30 دقيقة تقريباً أو أقل من بدء النوم أن يدعم دور الساعة البيولوجية في تحفيز النوم، ومن المهم عدم الإطالة في الحمام مساءً، والالتزام بفترة بين 5 إلى 15 دقيقة لضمان استرخاء الجسم وعدم تنشيطه بسبب الحرارة الزائدة إن كان الماء الذي تستخدمه ساخناً.

أمّا من حيث حرارة الماء المستخدمة في الاستحمام، فيُعدّ الاستحمام بالماء البارد قبل النوم غير محبذ، لأن التعرض لدرجات حرارة منخفضة خارجية بشكلٍ شديد يؤدي إلى زيادة درجة حرارة الجسم الأساسية (الداخلية) عن طريق تقليل تدفق الدم إلى الجلد وتعزيز الارتعاش، ما يزيد من درجة حرارة الجسم الأساسية التي يجب أن تنخفض في سبيل الدخول في طور النوم.

كما قد يؤدي الاستحمام ليلاً إلى النوم بشعر رطب، والشعر الرطب أضعف وأكثر عرضة للتآكل مقارنة بالشعر الذي يجف، وقد يجعل فروة الرأس عرضة لنمو الفطريات، ومن الممكن أن يؤدي احتكاك الشعر بالوسادة في أثناء النوم إلى زيادة تكسر الشعر ويؤدي في النهاية إلى المزيد من الضرر. وعلى الرغم من أن هذا التأثير ليس كبيراً أو ملحوظاً، لكنه يمكن أن يتراكم مع التكرار بمرور الوقت، وخاصة بالنسبة للشعر الطويل، لذا فالنوم بشعر جاف يعتبر أفضل لصحة الشعر، وعلى الراغبين في الاستحمام ليلاً أن يجففوا شعرهم جيداً قبل النوم وعدم ترك الشعر ليجف بالهواء. 

ومن حيث النظافة، فالاستحمام ليلاً يساعد على إزالة الأوساخ والزيوت المتراكمة على الجسم في النهار، ما يقلل احتمال نمو الجراثيم والفطريات على سطح البشرة.

اقرأ أيضاً: ما فوائد حمامات الساونا؟

الاستحمام في الصباح  

يمكن للاستحمام في الصباح أن يساعد على تنشيط الجسم والتخلص من النعاس، إذ يؤدي الاستحمام بالماء البارد صباحاً إلى زيادة مستويات الكورتيزول، وهو هرمون يفرزه الجسم عند التوتر، حيث يحفّز الجهاز العصبي الودي المسؤول عن استجابة الجسم للمواجهة أو الهروب عند التعرض لموقف خطر، ويمكن لهذه الاستجابة أن تزيد من معدل ضربات القلب ما يساعد على تحسين اليقظة والتركيز، ويحفّز الحمام البارد أيضاً إطلاق الأدرينالين، وهو هرمون يسرّع ضربات القلب ويرفع ضغط الدم ويزيد معدلات التنفس لتحسين اليقظة الذهنية والتركيز.

ويؤدي الحمام الصباحي الساخن إلى خفض مستويات التوتر عن طريق استرخاء العضلات وتخفيف الاحتقان وزيادة تدفق الدم وانخفاض مستويات الألم والالتهاب.

لكن من جهة النظافة، فالاستحمام في الصباح قد يعرض الجسم للاتساخ طول النهار، وقد لا يسمح لك وقتك في الصباح من القيام بالترطيب المناسب بعد الاستحمام لبشرتك والعناية بشعرك، ما قد يسبب لك مشكلات مختلفة في جفاف البشرة وضعف الشعر.

الاستحمام بعد ممارسة الرياضة 

 الاستحمام بعد ممارسة الرياضة مهم للتخلص من العرق ومنع نمو البكتيريا والفطريات والحفاظ على صحة الجسم، ويجب الاستحمام مباشرة بعد ممارسة الرياضة حتى لوقت قصير، وذلك بغض النظر عن موعد الاستحمام سواء في الليل أو الصباح أو الظهيرة.

اقرأ أيضاً: 10 نصائح لنوم هانئ في الطقس الحار

مقارنة بين الاستحمام بالماء البارد والساخن 

تعتبر درجة حرارة الماء المستخدمة في الاستحمام مهمة، لذا من المهم معرفة مزايا ومساوئ كل درجة حرارة واختيار الأنسب منها.

الاستحمام بالماء البارد 

يشمل الاستحمام بالماء البارد استخدام المياه بدرجة حرارة 15 مئوية عدة دقائق في الاستحمام، وتشمل فوائد الاستحمام بالماء البارد ما يلي:

  • تهدئة حكة الجلد إن وُجِدت.
  • تحفيز الشعور باليقظة.
  • تنشيط الدورة الدموية الداخلية للجسم.
  • تقليل آلام العضلات بعد التمرين.
  • احتمال تعزيز فقدان الوزن، وذلك من خلال تنشيط الأنسجة الدهنية البنية الموجودة بشكلٍ أساسي حول الرقبة والكتف والتي تولّد الحرارة في الجسم عن طريق حرق الدهون.
  • تقوية بصيلات الشعر.

لكن الاستحمام بالماء البارد ضارٌ عندما تشعر بالبرد قبل الحمام أو حين يكون الجو بارداً، وكذلك في حالة المرض لأن البرودة تؤثّر سلباً في الجهاز المناعي وقد تزيد حالة المريض سوءاً.

اقرأ أيضاً: 17 طريقة لمنع صدور رائحة العرق الكريهة في الصيف

الاستحمام بالماء الساخن 

تشمل فوائد الاستحمام بالماء الساخن ما يلي:

  • استرخاء العضلات.
  • الراحة من أعراض البرد.
  • تخفيف أعراض أمراض الجهاز التنفسي بسبب استنشاق البخار.
  • فتح انسداد الأنف. 
  • تخفيف البلغم.
  • فتح مسام الجلد، ما يسمح بتنظيف الأوساخ والزيوت العالقة.

ولكن يمكن للاستحمام بالماء الساخن أن يجفف البشرة ويهيجها، إذ يسبب الماء الساخن ضرراً لخلايا الكيراتين الموجودة في البشرة، وينتج عن تعطيل هذه الخلايا ظهور بشرة جافة تمنع الخلايا من الاحتفاظ بالرطوبة، بالإضافة لذلك يمكن للماء الساخن أن يزيد تفاقم الحالات الجلدية مثل الأكزيما، وقد يزيد من الحكة عن طريق تحفيز خلايا مناعية تُدعى الخلايا البدينة على إفراز مادة الهيستامين التي تسبب الحكة، ومن المحتمل أيضاً أن يزيد من ضغط الدم، لذا لا يُنصح به للمصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية.

اقرأ أيضاً: أيهما أفضل للصحة الاستحمام بالماء البارد أمْ الساخن؟

يمكن القول إن موعد الاستحمام يعد اختيارياً ولا يهم كتحديد درجة الحرارة التي تستحم بها، وعلى الرغم من الفوائد التي يقدّمها الاستحمام بالماء البارد والساخن، يبقى الاستحمام بالماء الفاتر بدرجة حرارة 36-40 مناسباً للجميع.