يواجه العاملون في الصناعات الثقيلة مثل النفط والغاز والمعادن مخاطر صحية بسبب التعرض للمواد الضارة والممارسات الخاطئة، ما قد يعرّضهم للإصابة بالأمراض المهنية المهددة لحياتهم.
فيما يلي أبرز المخاطر الصحية التي يواجهها العاملون في الصناعات المعدنية والنفطية.
الاضطرابات العضلية الهيكلية
الاضطرابات العضلية الهيكلية هي مجموعة الإصابات التي تؤثّر في العضلات والأوتار والأربطة والأعصاب وغيرها من مكونات الجهاز العضلي الهيكلي، مثل التهاب الأوتار أو متلازمة النفق الرسغي أو إصابات الظهر.
تشمل هذه الاضطرابات أعراضاً مثل تصلّب العضلات وآلام المفاصل وتيبسها وتورّم المنطقة المصابة، والخدر والتنميل.
تمثّل الإصابات العضلية الهيكلية نحو 70% من الإصابات التي قد يتعرض لها العاملون في المنشآت النفطية البحرية على وجه التحديد، وتحدث نتيجة:
- الانزلاقات والسقوط، بسبب سوء تصميم بيئة العمل، بما في ذلك المعدات والمهام.
- التحكم اليدوي، والذي يتضمن حركات مثل الرفع والخفض والدفع والسحب والحمل، فأداء إحدى هذه الحركات بطريقة خاطئة، أو مع حمل ثقيل للغاية، قد يسبب إصابة خطيرة.
اقرأ أيضاً: أمراض المهن: ما الأمراض التي قد تُصيب الكتّاب؟
الأمراض الناتجة عن التعرّض للمواد الخطرة
يتعرض المهندسون والعمال في المنشآت النفطية والمعدنية للعديد من المواد الخطيرة التي قد تسبب الإصابات أو الأمراض، وبعضها يمكن أن يتحول إلى حالات مزمنة أو حتى قد يسبب الوفاة، ومن هذه المواد التي حددتها إدارة السلامة والصحة المهنية الأميركية (OSHA):
- جسيمات الديزل: وهي الجسيمات الدقيقة التي تنتج عن تشغيل محركات الديزل مجموعة متنوعة من الآلات والمركبات والمعدات.
- المنتجات الثانوية لعمليات التنقيب عن النفط والغاز: تعتمد درجة الخطر المحتمل على الخواص الكيميائية الفردية وسمية كل مادة، وتتفاوت ما بين الحروق الكيميائية والإصابة بالسرطانات.
- الغازات والأبخرة الهيدروكربونية (HGVs): مثل كبريتيد الهيدروجين، وقد تزيح هذه الغازات والأبخرة الأوكسجين، وتعرّض المهندسين والعمال للدوار والارتباك، وإصابة العينين والرئتين والجهاز العصبي المركزي. وفي تركيزات عالية، قد تؤدي لفقدان الوعي وحتى الموت.
- جسيمات السيليكا: تدخل السيليكا في تكوين الصخور والرمل، وقد تنتج هذه الجسيمات في بيئة عمل المنشآت النفطية عن الخرسانة والإسمنت والغرانيت والتربة السطحية والمادة الكاشطة للتفجير ورمل التكسير الهيدروليكي. يؤدي التنفس الطويل الأمد لغبار السيليكا البلوري الناعم إلى مرض السحار السيليسي أو سرطان الرئة، نتيجة ترسب الجسيمات في الرئة وتندب أنسجتها. يترافق السحار بضيق التنفس والسعال الشديد، وبمرور الوقت قد يؤدي إلى الوفاة.
- الزئبق: يوجد الزئبق بشكلٍ طبيعي ضمن مكونات النفط، وقد ينطلق بفعل الضغط والحرارة على هيئة بخار، ثم يتكاثف على المبادلات الحرارية والفواصل والمبردات والصمامات والأنابيب وغيرها. يؤدي التعرض الطويل الأمد للزئبق إلى الارتعاش والذهول والتغيرات في الشخصية واضطراب الرؤية، وقد يؤثّر في الكلى والجلد.
- المعادن الثقيلة: مثل الرصاص والزنك والنيكل والمنغنيز، وهي معادن ثقيلة تدخل في صناعة الصلب والحديد، وقد يسبب التعرّض لها على المدى الطويل تلف الأعضاء.
اقرأ أيضاً: أمراض المهن: ما أكثر الأمراض التي تواجه الأطباء شيوعاً؟
السرطانات
أفاد التقرير الصادر عام 2021 عن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARCWHO)، بزيادة خطر تعرض العاملين في صناعة النفط أو الذين يعيشون بالقرب من المنشآت النفطية للإصابة بعدة أنواع مختلفة من السرطان.
وتوصلت المراجعة التي نُشِرت في المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة (International Journal of Environmental Research and Public Health)، إلى زيادة خطر الإصابة بورم الظهارة المتوسطة، وسرطان الجلد، والورم النقوي المتعدد، وسرطان البروستاتا والمثانة البولية.
بينما انخفض في المقابل خطر الإصابة بسرطانات المريء والمعدة والقولون والمستقيم والبنكرياس.
اقرأ أيضاً: أمراض المهن: ما أمراض العمل المكتبي الأكثر شيوعاً؟
متلازمة اهتزاز اليد والذراع
تحدث متلازمة اهتزاز اليد والذراع (HAVS) نتيجة التعرّض لاهتزاز الأجهزة الكهربائية المحمولة على فترات طويلة. وتسبب تغيرات في الإحساس بالأصابع وتنميلاً وضعفاً في العضلات واضطرابات في الأوعية الدموية والأعصاب والمفاصل في أيدي وأذرع العاملين.
مخاطر التعرّض للإشعاع
قد يتعرض العاملون في المنشآت النفطية للمواد المشعة الطبيعية (NORM) الموجودة طبيعياً في تكوين النفط والغاز، وعلى وجه التحديد، يُعدّ أولئك الذين يتعاملون مع الأنابيب والمعدات الممكن تلوثها بالمواد المشعة الطبيعية هم الأكثر عرضة للإشعاع.
غالباً ما تحتوي خزانات النفط والغاز تحت الأرض على مستويات مرتفعة من المواد المشعة مقارنة بتلك الموجودة فوق سطح الأرض، ومعظمها من الراديوم 226 والراديوم 228. وحالما يبدأ الحفر، تنطلق هذه المواد المشعة من جوف الأرض إلى البيئة السطحية، من هواء وماء، وقد تتركز في أجسام البشر.
كما تتضمن بعض عمليات تصنيع الفولاذ التعرض لمصادر الإشعاع المستخدمة في الاختبار ومراقبة الجودة.
الخطر الرئيسي للمواد المشعة هو إصابة الحمض النووي بالتلف، ما قد يكون سبباً في تكون الطفرات وتطور السرطانات. علاوة على ذلك، للمواد المشعة تأثير في الجهاز الهضمي والمناعي والرئتين والكليتين والجلد والعينين.
اقرأ أيضاً: أمراض المهن: ما الأمراض التي قد تُصيب المبرمجين؟
فقدان السمع الناتج عن الضوضاء
تُعدّ مواقع العمل في المنشآت الصناعية النفطية والمعدنية أماكن عمل صاخبة، وهو ما قد يعرّض العمال في هذه المنشآت لخطر فقدان السمع الناجم عن الضوضاء (NIHL). وعلى الرغم من أنه قد يكون مؤقتاً بحيث يستعيد العامل سمعه لدى مغادرة موقع العمل الصاخب، فإن الضجيج المستمر والعالي قد يكون سبباً لفقدان السمع الدائم أو طنين الأذن.
مخاطر درجات الحرارة القصوى
يتعرّض العمال في مواقع حفر آبار النفط وفي أفران صهر المعادن وخلال عمليات اللحام لدرجات حرارة عالية، ما قد يعرّضهم لخطر الإصابة الحروق والطفح الجلدي والإرهاق الحراري والتشنجات والجفاف.