إذا كنت تقضي وقتاً طويلاً في الطبيعة، سيتعين عليك إعادة ملء زجاجة المياه الخاصة بك في مرحلة ما، لكن مجرد أخذ المياه من الجداول أو الأنهار أو البحيرات فقد يشكّل ذلك مخاطرة كبيرة، حيث يمكن للمياه الملوثة نقل العدوى والتسبب بأمراض خطيرة، مثل الكوليرا أو التيفوس. في الواقع، حتى أنقى مجرى جبلي يمكن أن يشكّل خطر الإصابة بالمرض. فإذا كنت تبحث عن سلامتك ومتعتك في آنٍ واحد، يمكنك تجربة إحدى الطرق الطبيعية التالية لتنقية مياه الشرب.
1. غلي الماء
الطريقة الطبيعية الأكثر شيوعاً لتعقيم الماء هي الغلي. يمكن لغلي الماء أن يقضي على الميكروبات الممرضة الموجودة فيه، بما في ذلك الفيروسات والبكتيريا والطفيليات. القاعدة الأساسية لتعقيم الماء بالغلي هي غليه حتى درجة حرارة 100 درجة مئوية 20 دقيقة. ومع ذلك، تتأثر نقطة الغليان بالارتفاع، حيث تنخفض نقطة الغليان مع ازدياد الارتفاع، بسبب انخفاض الضغط الجوي، لذا ينبغي غلي الماء أطول وقت، كما التالي:
- الغلي أكثر من 30 دقيقة عند درجة حرارة 75 درجة مئوية.
- الغلي 20 دقيقة عند درجة حرارة 100 درجة مئوية.
- الغلي ما بين 15-20 دقيقة عند درجة حرارة 121 درجة مئوية.
اترك الماء ليبرد بعد غليه، ثم خزنه في حاويات نظيفة ومعقمة بأغطية محكمة.
ولكن انتبه، إذا كان الماء عكراً، فلا بُدَّ من ترشيحه قبل الغلي بقطعة قماش نظيفة أو منشفة ورقية أو تركه ليستقر.
اقرأ أيضاً: كيف تحافظ على نظافة قارورة الماء الخاصة بك؟
2. التطهير الكيميائي
يمكن تعقيم المياه لتصبح آمنة للشرب باستخدام مواد كيميائية (مطهرات)، على الرغم من أن معظم المطهرات ليست فعّالة كالغليان من حيث القدرة على قتل البكتيريا والطفيليات المقاومة، مثل جيارديا (Giardia) والكريبتوسبوريديوم (Cryptosporidium)، كما أنها لا تخلّص الماء من المواد المشعة أو الكيميائية الضارة.
من المواد المطهرة الممكن استخدامها:
أقراص ثاني أوكسيد الكلور
يمكنها قتل الكريبتوسبوريديوم، لأنها مؤكسدة فعّالة ومبيد حيوي ومطهر.
- أضف 30 قرصاً لكل لتر من الماء، أو وفقاً لتعليمات الشركة المُصنّعة.
- اترك الأقراص نحو 5 دقائق تقريباً لتذوب في الماء.
- غطِ وعاء الماء في أثناء ذوبان الأقراص.
عموماً، تسمح وكالة حماية البيئة الأميركية (EPA) بما لا يزيد على 0.8 جزء في المليون من ثاني أوكسيد الكلور في مياه الشرب.
اقرأ أيضاً: 5 نصائح للمحافظة على الماء بارداً ومنعشاً في الصيف
مبيض الكلور المنزلي غير المعطر
يأتي بتراكيز مختلفة وفقاً لكل بلد. ولاستخدامه، تأكد من البيانات المسجلة على العبوة للتحقق من نسبة العنصر النشط "هيبوكلوريت الصوديوم"، ثم اتبع الخطوات التالية:
- أضف المبيض باستخدام قطارة:
- قطرتان من المبيض لكل لتر من الماء، إذا كان تركيزه ما بين 5-9% من هيبوكلوريت الصوديوم.
- 10 قطرات من المبيض إذا كان تركيزه 1% من هيبوكلوريت الصوديوم.
- حرك الخليط جيداً.
- اتركه 30 دقيقة على الأقل قبل أن تشربه.
- خزن المياه المطهرة في حاويات نظيفة ومعقمة، ومزودة بأغطية محكمة الإغلاق.
- ضاعف كمية المبيض إذا كان الماء عكراً أو ملوناً أو بارداً جداً.
اليود المنزلي
يمكن استخدام اليود المنزلي (صبغة اليود) بنسبة 2% لتعقيم المياه بإضافة 5 قطرات لكل لتر من الماء. أمّا إذا كان الماء عكراً، ضاعف الكمية إلى 10 قطرات، ثم حرك المزيج جيداً، واتركه 30 دقيقة على الأقل قبل الاستخدام.
3. ضوء الشمس
ضوء الشمس هو البديل الطبيعي للتعقيم باستخدام أجهزة الأشعة الفوق البنفسجية، وهي طريقة تُعرف بالتطهير الشمسي. حيث يمكن للأشعة الفوق البنفسجية المنبعثة من الشمس أن تقتل البكتيريا والطفيليات والفيروسات الضارة الموجودة في الماء، مع توفر ما يكفي من التعرض لأشعة الشمس والوقت المناسب. ومع ذلك، ينبغي توفر عدة شروط:
- أن يكون مصدر المياه نظيفاً ومعروفاً، مثل بحيرة أو جدول، ويُفضل المياه الجارية.
- تجنب المياه الراكدة أو ذات الرائحة والمظهر الزيتي.
- تجنب المياه القريبة من المجاري أو المراحيض أو مجاري الصرف الصحي.
- ألّا تكون المياه ملوثة كيميائياً، لأنه لا يمكن لأشعة الشمس إزالتها.
- التخلّص من الملوثات المرئية بترشيح المياه أو ترقيدها حتى تصبح صافية، لأن أي ملوثات قد تحجب أشعة الشمس وتعوقها عن قتل الميكروبات.
- استخدام العبوات الزجاجية الشفافة والخالية من أي خدش أو علامات تآكل، وبحيث لا يزيد حجمها على لترين.
لاستخدام التنقية بأشعة الشمس اتبع ما يلي:
- املأ ثلثي الزجاجة بالماء ثم رجها 20-30 ثانية. يسمح ذلك بالتشبع بالأوكسجين، ما يزيد من فاعلية الطريقة في قتل الميكروبات.
- أكمل ملء الزجاجات حتى الحافة تماماً، ثم ضعها في الشمس بعيداً عن أي عوائق مادية قد تحجب الأشعة. من المفيد وضع الزجاجات فوق سطح عاكس لزيادة التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
- حافظ على الزجاجة في الشمس مدة لا تقل عن 6 ساعات، أمّا إذا كانت السماء غائمة بنسبة 50%، فقد تستغرق عملية التنقية يومين.
لا تتأثر عملية التنقية بدرجة حرارة الهواء المحيط، بل بقوة ضوء الشمس.
4. التنقية باستخدام النباتات
يمكن لبعض النباتات تصفية المياه وتنقيتها عبر امتصاص المواد الضارة وإطلاق الأوكسجين، إذ تتمتع عدة نباتات بالقدرة على امتصاص السموم والمعادن الثقيلة والبكتيريا والمواد الكيميائية من الماء دون الحاجة إلى أنظمة ترشيح اصطناعية. ومن الأمثلة عن التنقية بالنباتات الطبيعية:
- التنقية بقشور الفاكهة: استخدم الباحث في جامعة سنغافورة الوطنية راماكريشنا مالامباتي، تقنية جديدة لتنقية المياه بقشور الفاكهة. نقع الباحث قشور التفاح والطماطم في الكحول المحمر وجففها، ثم صنع منه مرشح مياه بسيطاً، الذي عند وضعه في المياه الجوفية عدة ساعات امتص العديد من المواد السامة، مثل المبيدات والمعادن الثقيلة. وبمجرد إزالة القشور، يصبح الماء آمناً للشرب.
- قشور جوز الهند: يمكن لألياف قشور جوز الهند إزالة المواد الصلبة العالقة في الماء من أوساخ ومعادن وغيرها. ثم تمرر المياه عبر قشور الأرز المحترقة لإزالة أي بقايا أخرى. تكرر هذه العملية عدة مرات لزيادة نقاء الماء، وحتى يصبح خالياً من الروائح والملوثات.
- شاي الكزبرة: يمكن طحن نبات الكزبرة وتغليفه كما أكياس الشاي، ثم تمرير الماء خلالها. حيث تتمتع الكزبرة بفاعلية مماثلة لمرشح الفحم في إزالة المعادن الثقيلة.
اقرأ أيضاً: أشجار الصفصاف قد تساعدنا في معالجة مياه الصرف الصحي
الجدير بالذكر، أن الطرق السابقة قد لا تكون كافية، وغالباً ما قد تحتاج إلى استخدام عدة طرق طبيعية لتنقية المياه للحصول على ماء آمن للشرب.