كيف يمكن تسريع نمو النباتات المنزلية؟

هل تشعر بالخيبة عندما ترى أنّ نبتتك لا تزال بـ 10 أوراق مثلما كانت منذ شهرين، أو أنّ طولها لم يزدد؟ هل نفد صبرك وأنت تنتظر تلك النبتة أن تزهر؟ هل تتساءل إن كان بالإمكان جعلها تنمو بشكل أسرع؟ في الواقع، ثمّة بعض النصائح التي ستساعدك على تسريع نمو النباتات المنزلية، حتى يتسنى لك الاستمتاع بها والاستفادة منها. وإليك كيف.

أهمية وجود النباتات الداخلية على صحة الإنسان

لماذا عليك أن تزرع وتسرِّع نمو هذه النباتات المنزلية؟ لأن تلك الكائنات الخضراء الثابتة في مكانها تعطي أكثر بكثير من أوكسجين وهواء نقيّ، فهي تؤثّر بشكل إيجابي على العديد من الوظائف الجسدية والنفسية للإنسان، حيث يعتبر التعامل مع النباتات نشاطاً فكرياً غير لفظيّ يمكن أن يوفّر الاستقرار النفسي والراحة من خلال تحفيز الحواس الأربع بطرق مختلفة. وقد أشارت دراسة أعدّها باحثون من جامعة "تشونغ نام" (Chungnam University) الكورية، وجامعة "تشيبا" (Chiba University) اليابانية، المنشورة في دورية "الأنثروبولوجيا الفسيولوجية" (Journal of Physiological Anthropology)، إلى أن النباتات الداخلية تعود بالعديد من الفوائد على صحة الإنسان وأدائه، فهي تعزز الرضا الوظيفي للعاملين في المكاتب، وتقلل من التوتر النفسي، وتُحسِّن الحالة المزاجية، وتعزِّز الصحة المعرفية، ويمكن أن تؤثِّر هذه العوامل بشكلٍ إيجابي على مقاومة الأمراض والإجهاد المزمن.

بالإضافة إلى ذلك، فقد توصلت الدراسة إلى أن التفاعل النشط مع النباتات الداخلية وزراعتها يمكن أن يقلل من الإجهاد الفيزيولوجي والنفسي مقارنة بالعمل الفكري، وهذا يتحقق من خلال كبح نشاط الجهاز العصبي الودي، وخفض ضغط الدم الانبساطي، واستجلاب المشاعر المريحة والمهدئة والطبيعية.

لذلك، عليك أن تولي هذه النباتات المنزلية اهتماماً جيداً.

كيف يمكن تسريع نمو النباتات المنزلية؟

يختلف معدّل نمو النباتات المنزلية باختلاف أنواعها، ومع ذلك، يمكن في بعض الأحيان أن نجعلها تنمو بسرعة أكبر وذلك بتوفير كامل الاحتياجات الأساسية للنمو. وفيما يلي بعض النصائح التي ستساعد على تحقيق هذا الهدف.

تعريضها للضوء المناسب

من بين جميع العوامل التي تؤثّر على نمو النباتات المنزلية، فإن الإضاءة الكافية هي الأكثر أهمية، فالضوء ضروري للنباتات لإنتاج الغذاء والبقاء على قيد الحياة. وبشكل عام، كلما كان الضوء المتاح أكبر زاد إنتاج الغذاء اللازم للنمو وزادت سرعة نمو النبات. يمكنك معرفة فيما إذا كانت نباتاتك لا تتلقى ضوءاً كافياً من خلال ملاحظة العلامات التالية:

توقف نمو النبات.
تحوّل لون النباتات إلى الأخضر الباهت أو الأصفر أو الأبيض.
تكون الفراغات الداخلية بين الأوراق في الأفرع الجديدة أطول بكثير مقارنة بتلك الموجودة في الجزء الأقدم من النبات.
الأوراق الجديدة أصغر حجماً من الأوراق القديمة.
فشل النباتات المزهرة في إنتاج براعم الزهور.

اختر النباتات التي تمتلك متطلبات إضاءة تتناسب مع بيئتك الداخلية، إذ على الرغم من أن النباتات قد تنمو في ظروف إضاءة منخفضة، فإن المزيد من الضوء يعزز كثافة الأوراق والأزهار. لوضع النبات في المكان المناسب حسب احتياجاته من الضوء، طبِّق النصائح التالية (بالنسبة للبلدان الواقعة شمال خط الاستواء):

ضع النبات الذي يمتلك متطلبات إضاءة منخفضة في مكان مواجه لنافذة شمالية أو زاوية مظلمة إلى حد ما. بشكل عام، تنمو هذه النباتات بشكل أبطأ وتستهلك كمية أقل من المياه، لذلك تجنب الإفراط في الري.
ضع النباتات ذات المتطلبات المتوسطة أو المعتدلة من الضوء مواجهة للنوافذ الشرقية، أو بالقرب من نافذة مواجهة للغرب، ولكن بعيداً عن ضوء الشمس المباشر. ينبغي أيضاً تجنب الإفراط في الري لأن النباتات لن تجف بسرعة.
ضع النباتات ذات المتطلبات العالية من الضوء في المواقع ذات الإضاءة العالية مثل النوافذ المواجهة للجنوب والجنوب الغربي، وهذه الزوايا غالباً ما تكون أكثر دفئاً، لذلك افحص تربة هذه النباتات بشكل متكرر واسقها كلما جفت.
يمكن إضافة الإضاءة الصناعية لتعويض نقص ضوء الشمس الطبيعي في البيوت المظلمة، أما أكثر أنواع الإضاءة شيوعاً فهي مصابيح "ليد" (LED) ومصابيح الفلورسنت.
حافظ على نظافة النباتات المورقة وامسح سطح الأوراق بقطعة قماش مبللة بمياه نظيفة، فالغبار يقلل من تلقي الضوء اللازم لعملية التمثيل الضوئي.

الريّ كلما احتاج الأمر

قد يعتقد البعض أنه كلما سقى النباتات أكثر زادت سرعة نموّها، في الواقع، إنّ ري النباتات من أهم المهارات التي يجب إتقانها، لأن استخدام كمية كبيرة من الماء سيؤدي إلى خنق جذور النباتات أو تعفّنها، كما أنّ القليل من الماء سيؤدي إلى عدم انتظام النمو وتقزم النبات. لذلك، عند ريّ النباتات عليك أن تضع في اعتبارك الأمور التالية:

نوع النبات: عليك أن تعلم المتطلبات المائية الخاصة بالنباتات التي تزرعها، وأن ترويها بناءً على هذه المتطلبات.
حجم النبات: تحتاج النباتات الكبيرة إلى كمية من المياه أكبر مقارنة بالنباتات الصغيرة.
حجم الأصيص: تزداد الحاجة إلى الري المتكرر كلما كان حجم الأصيص أصغر.
شدة الضوء: النباتات الموضوعة بالقرب من الضوء العالي تفقد المزيد من بخار الماء مقارنة بالنباتات تحت الضوء المنخفض، وبالتالي تحتاج الى كمية أكبر من الري.
يمكنك تحديد الموعد المناسب للري عن طريق إدخال إصبعك قليلاً داخل التربة، فإذا كانت لا تزال رطبة فلا حاجة للماء، أما إذا كانت جافة فيمكنك أن تسقي النباتات بشكل جيد حتى تخرج المياه من فتحات التصريف، وبعدها تخلص من الماء المتجمع في صحن الأصيص.

التسميد الجيد

تحتاج النباتات إلى العديد من العناصر الغذائية لتنمو بشكل صحي، وتحتاج بشكل أساسي إلى النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم. ومع ذلك، فإن الكثير من محبيّ النباتات يقعون في فخ الأسمدة مثلما هو الحال مع الريّ، فغالباً ما يسمّدون نباتاتهم أكثر من اللازم. عند استخدام الأسمدة بشكل كبير، سوف تذوب في الماء وتشكّل أملاحاّ داخل التربة ستعمل على سحب الماء من الجذور، ما يؤدي إلى حرق الجذور وموتها. لذلك، قبل التسميد عليك أن تضع الأمور التالية في اعتبارك:

نوع النبات: تحتاج بعض النباتات إلى الكثير من الأسمدة بينما يحتاج بعضها الآخر إلى القليل منها، وبعضها لا يحتاج إلى أيّ سماد إضافي لعدّة أشهر مثل النباتات العصارية.
حجم الأصيص: الأصيص الأصغر حجماً يحتاج إلى سماد أقل مقارنة بالأصيص الأكبر.
تقلّ حاجة النباتات إلى الأسمدة في الشتاء، وكلما زادت مستويات الضوء في السنة زادت العناصر الغذائية اللازمة للنمو وزادت الحاجة إلى التسميد. لذلك، ابدأ بتسميد النباتات المنزلية في أوائل الربيع.
بشكل عام إذا أصبح لون النبات العام أخضر فاتحاً قم بالتسميد كل أسبوعين.
إذا كانت الأفرع الجديدة بلون أخضر داكن لكنّ الأوراق صغيرة الحجم والعقد الداخلية بين الأوراق أطول من النمو الأقدم، فقلّل من معدّل السماد.
يمكنك استخدام العديد من المواد العضوية من المنزل لتسميد التربة وتسريع نمو النباتات المنزلية، مثل تفل القهوة وقشور الموز وقشور البيض المسحوق بالإضافة إلى الكمبوست أو السماد التجاري.
بشكل عام، لتعزيز النمو الخضري، استخدم سماداً عالي الآزوت (النيتروجين)، أما لتعزيز نمو الأزهار، استخدم سماداً عالي الفوسفور.

الحفاظ على درجة حرارة في الوسط المحيط مناسبة لنمو النبات

ينمو النبات بشكل أفضل وأسرع عندما تكون ظروف الإضاءة والري والتسميد والحرارة مناسبة له، فارتفاع درجة حرارة الغرفة يسرِّع التنفس، وفي حال كان النبات لا ينتج سكريات كافية بعملية التمثيل الضوئي كما هو الحال في ظروف الإضاءة المنخفضة، فإن درجة الحرارة المرتفعة تدفع النبات لاستهلاك الكمية القليلة من السكريات في التنفس، فلا يتبقى ما يكفي للنمو، فيتباطأ نمو النباتات وقد تموت في النهاية.

لمساعدة النباتات المنزلية على النمو بشكل أسرع وأفضل، ثمّة خياران: إما رفع مستوى الضوء لزيادة التمثيل الضوئي وإنتاج السكر، وإما خفض درجة حرارة الغرفة لخفض معدلات التنفس والسماح بإنتاج المزيد من السكريات. تختلف النباتات الداخلية بمتطلبات درجة الحرارة المناسبة لها، لكن وبشكل عام، فإن أفضل نطاق درجة حرارة للنباتات المنزلية بين 70 إلى 80 درجة فهرنهايت (21 إلى 26 درجة مئوية) في النهار، وبين 65 إلى 70 فهرنهايت (18.3 إلى 21 درجة مئوية) في الليل.

زيادة الرطوبة النسبية

الرطوبة النسبية هي كمية بخار الماء الموجود في الهواء. وغالباً ما تكون الرطوبة النسبية المعتادة في المنازل أقل بكثير من الرطوبة النسبية التي تناسب العديد النباتات باستثناء بعضها كالصباريات، لذلك ولزيادة الرطوبة النسبية، يمكنك القيام بما يلي:

ضع النباتات بالقرب من بعضها بعضاً لتكوين بيئة ذات رطوبة نسبية أعلى.
ضع إناءً واسعاً ضحلاً مملوءاً بالماء وضَع فيه حصى أو حجارة بركانية، الأمر الذي سيؤمّن التبخر من مساحة سطح كبيرة ويزيد بالتالي من الرطوبة النسبية.
استخدام الزجاجات لرش رذاذ الماء حول النبات.
لا ينبغي رشّ أوراق وأزهار النباتات ذات الأوراق المشعرة بالماء، لأن الماء سيبقى على هذه الأوراق مدة طويلة ما يوفر فرصاً لنمو العفن أو الأمراض.

تغيير الأصيص

إذا كانت النباتات المنزلية قد كبرت على الأواني الموضوعة فيها، هذا يمنعها من النمو بشكل أكبر. يمكنك معرفة ذلك من خلال هذه العلامات:

تنمو الجذور من فتحات التصريف أسفل الأصيص.
تدفع الجذور النبات إلى الأعلى فيبدو وكأنه يخرج من الإناء.
ينمو النبات بشكل أبطأ من المعتاد أو يتوقف النمو تماماً في الربيع والصيف.
يبقى النبات عطشان حتى عند ريّه بشكل متكرر.

لذلك، يمكنك تسريع نمو النباتات المنزلية عبر اختيار أصيص جديد بقطر أكبر بحدود 5 إلى 10 سنتيمترات من الأصيص القديم، قلّم الجذور وفكّها، ثم انقل النبات إلى الأصيص الجديد، مع ضرورة أن تتم هذه العملية في بداية فصل الربيع قبل أن يبدأ النمو.

التقليم

التقليم هو طريقة أخرى يمكن من خلالها تسريع نمو النباتات المنزلية، وعلى الرغم من أنّ طريقة التقليم تختلف باختلاف النبات، لكن هناك بعض الإرشادات العامة مثل:

قلِّم النباتات في أواخر الشتاء وأوائل الربيع.
لا تقلِّم بشدة. أزل بعض الفروع الموجودة بالقرب من قاعدة النبات، والأفرع الميتة.
ينبغي قصّ الساق مباشرة فوق عقدة الورقة (أعلى من العقدة بـ1.9 سنتيمتر) باستخدام مقص التقليم الخاص بالبستنة.
قصّ الأزهار القديمة من النباتات المنزلية المزهرة لتحفيزها على إنتاج المزيد من الأزهار.

ختاماً، لتسريع نمو النباتات المنزلية وجعلها أفضل وأكثر صحة، حاول أن تُطبِّق جميع هذه النصائح مع بعضها بعضاً.