تنوعت متحورات فيروس كورونا، وكان آخرها متحور أوميكرون ذو سرعة الانتشار العالية وخفيف الشدة المرضية، إلى أن نشرت صحيفة الغارديان البريطانية خبراً يشير إلى انتشار نوع جديد من متحور أوميكرون أُطلق عليه اسم القنطور أو (Centaurus) في كل من الهند والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وألمانيا وكندا وأستراليا.
ما هو متحور «القنطور» وكيف تم رصده للمرة الأولى؟
تم اكتشاف متحور القنطور أو (BA.2.75) لأول مرة في الهند في أوائل شهر مايو/أيار، وشهدت المملكة المتحدة ارتفاعاً كبيراً في حالات الإصابة به منذ ذلك الحين، وربما كان وقع الخبر أقوى عند البريطانيين ممن لم يتلقوا اللقاح بعد، كما ذكرت الصحيفة.
لم يكن من الصعب ملاحظة أن المتحور الجديد كان ذا سرعة انتشار أعلى من سابقه، وأكد ذلك ارتفاع حالات الإصابة به في المملكة المتحدة بنسبة 20% أسبوعياً، والذي يعتبر ارتفاعاً كبيراً لم تشهده المملكة المتحدة بعدما نشرت سياسة التطعيم الخاصة بها.
صنّفه المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (European Centre for Disease Prevention and Control) على أنه "متحول خاضع للمراقبة" بحسب تقاريره. المعلومات حول هذا الفيروس لا تتعدى سوى معرفة أن انتشاره سريع وأنه مرتبط ببعض الأمراض الأكثر خطورة، إلا أن الأدلة حول ذلك ما زالت غير كافية وإثباتاتها ضعيفة، ومع ذلك ما زالت منظمة الصحة العالمية (World Health Organization) تراقب عن كثب، وأكدت أنه لا توجد أدلة كافية للتعميم.
اقرأ أيضاً: متحوّر «أوميكرون» الجديد: ما الذي نعرفه حتى الآن؟
بماذا تميز المتحور الجديد «القنطور»؟
إضافةً إلى ميل متحور القنطور الواضح والسريع للانتشار في نطاقات جغرافية واسعة، وجد علماء الفيروسات أن المتحور الجديد يتميز بوجود عدد هائل من الطفرات الوراثية الإضافية في حمضه النووي، حيث قال الطبيب ستيفن جريفين وعالم الفيروسات في جامعة ليدز البريطانية: "هذا قد يعني أن المتحور الجديد لديه فرصة لتطوير ميزة إضافية عن سلالة فيروس أوميكرون الأولى".
كما قال الطبيب توم بيكوك عالم الفيروسات في الجامعة الملكية في لندن، والذي كان أول من نبّه حول خطورة أوميكرون: "لا يتعلق الأمر بنوع الطفرات بل بعددها، فتأثير الطفرات المُجتمعة أسوأ من تأثيرها الفردي، كما يُصعب التنبؤ بقدرة الطفرات العديدة التي تظهر معاً على منح الفيروس خصائص جديدة، الأمر الذي يجعلنا نخشى ونترقب الخطوة التالية للفيروس دائماً نظراً لأنها غير متوقعة".
استشهد الطبيب جريفين بظهور هذا المتحور الجديد كمثال آخر على قدرة الفيروس على تغيير وتعديل بروتينات سبايك وهي البروتينات التي يستخدمها الفيروس للوصول إلى الخلايا والالتصاق بها. كما أنها البروتينات التي يُعتمد عليها في لقاحات كوفيد-19، وبتحديد هذه البروتينات سيتم البدء في تصنيع وإنتاج لقاحات مضادة لهذه السلسلة الفيروسية.
اقرأ أيضاً: ما هي أحدث توصيات الوقاية من كوفيد-19؟
ما الخطوة التالية وكيف نقي أنفسنا من الإصابة؟
ما زالت مفاجآت فيروس كورونا مستمرة، ففي الوقت الذي كان فيه الكثيرون مقتنعين بأن متحور دلتا يُمثل ذروة انتشار الفيروس، ظهر أوميكرون ليُثبت لنا عكس ذلك بفوعته العالية ومراوغته للأجسام المضادة، وهذا ما أطلق عليه الطبيب جريفين اسم «مواكبة التطور الفيروسي».
وعلى الرغم من طرح العديد من الأدوية الفعّالة في علاج كوفيد-19، تبقى اللقاحات أكثر طرق الوقاية أماناً، فتأثيرات الفيروس طويلة الأمد لم تُحدد بعد، ما يجعلنا لا نعلم ما نقف أمامه حتى الآن. هذا لا يعني بالضرورة أن نقلق، إلا أن أخذ الحيطة واجب لحماية أنفسنا والآخرين.
اقرأ أيضاً: دراسة من سوريا: هل أصبحت أساليب الوقاية من كوفيد-19 تشكل خطراً على الصحة؟
كما تم طرح فكرة إنشاء بيئات مقاومة للعدوى من خلال تحسين التهوية أو تعقيم الهواء الداخلي وغيرها من الأساليب التي تُدرس قدرتها على الحد من انتقال الفيروس.