نصائح صحية لحياة أفضل بعد سن الأربعين

نعيش في عصرٍ لم تعد تتباطأ فيه الحياة عندما نبلغ الأربعين، وبدلاً من ذلك يشعر عدد أكبر من البشر بأن الحياة قد بدأت بالفعل عند بلوغ هذه السن. ففي الوقت الذي تكون فيه فترة العشرينيات فترة العيش ذات المسار السريع وارتكاب أكبر عدد ممكن من الأخطاء، فإن الثلاثينيات هي مرحلة الاستقرار، أمّا سن الأربعين فهي السن التي تبدأ فيها حاجة أجسامنا إلى العناية بالازدياد. وإن كنت تتساءل عن الجوانب الصحية التي ينبغي عليك التركيز عليها للحفاظ على الجسم بحالة جيدة بعد الأربعين، فإليك أبرزها في هذا المقال.

أهم النصائح وأفضل عادات يمكنك اكتسابها بعد سن الأربعين لحياة أكثر صحية

على الرغم من صعوبة تصديق ذلك، فإن الشيخوخة حالة ذهنية أيضاً وليست جسدية بحتة، وعند الوصول للأربعين من الضروري أن نعي أن جوهر الحياة لا يتضاءل مع التقدم بالعمر، والأمر ببساطة هو أنه مع تقدمنا في السن تحتاج أجسامنا إلى العناية الواعية النفسية والجسدية للحفاظ عليها في حالة جيدة.

ومن أهم النصائح التي يُقدّمها الخبراء الصحيون لكل أربعيني نذكر:

الحفاظ على رطوبة الجسم

تبدأ آليات حماية الجسم من التجفاف بالتراجع مع تقدم العمر، إذ لا يتحسس كبار السن إشارات العطش كاليافعين، ونتيجة لذلك يشيع ظهور الاضطرابات الناجمة عن التجفاف، مثل انخفاض ضغط الدم واضطرابات الكليتين والدوار، عند التقدم بالعمر ما يعوق أداءهم ويزيد من الشعور بالتعب.

ولتجنب ذلك، يُنصح باستهلاك كميات معتدلة من السوائل طوال اليوم، ولا يؤدي ذلك إلى تحسين الترطيب؛ فحسب بل يساعد أيضاً على زيادة مرونة الجلد، ما يساعد بدوره على تأخير ترهل الجلد ويمنع ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد المبكرة.

تحسين النظام الغذائي

في حين أنه من الضروري الحفاظ على نظام غذائي صحي في جميع الأعمار، إلّا أن الدراية بنوع الطعام الذي يدخل جسمك مع تقدمك في العمر هي الأهم، إذ تنخفض قدرة الجسم على محاربة السموم الموجودة في الأطعمة غير الصحية.

لهذا يُنصح باتباع نظام غذائي يحتوي على حصص متوازنة من البروتينات والدهون والكربوهيدرات، وغنية بالخضار والفاكهة، وتجنب استخدام الدهون الصلبة في الطهي واستخدم الزيوت الصحية بدلاً من ذلك، كما يُنصح بالابتعاد عن الأطعمة المُصنّعة والسكريات المكررة والدهون غير الصحية والأطعمة الغنية بالملح قدر الإمكان.

الحرص على النوم ساعات كافية

الحرمان من النوم هو دين يسدده كلٌّ من مظهرنا وصحتنا، وخاصة مع التقدم بالعمر، والأفراد الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم يظهرون علامات تقدم في السن أكثر من أولئك الذين يحصلون بانتظام على راحة ليلية مناسبة.

من جهةٍ أخرى، يُقلل الحرمان من النوم من قدرة الجسم على التعافي من الأمراض، كما يؤثّر في صحة الجلد ويقلل قدرته على التعافي ما يؤدي لتسريع ظهور علامات الشيخوخة، لذا ينبغي التأكد من الحصول على 8 ساعات من النوم على الأقل يومياً.

عدم إهمال ممارسة التمارين الرياضية

تبدأ أجسامنا في سن الأربعين بفقدان 1% من الكتلة العضلية سنوياً، ويزداد الفقدان العضلي بزيادة عدد ساعات الجلوس وإهمال الحركة. لهذا السبب تعتبر ممارسة التمارين الرياضية التي تتضمن حمل الأثقال جنباً إلى جنب مع تمارين القلب والأوعية الدموية مهمة للغاية وخاصة بعد الأربعين، إذ تقلل بشكلٍ كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان، كما تساعد في الحفاظ على القدرة على الحركة لفترة أطول وتقلل من خطر حدوث السقوط.

إدارة التوتر والقلق وممارسة التأمل

الآثار الإيجابية لاستبدال القلق والتوتر بالضحك لا تُعد ولا تحصى، وبقدر ما يبدو هذا الروتين بسيطاً فإن فوائده على جسم الإنسان أعظم مما يمكنك تخيله. فمن المعروف أن الضحك يبقيك شاباً وهو وسيلة رائعة للتخلص من التوتر كما يساعد أيضاً على منع الشيخوخة المبكرة.

من جهةٍ أخرى، الضحك هو شكل من أشكال تمارين القلب التي تعزز الدورة الدموية كما يُعزز صحة جهاز المناعة عن طريق زيادة الخلايا القاتلة الطبيعية التي تساعد على محاربة الإنتان وتقليل هرمون الإجهاد “الكورتيزول” وزيادة هرمون النمو الذي يكافح الشيخوخة ويحافظ على الشباب. أضف إلى ذلك، يؤثّر الإجهاد المزمن المرافق للقلق والتوتر بشكلٍ كبير في الصحة، لهذا ينبغي إعطاء الممارسات التي تدير القلق مثل التأمل وتمارين التنفس العميق واليوغا أولوية بالغة الأهمية.

تناول الفيتامينات المتعددة

الشيخوخة هي ببساطة تدهور مرتبط بالوقت نتيجة ازدياد الضرر الخلوي الناجم عن الجذور الحرة، الخبر السعيد أن المكملات الغذائية التي تحتوي على المركبات الطبيعية التي تُبطئ من حدوث الشيخوخة متوفرة، مثل مكملات الكولاجين والنيكوتيناميد والسيلينيوم والكركمين، وهي تساعد في الحفاظ على الصحة وتقلل من حدوث الأمراض التنكسية.

الحد من العادات غير الصحية

على الرغم من أن الجينات لها الدور الأساسي في الشيخوخة، فإن دور العوامل البيئية لا يمكن إنكاره ولا يقل أهمية عن الدور الوراثي، إذ يعتبر التدخين واستهلاك الكحول من أهم العادات التي تزيد من سرعة شيخوخة أعضاء الجسم، معيقةً الجسم عن الدفاع ضد العوامل الالتهابية والجذور الحرة. لهذا السبب ينبغي أن نعي أهمية التخلص من كلتا العادتين حفاظاً على صحة جيدة ومظهر شاب.

الحفاظ على التفاعل الاجتماعي

يُحفّز التفاعل الاجتماعي وممارسة الأنشطة إطلاق الهرمونات والنواقل العصبية التي تغمرنا بالسعادة، مثل الدوبامين والإندورفين والسيروتونين، وهذه النواقل لا تُريح جسمك فحسب وإنما تقلل أيضاً من معدل ضربات القلب وضغط الدم، فالأمر بالغ الأهمية لصحة جيدة مع التقدم في العمر، لذلك على كل أربعيني العثور على أنشطة ممتعة تُسعده؛ كهواية جديدة أو التعرف على أشخاص جدد، وتذكر أنك يجب ألّا تتوقف عن الاستمتاع فقط لأنك تتقدم في السن، والأصح أنك تكبر عندما تتوقف عن الاستمتاع مهما كان سنك.