أمراض المهن: ما أمراض العمل المكتبي الأكثر شيوعاً؟

4 دقيقة
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يمكن لبيئة العمل المكتبي الحديثة، بطبيعتها المستقرة ومهامها المتكررة، أن تصبح أرضاً خصبة لمشكلات صحية تُعرف بالأمراض المهنية. لكن من خلال فهم المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بهذه المهن، يمكن للموظفين وأصحاب العمل على حد سواء اتخاذ خطوات استباقية لخلق بيئة عمل أكثر صحة وإنتاجية، فإليك أكثر أمراض العمل المكتبي شيوعاً.

اقرأ أيضاً: أمراض المهن: ما الأمراض التي تُصيب روّاد الأعمال؟

أكثر أمراض العمل المكتبي شيوعاً

فيما يلي أبرز الأمراض التي تهدد صحة العاملين في المكاتب، وطرق الوقاية منها:

1. الاضطرابات العضلية الهيكلية

وفقاً لدراسة نُشِرت في المجلة الإثيوبية للعلوم الصحية (Ethiopian Journal of Health Sciences)، تحدث الاضطرابات العضلية الهيكلية المرتبطة بالعمل بسبب طبيعة العمل المكتبي، بما في ذلك الوضعية غير الملائمة، والجلوس فترات طويلة، والانحناء غير المناسب، والإجهاد في مكان العمل، والأثاث غير المناسب، وفترات الراحة غير الكافية.

وهي مجموعة الاضطرابات التي تؤثّر في العضلات والأوتار والأربطة والأعصاب وغيرها من الهياكل في الجهاز العضلي الهيكلي، مثل تصلب العضلات وآلام المفاصل وتيبسها وتورم المنطقة المصابة. من هذه الاضطرابات الشائعة:

  • إصابات العضلات: تنجم عن الجلوس فترات طويلة أو تكرار الحركات في العمل المكتبي، وتوتر عضلات أسفل الظهر والرقبة والكتف.
  • إصابة الأوتار: بمرور الوقت، يؤدي الاستخدام المتكرر لليد أو الكتف في العمل المكتبي إلى إجهاد أوتار الكفة المدورة في الكتف، والعضلات القابضة للمعصم، وباسطات الساعد.
  • إصابة الأعصاب: عندما تضغط العضلات أو الأوتار على الأعصاب القريبة منها تسبب إصابات عصبية، مثل متلازمة  النفق الرسغي.

تحدث متلازمة النفق الرسغي (CTS) نتيجة الضغط في منطقة النفق الرسغي على العصب المتوسط الممتد من الساعد إلى راحة اليد والذي يوفّر الشعور والحركة لأجزاء من اليد، وتسبب شعوراً بالخدر والتنميل والوخز والضعف في اليد. تنتج هذه الحالة عن أداء حركات متكررة باليد، كما في تشغيل الماوس والنقر على لوحة المفاتيح في الكمبيوتر. وإذا أُهمِلت فترة طويلة، تسبب نقص التنسيق بين الأصابع والإبهام.

2. إجهاد العين

قد يؤدي التحديق في شاشة الكمبيوتر ساعات طويلة إلى الإصابة بمتلازمة رؤية الكمبيوتر أو ما يُعرف بإجهاد العين الرقمي، والذي يترافق بأعراض مثل عدم وضوح الرؤية، والرؤية المزدوجة، وجفاف العين أو احمرارها، والصداع، وآلام الرقبة. ومع التقدم في السن تحدث الإصابة بإرهاق العين بسبب قلة مرونة العدسات، ما يتطلب مجهوداً إضافياً للتركيز على الشاشة.

لتجنب اضطرابات الرؤية في العمل المكتبي يمكن اتباع النصائح التالية:

  • استخدم قاعدة 20:20:20 لإراحة العينين، أي كل عشرين دقيقة ارفع رأسك وانظر لأي شيء على مسافة 20 قدماً (6 أمتار) نحو 20 ثانية.
  • اضبط إضاءة الغرفة بحيث تتجنب مصادر الوهج أو الإضاءة الساطعة في مجال رؤيتك ومحيطك. على سبيل المثال، لا تضع شاشتك أمام نافذة أو مصباح مكتبي. ويُفضل دائماً اعتماد الإضاءة غير المباشرة (المنعكسة عن الجدار أو السقف).
  • اضبط إضاءة شاشة الكمبيوتر للتناسب مع الإضاءة المحيطة، بحيث لا تكون خافتة ولا عالية.
  • اختر حجم الخط الذي يكون مريحاً لعينيك لمنع التعب، وابتعد عن أحجام الخطوط الصغيرة التي تسبب إرهاق العينين بسرعة.

اقرأ أيضاً: هذا الدليل يساعدك في مواجهة صعوبات العودة للعمل في المكتب

3. البدانة

يسهم الجلوس الطويل في العمل المكتبي ونقص الأنشطة البدنية، بالإضافة إلى الميل لتناول الوجبات الجاهزة الغنية بالسعرات الحرارية الفارغة، في تراكم الدهون في الجسم. وفقاً لمجموعة مايو كلينيك الطبية، يُعدُّ الجلوس ساعات طويلة متواصلة أحد الأسباب الأكثر شيوعاً للسمنة بين العاملين في المكاتب، حيث يرتبط الوزن الزائد بزيادة خطر الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية مثل:

للوقاية من البدانة الناتجة عن العمل المكتبي، ينبغي تناول وجبات صغيرة غنية بالعناصر الغذائية، وتجنب الوجبات الجاهزة ذات السعرات الحرارية العالية، بالإضافة إلى زيادة النشاط البدني كما يلي:

  • الاستراحة كل 30 دقيقة لممارسة نشاط بدني خفيف.
  • الوقوف والمشي لدى استخدام الهاتف أو إجراء الاجتماعات.
  • استخدام مكتب الوقوف.
  • استخدم المكتب الرأسي المزود بجهاز المشي بينما تضع حاسوبك على رف خاص.

4. العدوى الميكروبية

وفقاً لخبير الصحة في العالم الرقمي جوش غوردون، فإن لوحة المفاتيح قد تحتوي على ميكروبات أكثر بنحو 400 ضعف من مقعد المرحاض، أي نحو 3255 ميكروباً لكل سنتيمتر مربع، بما في ذلك بكتيريا الإشريكية القولونية والمكورات العنقودية والعقدية وفيروسات الأنف. وأوضح أن لوحات المفاتيح والمكاتب قد تكون بيئة خصبة لتكاثر البكتيريا الضارة بسبب دفء أصابعنا وفتات الخبز وبقايا الجلد الميت.

ومن أهم أمراض المكاتب الشائعة:

  • نزلات البرد والإنفلونزا.
  • الفيروس المخلوي التنفسي.
  • التهاب المعدة والأمعاء.
  • التهاب الحلق.
  • التهاب الملتحمة.

للوقاية من العدوى في المكاتب ينبغي:

  • غسل اليدين قبل استخدام لوحة المفاتيح وبعده.
  • تنظيف لوحة المفاتيح بعود القطن مرطب (وليس مبلل) بالماء أو كحول الأيزوبروبيل.
  • تجنب تناول الطعام أمام جهاز الكمبيوتر أو على المكتب.
  • المحافظة على نظافة المكتب.

اقرأ أيضاً: أمراض المهن: ما الأمراض التي قد تُصيب المبرمجين؟

5. إجهاد الضوضاء

يعتمد عملاقا التكنولوجيا جوجل وميتا تصميم المكاتب المفتوحة لأنها تعزز الإنتاجية، وتزيد من كفاءة العمل الجماعي والتعاون، لكن يمكن لرنين الهواتف والطابعات الصاخبة والضوضاء المكتبية، أن يمثّل خطراً على الصحة، وفقاً لدراسة نشرت في مجلة الإدارة والتنظيم (Journal of Management & Organization).

حيث ارتبطت الضوضاء في المكاتب المفتوحة بتراجع الحالة المزاجية بنسبة 25% وزيادة استجابة العرق بنسبة 34%، وهو ما قد يؤثّر في المدى الطويل على الإنتاجية والصحة النفسية والجسدية. إذ يسبب الضجيج (التلوث الصوتي) إثارة استجابة التوتر في الجسم وإفراز هرمونات التوتر، وهو ما يرتبط بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية وتعطيل دورات النوم، وضعف المناعة.

للحد من الضوضاء في مكتب العمل، عليك الالتزام بما يلي:

  • استخدام مواد ممتصة للصوت في جدران وأثاث المكتب مثل الإسفنج والرغاوي.
  • استخدام مواد عازلة للصوت لمنع انتشاره.
  • إخفاء الصوت عبر أجهزة تصدر أصواتاً مألوفة وغير مزعجة في الخلفية، ما يغطي على الضوضاء المزعجة.

اقرأ أيضاً: 4 مهن تساعد على تعزيز المهارات الإدراكية والمعرفية لممارسيها

6. أمراض القلب والأوعية الدموية

غالباً ما يتضمن العمل المكتبي فترات طويلة من الجلوس، فقد أشارت دراسة نُشِرت في دورية بي إم سي للصحة العامة (BMC Public Health) إلى أن الجلوس أكثر من 10 ساعات يومياً، كما في بعض الأعمال المكتبية، يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. وفي دراسة أخرى منشورة في دورية العمل (Work)، تبين أن قلة الحركة اليومية ونمط الحياة الخامل المرافق للعمل المكتبي يزيدان من خطر إصابة الموظفين بأمراض القلب التاجية بالإضافة إلى السمنة.