من الصعب أن نفكر في أحد تتملكه الحماسة أكثر من وكالة ناسا (NASA) إزاء الكسوف الكلي المقبل في منطقة أميركا الشمالية. فقد قررت الوكالة أن تولي هذا الحدث الشمسي المقبل أكبر قدر ممكن من الاهتمام، بدءاً من المشاريع البحثية لعامة المواطنين (citizen research projects)، وصولاً إلى استضافة العديد من الأحداث واللقاءات. وترغب هذه الوكالة في أن تستمتع أنت أيضاً بهذا الحدث. منذ فترة وجيزة، طرحت ناسا سلسلة من الاقتراحات والنصائح حول كيفية تصوير الكسوف الشمسي المقبل في 8 أبريل/نيسان بأمان وفعالية. ثمة احتياطات ضرورية لا بد من اتخاذها؛ لكن قليلاً من التخطيط سيتيح لك التقاط بعض الصور الرائعة لرحلة القمر العابر أمام الشمس، إضافة إلى آثار هذا الحدث على كل شيء تحته.
اقرأ أيضاً: شرحٌ مفصّلٌ لأوضاع التصوير جميعها في كاميرا الهاتف الذكي
الحماية قبل كل شيء
المسألة الأهم هي الحماية التي تأتي أولاً وقبل كل شيء. فعلى غرار حمايتك لعينيك من خلال تفادي النظر إلى الكسوف مباشرة بالعين المجردة، تنصحك ناسا بوضع فلاتر خاصة أمام الكاميرا أو عدسة الهاتف الذكي لتفادي إصابة التجهيزات بالتلف. قد تكون أفضل وسيلة لتحقيق هذا استخدام نظارة كسوف إضافية ببساطة؛ لكن يمكنك أيضاً الاستعانة ببعض المنتجات المصممة للكاميرات على وجه التحديد. من المهم أن تتذكر أيضاً أن تزيل الفلتر عندما يصبح القمر أمام قرص الشمس بالكامل، وذلك حتى تتمكن من التقاط صور للتأثيرات الإكليلية الرائعة.
وعلى حين يمكنك بطبيعة الحال استخدام أي كاميرا مستقلة وفائقة الجودة، تذكّر ناسا الجميع بأنه ليس من الضروري إنفاق الكثير من المال قبل هذا الحدث. ونظراً إلى مدى تطور كاميرات الهواتف الذكية الحالية وفعاليتها، فمن المفترض أن تتمكن من التقاط بعض الصور الخلابة باستخدام هاتفك الموجود في جيبك. لكن ما زال بالإمكان الاستعانة ببعض الملحقات التي يمكن أن تجعل التقاط الصور أسهل بعض الشيء، مثل حامل ثلاثي القوائم لتحسين الاستقرار.
تدرّب على التقاط صور الكسوف
الخطوة التالية: التدريب يؤدي إلى الإتقان، كما يُقال. على الرغم من أن محاكاة الكسوف قبل حدوثه أمر غير ممكن، فمن الممكن على أي حال اختبار إعدادات الكاميرا الرقمية ذات العدسة الأحادية العاكسة (DSLR) أو كاميرا الهاتف الذكي من خلال تصوير الشمس عندما تكون مشرقة، مع استخدام الحماية البصرية المناسبة بطبيعة الحال. بالنسبة إلى الكاميرا الرقمية ذات العدسة الأحادية العاكسة، تنصح ناسا استخدام فتحة عدسة ثابتة تتراوح من f/8 إلى f/16، إضافة إلى سرعة إغلاق مصراع تتراوح بين 1/1000 من الثانية إلى ربع الثانية. يمكن استخدام هذه القيم المختلفة خلال المراحل العديدة التي يمر بها الكسوف الجزئي في أثناء انتقاله إلى مرحلة الكسوف الكلي. ما إن يصل الكسوف إلى هذه المرحلة، سيحدث تغير كبير في درجة السطوع الشمسي، "ولهذا من الأفضل استخدام فتحة عدسة ثابتة مع تعرّض ضوئي بقيم تتراوح بين 1/1000 من الثانية إلى ثانية واحدة"، وفقاً للوكالة. تتيح معظم الهواتف الذكية ضبطاً دقيقاً مشابهاً، ولهذا قد يكون من المفيد إجراء بعض التجارب على هذه العملية عند الحاجة أيضاً.
اقرأ أيضاً: 7 حيل تقنية لتصوير فيديو بجودة عالية بكاميرا جوبرو
إرشادات عامة لالتقاط صور ناجحة للكسوف
يجب أن تتذكر بعض الأشياء الأخرى: لا تنسَ إيقاف تشغيل الفلاش، واختر خاصية التصوير بزاوية واسعة أو التصوير العمودي (بورتيه). وبالنسبة إلى الهواتف الذكية في مرحلة الكسوف الكلي، تأكد من إقفال ميزة التركيز البؤري في الكاميرا، إضافة إلى تفعيل وضع التصوير التتابعي السريع لالتقاط مجموعة من الصور التي يمكن أن تكون رائعة. يفضل مصورو الظواهر الفلكية التقاط الصور بصيغة الصور الخام (RAW)؛ ما يجعله خياراً جيداً لدى من يسعون إلى التقاط أفضل صور إلى أبعد حد ممكن خلال الكسوف. وعلى حين تستطيع كاميرات جوجل بيكسل (Google Pixel) تفعيل خيار التقاط الصور الخام بنفسها، فإن معظم الهواتف الذكية الأخرى ستتطلب تنزيل تطبيق طرف ثالث لأداء هذه المهمة؛ مثل ياميرا (Yamera) وهالايد (Halide).
إلا أنه بصرف النظر عن كاميرتك وخيارك من التطبيقات، يجب ألا تركز على التقاط صور للشمس والقمر فقط. ففي ملاحظة رائعة، تشير ناسا إلى أن الكسوف يؤثر على كل شيء تحته، بدءاً من الإضاءة المحيطة بك، وصولاً إلى عنصر "الانبهار" الذي يعلو وجوه المحيطين بك من الأصدقاء وأفراد العائلة. لا تنسَ التقاط بعض الصور لما يحدث حولك، إضافة إلى ما يحدث فوقك.
لمزيد من التفاصيل حول أفضل الخيارات لتصوير الكسوف، توجه إلى موقع ناسا الإلكتروني.