كيف تعبر نهراً أو جدولاً مائياً بأمان؟

الغرق هو السبب الأهم للوفيات العرضية في المتنزهات الوطنية في الولايات المتحدة، ما يعني أنه عليك التعامل مع كل نُهير وجدول ومعبر نهري بحذر ومراعاة لكي تعبر المسطحات المائية في البرية بأمان.

هذه هي الطريقة التي تمكّنت وفقها أنا وزوجي من عبور نهر يتدفق بقوة بعد 3 أيام من تساقط الأمطار في متنزه دينالي الوطني. يمكنك عبور التيارات المتدفقة بسرعة دون أن تصاب بأذى أو تبلل معدّاتك جميعها باستذكار المعلومات الضرورية وتطبيق التقنيات الصحيحة.

تذكّر القاعدة العامة

يحب المرشدون والمدربون وقادة الرحلات في مجتمع النشاطات الخارجية تلخيص القواعد في تعليمات مختصرة. والقاعدة الأولى التي تذكرها مديرة المناهج والمرشدة الميدانية في المدرسة الوطنية للقيادة الخارجية، شانون روشيل، عندما يتعلق الأمر بعبور المياه هي "المراقبة، التقييم، اتخاذ القرار ثم التنفيذ".

يتطلّب تطبيق هذه القاعدة في سيناريوهات الحياة الواقعية تخصيص بعض الوقت لمراقبة المحيط وطريقة تحرّك المياه وكيف تتغير. حاول تحديد المواقع التي يكون فيها المسطح المائي أوسع وأعمق. سيتطلب عبور المعابر الأوسع قضاء المزيد من الوقت في الماء، وعبور المياه العميقة بأمان أصعب.

بعد ذلك، عليك تقييم إذا ما كان عبور المسطّح المائي ممكناً. حدد المواقع التي تكون فيها المياه ضحلة بما يكفي بما يسمح بعبورها، وبطيئة بما يكفي لكيلا تسقط فيها، وبعيدة عن الأخطار مثل الشلالات. إذا لم تتوافر الظروف الآمنة للعبور في الموقع، يجب عليك البحث في اتجاه عكس تيار المجرى أو معه للعثور على موقع أفضل.

تقول روشيل إنه في النهاية، لست مضطراً إلى عبور المجرى المائي في موقع معين لأن المسار الذي تسلكه يؤدي إلى هذا الموقع بالتحديد. بدلاً من ذلك، إذا كان المعبر يبدو صعب العبور، فابحث عن قسم مُجدول من النهر؛ إذ إن هذه المناطق تكون ضحلة وتكون المياه فيها أبطأ غالباً. قد تضطر أيضاً إلى الانتظار حتى ينحسر تدفق المياه؛ إذ إن تدفق المياه المتضخم في النُهير أو النهر قد يكون مؤقتاً بسبب تساقط غزير للأمطار.

اتبعت روشيل الطريقتين السابقتين من قبل؛ إذ إنها أمضت ذات مرة 3 أيام وسارت كيلومترات عديدة للعثور على مكان آمن لعبور نهر سريع التدفق في سلسلة جبال ويند ريفر في ولاية وايومينغ. خيّمت روشيل وطلابها في رحلة أخرى بجوار معبر صعب العبور ووضعت علامات على طول ضفة نهر وراقبت لساعات لتلاحظ كيف ترتفع المياه وتنحسر على مدار اليوم لتحديد وقت التدفق الأدنى بدقة، الذي يكون الوقت الأسلم للعبور غالباً.

باختصار، امنح نفسك وقتاً كافياً لتقييم الموقف تماماً والبحث عن أفضل بديل، الذي يتمثّل أحياناً في الانتظار أو تغيير الموقع. تقول روشيل: "لست مضطراً إلى العبور على الفور أو من الموقع نفسه، كما أنك لست مضطراً إلى العبور على الإطلاق".

تعلَّم أساسيات عبور المياه

إذا كنت تعتقد أن القاعدة السابقة هي الوحيدة التي عليك تذكّرها حتى تتمكن من عبور جسم مائي بأمان، ففكر مجدداً. يجب أن يعرف المتجولون والرحالة جميعهم أيضاً أساسيات عبور المياه، وهي المدخل والقاع والتيار والعمق واتجاه حركة المياه والمَخرج.

المدخل

أولاً، خذ في الاعتبار كيف ستدخل النهير أو النهر أو أي جسم مائي متحرّك آخر. ابحث عن نقطة تمثّل مدخلاً سهلاً للمياه حتى لا تسقط في المياه بعد أن تخطي خطوتك الأولى. المناطق الضحلة التي لا تحتوي على الانحدارات الحادة هي الأفضل. سيساعدك اتباع مسار سالك لا يضم الكثير من الحطام في بدء العبور على نحو سليم.

بغض النظر عن الموقع الذي تريد أن تبدأ العبور منه، احرص على عدم خلع حذائك، ولا تبحث عن جذوع الأشجار أو الأحجار لتساعدك على العبور. تقول روشيل إنه يجب ألا تركّز كثيراً على الحفاظ على جفاف قدميك، لأن محاولة المشي بتوازن على جذع زلق أو القفز من صخرة إلى أخرى لتجنّب المياه قد يؤدي إلى إصابات أخطر من برودة الأقدام.

القاع

بعد ذلك، فكّر بقاع النهير وما يتألف منه. توضح روشيل أن الصخور الكبيرة يمكن أن تكون زلقة وأكثر عرضة للتحرك تحت قدميك، لذا فهي ليست مناسبة للعبور الآمن. يمثّل القاع الذي يتألف من الرمال أو الحصى قاعدة أكثر استقراراً.

إذا لم تتمكن من تحديد نوع قاع المياه من الضفة بدقة، يجب عليك أنت أو أي شخص في مجموعتك فحص جزء ضحل من النهر أو النهير تتحرك فيه المياه ببطء. يجب أن يدخل الكشاف الماء من دون حقيبة ظهر ويتجول ثم يعود، ويفحص بعناية للعثور على الطريق الأكثر أماناً. يجب أن يساعِد البقية على تحديد المواقع المناسبة من الضفة وأن يكونوا على استعداد للمساعدة إذا سقط الكشاف في المياه.

التيار

التيار من العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار. تقول روشيل: "إذا كان الماء يتدفق بسرعة أكبر من السرعة التي يمكنك المشي فيها، يُفضّل أن تجد موقعاً مختلفاً [للعبور]". لتحديد سرعة المياه، ارمِ عصا فيها وامش بالسرعة العادية بجانبها على الضفة. إذا سبقتك العصا، فسرعة المياه أكبر من أن تعبرها، ما يعني أن العبور في هذا الموقع ليس آمناً. ابدأ البحث عن مكان مختلف وكرر الخطوات بدءاً من الأولى.

العمق واتجاه حركة المياه

كقاعدة عامة، يجب عليك العثور على منطقة عبور آمنة لا تغمر المياه فيها ركبتيك. إذا تمكنت من العثور على منطقة كهذه، ووجدت مدخلاً مناسباً في موقع كان فيه القاع مناسباً وكانت فيه سرعة التيار مناسبة، فاحرص على أن تكون أحزمة الحقيبة والورك مشدودة لتعزيز التوازن.

من ناحية أخرى، عبور المياه التي تغمر ركبتيك أصعب، ويمكن بسهولة أن تفقدك التوازن خاصة إذا كان التيار سريعاً. في هذه الحالة، يمكن أن يجعل فك أحزمة الحقيبة وحزام الورك خلع الحقيبة أسهل إذا سقطت في المياه.

ما لم يكن هناك تيار على الإطلاق، تنصح روشيل بتجنب مناطق العبور حيث يكون مستوى الماء بمستوى خصرك أو أعلى. إذا كان هذا هو الحال وسقطت في المياه، فستحملك المياه في اتجاه المجرى على الأرجح.

لهذا السبب، عليك أن تعرف ما يوجد في اتجاه المجرى. إذا كان هناك شلال قريب، أو أغصان أو جذوع الأشجار الساقطة أو صخور أو أي عوائق يمكن أن تحبسك تحت الماء أو تفقدك الوعي، فاختر موقعاً جديداً للعبور.

المخرج

أخيراً، يجب عليك تقييم المخرج. تقول روشيل: "لن تجد معبراً مناسباً حتى تجد موقعاً مناسباً للخروج من المياه وتخرج من الجانب الآخر". تصحُّ هنا القواعد نفسها للعثور على المدخل.

قد لا تجد دائماً المعبر المثالي الذي تكون فيه جميع الظروف مثالية، ولكن بتخصيص القليل من الوقت والجهد، ستجد منطقة ذات توازن يلائمك. إذا لم تكن واثقاً من قدرتك أنت ومجموعتك على العبور بأمان، فلا تحاول العبور.

كيف تعبر المياه بالطريقة الصحيحة؟

تقول روشيل إنه بمجرد العثور على موقع مناسب للعبور، اعبر المياه على نحو استراتيجي. توجّه في اتجاه منشأ المياه لتضع نفسك في الوضع الأكثر استقراراً، واستخدم طريقة الحامل الثلاثي القوائم للحفاظ على توازنك. أمسك عصا متينة أو قصيب الترحال بكلتا يديك واتكئ عليها حتى تشكّل 3 نقاط اتصال قوية مع قاع النهر. تحرَّك فقط من خلال تحريك نقطة واحدة في كل مرة.

إذا كنت في مجموعة، فاحرص على أن يكون الفرد الأقوى الذي يتمتع بالثبات الأفضل في المقدمة، واجعل الآخرين يصطفّون خلفه في مواجهة تيار المياه. أمسك بحزام الخصر أو حقيبة ظهر الشخص أمامك، وادفع جسمك للأسفل بقوة كافية لتثبيت نفسك وتثبيته. يولّد الشخص في المقدّمة نوعاً من الدوامة التي تمكّن الآخرين من التحرك جانبياً بسهولة أكبر، وعليك التحرك إلى الجوانب ببطء بتناغم معه.

تذكّر أنك لن تعبر بنجاح حتى يصل كل فرد في مجموعتك بأمان إلى الضفّة على الجانب الآخر. عندما يعبر الجميع بأمان أخيراً، هنئ نفسك واخلع حذاءك وتذكّر أن لديك زوجاً جافاً من الجوارب في حقيبتك.