كيف تحافظ على نظافة قارورة الماء الخاصة بك؟

كيف تحافظ على نظافة قارورة الماء الخاصة بك؟
لا يهم مدى تعرّض المياه التي تشربها للترشيح إذا كانت قنينة المياه تحتوي على كمية من الجراثيم أكبر من تلك الموجودة على سلة القمامة. شركة بلو ووتر السويدية/أنسبلاش
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

استُخدمت قنينات الماء القابلة لإعادة الاستخدام أولاً على أنها بدائل فعالة للتقليل من النفايات البلاستيكية، وأصبحت الآن من إكسسوارات الأزياء التي لها الكثير من الأتباع بفضل مواقع التواصل الاجتماعي. ولكن بغض النظر عن كمية المال التي أنفَقتها على هذه الإكسسوارات، فلدينا أخبار سيئة لك؛ إذ إن هذه القنينات مليئة بالجراثيم على الأرجح.

قد يبدو هذا غير منطقي لأن معظمنا يملأ القنينات بمياه الشرب فقط؛ لكن بيّنت دراسة نُشرت عام 2017 في مجلة “حوليّات الهندسة المدنية والبيئية” (Annals of Civil and Environmental Engineering) أن كل قنينة من قنينات المياه القابلة لإعادة الاستخدام المخصصة للبالغين يمكن أن تحتوي على نحو 75 ألف جسم بكتيري. تتجاوز هذه الكمية كمية البكتيريا الموجودة على كرسي الحمام بكثير.

لذلك؛ يجب أن تعرف كم مرة عليك أن تنظّف قنينة المياه وكيفية تعقيمها على النحو الصحيح قبل أن تستخدمها.

اقرأ أيضاً: نصائح لتوفير المياه في المنزل واستخدامها بشكل مسؤول في المنطقة العربية

قنينات المياه والبكتيريا

يمكن أن تظهر أنواع مختلفة من البكتيريا والعفن والفطريات في قنينة المياه، والإنسان مصدر للعديد منها. يقول عالم الأحياء الدقيقة وأستاذ علم الفيروسات في جامعة أريزونا، تشارلز غيربا، إن البكتيريا يمكن أن تنتقل من الفم إلى القنينة في كل مرة يلمسها فيها الفم. تشمل أنواع البكتيريا هذه المكورات العنقودية الذهبية التي يمكن أن تتسبب بأمراض تتراوح من الالتهابات الجلدية إلى التهاب الرئة. ينطبق الأمر نفسه على فيروسات مثل الإنفلونزا وداء كثرة الوحيدات والهربس من النوع الأول؛ التي يمكن أن ينتقل بعضها إلى قنينة المياه حتى لو لم تظهر عليك أعراض الإصابة بها.

يقول غيربا إن الجراثيم التي تنقلها عند الشرب غير ضارة عموماً؛ ولكن إذا كانت يدك متسخة، يمكن أن تتلوث القنينة بالبكتيريا مثل الإشريكية القولونية التي يمكن أن تتسبب بالمشكلات الهضمية إذا تناولت كمية كبيرة منها.

تجنّباً لانتقال هذه الجراثيم، يجب عليك ألا تتشارك في استخدام قنينات المياه مع شخص آخر. يوضح غيربا إن جهاز المناعة البشري متكيّف مع الكائنات الدقيقة التي تعيش في الفم والحلق؛ ولكن قد يحفّزه دخول أي نوع من الكائنات الغازية ما يتسبب برد فعل مرضي. سيقيك الالتزام باستخدام قنينتك الخاصة وعدم مشاركتها مع الآخرين من الإصابة بالأمراض التي تنتقل باللعاب أو نقلها؛ ما يحافظ على سلامتك وصحتك أنت ومن حولك.

لا تنسَ خطر العفن

البكتيريا ليست مصدر الخطر الوحيد؛ إذ يمكن أن تنمو أنواع مختلفة من العفن في قنينات المياه أيضاً. وفقاً لمفتّشة العفن المعتمدة ومالكة شركة مولد هيلب فور يو (Mold Help for You)، جينيفر نتريو؛ النوع الأكثر شيوعاً من العفن هو العفن الأسود (ستاكي بوتريس كارتاروم).

تقول نتريو: “يعود ذلك إلى أن العفن الأسود يفضّل البيئات الرطبة والمظلمة”. يفضل هذا النوع البيئات الدافئة أيضاً؛ لذلك تصبح الظروف ملائمة للغاية بالنسبة إليه عندما توضع القنينات في السيارات الساخنة أو غرف تبديل الملابس.

تقول نتريو إن العفن يحتاج أيضاً إلى الغذاء لينمو، وتمثّل البكتيريا الفموية التي تنتقل إلى قنينات المياه غذاءً مثالياً بالنسبة إليه. ما يزيد الطين بلة (ويساعد العفن) هو أن هذه الكائنات الدقيقة تحب السكريات؛ لذلك فإن تعبئة القنينة بالمشروبات الحلوة تزيد احتمال نموها.

أخيراً، تؤدي المواد التي تُصنع منها قنينات المياه دوراً في نمو العفن أيضاً ولكنها ليست عاملاً مهماً كما قد تعتقد. توضح نتريو قائلةً إن نمو العفن يكون أسرع قليلاً في البلاستيك مقارنة بالمواد الأخرى؛ ولكن “العفن يتشكّل في 90% من الحالات بسبب عدم الحفاظ على نظافة القنينة ما يعني أن احتمال نموه على القنينات الزجاجية أو المعدنية هو نفسه تقريباً”.

غني عن القول إن تناول حتى كمية صغيرة من العفن الأسود سيكون مزعجاً؛ إذ إن الأطعمة والمشروبات المتعفنة لها مذاق سيئ. قد يؤدي تناول العفن أيضاً إلى التسمم، ويعتمد ذلك على درجة حساسيتك. تشمل أعراض التسمم آلام الجسم والصداع ونزيف الأنف وغيرها.

اقرأ أيضاً: أنقذ الكوكب: مبادرات وخطوات بسيطة للحفاظ على الماء أهم مواردنا الطبيعية

احرص على غسل القنينة جيداً وعلى نحو متكرر

ثمة حل بسيط يمكن أن يطبقه أي شخص يشعر بالقلق بشأن تلوث قنينة المياه، وهو غسل القنينة. يوصي غيربا بتنظيف القنينة كل يوم أو مرة واحدة في الأسبوع على الأقل. يجب عليك ألا تشطفها بالماء فقط؛ بل عليك غسلها جيداً.

يقول غيربا إنه إذا كان بالإمكان غسل القنينة في غسالة الصحون، يفترض أن تتسبب دورة التعقيم بقتل البكتيريا جميعها. ولكن عادة، يُفترض أن تنظّف دورة الغسل العالية القنينة تماماً. بخلاف ذلك، فإن شراء عدّة الفُرش المخصصة يمكن أن يسهّل عملية تنظيف القنينة لأنه يمكن استخدام هذه الفُرش للوصول إلى النقاط التي يصعب الوصول إليها عادة. لا تنسَ استخدام فرشاة تنظيف الأنابيب (توجد عادةً في هذه العُدد) لتنظيف الشفّاطة أو قطعة الفم جيداً.

توصي نتريو بالتخلص من بعض الجراثيم أولاً من خلال ملء القنينة بالماء الساخن وملعقة كبيرة من الخل الأبيض وترك المزيج لفترة من الزمن. بمجرد أن تتمكن من لمس القنينة من دون أن تحرق إصبعك، أغلقها بحذر ورجّها جيداً. بعد ذلك، افتح القنينة واشطفها واستخدم الفُرش لغسلها بالماء والصابون.

إذا لم يكن لديك خل، يمكنك أيضاً استخدام المُبيض المُمدّد بالماء لقتل أي جراثيم قد تكون كامنة. توصي مراكز السيطرة على الأمراض ومنع انتشارها الأميركية باستخدام محلول مكون من 5 ملاعق كبيرة من المُبيض لكل 4 لترات تقريباً من الماء، وإذا لم ترغب بتحضير كمية كبيرة، يمكنك خفض نسب الوصفة وتمديد 5 ملاعق صغيرة من المُبيض في لتر تقريباً من الماء. لتنظيف القنينة، رشها بالمحلول بالكامل أو اسكب المحلول في وعاء كبير واغمر القنينة فيه حتى تغطّي نقاطها كلها. انقع القنينة لبضع دقائق ثم اشطفها واغسلها بالماء والصابون.

اقرأ أيضاً: 5 نصائح للمحافظة على الماء بارداً ومنعشاً في الصيف

يمكنك تجفيف القنينة باستخدام المناديل الورقية أو منشفة الأطباق النظيفة عند الانتهاء من غسلها. إذا استخدمت التجفيف بالهواء، اترك القنينة لفترة من دون الغطاء لمنع تراكم الرطوبة؛ إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى نمو العفن.

ضع في اعتبارك أنه طالما أن قنينة ماء الدعم العاطفي الخاصة بك نظيفة، فلا داعي للقلق لأنها ستؤدي وظيفتها كما يجب.